الهلوسة

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

5 د

Image

يعكس المسح التاريخي لدراسة الهلوسة تطور الفكر العلمي في الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأحياء العصبي. وبحلول عام 1838، تمت الإشارة إلى العلاقة الهامة بين محتوى الأحلام والهلوسة. في أربعينيات القرن التاسع عشر، تم وصف حدوث الهلوسة في ظل مجموعة واسعة من الظروف، بما في ذلك الضغط النفسي والجسدي.

وصف الطبيب الفرنسي ألكسندر جاك دي بواسمونت في عام 1845 العديد من حالات الهلوسة المرتبطة بالتركيز الشديد، أو بالتأمل، أو التي تحدث ببساطة نتيجة للإصابة باضطراب نفسي. في النصف الأخير من القرن التاسع عشر، استمرت دراسات الهلوسة. كان الباحثون في فرنسا موجهين بشكل خاص نحو الوظيفة النفسية غير الطبيعية، ومن هنا جاءت أوصاف الهلوسة في المشي أثناء النوم وردود الفعل الأخرى. اختلفت تعريفات مصطلح الهلوسة مع مرور الزمن. عرّف الطبيب النفسي السويسري يوجين بلولر الهلوسة بأنها "تصورات دون محفزات مقابلة من الخارج"، في حين أشار قاموس الطب النفسي في عام 1940 إلى الهلوسة على أنها "إدراك ظاهر لجسم خارجي في حالة عدم وجود مثل هذا الجسم في الواقع". استمر الاهتمام بالهلوسة حتى القرن العشرين. أضافت مفاهيم سيغموند فرويد للأنشطة الواعية واللاواعية أهمية جديدة لمحتوى الأحلام والهلوسة.

الأسباب

هناك العديد من الأسباب المحتملة للهلوسة، بما في ذلك:

·         الأسباب المؤقتة للهلوسة

1.  الحالات أو المواقف التالية قد تسبب الهلوسة بشكل مؤقت:

2.  النوم أو الاستيقاظ

3.  ارتفاع في درجة الحرارة، خاصة عند الأطفال وكبار السن

4.  الجفاف الشديد

5.  الحرمان من النوم

6.  صداع نصفي

7.  صدمة

8.  ألم حاد

9.  الحزن

10.           الالتهابات مثل عدوى المسالك البولية، وخاصة عند كبار السن

11.           التعافي من التخدير بعد إجراء عملية جراحية

إن التعرض للهلوسة بهذه الطرق المؤقتة عادة لا يكون مدعاة للقلق. ومع ذلك، إذا كان لديك مشكلة طبية حادة تسببها، مثل العدوى أو الحمى، فمن المهم طلب العلاج الطبي لهذه المشكلة.

·         حالات الصحة العقلية التي قد تسبب الهلوسة

الفصام هو الحالة الصحية العقلية الرئيسية التي تسبب الهلوسة. يشير الفصام إلى حالة واحدة ضمن مجموعة من الحالات التي تندرج تحت فئة الاضطرابات المرتبطة بالذهان، وهي الحالات التي يعاني فيها الشخص من شكل من أشكال الانفصال عن الواقع، والذي يمكن أن يشمل الهلوسة. وتشمل الحالات التي تندرج تحت الفصام والتي قد تسبب الهلوسة ما يلي:

1.  الفصام

2.  اضطراب الشخصية الفصامية

3.  اضطراب التوهم المرضي

4.  الاضطراب الذهاني القصير

5.  الاضطراب الفصامي العاطفي

وتشمل حالات الصحة العقلية الأخرى التي قد تسبب الهلوسة ما يلي:

1.  الاضطراب ثنائي القطب: قد يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من الهلوسة أثناء نوبات الاكتئاب الشديدة أو نوبات الهوس الشديدة.

2.  الاكتئاب الشديد ذو المظاهر الذهانية (الاكتئاب الذهاني): الاضطراب الاكتئابي ذو المظاهر الذهانية هو نوع متميز من مرض الاكتئاب حيث يكون اضطراب المزاج مصحوبًا إما بالأوهام أو الهلوسة أو كليهما.

