الاضطراب الفصامي العاطفي

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

تم استخدام مصطلح الذهان الفصامي العاطفي من قبل الطبيب النفسي الأمريكي جاكوب كاسانين في عام 1933 لوصف مرض ذهاني عرضي مع أعراض عاطفية سائدة. تأثر مفهوم كاسانين للمرض بتعاليم التحليل النفسي لأدولف ماير وافترض كاسانين أن الذهان الفصامي العاطفي ناجم عن "صراعات عاطفية"، وأن التحليل النفسي "من شأنه أن يساعد في منع تكرار مثل هذه الهجمات".

تم إدراج الاضطراب الفصامي العاطفي كنوع فرعي من الفصام في الدليل التشخيصي والإحصائية للاضطرابات العقلية، الطبعة الأولى والطبعة الثانية، وذلك على الرغم من أن الأبحاث أظهرت مجموعة من أعراض الفصام لدى الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات المزاج والذين كان مسار مرضهم وأعراضهم الأخرى ونتائج العلاج أقرب إلى الاضطراب ثنائي القطب. في الإصدار الثالث من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، تم تصنيف الاضطراب الفصامي العاطفي ضمن "الاضطرابات الذهانية غير المحددة". وفي الاصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية،  تم تعريف الاضطراب الفصامي العاطفي على أنه مدة متواصلة من المرض تحدث خلالها نوبة مزاجية كبيرة (هوس أو اكتئاب) بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتضمن نوبة الاكتئاب الكبرى مزاجًا مكتئبًا.

الأسباب

لا يعرف الباحثون السبب الدقيق للإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي. ولكنهم يعتقدون أن هناك عدة عوامل قد يؤدي وجودها إلى زيادة خطر الإصابة بالاضطراب الفصامي العاطفي، وتشمل هذه العوامل ما يلي:

·         الوراثة

قد يكون الاضطراب الفصامي العاطفي وراثيًا. قد ينقل الآباء المصابون بالاضطرابات الفصامية الميل لتطوير الحالة إلى أطفالهم. يمكن أن يحدث الاضطراب الفصامي العاطفي أيضًا لدى العديد من أفراد الأسرة.

·         كيمياء الدماغ

قد يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من خلل في المواد الكيميائية في الدماغ والتي تسمى الناقلات العصبية. تساعد هذه المواد الكيميائية الخلايا العصبية في الدماغ على التواصل مع بعضها البعض. يمكن أن يؤدي عدم التوازن في الناقلات العصبية في الدماغ يؤدي إلى ظهور أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي.

·         بنية الدماغ

قد تترافق التشوهات في حجم أو تكوين مناطق الدماغ المختلفة مع تطور الاضطراب الفصامي العاطفي.

·         العوامل البيئية

قد تؤدي بعض العوامل البيئية إلى تحفيز ظهور أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي لدى الأشخاص الذين لديهم خطر أعلى للإصابة بالاضطراب. قد تشمل العوامل المواقف والأحداث العصيبة، أو الصدمات العاطفية، أو بعض أنواع العدوى الفيروسية.

الأنواع

هناك نوعان من الاضطراب الفصامي العاطفي، وهما الاضطراب الفصامي العاطفي ثنائي القطب والاضطراب الفصامي العاطفي الاكتئابي. ويعتمد تحديد نوع الاضطراب الفصامي العاطفي لديك على اضطراب المزاج المصاحب الذي تعاني منه:

1.  نوع الاضطراب ثنائي القطب: تتميز هذه الحالة بنوع أو نوعين من التغيرات المزاجية المختلفة. يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب من ارتفاعات حادة (الهوس) بمفردها أو مع انخفاضات (اكتئاب).

2.  النوع الاكتئابي: يشعر الأشخاص المصابون بالاكتئاب بمشاعر الحزن وعدم القيمة واليأس. قد يكون لديهم أفكار انتحارية أيضًا، وقد يواجهون مشاكل في التركيز والذاكرة.

الأعراض

تختلف أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي من شخص لآخر، ويمكن أن تتراوح هذه الأعراض من خفيفة إلى شديدة. قد تعاني في حال إصابتك بالاضطراب الفصامي العاطفي من أعراض ذهانية، وتغيرات مزاجية حادة، بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب أو الهوس أو كليهما.

·         الأعراض الذهانية

1.  الأوهام. وهي اعتقادات خاطئة ليس لها أي أساس في الواقع

2.  الهلوسة. وهي أحاسيس غير حقيقية، مثل سماع الأصوات أو رؤية الظلال

3.  عدم القدرة على التمييز بين الحقيقي والخيالي

4.  التحدث بكلام غير منظم. حيث تواجه صعوبة في قول جمل واضحة ومترابطة

5.  التفكير غير الواضح

6.  القيام بسلوك غريب أو غير عادي

7.  جنون العظمة

8.  قلة الانفعال في تعابير الوجه والكلام

9.  الحركات البطيئة أو عدم القدرة على الحركة

 

·         أعراض الاكتئاب

1.  اضطراب المزاج والحزن

2.  التفكير بالموت أو الانتحار

3.  الشعور بعدم القيمة أو اليأس

4.  الشعور بالذنب أو لوم النفس باستمرار

5.  فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة

6.  ضعف الشهية

7.  تغيرات في أنماط النوم (النوم قليلاً أو كثيراً)

