تم ذكر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لأول مرة في عام 1902. حيث وجد طبيب الأطفال البريطاني السير جورج فريدريك أن بعض الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لا يستطيعون التحكم في سلوكهم بالطريقة التي يفعلها الطفل العادي، لكن ذلك لا يؤثر على ذكائهم. في عام 1968، تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الثانية، وتضمنت هذه الطبعة اضطراب فرط الحركة في مرحلة الطفولة لأول مرة. بعد ذلك، أصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1980. وقد تم تغيير اسم الاضطراب من اضطراب فرط الحركة في مرحلة الطفولة إلى اضطراب نقص الانتباه. ثم أصدرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي نسخة منقحة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1987، وتغير فيه الاسم إلى اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
وفي وقتنا الحاضر، لا زال الباحثون يحاولون تحديد أسباب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بالإضافة إلى العلاجات الممكنة. وقد أشارت مراجعة للدراسات المنشورة لعام 2020 إلى وجود صلة وراثية قوية جدًا، فالأطفال الذين لديهم آباء أو أشقاء مصابون بهذا الاضطراب هم أكثر عرضة للإصابة به. ليس من الواضح حاليًا الدور الذي تلعبه العوامل البيئية في التأثير على احتمالية الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ويكرس الباحثون جهودهم للعثور على السبب الكامن وراء هذا الاضطراب.
الأسباب
يدرس الباحثون الأسباب وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه في محاولة لإيجاد طرق أفضل لإدارة وتقليل فرص إصابة الأشخاص باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتظهر الأبحاث المنشورة أن الوراثة تلعب دورًا مهمًا، حيث تربط الدراسات الحديثة بين العوامل الوراثية واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وبالإضافة إلى علم الوراثة، يدرس الباحثون الأسباب المحتملة وعوامل الخطر الأخرى بما في ذلك:
1. التعرض لإصابة في الدماغ
2. التعرض للمخاطر البيئية أثناء الحمل أو في سن مبكرة، مثل التعرض للرصاص
3. التدخين أثناء الحمل
4. انخفاض الوزن عند الولادة
لا تدعم الأبحاث المنشورة الاعتقادات السائدة بأن اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ينجم عن تناول الكثير من السكر، أو مشاهدة الكثير من التلفاز، أو العوامل الاجتماعية والبيئية مثل الفقر أو الفوضى الأسرية. بالطبع، هناك عوامل كثيرة قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض، خاصة لدى بعض الأشخاص. لكن الأدلة ليست قوية بما يكفي لاستنتاج أنها الأسباب والعوامل الرئيسية للإصابة باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
الأعراض
من الطبيعي أن يواجه الأطفال صعوبة في التركيز والتصرف من وقت أو آخر. ومع ذلك، فإن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يواجهون مشاكل في التركيز والسلوكيات بشكل مستمر. لذلك، إذا كان طفلك مصابًا باضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه فقد تستمر الأعراض لديه ويمكن أن تكون شديدة وتسبب صعوبة في الدراسة أو مشاكل في المنزل أو مع الأصدقاء. من الممكن أن تلاحظي ظهور هذه الأعراض على طفلك إذا كان مصابًا باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه:
1. أحلام اليقظة
2. ينسى أو يفقد الأشياء كثيرًا
3. التشنج أو التململ
4. كثرة الكلام
5. ارتكاب أخطاء بسبب الإهمال أو التعرض لمخاطر غير ضرورية
6. مواجهة صعوبة في مقاومة الإغراءات
7. وجود صعوبة في الانسجام مع الآخرين
العلاج
يمكن أن يساعد علاج اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه في إدارة الأعراض وتقليل المشاكل التي قد تسببها أعراض الاضطراب في الحياة اليومية. يمكن علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه باستخدام الأدوية أو العلاج النفسي، ولكن غالبًا ما يكون الجمع بين العلاجين هو الخيار الأفضل. عادة ما يتم وصف العلاج من قبل متخصص، مثل طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي.