 

·         الحالات العصبية التي قد تسبب الهلوسة

تشمل الحالات العصبية التي قد تسبب الهلوسة ما يلي:

1.  مرض باركنسون: تتسبب هذه الحالة في تدهور جزء من الدماغ، مما يسبب أعراضًا أكثر خطورة بمرور الوقت. يعاني حوالي 20% إلى 40% من الأشخاص المصابين بمرض باركنسون من الهلوسة أو الأوهام. يمكن أن تحدث الهلوسة أيضًا بسبب الأعراض الجانبية للأدوية.

2.  مرض الزهايمر: يعاني حوالي 13% من المصابين بمرض الزهايمر من الهلوسة. تحدث الهلوسة بسبب التغيرات داخل الدماغ الناتجة عن هذه الحالة.

3.  الأمراض المزمنة، بما في ذلك فشل الكبد، والفشل الكلوي، وسرطان الدماغ.

الأنواع

للهلوسة أنواع مختلفة، تم تصنيفها تبعًا لطبيعة الهلوسة، سواء أكانت سمعية أو بصرية أو حسية أو غيرها. وتشمل أنواع الهلوسة ما يلي:

1.  الهلوسة السمعية (الصوتية): هذه هي أكثر أنواع الهلوسة شيوعًا. وتتمثل في سماع أصوات غير حقيقية، مثل الموسيقى أو خطوات الأقدام أو طرق الأبواب. قد تكون الأصوات إيجابية أو سلبية أو محايدة. وقد يأمرونك بفعل شيء قد يسبب الضرر لنفسك أو للآخرين.

2.  الهلوسة البصرية: تتضمن هذه الهلوسة رؤية أشياء غير حقيقية، مثل الأشياء أو الأشكال أو الأشخاص أو الحيوانات أو الأضواء.

3.  الهلوسة الحسية: هذه الهلوسة تجعلك تشعر باللمس على جسمك أو بحركة غير حقيقية في جسمك. قد تنطوي على الشعور بأن الحشرات تزحف على جلدك أو أن أعضائك الداخلية تتحرك.

4.  الهلوسة الشمية: تتضمن هذه الهلوسة شم روائح غير موجودة أو لا يستطيع أحد شمها غيرك.

5.  الهلوسة الذوقية: تسبب هذه الهلوسة مذاقات غالبًا ما تكون غريبة أو غير سارة. تعتبر الهلوسة الذوقية (غالبًا ما تكون ذات طعم معدني) من الأعراض الشائعة نسبيًا للأشخاص المصابين بالصرع.

6.  الهلوسة بالأشخاص: هذه الهلاوس تجعلك تشعر بوجود شخص ما معك في الغرفة أو يقف خلفك.

7.  هلوسة الإدراك الحسي العميق: هذه الهلوسة تجعلك تعتقد أن جسمك يتحرك، مثل الطيران أو الطفو، في حين أنه ليس كذلك.

وهناك أيضًا أنواع من الهلوسة المرتبطة بالنوم، ومنها:

  1. هلوسة الاستيقاظ: هي الهلوسة التي تحدث أثناء الاستيقاظ من النوم. بالنسبة لمعظم الناس، تعتبر الهلوسة التنويمية طبيعية ولا تسبب القلق. وقد تكون أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات معينة في النوم.

  2. هلوسة النوم: هي الهلوسة التي تحدث أثناء النوم. عادةً ما تكون قصيرة الأمد وحوالي 86% منها مرئية. عادةً ما يرى الأشخاص أنماطًا وأشكالًا متحركة أو صورًا حية للوجوه أو الحيوانات أو المشاهد. هذه الهلوسة ليست عادة مدعاة للقلق.

