ما هي أعراض الاضطرابات النفسية؟
الاضطرابات النفسية هي مجموعة واسعة من الحالات التي تؤثر في المزاج والتفكير والسلوك. و تظهر على شكل أعراض تعكس عجز الفرد في التأقلم مع محيطه و التفاعل معه بشكل صحي.
قد يمر الكثير من الأشخاص بمشكلات أو مخاوف نفسية بين الحين والآخر، لكن المشكلة تتحول إلى اضطراب نفسي عندما تستمر الأعراض والعلامات لفترة طويلة، مسببة ضغطًا نفسيًا متكرّرًا أو صعوبة في أداء المهام اليومية.
يمكن أن تجعل الاضطرابات النفسية حياة الفرد أكثر صعوبة، حيث تؤثر في الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية. ومع ذلك، في معظم الحالات يمكن السيطرة على الأعراض والتخفيف من تأثيرها من خلال العلاج الدوائي إلى جانب العلاج النفسي (العلاج بالكلام أو الدعم النفسي).
الأعراض النفسية تختلف في شدتها ومدتها، وقد تكون:
خفيفة ومؤقتة:
تظهر بسبب ضغوط حياتية أو مواقف صعبة ثم تختفي تدريجيًا.
متوسطة أو متكررة:
تضعف القدرة على التركيز أو التكيف مع الحياة اليومية.
شديدة أو مزمنة:
قد تُعيق العمل والدراسة والعلاقات، وقد تكون مؤشرًا على اضطراب نفسي يحتاج تدخل متخصص.
إن تقييم تأثير الأعراض على الحياة اليومية ومدى استمرارها هو خطوة أساسية لتحديد الحاجة إلى المساعدة الطبية.
ما هي الفئات الرئيسية لهذه الأعراض؟
1-اضطرابات النوم
النوم عنصر أساسي في الصحة النفسية والجسدية، وأي اضطراب فيه قد يكون عرضًا لاضطراب نفسي كالاكتئاب أو القلق. اضطرابات النوم قد تظهر بصعوبة البدء في النوم أو الاستمرار فيه، أو بأحلام مزعجة متكررة تؤثر على جودة الراحة.
2-الأعراض الذهانية
الأعراض الذهانية تعكس اضطرابًا في الإدراك والتفكير، حيث قد يفقد الفرد صلته بالواقع. غالبًا ما ترتبط باضطرابات مثل الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب. وتشمل أوهامًا ومعتقدات خاطئة، أو هلوسات سمعية وبصرية، أو حالات من الهوس.
3-الأعراض المعرفية والإدراكية
الأعراض المعرفية تتعلق بكيفية التفكير ومعالجة المعلومات. قد يُعاني الشخص من ضعف في الذاكرة، صعوبة في التركيز، أو تشوهات في التفكير تؤثر على قراراته وإدراكه للواقع. هذه الأعراض قد تكون واضحة في الاكتئاب، القلق، أو الاضطرابات الذهانية.
4-الأعراض المزاجية
الأعراض المزاجية تعكس التغيرات في الحالة العاطفية للشخص. قد تكون تقلبات بسيطة أو اضطرابات عميقة تستمر لفترات طويلة، مثل فقدان القدرة على الاستمتاع أو الشعور الدائم بالذنب. هذه الأعراض قد تُشير إلى الاكتئاب أو الاضطرابات ثنائية القطب.
5-الأعراض السلوكية
السلوك هو انعكاس للحالة النفسية الداخلية. التغيرات السلوكية قد تشمل انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية، اندفاعه نحو سلوكيات غير محسوبة، أو حتى إلحاق الأذى بنفسه. هذه الأعراض قد تكون مؤشراً خطيرًا يستدعي التدخل السريع.
6-الأعراض الجسدية والنفسية-الجسدية
قد تتجلى الاضطرابات النفسية في صورة شكاوى جسدية متكررة دون سبب عضوي واضح. هذه الأعراض غالبًا ما تكون انعكاسًا للتوتر أو الاكتئاب، وتشمل الصداع المستمر، آلام المعدة، أو الإرهاق الشديد.
متى يجب طلب المساعدة من مختص؟
من الطبيعي أن يمر الإنسان بتقلبات مزاجية أو ضغوط نفسية في حياته اليومية، لكن في بعض الحالات تصبح الأعراض إشارة واضحة على ضرورة اللجوء إلى طبيب أو أخصائي نفسي. من أبرز هذه الحالات:
استمرار الأعراض لفترة طويلة
إذا استمرت أعراض مثل الحزن الشديد، القلق المستمر، الأرق، أو فقدان المتعة لأكثر من أسبوعين دون تحسن.
استمرار الأعراض يزيد من احتمالية تحوّلها إلى اضطراب نفسي يحتاج إلى علاج.
التأثير المباشر على الحياة اليومية
صعوبة في التركيز أو إنجاز المهام في العمل أو الدراسة.
إهمال المسؤوليات اليومية أو فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
توتر شديد أو صعوبة في الحفاظ على العلاقات الاجتماعية أو العائلية.
شدة الأعراض وتفاقمها
نوبات هلع متكررة أو خوف غير مبرر يعيق الخروج من المنزل أو ممارسة الأنشطة.
اضطرابات نوم حادة تمنع الراحة لعدة أيام متتالية.
تقلبات مزاجية شديدة تصل إلى الغضب العنيف أو البكاء المستمر دون سبب واضح.
ظهور سلوكيات خطيرة أو مؤذية
إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار، حتى لو كان مجرد أفكار عابرة.
السلوكيات الاندفاعية أو العدوانية التي تهدد سلامة الشخص أو من حوله.
الإدمان على الكحول أو المخدرات كوسيلة للهروب من الأعراض النفسية.
الأعراض الجسدية غير المفسرة طبيًا
صداع متكرر، آلام معدة، أو إرهاق مستمر لا يزول رغم الفحوص الطبية السليمة.
تراجع الشهية أو زيادة الأكل بشكل مفرط مرتبط بالحالة النفسية.