الاضطرابات الذهانية

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

7 د

Image

يعود تاريخ مفهوم الذهان إلى وقت صياغته في عام 1845 حتى يومنا هذا. حيث تم استخدام مصطلح الذهان لأول مرة في عام 1845، بدلاً من مصطلحات مثل الجنون والهوس. وفي أواخر القرن التاسع عشر، أعلن طبيب نفسي ألماني عن نهج جديد للمرض العقلي أعاد فيه تصنيف جميع الأمراض العقلية الموصوفة حتى ذلك الحين وفقًا لأنماط مشتركة من الأعراض أو المتلازمات، بدلاً من تصنيفها بناءً على الأعراض الرئيسية، وقام خلاله بتقسيم الذهان إلى شكلين متميزين: الجنون الهوسي الاكتئابي والخرف. تضمنت الأولى مجموعة كاملة من اضطرابات المزاج تتراوح من الاكتئاب السريري أحادي القطب إلى الاضطراب ثنائي القطب ومشاكل المزاج الأخرى. ويشير الخرف في هذا النهج إلى مرض عقلي لا علاقة له باضطرابات المزاج ويتسم بالتدهور الذهاني والتفكك المعرفي [1].

في وقتنا الحاضر، تحاول الأساليب الحديثة دراسة أبعاد المرض عبر التشخيصات وتتبع الأعراض الأكثر ظهورًا. قد تساعد مثل هذه الجهود في دراسة أنماط اضطرابات الذهان بناءً على الأعراض، والتي قد تحدد بشكل أفضل المسببات المرضية والاستجابة للعلاج. توفر دراسة تاريخ مفهوم الذهان طريقة لفهم التحديات المرتبطة بالاضطراب بشكل أفضل من أجل إنشاء تعريف جديد للذهان [2].

 

الأسباب 

 لا يمكن تحديد سبب واحد للإصابة باضطرابات الذهان، فالذهان ناتج عن مجموعة معقدة من المخاطر الجينية، والاختلافات في نمو الدماغ، والتعرض للضغوط أو الصدمات. كما قد يكون الذهان أحد أعراض إصابتك بمرض عقلي أو نفسي، مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الشديد. ومع ذلك، يمكن أن تصاب بالاضطرابات الذهانية دون أن تكون مصحوبة باضطراب آخر [3]. تختلف أسباب الإصابة باضطرابات الذهان أيضًا من شخص إلى آخر. ويمكن أن تكون أصابتك بالذهان ناتجة عن عدة أسباب، وتشمل هذه الأسباب ما يلي [4]:

1- مرض جسدي أو إصابة. قد تصاب بحالة من الذهان إذا كنت تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة أو نتيجة لتعرضك لإصابة في الرأس أو تسمم بالرصاص أو الزئبق. وإذا كنت مصابًا بمرض الزهايمر أو مرض باركنسون، فقد تعاني أيضًا من الهلوسة أو الأوهام.

2- سوء المعاملة أو التعرض لصدمة. إذا كنت قد تعرضت لسوء المعاملة أو مررت بحدث صادم، فمن المرجح أن تعاني من الذهان المتمثل بالأوهام والهلوسات.

3- استخدام بعض الأدوية. قد تعاني أيضًا من الذهان كأثر جانبي لبعض الأدوية الموصوفة أو أثناء التوقف عن تناول الأدوية النفسية. 

4- الجينات الوراثية. تزداد احتمالية إصابتك بالذهان إذا كان أحد والديك أو أشقائك قد عانى من الذهان سابقًا أو يعاني منه حاليًا، لكن الباحثين لم يقوموا بإثبات وجود ارتباط حقيقي بين الجينات الوراثية والإصابة بالذهان.

 

الأنواع

هناك أنواع مختلفة من الاضطرابات الذهانية التي قد تشترك في بعض الأعراض ولكن تختلف في أعراض أخرى، كما تختلف في شدتها ومدة حدوثها، وتشتمل أنواع الاضطرابات الذهانية على ما يلي:

الفصام: قد تعاني في حال إصابتك بهذا الاضطراب من تغيرات في السلوك والأوهام والهلوسة،والتي قد تستمر لمدة تزيد عن ستة أشهر. عادة ما تؤثر إصابتك بالفصام على العمل أو الدراسة، وكذلك على علاقاتك مع الآخرين. وفي حال إصابتك بالفصام، قد تظهر لديك الأعراض التالية [5]: 

1.     الهلوسة: قد تسمع أو تشم أو تشعر بأشياء ليست موجودة بالفعل. سماع الأصوات أمر شائع لدى المصابين بالفصام. وقد يظن الأشخاص أنهم يسمعون أصواتًا أو يرون أشياء لفترة طويلة قبل أن تلاحظ العائلة أو الأصدقاء هذه المشكلة.