الأعراض

يمكن أن يكون للهلوسة مجموعة من الأعراض، والتي تختلف باختلاف نوع الهلوسة، بما في ذلك:

1.  الشعور بأحاسيس في الجسم، مثل الشعور بالزحف على الجلد أو الحركة

2.  سماع الأصوات، مثل الموسيقى، أو خطوات الأقدام، أو طرق الأبواب

3.  سماع الأصوات، ويمكن أن تشمل أصواتًا إيجابية أو سلبية، مثل الصوت الذي يأمرك بإيذاء نفسك أو الآخرين

4.  رؤية الأشياء أو الكائنات أو الأنماط أو الأضواء

5.  شم رائحة، ويمكن أن تكون رائحة جيدة أو كريهة

6.  تذوق شيء ما، وغالبًا ما يكون طعمًا معدنيًا

وننصحك بمراجعة الطبيب إذا ظهرت لديك أو لأحد المقربين منك أعراض الهلوسة. من المهم أيضًا استشارة الطبيب النفسي إذا كان الشخص المصاب بمرض قد يسبب الهلوسة يعاني من هلوسة متفاقمة أو تغيرات أخرى في المزاج أو السلوك.

العلاج

يعتمد العلاج الأمثل للهلوسة على تحديد المشكلة الصحية أو النفسية المسببة لها. قد يكون من المستحسن الجمع بين العلاج بالأدوية العلاج النفسي بالكلام إذا كانت الهلوسة ناتجة عن الإصابة باضطرابات نفسية كالاضطرابات الذهانية. وتشمل العلاجات التي يمكن قد يقوم الطبيب بوصفها لعلاج أعراض الهلوسة ما يلي:

·         الأدوية

يعتمد علاج الهلوسة بشكل كامل على السبب الكامن وراءها. على سبيل المثال، إذا كنت تهلوس بسبب الانسحاب الشديد من الأدوية، فقد يصف لك طبيبك دواءً يساعد على تهدئة جهازك العصبي. أما إذا كانت الهلوسة ناجمة عن مرض باركنسون ، فقد لا يكون هذا النوع من الأدوية مفيدًا، ويمكن استخدام أدوية أخرى. ولذلك، فالتشخيص الدقيق مهم جدًا لعلاج الحالة بشكل فعال.

إذا كانت حالتك ناجمة عن مرض عقلي، مثل الفصام، فإن تناول الأدوية المناسبة يمكن أن يحسن هلوستك بشكل كبير. من خلال زيارة الطبيب فورًا واتباع خطة العلاج، من المرجح أن تحصل على نتيجة إيجابية على المدى الطويل.

·         العلاج النفسي بالكلام

يمكن أن يساعدك التحدث مع أحد المعالجين النفسيين في الحصول على فهم أفضل لحالتك الصحية وللهلوسة التي تحدث لك. يمكن أن يساعدك المعالج أيضًا في تطوير استراتيجيات التكيف، خاصة عندما تشعر بالخوف أو القلق.

ليست كل الهلوسة تتطلب العلاج، خاصة إذا حدثت الهلوسة لمرة واحدة فقط، حيث لا تعد الهلوسة حالة طبية طارئة، لكن الطبيب وحده هو الذي يمكنه تحديد ما إذا كانت تشير إلى مشكلة صحية خطيرة تحتاج إلى علاج ومتابعة. لذلك، إذا شعرت بظهور أعراض الهلوسة لديك أو لدى الأشخاص المقربين منك، فسارع إلى استشارة الطبيب للحصول على التشخيص الدقيق والبدء في العلاج، إذا تطلبت حالتك ذلك.

أسئلة وأجوبة

السؤال الأول/ هل الاكتئاب يسبب الهلوسة؟

بعض الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الشديد قد يعانون أيضًا من الهلوسة والتفكير الوهمي، وهي أعراض الذهان. ويعرف الاكتئاب المصحوب بأعراض الذهان بالاكتئاب الذهاني.


السؤال الثاني/ كيف تتعامل مع الشخص أثناء الهلوسة؟

قد يشعر الشخص الذي يعاني من الهلوسة بالخوف الشديد ويحتاج إلى مساعدتك في تهيئة بيئة هادئة تساعد على تقليل التوتر. أيضًا، لا تقم بلمس الشخص المصاب بالهلوسة دون إذن. تحدث ببطء وهدوء باستخدام لغة بسيطة. كن صبورًا، قد يستغرق الأمر وقتًا أطول من الشخص لفهم الكلام الذي تقوله.


