مزيلات القلق

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

5 د

Image

على الرغم من أن اضطرابات القلق كانت وما زالت تسبب مشاكل للمصابين بها، إلا أن الأطباء لم يعرفوا كيفية تشخيصها وعلاجها إلا في التاريخ الحديث. مع مرور الوقت، تحسنت قدرة الأطباء على التعامل مع اضطرابات القلق وأصبح التشخيص أكثر دقة لتحديد الأعراض والحالة المرضية، وقد تم تطوير جلسات العلاج النفسي، واختبار الأدوية التي قد تساعد في علاج أعراض القلق. وبالنسبة لمزيلات القلق، فإنه لم يتم استخدام أي منها لعلاج أعراض اضطراب القلق حتى منتصف القرن العشرين. في ذلك الوقت، بدأ الأطباء في وصف أدوية لعلاج أعراض القلق مثل [4]:

1.  مثبطات مونوامين أوكسيديز

2.  مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

3.  البنزوديازيبينات

4.  حاصرات بيتا

وعلى الرغم من أن هذه الأدوية كانت فعالة في علاج الأعراض لدى العديد من المرضى، إلا أنه أن بعض هذه الأدوية المستخدمة قد تسبب الإدمان، وبعضها الآخر يعتبر مهدئًا قوي المفعول قد لا يمكن تحمله. ولكن، من بين هذه الأدوية التي استخدمت لعلاج أعراض اضطراب القلق، لا تزال البنزوديازيبينات شائعة الاستخدام في وقتنا الحاضر [4]. ولاستخدام العلاج المناسب لأعراض اضطراب القلق، ننصحك بالتحدث إلى طبيبك الذي سيقوم بالسؤال عن أعراضك وتشخيص حالتك من ثم اختيار العلاج المناسب.

 

الاستخدامات الطبية

تستخدم مزيلات القلق لعلاج أعراض اضطراب القلق العام. وتشمل أعراض اضطراب القلق العام القلق الشديد أو الخوف الذي يستمر لأكثر من ستة أشهر. وتستخدم مزيلات القلق أيضًا لعلاج أعراض الرهاب الاجتماعي الذي يعد أحد أنواع اضطرابات القلق، ويعرف بالخوف الشديد من المواقف الاجتماعية، مثل مقابلة أشخاص جدد أو التحدث أمام جمهور أو التواجد في الأماكن العامة. ويمكن أن يسبب الرهاب الاجتماعي أعراضًا جسدية، مثل: التعرق الغزير والغثيان. بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى التأثير على حياة المصاب وممارسة نشاطاته اليومية وقد يؤدي إلى العزلة الاجتماعية. وقد تستخدم مزيلات القلق أيضًا كمهدئات قبل التخدير اللازم للقيام بالإجراءات الطبية.

غالبًا ما يتم استخدام مزيلات القلق والعلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي معًا للمساعدة في تحسين جودة حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق [5]. ولكن، قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد والاعتياد على بعض الأدوية المزيلة للقلق إلى الإدمان، ولهذا السبب غالبًا ما يتم وصفها لفترة محددة وقصيرة[3] .

 

الأنواع 

تشمل مزيلات القلق التي تستخدم لعلاج اضطرابات القلق البنزوديازيبينات والباربتيورات والأزابيرونات وحاصرات مستقبلات بيتا [6].

·  البنزوديازيبينات

تسمى البنزوديازيبينات بمثبطات الجهاز العصبي المركزي. وليس من الواضح تمامًا آلية عمل البنزوديازيبينات أو كيفية قيامها بعلاج أعراض القلق، لكن من المعروف أنها تقوم برفع مستويات حمض أميني في الدماغ يسمى حمض جابا (GABA). يمنع هذا الحمض الأميني حدوث أي نشاط آخر في الدماغ، مما يساعد على الشعور بالهدوء، ومن الممكن أيضًا أن يسبب النعاس. وتتضمن بعض أمثلة مزيلات القلق التي تندرج ضمن مجموعة البنزوديازيبينات ما يلي[7] :

 

1. ألبرازولام

2. كلونازيبام

3. ديازيبام

4.  لورازيبام

تعتبر البنزوديازيبينات مزيلات القلق الأكثر شيوعًا، حيث أنها من الممكن أن تساعد في تقليل القلق وتسهيل النوم، وهي أكثر العقاقير ذات التأثير النفسي الموصوفة على نطاق واسع في العالم. وعند استخدامها بشكل مناسب تبعًا لنصائح الطبيب فإن البنزوديازيبينات هي أدوية آمنة وفعالة، ولكن في حال إساءة استخدامها، من الممكن أن تسبب الإدمان. ومن الأعراض الجانبية الشائعة للبنزوديازبينات، النعاس والدوار وفقدان التوازن [8].