8.  صعوبة في التفكير أو التركيز

9.  فقدان الوزن أو زيادته

 

·         أعراض الهوس

1.  التشتت

2.  كثرة الكلام أو سرعته

3.  زيادة العمل والنشاط الاجتماعي

4.  زيادة احترام الذات

5.  قلة النوم

6.  القيام بسلوك خطير (الإنفاق الزائد، القيادة المتهورة)

العلاج

عادةً ما يستجيب الأشخاص المصابون بالاضطراب الفصامي العاطفي بشكل أفضل لمجموعة من الأدوية والعلاج النفسي والتدريب على المهارات الحياتية. يختلف العلاج اعتمادًا على نوع وشدة الأعراض وما إذا كان الاضطراب من النوع الاكتئابي أو ثنائي القطب. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى. ويمكن أن يساعد الالتزام بالعلاج طويل الأمد في إدارة الأعراض وتمكينك من عيش حياة طبيعية.

1.  الأدوية

بشكل عام، يصف الأطباء أدوية للاضطراب الفصامي العاطفي لتخفيف أعراض الذهان، وتحقيق استقرار الحالة المزاجية وعلاج الاكتئاب. قد تشمل هذه الأدوية:

مضادات الذهان

الدواء الوحيد الذي وافقت عليه إدارة الغذاء والدواء خصيصًا لعلاج الاضطراب الفصامي العاطفي هو عقار باليبيريدون المضاد للذهان. ومع ذلك، قد يصف الأطباء أدوية أخرى مضادة للذهان للمساعدة في إدارة الأعراض الذهانية مثل الأوهام والهلوسة.

مثبتات المزاج

عندما يكون الاضطراب الفصامي العاطفي من النوع ثنائي القطب، يمكن لمثبتات المزاج أن تساعد في علاج مستويات الهوس المرتفعة وأعراض الاكتئاب.

مضادات الاكتئاب

عندما يكون الاكتئاب هو اضطراب المزاج الأساسي في حالة الاضطراب الفصامي العاطفي، يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب في التحكم في مشاعر الحزن أو اليأس أو صعوبة النوم والتركيز.

2.  العلاج النفسي بالكلام

بالإضافة إلى الأدوية، قد يساعد العلاج النفسي، المعروف أيضًا باسم العلاج بالكلام في إدارة أعراض الاضطراب الفصامي العاطفي. قد يشمل العلاج النفسي ما يلي:

العلاج الفردي

قد يساعد العلاج النفسي على التحكم في أنماط التفكير وتقليل الأعراض. إن العلاج الفردي يمكن أن يساعدك إذا كنت تعاني من الاضطراب الفصامي العاطفي على فهم حالتك بشكل أفضل وتعلم كيفية إدارة الأعراض التي تعاني منها. تركز الجلسات الفردية الفعالة على وضع خطط الحياة الواقعية وحل المشاكل وتكوين العلاقات وتعلم استراتيجيات المواجهة.

العلاج العائلي أو الجماعي

يمكن أن يكون العلاج أكثر فعالية عندما تتمكن من مناقشة مشاكل حياتك الحقيقية مع الآخرين. يمكن أن يساعد العلاج النفسي ضمن المجموعات أيضًا في تقليل العزلة الاجتماعية، وزيادة الاستخدام المناسب والالتزام بالأدوية، وتطوير مهارات اجتماعية أفضل.

3.  التدريب على المهارات الحياتية

يمكن أن يساعد تعلم المهارات الاجتماعية والمهنية في تقليل العزلة وتحسين نوعية الحياة. يركز التدريب على المهارات الاجتماعية التي قد تفيدك في تعلم كيفية التعامل مع الآخرين وتكوين علاقات قوية معهم، ويعمل على تحسين التواصل والتفاعلات الاجتماعية وتحسين القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية.

4.  العلاج في المستشفيات

خلال فترات الأزمات أو أوقات الأعراض الشديدة، قد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا لضمان السلامة والتغذية السليمة والنوم الكافي والرعاية الشخصية الأساسية.

5.  العلاج بالصدمة الكهربائية

بالنسبة للبالغين الذين يعانون من الاضطراب الفصامي العاطفي والذين لا يستجيبون للعلاج النفسي أو الأدوية، قد يقوم الطبيب باستخدام العلاج بالصدمات الكهربائية للسيطرة على الأعراض، وخاصة عندما تكون شديدة ولا يمكن التحكم بها.

يحتاج معظم الأفراد المصابين بالاضطراب الفصامي العاطفي إلى الدعم الحياتي اليومي. ومع الاستمرار في استخدام العلاج المناسب، يمكن لمعظم المصابين بالاضطراب الفصامي العاطفي إدارة مرضهم والتحكم في الأعراض. إذا شعرت بأعراض الاضطراب الفصامي العاطفي أو لاحظت هذه الأعراض على الأشخاص المقربين منك فلا تتردد باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب والبدء بالعلاج في وقت مبكر.

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

الهوس

اضطرابات ذهانية

فصام

اضطراب فصامي عاطفي

اضطراب ثنائي القطب

مقالات مقترحة