ما هي اللامبالاة؟
اللامبالاة هي شعور بفقدان الحماس أو الحافز تجاه الأنشطة اليومية أو التفاعلات الإجتماعية بحيث يصبح كل شيء باهتًا أو مملًّا.
من الطبيعي أن تمرّ بفترات تفقد فيها الرغبة في فعل ما تحب، لكنها في العادة فترات عابرة سرعان ما تستعيد بعدها الرغبة في الإنجاز.
أما في حالة اللامبالاة المرضية فإن الأعراض تستمر لفترات طويلة وتبدأ بالتأثير في عملك أو علاقاتك أو في قدرتك على النهوض من السرير أو القيام بأعمال روتينية مثل تحضير الطعام أو أخذ حمام.
ما الفرق بين اللامبالاة و فقدان المتعة؟
برغم تشابه المصطلحين فإن بينهما فروق جوهرية:
اللامبالاة (Apathy): هي فقدان الحافز والاهتمام بشكل عام.
الشخص لا يشعر برغبة في البدء بأي نشاط، سواء كان ممتعًا أو ضروريًا، ويبدو غير مبالٍ بما يحدث من حوله.
فقدان المتعة (Anhedonia): هو فقدان القدرة على الاستمتاع بالأشياء التي كانت تجلب المتعة سابقًا.
الشخص قد يحاول الانخراط في الهوايات أو العلاقات الاجتماعية لكنه لا يجد أي متعة فيها.
ما هي أنواع اللامبالاة؟
يمكن للامبالاة الظهور بأشكال متعددة حسب الموقف ، و يمكن تصنيفها الى:
اللامبالاة العاطفية:
و تتسم بغياب المشاعر الإيجابية والسلبية معًا، فيبدو الشخص كأنه فاقد التفاعل العاطفي مع ما يدور حوله.
اللامبالاة السلوكية:
و تظهر في شكل غياب المبادرة ، حيث يجد الشخص صعوبة في بدء أي نشاط من تلقاء نفسه.
اللامبالاة العامة:
تشمل مزيجًا من انخفاض الدافع الداخلي، ضعف الاستجابة العاطفية، وقلة التفاعل الاجتماعي.
إلى جانب هذه الأنواع، هناك صور خاصة من اللامبالاة قد يواجهها بعض الأشخاص مثل:
لامبالاة المتفرج (Bystander Apathy):
حيث يشاهد الشخص موقفًا يستدعي المساعدة لكنه لا يتدخل، نتيجة شعور باللامبالاة أو عدم المسؤولية تجاه الموقف.
الإرهاق العاطفي (Compassion Fatigue):
و يصيب الأشخاص ذوي التعاطف العالي الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن المساعدة، فيفقدون تدريجيًا القدرة على الاستمرار في إظهار الاهتمام أو التعاطف.
كيف تظهر اللامبالاة؟
إذا كنت تعاني من اللامبالاة فقد تلاحظ الأعراض التالية مستمرة لمدة أطول من أسبوعين:
-
قلة الحماس أو فقدان الدافع للقيام بمهام كنت شغوفاً بها في السابق.
-
شعور بأن الأمور “ثقيلة” مهما كانت بسيطة أو مألوفة .
-
انخفاض في الطاقة الطبيعية، تعب عام، أو كسل شديد .
-
ضعف التركيز أو المماطلة في إنجاز المهام.
و قد تؤثر هذه الأعراض على:
-
الأداء الأكاديمي أو الوظيفي
-
العلاقات الاجتماعية و العاطفية
-
الرعاية الذاتية و النظافة الشخصية
و لكن،
ما هي الأسباب التي تؤدي الى اللامبالاة؟
بشكل عضوي، اللامبالاة غالبًا تنشأ من اختلالات في الدافع والعاطفة في الدماغ، خصوصًا في المناطق المرتبطة بالمكافأة والتحفيز.
قد يكون هناك انخفاض في النشاط الكيميائي العصبي مثل الدوبامين، مما يقلل من الشعور بالمكافأة أو التشجيع الداخلي.
و قد تكون ردة فعل دفاعية تتبع موقفاً صادماً أو توتر طويل المدى مما يدفع بالشخص الى الانفصال عن مشاعره و تجاهلها جميعاً.
و قد تكون عرضاً لاضطرابات نفسية مثل:
الاكتئاب:
حيث يشعر الشخص بالتبلد ، فقدان الاهتمام و اللامبالاة تجاه الأشياء التي كان يتمتع بها سابقًا
القلق المزمن:
التوتر المستمر قد يُسبب الإجهاد النفسي مما يستنزف المريض عاطفياً و يدفعه لفقدان الاهتمام و الدافع.
الفصام:
تترافق فيه اللامبالاة غالبًا مع الأعراض السلبية، مثل انخفاض العاطفة أو الانسحاب الاجتماعي
كيف يتم التشخيص؟
يبدأ عندما يلاحظ الشخص نفسه أن اللامبالاة مستمرة وتؤثر على الأداء اليومي. أو يُبلّغ المقربون منه عن تغيير في السلوك مثل التأخر، الانسحاب الاجتماعي أو قلة الالتزام في الوظيفة.
يقوم المختص النفسي بسؤال عن التاريخ النفسي، عن مدى التغير في الحماس والاهتمام، ومدى تأثيره في العمل أو العلاقات.
و يستبعد الطبيب الحالات الطبية المؤثرة مثل فقر الدم، اضطرابات الغدة الدرقية، نقص الفيتامينات، أو الأدوية التي قد تسبب التعب والكسل.
ما هو العلاج؟
علاج اللامبالاة يركّز على معالجة الاضطراب المسبب لها، وليس فقط الشعور نفسه.
و له شقين نفسي و دوائي
العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
يساعد على مراقبة الأفكار السلبية واعادة صياغتها و مواجهتها.
العلاج بالتحفيز السلوكي:
و يتضمن تشجيع الشخص على العودة لممارسة الأنشطة التي كان يحبها تدريجيًا.
العلاج الدوائي
مثل مضادات الاكتئاب إذا كانت اللامبالاة جزءًا من الاكتئاب.
في بعض الحالات المرتبطة بالفصام أو الاضطرابات الذهانية، قد تُستخدم أدوية مضادة للذهان
متى يجب طلب المساعدة؟
-
إذا استمرت اللامبالاة لأسبوعين أو أكثر وترافقت مع ضعف في الأداء الوظيفي أو الاجتماعي.
-
إذا بدأت تلاحظ انسحابًا اجتماعيًا أو توقف المفاجئ عن الأنشطة التي كنت تستمتع بها.
-
إذا صاحبتها أعراض مثل الحزن العميق، الأفكار السلبية، صعوبة النوم، أو التفكير في إيذاء النفس.