 

·  الباربيتورات

تعمل الباربيتورات كمزيلات القلق مثل البنزوديازيبينات، ولكن مفعولها أقوى بكثير. يمكن أن تخفف الباربيتورات بجرعات منخفضة من القلق الخفيف إلى المتوسط وتمنح المصابين بالقلق شعورًا بالاسترخاء والهدوء. من الأفضل استخدام هذه الأدوية على المدى القصير، لأنها من الممكن أن تسبب الإدمان في حال الاستخدام طويل الأمد. ومن الأعراض الجانبية الشائعة للباربيتورات النعاس والدوخة والغثيان والصداع. وتتضمن بعض أمثلة مزيلات القلق التي تندرج ضمن مجموعة الباربيتورات ما يلي[7] :

 

1.  أموباربيتال

2.  بنتوباربيتال

3.  فينوباربيتال

 

·  الأزابيرونات

الأزابيرونات هي مجموعة من الأدوية التي تعمل كمزيلات للقلق عن طريق تأثيرها على مستقبلات (5 ‐ HT1A)، وتستخدم لعلاج أعراض القلق لدى المرضى الذين يعانون من اضطراب القلق العام (GAD)، ولكنها تعتبر أقل فاعلية وشيوعًا من البنزوديازيبينات. وقد أظهرت العديد من الدراسات نتائج متضاربة حول ما إذا كانت الأزابيرونات مفيدة إذا ما استخدمت كخط علاج أول لاضطرابات القلق، ولذلك يمكن استخدامها كعلاج مساعد بالإضافة إلى علاجات أخرى [9]. ومن المعروف أن الأزابيرونات لا تسبب الإدمان أو حدوث أي أعراض انسحابية بعد وقف استخدامها.

 ويتنمي دواء البوسبيرون إلى مجموعة الأزابيرونات ويعمل على علاج أعراض القلق من خلال موازنة مستويات هرمونات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ، وهي هرمونات تساعد في تحقيق استقرار الحالة المزاجية. وقد يساعد استخدام البوسبيرون على التفكير بشكل أفضل والشعور بالاسترخاء وتقليل القلق وتسهيل القيام بنشاطات الحياة اليومية. كما قد يساعد استخدام البوسبيرون على تقليل الشعور بالعصبية والتوتر، وقد يمنع أو يقلل الأعراض، مثل: صعوبة النوم والتعرق واضطراب ضربات القلب [10].

 

· حاصرات مستقبلات بيتا

ويمكن استخدام حاصرات مستقبلات بيتا للأشخاص الذين يعانون من القلق والرهاب من التحدث أمام الجمهور. ويعتبر استخدام حاصرات مستقبلات بيتا لعلاج أعراض القلق استخدامًا بدون تصريح (بالإنجليزية: Off-label use)، وهذا يعني أنه ليس الغرض منها أن تستخدم لعلاج أعراض القلق، ولكن من الممكن وصفها لهذا الاستخدام [11]. ولا تقوم حاصرات مستقبلات بيتا لعلاج الأسباب النفسية الكامنة وراء اضطراب القلق، لكنها يمكن أن تساعد في إدارة بعض الاستجابات الجسدية التي تحدث نتيجة للقلق، مثل:

 

1. زيادة في سرعة نبضات القلب

2.اهتزاز الصوت واليدين

3.التعرق

4.الدوخة

وتعمل حاصرات مستقبلات بيتا بشكل أفضل في إدارة القلق قصير المدى الذي قد يحصل نتيجة لأحداث معينة ويختفي بعد انتهائها. على سبيل المثال، يمكن للأشخاص تناول حاصرات مستقبلات بيتا قبل إلقاء خطاب أو التحدث أمام الجمهور إذا كان ذلك يجعلهم يشعرون بالقلق [12].

بروبرانولول هو دواء ينتمي إلى مجموعة حاصرات مستقبلات بيتا ويساعد على تقليل أعراض القلق، بما في ذلك التعرق والارتجاف. ولا يعد دواء بروبرانولول علاجًا للشعور بالقلق، فهو يقوم فقط بإيقاف أو تخفيف الأعراض الجسدية المصاحبة له. فعندما يشعر الشخص بالقلق، فإن الدماغ ينتج المزيد من المواد الكيميائية، مثل: النورادرينالين والأدرينالين، وكلاهما يمكن أن يزيدا من معدل نبضات القلب ويؤديا إلى حدوث الارتجاف والتعرق، وبقوم البروبرانولول بإيقاف تأثير هذه المواد الكيميائية وبالتالي منع أو تخفيف هذه الأعراض [13].

