اضطراب التوهم المرضي

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

5 د

Image

تمت مناقشة اضطراب التوهم المرضي لأول مرة على يد الطبيب إميل كريبلين، وهو طبيب نفسي ألماني، في عام 1883. وفي عام 1977، أعاد وينوكور وصف جنون العظمة تحت اسم الاضطراب الوهمي، وبعد ذلك تم فصل المفهومين إلى اضطرابين نفسيين مختلفين.

 لاحقًا، تم تعديل وإعادة تعريف اضطراب التوهم المرضي بشكل كبير في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الثالثة وحتى الطبعة الخامسة. ففي عام 1987، تم تقديم الاضطراب الوهمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الثالثة لأول مرة، وبعدها استمر في التواجد كاضطراب نفسي منفصل في الإصدارات اللاحقة. وقد تم وصف اضطراب التوهم المرضي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، الطبعة الخامسة، على أنه وجود واحد أو أكثر من الأوهام واستمرارها لمدة شهر أو أكثر في الشخص المصاب.

الأسباب

كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات الذهانية الأخرى، لا يعرف الباحثون بعد السبب الواضح والدقيق للإصابة باضطراب التوهم المرضي. ومع ذلك، يجري البحث في دور العوامل المختلفة التي قد يساهم وجودها لديك في تطور الحالة. وتشمل هذه العوامل ما يلي:

1.  العوامل الوراثية

حقيقة أن اضطراب التوهم المرضي أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من اضطراب التوهم المرضي أو الفصام، تشير إلى احتمال وجود عامل وراثي يزيد من احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب. يعتقد الباحثون أنه كما هو الحال مع الاضطرابات العقلية الأخرى، فإن الميل إلى الإصابة باضطراب التوهم المرضي قد ينتقل من الآباء إلى أطفالهم.

2.  العوامل البيولوجية

قام الباحثون بدراسة كيف يمكن لخلل في مناطق معينة من الدماغ أن يساهم في تطور اضطراب التوهم المرضي. وقد تم ربط عدم توازن بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تسمى الناقلات العصبية، بتكوين الأعراض المصاحبة لاضطراب التوهم المرضي.

3.  العوامل البيئية والنفسية

تشير الأدلة إلى أن اضطراب التوهم المرضي يمكن أن ينجم عن التوتر وفرط الحساسية والدفاع عن النفس مثل رد الفعل السريع والإنكار. وتعد العزلة الاجتماعية والحسد وعدم الثقة بالآخرين والشك وتدني احترام الذات أيضًا من العوامل النفسية التي قد تدفعك إلى البحث عن تفسير لهذه المشاعر، وبالتالي تشكيل الوهم لتفسير هذه المشاعر.

الأنواع

هناك أنواع مختلفة من اضطراب التوهم المرضي، والتي يتم تحديدها بناءً على طبيعة الأوهام التي تصيبك وتعاني منها باستمرار. تشمل أنواع اضطراب التوهم المرضي ما يلي:

  1. الوهم العاطفي: قد تعتقد في حال إصابتك بهذا النوع من اضطراب التوهم المرضي أن شخصًا آخر، غالبًا ما يكون شخصًا مهمًا أو مشهورًا، قد وقع في حبك. قد تحاول نتيجة لذلك أن تتصل بالشخص المشهور، ومن الممكن أن تقوم أيضًا بملاحقته.

  2. وهم العظمة: إذا كنت تعاني من هذا النوع من اضطراب التوهم المرضي، فقد يكون لديك شعور مبالغ فيه بقيمة ذاتك أو امتلاكك القوة أو المعرفة. قد تعتقد أيضًا بأن لديك موهبة عظيمة أو أنك قمت بتحقيق اكتشاف عظيم ومهم.

  3. وهم الغيرة: أما إن كنت مصابًا بهذا النوم من اضطراب التوهم المرضي، فقد تعتقد أن شريكك غير مخلص دون وجود أي دليل ملموس.

  4. وهم الاضطهاد: وفي حال إصابتك بهذا النوع من اضطراب التوهم المرضي أن شخصًا ما يقوم بإساءة معاملتك أو يتجسس عليك أو يحاول إيذاءك، وقد يكون هذا الشخص مقربًا جدًا منك.

  5. الوهم الجسدي: في حال إصابتك بهذا النوع من اضطراب التوهم المرضي، فقد تتوهم باستمرار بأنك تعاني من مشكلة جسدية أو مشكلة طبية.

