اضطراب الفصام

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

ينسب اكتشاف مرض انفصام الشخصية إلى الطبيب النفسي الألماني إميل كريبلين، الذي وصف الحالة لأول مرة في أواخر القرن التاسع عشر. وقد قام بملاحظة ودراسة المرضى الذين يعانون من أعراض مثل الأوهام والهلوسة والتفكير غير المنظم، والتي يعتقد أنها ناجمة عن مرض دماغي. كما ميز كريبلين الفصام عن الأشكال الأخرى من الأمراض أو الاعتلالات العقلية، مثل الخرف والاضطراب ثنائي القطب. لقد ساهم عمله في وضع الأساس للمفهوم الحديث لمرض الفصام وتشخيصه، والذي لا يزال يمثل حالة صعبة للطب النفسي حتى اليوم. واصل خبراء الصحة العقلية إعادة تعريف الفصام وكذلك تصنيفه واتفقوا على أربع فئات رئيسية من الأعراض التي تحدث في الفصام، وهي الأعراض الإيجابية والأعراض السلبية والأعراض المعرفية والأعراض العاطفية

وأدت الخلافات في السبعينيات حول مفهوم وأعراض الفصام إلى مراجعة ليس فقط تشخيص الفصام، ولكن أيضًا مراجعة الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية بأكمله، مما أدى إلى نشر الدليل التشخيصي والإحصائي، الطبعة الثالثة في عام 1980. أما في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الخامسة، فقد دعت الحاجة إلى وجود الأعراض لأي تشخيص لمرض انفصام الشخصية، وذكر الدليل بأنه يجب أن يكون لدى المصاب واحد على الأقل من هذه الأعراض الثلاثة: الأوهام، والهلوسة، والكلام غير المنظم حتى يتم تشخيصه بالإصابة باضطراب الفصام.

الأسباب

إن الأسباب الدقيقة لمرض انفصام الشخصية غير معروفة. ولكن، تشير الأبحاث إلى أن مجموعة من العوامل الجسدية والوراثية والنفسية والبيئية يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالفصام. قد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالفصام، وقد يؤدي حدث حياتي مرهق أو عاطفي إلى حدوث نوبة ذهانية. ومع ذلك، من غير المعروف سبب ظهور الأعراض على بعض الأشخاص بينما لا تظهر على الآخرين. ومن عوامل الخطر التي قد تؤدي إلى زيادة احتمال إصابتك بالفصام ما يلي:

·         الوراثة

يميل مرض انفصام الشخصية إلى الانتشار في العائلات، لكن لا يُعتقد أن جينًا واحدًا هو المسؤول عنه. ومن المرجح أن مجموعات مختلفة من الجينات تجعل الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة. ومع ذلك، فإن وجود هذه الجينات لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بالفصام.

·         الاختلافات في نمو الدماغ

أظهرت الدراسات التي أجريت على الأشخاص المصابين بالفصام وجود اختلافات طفيفة في بنية أدمغتهم. ولكن، لا تظهر هذه التغيرات لدى جميع المصابين بالفصام ويمكن أن تحدث عند الأشخاص الذين لا يعانون من مرض عقلي.

·         الناقلات العصبية

الناقلات العصبية هي مواد كيميائية تحمل الرسائل بين خلايا الدماغ. ويعتقد أن الأشخاص المصابين بالفصام قد يكون لديهم كميات مختلفة من بعض الناقلات العصبية في أدمغتهم. ولذلك، يمكن للأدوية التي تساعد على تقليل كميات بعض الناقلات العصبية، مثل الدوبامين، أن تساعد في علاج أعراض الفصام لدى بعض الأشخاص، وهذا يشير إلى أن الناقلات العصبية قد تلعب دورًا في تطور مرض انفصام الشخصية.

