ما هي اضطرابات النمو العصبي والسلوكي ؟
اضطرابات النمو العصبي والسلوكي Neurodevelopmental and conduct disorders هي مجموعة من الاضطرابات التي تنشأ في مرحلة النمو المبكرة وتؤثر على التطور العصبي، مما يؤدي إلى مشاكل في التعلم، والسلوك، والتواصل الاجتماعي.
أعراض هذه الاضطرابات تظهر في الطفولة ولكن قد تستمر مدى الحياة، و تتراوح في شدتها وتأثيرها على الأداء اليومي.
لهذه الاضطرابات شقين:
- اضطرابات النمو العصبي: و تشمل الاضطرابات المرتبطة بخلل في النمو العصبي في فترة الطفولة المبكرة مثل التوحد أو صعوبات التعلم.
- اضطرابات السلوك: و تتضمن اضطرابات شخصية و سلوكية مرتبطة بالطفولة و قد تتطور بعد البلوغ لتصبح احدى اضطرابات الشخصية لدى البالغين.
لماذا تحدث هذه الاضطرابات؟
هذه الاضطرابات تنشأ نتيجة تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية في مراحل النمو المبكر، مما يؤدي إلى تأثيرات طويلة الأمد على النمو العصبي والوظائف الإدراكية والسلوكية.
-
العوامل البيولوجية والوراثية:
العوامل الوراثية تلعب دورًا رئيسيًا في تطور اضطرابات النمو العصبي، حيث تم تحديد العديد من الطفرات الجينية المرتبطة بهذه الحالات.مثلا:
-
-
ترتبط متلازمة الكروموسوم الهش X بظهور أعراض تؤثر على الإدراك والسلوك.
-
اضطرابات تطور الدماغ أو الاختلالات الكيميائية في الناقلات العصبية تؤثرعلى مدى شدة الأعراض.
-
-
العوامل البيئية:
إلى جانب العوامل الوراثية، قد تؤثر البيئة بشكل كبير على تطور هذه الاضطرابات. بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة تشمل:
-
-
التعرض للسموم أثناء الحمل، مثل التدخين، تعاطي الكحول، أو التعرض للمعادن الثقيلة.
-
الولادة المبكرة أو نقص الأكسجين عند الولادة، مما قد يؤدي إلى تلف عصبي يعيق النمو الطبيعي.
-
العدوى الدماغية أو الإصابات العصبية المبكرة، مثل التهاب السحايا أو إصابات الرأس الشديدة.
-
تؤثر هذه العوامل مجتمعة على نمو الدماغ، مما يؤدي إلى تأخير في اكتساب المهارات الحركية والمعرفية والاجتماعية.
و لكن من الجدير بالذكر بأن هذه العوامل تساعد في فهم حدوث الاضطرابات و لكن آلية حدوث بعض اضطرابات النمو العصبي معقدة و ليس من السهل تحديد أو فهم سبب مباشر لها.
ما هي أنواع اضطرابات النمو العصبي واضطرابات السلوك؟
تشمل هذه الفئة من الاضطرابات عدة حالات، أبرزها:
من الشائع أن تتداخل هذه الاضطرابات مع بعضها البعض، حيث يعاني العديد من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من صعوبات تعلم أو تأخر لغوي، كما أن بعض حالات اضطراب طيف التوحد تترافق مع إعاقات معرفية أو اضطرابات القلق.
كيف يتم تشخيص اضطرابات النمو العصبي والسلوكي؟
إذا كان طفلك يعاني من صعوبات في التعلم، الانتباه، أو التفاعل الاجتماعي، فقد يوصي الطبيب أو الأخصائي النفسي بإجراء تقييم شامل لتحديد طبيعة المشكلة وأفضل الطرق للتعامل معها.
ما يمكن توقعه أثناء التشخيص:
-
المقابلة السريرية:
سيقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بإجراء مقابلة شاملة معك ومع طفلك لفهم الأعراض، متى بدأت، وكيف تؤثر على الحياة اليومية.