· الأدوية
لا توفر الأدوية العلاج الكامل لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ولكنها قد تساعد طفلك على التركيز بشكل أفضل، وتجعله أقل اندفاعًا، وتشعره بالهدوء، وتمكنه من تعلم وممارسة مهارات جديدة. يجب تناول بعض الأدوية يوميًا، ولكن يمكن تناول بعضها في أيام الدراسة فقط. يُنصح أحيانًا بفترات الراحة العلاجية لتقييم ما إذا كانت هناك حاجة للدواء.
إذا تم وصف الأدوية لك أو لطفلك، فمن المحتمل أن يتم إعطاؤك جرعات صغيرة في البداية، والتي يمكن زيادتها تدريجيًا بعد ذلك. ستحتاج أنت أو طفلك إلى رؤية الطبيب لإجراء فحوصات منتظمة للتأكد من أن العلاج يعمل بشكل فعال والتحقق من ظهور أي أعراض جانبية أو مشاكل ناتجة من استخدام الدواء الموصوف. من المهم أيضًا أن تخبر طبيبك بأي أعراض جانبية وتتحدث معه إذا شعرت بأن طفلك بحاجة إلى إيقاف العلاج أو تغييره.
ميثيلفينيديت
الميثيلفينيديت هو الدواء الأكثر استخدامًا لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وهو ينتمي إلى مجموعة من الأدوية تسمى المنشطات، والتي تعمل على زيادة النشاط في الدماغ، وخاصة في المناطق التي تلعب دوراً في التحكم في الانتباه والسلوك.
يمكن أن يقوم الطبيب بوصف الميثيلفينيديت للبالغين والمراهقين والأطفال فوق سن 5 سنوات المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. تشمل الأعراض الجانبية الشائعة للميثيلفينيديت ما يلي:
1. زيادة طفيفة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب
2. فقدان الشهية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن أو صعوبة زيادة الوزن
3. مشاكل في النوم
4. الصداع
5. آلام في المعدة
6. الشعور بالعدوانية أو الانفعال أو الاكتئاب أو القلق أو التوتر
ليسدكسامفيتامين
ليسديكسامفيتامين هو دواء يحفز أجزاء معينة من الدماغ. فهو يحسن التركيز ويساعد على الانتباه ويقلل من السلوك المتهور. يمكن أن يقوم الطبيب بوصفه للمراهقين والأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 5 سنوات والذين يعانون من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إذا لم يساعد العلاج بالميثيلفينيديت لمدة 6 أسابيع على الأقل. تشمل الأعراض الجانبية الشائعة لليسدكسامفيتامين ما يلي:
انخفاض الشهية، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن أو صعوبة زيادة الوزن
1. النعاس
2. الدوخة
3. الصداع
4. الإسهال
5. الاستفراغ والغثيان
ديكسامفيتامين
ديكسامفيتامين يشبه في طريقة عمله اليسديكسامفيتامين، ويمكن أن يقوم الطبيب بوصفه للبالغين والمراهقين والأطفال فوق سن 5 سنوات المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة للديكسامفيتامين ما يلي:
1. قلة الشهية
2. تقلب المزاج
3. الدوخة
4. الصداع
5. الإسهال
6. الاستفراغ والغثيان
اتوموكسيتين
يعمل أتوموكسيتين بشكل مختلف عن أدوية اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه الأخرى. يعتبر اتوموكسيتين من الأدوية المصنفة ضمن مثبطات استرداد السيروتونين والنورادرينالين (SNRI)، مما يعني أنه يزيد من كمية مادة كيميائية في الدماغ تسمى النورادرينالين. تقوم هذه المادة الكيميائية بتمرير الرسائل بين خلايا الدماغ، وزيادتها يمكن أن تساعد في زيادة التركيز.
قد يقوم الطبيب بوصف دواء أتوموكسيتين للبالغين والمراهقين والأطفال فوق سن 5 سنوات إذا لم يكن من الممكن استخدام ميثيلفينيديت أو ليسديكسامفيتامين. وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة للأتوموكسيتين ما يلي:
زيادة طفيفة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب
1. الاستفراغ والغثيان
2. آلام في المعدة
3. مشاكل في النوم
4. الدوخة
5. الصداع
6. الهياج
كما يمكن أن يسبب أتوموكسيتين بعض الأعراض الجانبية الأكثر خطورة التي يجب الانتباه إليها، بما في ذلك الأفكار الانتحارية وتلف الكبد. إذا بدأت أنت أو طفلك بالشعور بالاكتئاب أو الرغبة في الانتحار أثناء تناول هذا الدواء، تحدث إلى طبيبك.