 

وتختلف استجابة المصابين باضطراب القلق للأدوية المزيلة للقلق. كما أن العلاج الذي قد يصلح لشخص ما قد لا يؤدي إلى حدوث تأثير على الإطلاق مع شخص آخر. لذلك ننصحك باستشارة طبيبك لاختيار العلاج المناسب للقلق الذي سيساعدك على تخفيف الأعراض أو منعها.

 

· أدوية أخرى

غالبًا ما يتم وصف الأدوية الأخرى لعلاج القلق الحاد (قصير المدى)، لكنها لا تصنف على أنها مزيلات القلق. على سبيل المثال ، هيدروكسيزين هو أحد مضادات الهيستامين، ويمكن استخدامه بجرعات عالية للتخفيف من أعراض القلق. أما البريغابالين، فهو دواء مضاد للنوبات يوصف أحيانًا كعلاج لأعراض القلق للأشخاص الذين جربوا خيارات العلاج الأخرى، ولكنها لم تكن فعالة أو سببت ظهور أعراض جانبية غير محتملة [14].

تُستخدم مضادات الاكتئاب، مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، لعلاج اضطرابات القلق، لكنها لا تصنف كمزيلات للقلق. تحتاج مضادات الاكتئاب لأسابيع من الاستخدام لإظهار فعاليتها في علاج أعراض القلق، لذا فهي ليست مفيدة لتخفيف القلق المفاجئ والشديد [14].

 

الأعراض الجانبية

يمكن أن تسبب مزيلات القلق حدوث أعراض جانبية لدى بعض الأشخاص، وفي غالب الحالات تختفي هذه الأعراض بعد بضعة أسابيع من الاستخدام المستمر، ولكن من الضروري مراجعة الطبيب في حال كانت الأعراض الجانبية شديدة وغير محتملة. وقد يوصي بعض الأطباء بتناول أدوية القلق مع الطعام لمنع أو تخفيف الأعراض الجانبية أو تغيير موعد تناول الأدوية، كتناولها قبل النوم إذا كان الدواء لا يتعارض مع النوم. ومن المحتمل أن تختلف الأعراض الجانبية التي يعاني منها الأشخاص الذين يستخدم مزيلات القلق تبعًا لنوع الدواء المستخدم. كما تتأثر احتمالية حدوث الأعراض الجانبية بالحالة الصحية للمريض أو تناوله لأي أدوية أخرى. وفي حال استخدامك لأحد الأدوية المصنفة كمزيلات للقلق، فقد تلاحظ ظهور أي من الأعراض الجانبية التالية [7]:

1. عدم وضوح الكلام

2.انخفاض معدل ضربات القلب

3. انخفاض ضغط الدم

4. التنفس غير المنتظم

5. فقدان الذاكرة

6. الارتباك

7. الاكتئاب

8. الدوار

9. الغثيان

10. الكوابيس 

كما يمكن أن يتسبب استخدام مزيلات القلق على المدى الطويل أيضًا في حدوث آثار جانبية مثل[7] :

1. تقلب المزاج

2. السلوك العدواني

3. مشاكل في الرؤية

4. مشاكل النوم

5. مشاكل في التنفس

6. تلف الكبد

7. التعب المزمن 

ويمكن أن تؤدي بعض مزيلات القلق، كالبنزوديازيبينات، إلى حدوث الإدمان، ولهذه الأسباب، ننصحك باستخدام مزيلات القلق لمدة محددة وقصيرة[3] . كما يمكن أن تؤثر مضادات القلق على العديد من أجهزة الجسم، وليس فقط الجهاز العصبي، ويمكن أن تتفاعل مع الأدوية الأخرى. لذلك، يجب عليك إخبار طبيبك عن الأدوية التي تستخدمها لتجنب أي تفاعل قد يؤدي إلى حدوث ضرر[2] . وغالبًا ما تسبب مزيلات القلق الشعور بالتعب أو النعاس أو تبطئ من ردات الفعل، لذلك ننصحك بعدم القيادة أو تشغيل الآلات أو القيام بأي أنشطة تحتاج إلى تركيز أثناء استخدامك لمزيلات القلق [2].

إن كنت تعاني من أعراض القلق وتستخدم مزيلات القلق كعلاج، ننصحك بالتحدث إلى الطبيب للاستفسار عن الأعراض الجانبية، وقد يخبرك طبيبك بما يمكنك فعله لتقليل الأعراض الجانبية المحتملة أو تجنبها. تساعد أنواع عديدة من مزيلات القلق على منع القلق وعلاج الأعراض المصاحبة له. تذكر أن هذه الأدوية تستخدم عادة على المدى القصير، حيث يمكن أن يؤدي الاستخدام طويل الأمد إلى حدوث تأثيرات غير مرغوب بها.

شارك المقالة

الكلمات المفتاحية

القلق

مزيلات القلق

رهاب إجتماعي

بنزوديازيبينات

أزابيرونات

باربتيورات

حاصرات مستقبلات بيتا