السؤال الثالث/ متى يهلوس الإنسان؟

في بعض الأحيان يمكن أن تكون الهلوسة مؤقتة. يمكن أن تحدث إذا كنت تعاني من الصداع النصفي أو ارتفاع درجة الحرارة أو بمجرد استيقاظك أو نومك. ويمكن أيضًا أن تكون ناجمة عن عدوى أو ورم في المخ أو ارتباك أو نتيجة للإصابة بأحد الاضطرابات النفسية كالاضطرابات الذهانية.


السؤال الرابع/ ما سبب الهلوسة قبل النوم؟

غالبًا ما تحدث الهلوسة بسبب وجود حالة طبية كامنة أو أثناء فترات قلة النوم والتوتر. إن إجراء تغييرات على جدول النوم والحصول على مزيد من الراحة سيؤدي في كثير من الأحيان إلى حل المشكلة.


السؤال الخامس/ هل قلة النوم تؤدي إلى الهلوسة؟

يعد البدء بالهلوسة من بين الأعراض الأكثر شيوعًا للحرمان من النوم. يصاب حوالي 80% من الأشخاص بالهلوسة إذا تعرضوا للحرمان الشديد من النوم، وهذا يعني الحصول على بضع ساعات فقط من النوم خلال ليلة واحدة لعدة أيام دون نوم. 4

السؤال السادس/ ما سبب تخيل أشياء عند النوم؟

بالنسبة لمعظم الناس، تعتبر الهلوسة عند النوم طبيعية ولا تدعو للقلق، فقد تنتج غالبًا عن الإرهاق والتعب الشديد أو التعرض لتوتر وضغوطات أثناء النهار. وهي لا تشير عمومًا إلى مرض عقلي أو جسدي أساسي، على الرغم من أنها قد تكون أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات معينة في النوم.

السؤال السابع/ كيف امنع نفسي من الكلام اثناء النوم؟
إحدى الطرق الرئيسية لوقف التكلم أثناء النوم هي تقليل التوتر، وذلك من خلال اتباع روتين قبل النوم يسمح لك بالتخلص من التوتر بعد يوم طويل ومتعب. قبل ساعة أو نحو ذلك من موعد النوم، ابدأ في الاسترخاء، وقلل من استخدامك للتكنولوجيا، وقم بارتداء الملابس المريحة.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

مزيلات القلق

يعد اضطراب القلق (بالإنجليزية: anxiety) من الحالات النفسية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، ويسمى اضطراب القلق الذي يستدعي التدخل واستخدام مزيلات القلق اضطراب القلق العام (بالإنجليزية: General Anxiety Disorder). وقد تشعر في حال إصابتك باضطراب القلق بقلق مفرط وضيق شديد، كما قد يؤثر على قدرتك على العمل وممارسة نشاطاتك اليومية. أيضًا، تظهر أعراض القلق وتستمر في معظم الأيام لمدة ستة أشهر على الأقل. ويتم معالجة اضطراب القلق من خلال استخدام أدوية الاضطرابات النفسية وحضور جلسات العلاج النفسي [1]. وهذا الانتشار الكبير لاضطراب القلق حول العالم يجعل مزيلات القلق من بين الأدوية الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم [2]. تعتبر مزيلات القلق إحدى فئات الأدوية التي تستخدم لمنع أعراض القلق أو علاجها، وتشمل هذه الأعراض القلق الشديد أو الخوف الذي قد يستمر لأكثر من ستة أشهر[3] . وتندرج العديد من الأدوية ضمن مجموعة مزيلات القلق، التي يعد أكثرها شيوعًا البنزوديازيبينات. وقد يسبب استخدامك لمزيلات القلق شعورًا بالتعب أو النعاس. فما هي مزيلات القلق؟ ما هي استخداماتها؟ وما هي الأعراض الجانبية التي قد تسببها؟

الكلمات المفتاحية

القلق

الإكتئاب

ذهان

اضطرابات ذهانية

الهلوسة