3.     الأوهام: قد تكون مقتنعًا بمعتقدات غير صحيحة وقد تبدو غير عقلانية للآخرين. على سبيل المثال، قد يعتقد الأفراد الذين يعانون من الأوهام أن الأشخاص على الراديو والتلفزيون يرسلون رسائل خاصة تتطلب استجابة معينة منهم، أو قد يعتقدون أنهم في خطر أو أن الآخرين يحاولون إيذائهم.

4.     اضطراب الفكر:قد يكون لديك طريقة تفكير غير عادية أو غير منطقية، وقد تعاني من صعوبة في تنظيم أفكارك وكلامك. من الممكن أيضًا أن تتوقف عن الحديث في منتصف الفكرة، أو أن تقوم بالتحدث بموضوع إلى آخر بشكل مفاجئ، أو أن تقوم باختلاق كلمات ليس لها معنى.

5.     اضطراب الحركة: قد تلاحظ قيامك بحركات جسدية غير طبيعي من الممكن أن تتكرر باستمرار دون قدرتك على السيطرة عليها

 

الاضطراب الفصامي العاطفي: يقد تعاني في حال إصابتك بهذا الاضطراب من أعراض الفصام واضطراب المزاج، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب. قد تختلف أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي من شخص لآخر. وينقسم الاضطراب الفصامي العاطفي إلى قسمين: ثنائي القطب و اكتئابي. وفي حال إصابتك بهذا الاضطراب، قد تظهر لديك مجموعة من الأعراض التي تشمل مايلي:

1.  الأوهام

2.  الهلوسة، مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة

3.  ضعف التواصل والكلام

4.  أعراض الاكتئاب، مثل الشعور بالفراغ أو الحزن

5.  فترات من الهوس، مع زيادة في الطاقة وانخفاض الحاجة للنوم على مدى عدة أيام

6.  ضعف الأداء المهني والأكاديمي والاجتماعي

7.     مشاكل في العناية الشخصية، بما في ذلك النظافة والمظهر الخارجي

 

الاضطراب الذهاني القصير: وقد تعاني في حال إصابتك بهذا المرض من فترة قصيرة ومفاجئة من أعراض السلوك الذهاني، غالبًا استجابة لمرورك بحدث مرهق للغاية، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة. غالبًا ما يكون التعافي سريعًا وعادة ما تستمر فترة التعافي أقل من شهر. ويعتبر الاضطراب الذهاني القصير حالة شديدة ولكنها مؤقتة، قد تاعني في حالة إصابتك بها من الأعراض التالية [6]:

1.  الأوهام

2.  الهلوسة

3.     التحدث بكلام غير منظم

 

الاضطراب التوهمي: ويتمثل العرض الرئيسي في حال إصابتك بالاضطراب التوهمي في حدوث الوهم، حيث يمكن أن تعتقد بوجود أشخاص يتتبعونك أو يتآمرون عليك، أو قد تعتقد أيضًا بأنك مصاب بمرض معين وأنت في الواقع تتمتع بحالة صحية جيدة. قد يستمر الوهم لمدة طويلة قد تصل على الأقل إلى شهر واحد.و قد تصاب في حال إصابتك بالاضطراب التوهمي أيضًا بالقلق و/ أو الاكتئاب نتيجة للأوهام المتكررة. قد تشمل الأعراض المبكرة لاضطراب الوهم والتي قد تشعر بها ما يلي [7]:

1.  الشعور بالاستغلال من قبل الآخرين

2.  الانشغال بالتفكير في الثقة بالأصدقاء

3.  الميل إلى قراءة المعاني المهددة في أحداث طبيعية

4.  الاستعداد للرد على الإهانات المتخيلة

الاضطراب الذهاني الناتج عن حالة طبية أخرى: قد تصاب الهلوسة أو الأوهام أو أعراض أخرى نتيجة لإصابتك بمرض آخر يؤثر على وظائف الدماغ، مثل تعرضك لإصابة في الرأس أو ورم في الدماغ.

