تقلبات المزاج

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هي تقلّبات المزاج؟

جميعنا نمرّ بأيام نشعر فيها بالسعادة صباحًا و للحزن أو الانزعاج مساءً. هذه التغيّرات المزاجية اليومية قد تكون طبيعية في ظروف معينة.
لكن إذا أصبحت تقلّبات المزاج مفاجئة، حادّة، ومتكررة لدرجة تؤثر على جودة حياتك وعلاقاتك، فقد تكون مؤشرًا على حالة صحية و نفسية أعمق تستحق استشارة طبيب.

تقلّبات المزاج هي:
"تغيّرات مفاجئة وغير متوقعة في الحالة العاطفية للشخص"، وتحدث غالبًا دون سبب واضح.
قد تشمل انتقالًا سريعًا من:

  • السعادة إلى الحزن

  • الحماس إلى اللامبالاة

  • الهدوء إلى الغضب أو القلق

السبب لا يكون دائمًا نفسيًا، بل قد يرتبط أحيانًا بتغيرات هرمونية، أو اضطرابات جسدية، أو تأثير لأدوية معينة.

 

ما هي الأسباب المحتملة؟

تتعدد الأسباب بين مؤقتة ودائمة، وتشمل:

التغيرات الهرمونية

مثل تلك التي تحدث في سن البلوغ، أو الدورة الشهرية، أو الحمل، أو سن اليأس.
تؤثر هذه التغيرات على كيمياء الدماغ، ما قد يؤدي إلى تقلّب الحالة المزاجية.

الإجهاد والتوتر

الإرهاق الذهني المزمن أو الأحداث المسببة للتوتر مثل فقدان الوظيفة أو مشاكل العلاقات قد تسبّب تقلبًا حادًا في المزاج.

نقص النوم

النوم غير الكافي أو المتقطع يُضعف قدرة الدماغ على تنظيم العاطفة والاستجابة الانفعالية.

نمط الحياة غير المنتظم

مثل سوء التغذية، قلة النشاط البدني، والعزلة الاجتماعية كلها عوامل تزيد من تقلبات المزاج.

الحالات النفسية والعصبية

و تشمل:

  1. اضطراب ثنائي القطب

  2. الاكتئاب

  3. اضطرابات القلق

  4. اضطراب الشخصية الحدية

  5. اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)

  6. اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)

  7. بعض أمراض الدماغ مثل داء ألزهايمر

  8. بعض العقاقير قد تسبب تقلبات في المزاج كأثر جانبي، أو عند إيقافها فجأة (خاصة مضادات الاكتئاب أو المنشطات).

 

متى تكون تقلّبات المزاج غير طبيعية؟

قد تكون علامة على مشكلة صحية تستدعي متابعة مختص إذا:

  1. كانت شديدة أو مفاجئة

  2. تؤثر على أدائك اليومي أو علاقاتك الاجتماعية

  3. ترافقها أعراض أخرى مثل اضطرابات النوم أو الشهية

  4. تترافق مع أفكار انتحارية أو سلوكيات اندفاعية

  5. تحدث بشكل متكرر ومن دون محفز واضح

 

كيف يتم التشخيص؟

يقوم المختص بتشخيص السبب الكامن وراء تقلبات المزاج بناء على

  • الفحص السريري ومراجعة التاريخ النفسي

  • استبعاد الحالات العضوية (مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات)

  • تقييمات نفسية متخصصة لقياس شدة ومدى التقلّب

  • استبيانات تشخيصية مثل PHQ-9 أو GAD-7 

 

ما هي خيارات العلاج؟

يعتمد العلاج على حل المشكلة الجذرية لتقلب المزاج ،
ويشمل:

العلاج النفسي:

مثل

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

  • العلاج الجدلي السلوكي (DBT) في حالات مثل اضطراب الشخصية الحدية

العلاج الدوائي:

مثل

  • مضادات الاكتئاب

  • مثبتات المزاج (مثل الليثيوم)

  • الأدوية المضادة للقلق أو الذُهان عند الحاجة




و تذكر،
تقلبات المزاج قد تكون تجربة طبيعية ومؤقتة، لكنها في بعض الأحيان مؤشر على اضطراب نفسي أو جسدي يحتاج إلى عناية طبية.
إذا لاحظت أن حالتك العاطفية تتغير بسرعة وبدون سبب واضح، أو إذا أثّرت على حياتك اليومية، لا تتردد في طلب المساعدة.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

اضطراب عدم انتظام المزاج

يتعلم الطفل في سن مبكرة كيفية التواصل الفعال مع محيطه للحصول على احتياجاته الأساسية، بَدْأً بالبكاء في الشهور الأولى للفت انتباه والدته لكونه جائع و انتهاءً بالصراخ الشديد في قسم الألعاب في المحل التجاري لإجبار والده بأن يسرع لشراء لعبة أخرى ليتفادى نظرات الاستنكار من رواد المحل حوله.  مع الوقت يتبين أن نوبات الغضب والعصبية هي خط الدفاع الأول لدى الطفل لمحاولة تغيير واقع سيء و التعبير عن مشاعر لا يعرف بعد الكلمات المناسبة للتعبير عنها، و هنا يظهر الفرق بين أعراض الاكتئاب لدى البالغين التي تتميز بالانسحاب و رفض التفاعل مع الواقع، و لدى الأطفال الذين يحاولون رفض التغيير عبر إبداء مشاعر غضب و سخط و عدائية غير مبررة. اضطراب عدم انتظام المزاج هو المسمى لردة الفعل العدائية و نوبات الغضب التي يبديها الطفل المصاب للتعبير عن حالته النفسية السيئة نتيجة خلل تربوي، تغيير بيئي، أو صعوبات يواجهها في حياته اليومية.

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

اضطراب ثنائي القطب