جوانفاسين
يعمل عقار جوانفاسين من خلال التأثير على جزء من الدماغ لتحسين الانتباه، كما أنه يخفض ضغط الدم. قد يقوم الطبيب بوصف جوانافسين للمراهقين والأطفال فوق سن 5 سنوات إذا لم يكن من الممكن استخدام الميثيلفينيديت أو ليسديكسامفيتامين. لا ينبغي وصف جوانفاسين للبالغين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة لاستخدام جوانفاسين ما يلي:
1. التعب
2. الصداع
3. آلام البطن
4. جفاف الفم
بالإضافة إلى تناول الأدوية، يمكن أن تكون العلاجات النفسية مفيدة في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى الأطفال والمراهقين والبالغين. يعتبر العلاج النفسي فعال أيضًا في علاج المشكلات الأخرى، مثل اضطرابات السلوك أو القلق، التي قد تظهر مع اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
· العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي بالكلام يمكن أن يساعدك أو يساعد طفلك على إدارة المشكلات عن طريق تغيير طريقة التفكير والتصرفات. سيحاول المعالج النسفي تغيير ما تشعر به أنت أو طفلك تجاه موقف ما، مما قد يؤدي بدوره إلى تغيير السلوك. ويمكن إجراء العلاج السلوكي المعرفي مع المعالج بشكل فردي أو ضمن مجموعة.
ولاختيار طريقة العلاج المناسب لأعراض اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه، ننصحك باستشارة طبيبك النفسي الذي سيقوم بتشخيص حالتك بشكل دقيق من ثم اختيار العلاج المناسب من ثم متابعة حالتك وملاحظة التحسن في الأعراض.
أسئلة وأجوبة
السؤال الأول/ متى يتم تشخيص فرط الحركة؟
لكي يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يجب أن يكون لدى طفلك أعراض عدم الانتباه، أو أعراض فرط النشاط والاندفاع. لكي يتم تشخيص إصابته باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، يجب أن تظهر عليه الأعراض بشكل مستمر لمدة 6 أشهر على الأقل، وقد بدأت تظهر الأعراض قبل سن 12 عامًا.
السؤال الثاني/ كيف أتعامل مع طفل تشتت الانتباه؟
1. منح الطفل المكافآت عند اتباع القواعد والتعليمات
2. إعطاء الطفل توجيهات أو أوامر واضحة
3. تعويد الطفل على إجراءات روتينية حول الواجبات المنزلية والأعمال المنزلية
4. مساعدة الطفل على بناء العلاقات الاجتماعية القوية والحفاظ على الصداقات
السؤال الثالث/ هل الطفل كثير الحركة طبيعي؟
يعاني معظم الأطفال الأصحاء من عدم الانتباه، أو فرط النشاط، أو الاندفاع من وقت إلى آخر. من المعتاد أن يكون لدى الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة انتباه ضعيف ويكونون غير قادرين على الاستمرار في نشاط واحد لفترة طويلة. حتى عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، غالبًا ما يعتمد مدى الانتباه على مستوى الاهتمام. إذا استمرت أعراض فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى طفلك ولاحظت تأثير ذلك على تحصيله الدراسي وعلاقاته مع الآخرين فننصحك باستشارة الطبيب.
السؤال الرابع/ ما هو الفرق بين فرط الحركة والشقاوة؟
من الطبيعي أن يكون الأطفال شقيين بعض الشيء، ولكن إذا كان طفلك مفرط النشاط، وغير قادر على الحفاظ على التركيز، ويتصرف بطريقة تؤثر على التعلم والعلاقات الاجتماعية، فقد يحتاج إلى تشخيص وعلاج لأعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
السؤال الخامس/ هل يمكن الشفاء من تشتت الانتباه؟
يمكن أن تساعد العلاجات في التحكم في العديد من أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، لكنها لا تعالج الاضطراب بشكل تام. تتضمن العلاجات لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عادةً الأدوية والعلاج النفسي بالكلام، والجمع بين هذا العلاجات غالبًا ما يكون العلاج الأكثر فعالية.