 

الأعراض

قد تعاني في حال إصابتك بالذهان من الأوهام المتمثلة في اعتقاد أمور خاطئة وغير حقيقية، على سبيل المثال، قد يعتقد  المصابون بالذهان أن الأشخاص في التلفزيون يرسلون لهم رسائل خاصة أو أن أشخاص آخرين يخططون لإيذائهم. ويمكن أن تشمل الأعراض الأخرى الكلام غير المترابط أو السلوك غير المناسب.

وغالبًا ما تظهر على الأشخاص تغييرات في السلوك قبل تطور اضطرابات الذهان. وتشمل الأعراض السلوكية التي قد تدل على إصابتك باضطرابات الذهان ما يلي [4]:

1.     الشك أو عدم الارتياح مع الآخرين

2.     صعوبة التفكير بشكل واضح ومنطقي

3.     الانسحاب اجتماعيًا وقضاء الكثير من الوقت بمفردك

4.     عدم اهتمامك بالنظافة الشخصية

5.     اضطراب النوم

6.     صعوبة التمييز بين الواقع والخيال

7.     صعوبة في التواصل مع الآخرين

8.     انخفاض مفاجئ في الأداء الوظيفي أو الدراسي

9.     الاضطراب العاطفي

10. القلق

11. انعدام الحافز

في بعض الحالات، قد يتصرف المصابون باضطرابات الذهان بطرق مربكة وغير متوقعة وقد يقومون بإيذاء أنفسهم. ويتناقص خطر العنف والانتحار مع الحصول على العلاج المناسب للذهان، لذلك من المهم أن تقوم بزيارة الطبيب في أسرع وقت إذا لاحظت، أو لاحظ أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء أنك تعاني من هذه التغييرات في السلوك

 

العلاج 

يختلف علاج الذهان المستخدم من شخص إلى آخر اعتمادًا على السبب الأساسي لظهور الأعراض. وفي حال زيارتك للطبيب وحصولك على تشخيص دقيق لإصابتك بأحد اضطرابات الذهان، قد يقوم الطبيب بوصف أحد العلاجات التالية:

مضادات الذهان

يوصى عادةً باستخدام الأدوية المضادة للذهان كأول علاج لاضطرابات الذهان. وتعمل مضادات الذهان على تخفيف الأعراض عن طريق إيقاف تأثير الدوبامين، وهو مادة كيميائية تنقل الرسائل في الدماغ. ومع ذلك، قد لا تكون الأدوية المضادة للذهان مناسبة أو فعالة للجميع ، حيث يمكن أن تؤثر الأعراض الجانبية على الأشخاص بشكل مختلف، حيث قد لا يشعر بعض الأشخاص بأي أعراض جانبية تذكر في حين قد تظهر أعراض جانبية غير محتملة لدى أشخاص آخرين. وعلى وجه الخصوص، عادة ما يتم مراقبة استخدام  مضادات الذهان عن كثب لدى الأشخاص المصابين بالصرع أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية.

يمكن أن تقلل مضادات الذهان عادةً من الشعور بالقلق في غضون ساعات قليلة من استخدامها، ولكنها قد تستغرق عدة أيام أو أسابيع لتقليل الأعراض الذهانية، مثل الهلوسة أو الأفكار الوهمية. وتشمل الأعراض الجانبية التي قد تكون مصاحبة لاستخدامك لمضادات الذهان ما يلي:

  • النعاس

  • لارتجاف

  • زيادة الوزن

  • الأرق

  • حصول تشنجات عضلية

  • عدم وضوح الرؤية

  • دوخة

  • إمساك

 

وننصحك بإخبار طبيبك إذا كانت لديك أعراض جانبية مزعجة أو غير محتملة ظهرت بعد استخدام مضادات الذهان. قد يقوم الطبيب بوصف دواء بديل مضاد للذهان. ولكن، لا تتوقف أبدًا عن تناول الأدوية الموصوفة لك إلا إذا نصحك بذلك طبيبك، فقد قد يؤدي إيقاف الأدوية الموصوفة فجأة إلى عودة الأعراض وحدوث الانتكاس. عندما يحين وقت التوقف عن تناول دوائك ، فسيتم ذلك تدريجيًا. 