قد تشمل الأسئلة:
- ما هي الصعوبات التي يعاني منها الطفل في المنزل أو المدرسة؟
- هل هناك تاريخ عائلي لحالات مماثلة؟
- كيف يتفاعل الطفل مع الآخرين؟
-
الملاحظات السلوكية:
قد يراقب الأخصائي سلوك الطفل أثناء الجلسة، أو يطلب ملاحظات من المعلمين ومقدمي الرعاية حول كيفية تصرفه في بيئات مختلفة.
-
الاختبارات النفسية والتقييمات العصبية:
يتم إجراء اختبارات لقياس مستوى الذكاء، مهارات التواصل، القدرات الحركية، والانتباه. هذه الاختبارات تساعد في تحديد نقاط القوة والتحديات التي يواجهها الطفل.
-
الفحوصات الطبية إن لزم الأمر:
في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب فحوصات إضافية، مثل اختبارات السمع والنظر أو التصوير الدماغي، لاستبعاد أي مشكلات جسدية قد تؤثر على الأعراض.
التشخيص المبكر يمكن أن يساعد في تحسين مهارات الطفل ومنحه الأدوات اللازمة للتكيف والنجاح. لا تتردد في طرح أي أسئلة خلال الجلسات لضمان فهمك الكامل لحالة طفلك وكيفية دعمه.
ما هي خيارات العلاج؟
يختلف العلاج من طفل لآخر بناءً على نوع الاضطراب وشدته، لكن الهدف الأساسي هو تعزيز قدرات الطفل وتمكينه من التكيف مع التحديات اليومية.
العلاج السلوكي والتدخلات التربوية:
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأطفال على تطوير استراتيجيات للتعامل مع المشاعر والسلوكيات الصعبة.
-
العلاج بالتدخل السلوكي التطبيقي (ABA): يستخدم لتعزيز المهارات الاجتماعية وتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها، خاصة في حالات اضطراب طيف التوحد.
-
خطط التعليم الفردية (IEP): توفر بيئة تعليمية مخصصة تتناسب مع احتياجات الطفل داخل المدرسة.
العلاج الوظيفي وعلاج النطق:
-
العلاج الوظيفي: يساعد في تطوير المهارات الحركية والقدرة على أداء الأنشطة اليومية مثل الكتابة وارتداء الملابس.
-
علاج النطق والتخاطب: يركز على تحسين مهارات التواصل واللغة للأطفال الذين يعانون من صعوبات في التحدث أو الفهم.
العلاج الدوائي:
-
لا يوجد دواء يعالج الاضطرابات العصبية النمائية بشكل كامل، ولكن بعض الأدوية قد تساعد في تقليل الأعراض مثل فرط النشاط، القلق، أو اضطرابات النوم. يتم وصف الأدوية من قبل الطبيب المختص بناءً على احتياجات الطفل.
الدعم الأسري والتدريب:
-
من المهم أن يتلقى الأهل الدعم والتدريب لفهم كيفية التعامل مع طفلهم بطريقة تعزز من ثقته بنفسه وتطوره. قد يشمل ذلك جلسات استشارية أو مجموعات دعم للأهالي.
كيف يمكن تحسين فعالية العلاج؟
-
التشخيص والتدخل المبكر يساعدان في تحقيق نتائج أفضل.
-
المتابعة المستمرة مع المختصين لضبط الخطة العلاجية حسب احتياجات الطفل.
-
توفير بيئة داعمة في المنزل والمدرسة لتعزيز نمو الطفل وتطوره.
كل طفل يختلف عن الآخر، لذلك فإن النهج العلاجي يجب أن يكون مخصصًا بناءً على احتياجاته الفريدة. الهدف هو تمكين الطفل من التكيف مع مجتمعه وتحقيق أقصى إمكاناته