  6. الوهم المختلط: قد تعاني في حال إصابتك بهذا النوم من اضطراب التوهم المرضي من وجود نوعين أو أكثر من أنواع الأوهام.

الأعراض

إن وجود الأوهام هو العلامة الأكثر وضوحاً للإصابة باضطراب التوهم المرضي، والتي تختلف باختلاف النوع. ومن الأعراض الأخرى لهذه الحالة النفسية أنك غالبًا ما تفتقر إلى الوعي بأن أوهامك تمثل مشكلة تدل على إصابتك باضطراب نفسي. كما قد تظهر لديك أعراض كالغضب والقيام بسلوك عنيف إذا كنت تعاني من أوهام الاضطهاد أو الغيرة. قد تؤدي الأوهام أيضًا إلى إصابتك باضطرابات أخرى كالقلق أو الاكتئاب. و تشمل الأعراض المبكرة التي قد تدل على إصابتك باضطراب التوهم المرضي ما يلي:

·         الأعراض السلوكية

1.  السلوك العدائي، مثل رفع الدعاوى القضائية أو إرسال العديد من رسائل الاحتجاج

2.  السلوك العدواني تجاه الآخرين الذي يتوافق مع الأوهام

3.  سلوكيات أخرى تتوافق مع الأوهام، مثل حك الجلد إذا اعتقد الشخص أن جسده موبوء بالحشرات

4.  ضعف الأداء المهني يرتبط مباشرة بالاعتقاد الوهمي

 

·         الأعراض المعرفية

1.  الاعتقاد بأن الآخرين يحاولون إيذاءك، ويظهر عادة عن الإصابة بنوع وهم الاضطهاد

2.  الاعتقاد بأن الآخرين يحبونك، ويظهر عادة عند الإصابة بنوع الوهم العاطفي

3.  الاعتقاد بأن لديك مواهب عظيمة أو تاريخ من الإنجازات المهمة، ويظهر عادة عند الإصابة بنوع وهم العظمة

4.  الاعتقاد بأن الزوج أو الشريك غير مخلص، ويظهر عادة عند الإصابة بنوع وهم الغيرة

5.  الاعتقاد بأن جسدك له رائحة كريهة، أو أنه به خلل أو مشوه، أو أنك مصاب بمرض ما، ويظهر عادة عن الإصابة بنوع الوهم الجسدي

6.  اعتقادات وهمية أخرى، وتظهر عادة عند الإصابة بنوع الوهم المختلط أو غير المحدد

 

·         الأعراض النفسية الاجتماعية

1.  الصعوبات الاجتماعية كالتعامل مع الآخرين وتكوين العلاقات

2.  التوتر في العلاقات مع الآخرين وعدم القدرة على المحافظة عليها

وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوهم المرضي قادرون على العمل والدراسة وممارسة نشاطات الحياة الأخرى بشكل جيد نسبيًا على الرغم من حالتهم، إلا أن العديد من الأشخاص قد يعانون من عواقب سلبية شديدة قد تؤثر على عيش حياتهم بشكل طبيعي. قد يحتاج بعض المصابين باضطراب التوهم المرضى إلى العلاج داخل المستشفى، مما يسبب اضطرابات في قدرتهم على تحمل مسؤوليات الحياة.

من الممكن أيضًا أن يشعر المصابون باضطراب التوهم المرضي بالتوتر والقلق والميل إلى العزلة، وقد يؤدي الاضطراب إلى تدمير العلاقات مع الآخرين المقربين. اعتمادًا على طبيعة المعتقدات الوهمية التي تشعر بها، قد تعاني من مواجهة مشاكل خلال أداء عملك ويمكن أن تعاني أيضًا من مزاج مكتئب أو قلق نتيجة للأوهام التي تصيبك.

وقد يؤدي تفاقم أعراض الاضطراب، وخاصة إذا لم تحصل على العلاج المناسب إلى التفكير أو محاولة الانتحار. ولحسن الحظ، مع الحصول على العلاج الفعال والسريع، من الممكن تقليل آثار هذه العواقب السلبية ومساعدتك على تعلم كيفية إدارة أعراضه والتحكم بها لعيش حياة طبيعية ومستقرة وخالية من الأوهام.