جلسات العلاج النفسي الكلامية

يمكن أن تساعد العلاجات بالكلام في تقليل شدة الذهان والقلق الناجم عنهما. ويعتمد العلاج بالكلام على فهم تجربتك مع الذهان ولماذا تشعر بالضيق بسببها. وقد تشجعك جلسات العاج اكلامية على التفكير في طرق مختلفة لفهم ما يحدث لك. الهدف هو مساعدتك في تحقيق أهداف ذات مغزى ومهمة بالنسبة لك، مثل تقليل ضغوطك، أو العودة إلى العمل، أو التعليم أو التدريب، أو استعادة الشعور بالسيطرة على نفسك وعلى تصرفاتك وسلوكك العام.

وللحصول على العلاج المناسب، ننصحك بزيارة الطبيب الذي سيقوم بتشخيص حالتك بعد السؤال عن تاريخك المرضي والأعراض التي تشعر بها، كما قد يقوم بطلب إجراء فحوصات واختبارات قد تساعده على تشخيص حالتك من ثم اختيار العلاج المناسب لك.

 

أسئلة وأجوبة

1/ هل مريض الذهان يتكلم مع نفسه؟

قد يقوم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الذهان مثل الفصام بالتحدث إلى أنفسهم، وهذا يحدث عمومًا نتيجة للهلوسة السمعية والتي تعتبر إحدى أعراض الاضطرابات الذهانية.

2/ هل الذهان نوع من الجنون؟

غالبًا ما يتم ربط الجنون بالذهان؛ ولكن الذهان مرض عقلي قد يصاب به أي شخص ويتم تشخيصه من قبل الأطباء، وقد يتضمن ذلك رؤية أو سماع أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها أو سماعها (الهلوسة) والاعتقاد بأشياء ليست صحيحة في الواقع (الأوهام). ويمكن علاج الاضطرابات الذهانية في حال التدخل السريع واستخدام العلاج المناسب.

3/ ما هي النوبة الذهانية الحادة؟

يمكن وصف النوبات الذهانية الحادة على أنه اضطراب يعاني فيه المصاب من الهلوسة والأوهام والأفكار أو السلوكيات غير المنظمة لمدة قد تستمر غالبًا أقل من شهر واحد.

4/ كم تستمر نوبة الذهان؟

قد يعاني بعض الأشخاص من نوبات قليلة وقصيرة من الذهان تستمر لبضعة أيام أو أسابيع. وقد يعاني آخرون من نوبات الذهان بشكل متكرر، خاصة إذا كانت مصاحبة لمرض طويل الأمد مثل الفصام.

5/ هل يمكن أن يعود مريض الذهان لطبيعته؟

من الممكن علاج نوبات الذهان، ومن الممكن الشفاء منها بشكل تام. وكلما حصل المصابون على التشخيص المبكر والعلاج كانت
النتيجة أفضل.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

اضطرابات المزاج

اضطراب المزاج (بالإنجليزية: Mood Disorder) هو حالة صحية عقلية قد تعاني في حال إصابتك بها من فترات طويلة من السعادة الشديدة أو الحزن الشديد أو كليهما، وقد تشعر أيضًا إذا كنت مصابًا باضطراب المزاج بالغضب أو الهياج [1]. وتأكد أنه من الطبيعي أن يتغير مزاجك حسب الموقف وأن تشعر بالسعادة أو الحزن أو الغضب على فترات متفاوتة. ولكن، لتشخيص الإصابة باضطراب المزاج يجب أن تستمر الأعراض لعدة أسابيع أو أكثر. يمكن أن تسبب اضطرابات المزاج تغييرات في سبوكك ويمكن أن تؤثر على قدرتك على أداء الأنشطة الروتينية، مثل العمل أو المدرسة [1]. وتشمل اضطرابات المزاج مجموعة متنوعة من الحالات النفسية، بما في ذلك الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب واضطراب الشخصية الحدية. تختلف أسباب هذه الاضطرابات، وقد تكون العوامل البيولوجية والوراثية والبيئية جميعها ذات أهمية ولها تاثير في ظهور أعراض هذه الحالات. فما هي اضطرابات المزاج؟ وما هي أعراضها؟ وكيف يمكن علاجها؟

الكلمات المفتاحية

اضطراب فصامي عاطفي

اضطراب وهمي

هلوسة

أوهام

مضادات الذهان

فصام

ذهان