العلاج

يشمل العلاج المستخدم لاضطراب التوهم المرضي في أغلب الأحيان استخدام الأدوية والعلاج النفسي معًا، حيث يساعد الجمع بين العلاجين معًا في السيطرة على أعراض التوهم المرضي بشكل أفضل وأكثر فاعلية. قد يكون من الصعب جدًا علاج اضطراب التوهم المرضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن أولئك الذين يعانون منه في الغالب لا يعرفون أنهم مصابون باضطراب أو مشكلة نفسية.

1.  الأدوية

مضادات الذهان

تعد مضادات الذهان الأدوية الأساسية المستخدمة لعلاج أعراض اضطراب التوهم المرضي. وتشمل مضادات الذهان المستخدمة ما يلي:

·         مضادات الذهان التقليدية: وقد تم استخدامها لعلاج الاضطرابات العقلية منذ منتصف الخمسينيات. وهي تعمل عن طريق منع مستقبلات الدوبامين في الدماغ. الدوبامين هو ناقل عصبي يعتقد أنه يشارك في تطور الأوهام. تشمل مضادات الذهان التقليدية ما يلي:

1.  كلوربرومازين

2.  فلوفينازين

3.  هالوبيريدول

4.  لوكسابين

5.  بيرفينازين

6.  ثيوريدازين

7.  ثيوثيكسين

8.  تريفلوبيرازين

 

·         مضادات الذهان غير التقليدية: يبدو أن هذه الأدوية الأحدث تساعد في علاج أعراض اضطراب التوهم المرضي وتسبب أعراض جانبية أقل مقارنة بمضادات الذهان التقليدية القديمة. وهي تعمل عن طريق منع مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. السيروتونين هو ناقل عصبي آخر يعتقد أنه يساهم في تطور اضطراب التوهم المرضي. تشمل مضادات الذهان غير التقليدية الأدوية التالية:

1.  أريبيبرازول

2.  أريبيبرازول لوروكسيل

3.  أسينابين

4.  بريكسبيبرازول

5.  كاريبرازين

6.  كلوزابين

7.  إيلوبيريدون

8.  أولانزابين

9.  لوراسيدون

10.  بالبيريدون

11.  كيتيابين

12.  ريسبيريدون

13.  زيبراسيدون

 

أدوية أخرى: يمكن أيضًا استخدام المهدئات ومضادات الاكتئاب لعلاج أعراض القلق أو المزاج إذا كانت مصاحبة لاضطراب التوهم المرضي. يمكن استخدام المهدئات إذا كان الشخص يعاني من مستوى عالٍ جدًا من القلق أو مشاكل في النوم. يمكن استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج أعراض الاكتئاب، والذي يحدث غالبًا عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب التوهم المرضي.

2.  العلاج النفسي بالكلام

يمكن أن يكون العلاج النفسي بالكلام مفيدًا أيضًا، إلى جانب الأدوية، كوسيلة لمساعدتك على إدارة الضغوط المرتبطة بمعتقداتك الوهمية وتأثيرها على حياتك بشكل أفضل. تشمل العلاجات النفسية التي قد تكون مفيدة في علاج اضطراب التوهم المرضي ما يلي:

·         يمكن أن يساعدك العلاج النفسي الفردي على التعرف على أفكارك ومعتقداتك السلبية وتصحيحها.

·         يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تعلم كيفية التعرف على أنماط التفكير والسلوكيات التي تؤدي إلى  مشاعر مزعجة وتغييرها.

·         يمكن أن يساعد العلاج الأسري العائلات في التعامل مع المصاب باضطراب التوهم المرضي أو دعمه للتغلب على الأعراض.

 

3.  العلاج داخل المستشفيات

قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة أو المعرضين لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين إلى دخول المستشفى حتى تستقر حالتهم ويعودون إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.

إذا كنت تشعر بأنك أنت أو أحد أفراد أسرتك أو المقربين منك تعانون من الأوهام، فقد يكون من المستحسن زيارة الطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن. يمكن للطبيب النفسي الخاص بك أن يقوم بتشخيص حالتك الصحية والنفسية بدقة، كما قد يقوم بإجراء فحوصات واختبارات للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى، ومن ثم سيقوم بوصف العلاج المناسب لعلاج حالتك.

الكلمات المفتاحية

اضطرابات ذهانية – اضطراب التوهم المرضي – وهم – مضادات الذهان

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

مضادات الذهان

وهم

اضطراب التوهم المرضي

اضطرابات ذهانية

محتويات المقال