·         مضاعفات الحمل والولادة

أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يصابون بالفصام من الممكن أن يكونوا قد تعرضوا للإصابة بمضاعفات قبل وأثناء الولادة، حيث أنه ربما يكون لهذه الأشياء تأثير خفي على نمو الدماغ، مثل:

1.  انخفاض الوزن عند الولادة

2.  الولادة المبكرة

3.  نقص الأكسجين (الاختناق) أثناء الولادة

·         المحفزات

المحفزات هي الأشياء التي يمكن أن تسبب مرض انفصام الشخصية لدى الأشخاص المعرضين للخطر. وتشمل هذه المحفزات ما يلي:

1.  فقدان الأشخاص المقربين

2.  فقدان وظيفتك أو منزلك

3.  الطلاق

4.  نهاية العلاقات

5.  الاعتداء الجسدي أو العاطفي

هذه الأنواع من التجارب التي تعتبر مرهقة أو صادمة لا تسبب الفصام بشكل مباشر لجميع الأشخاص الذين يتعرضون لها. ومع ذلك، فإنها يمكن أن تؤدي إلى تطور الفصام لدى شخص معرض للإصابة نتيجة لوجود عوامل أخرى محفزة، كالوراثة.

الأعراض

عندما يكون الفصام نشطًا، تتميز أعراضه بالإصابة بنوبات قد لا تستطيع خلالها التمييز بين المواقف والأحداث الحقيقية وغير الحقيقية. كما هو الحال مع أي مرض، يمكن أن تختلف شدة الأعراض ومدتها وتكرارها؛ ومع ذلك، في الأشخاص المصابين بالفصام، غالبًا ما ينخفض معدل حدوث أعراض ذهانية حادة مع تقدم الشخص في السن. يؤدي عدم تناول الأدوية كما هو موصوف، والتعرض لمواقف صادمة إلى زيادة شدة الأعراض. وتشمل الأعراض التي قد تلاحظها في حال إصابتك أو إصابة أحد المقربين منك بالفصام ما يلي:

1.  الهلوسة، مثل سماع أصوات أو رؤية أشياء غير موجودة

2.  البارانويا والتصورات والمعتقدات والسلوكيات المبالغ فيها

3.  فقدان أو انخفاض القدرة على البدء بالخطط أو التحدث أو التعبير عن المشاعر

4.  تفكير وكلام مرتبك ومضطرب

5.  مشكلة في التفكير المنطقي

6.  سلوك غريب أو حركات غير طبيعية.

عادة ما تظهر أعراض الفصام لأول مرة في مرحلة البلوغ المبكر ويجب أن تستمر لمدة ستة أشهر على الأقل حتى يتم تشخيص الحالة على أنها إصابة بالفصام. غالبًا ما يعاني الرجال من الأعراض الأولية في أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات من عمرهم، بينما تميل النساء إلى إظهار العلامات الأولى للمرض في العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر. قد تظهر علامات أكثر دقة وتدل على الإصابة بالفصام في وقت مبكر، بما في ذلك العلاقات المضطربة مع الآخرين وضعف الأداء المدرسي وانخفاض الحافز.

وقبل إجراء التشخيص، عادة ما يقوم الطبيب النفسي بإجراء فحص طبي شامل لاستبعاد إساءة استخدام المواد أو غيرها من الأمراض العصبية أو الطبية التي تشبه أعراضها مرض انفصام الشخصية.

العلاج

يمكن أن يساعد العلاج بالأدوية والعلاج النفسي بالكلام في إدارة الأعراض التي تشعر بها إذا كنت تعاني من اضطراب الفصام. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى للحصول على نتائج أفضل والتخفيف من شدة الأعراض.

·         الأدوية

الأدوية هي علاج أساسي لإدارة أعراض الفصام، والأدوية المضادة للذهان هي الأدوية الأكثر شيوعًا من حيث الاستخدام، حيث يعتقد أنها تتحكم في الأعراض عن طريق التأثير على الناقل العصبي الدوبامين في الدماغ.

الهدف من العلاج بالأدوية المضادة للذهان هو إدارة العلامات والأعراض بشكل فعال بأقل جرعة ممكنة. قد يقوم الطبيب النفسي بتجربة أدوية مختلفة أو جرعات أو مجموعات مختلفة مع مرور الوقت لتحقيق النتيجة المطلوبة. قد تساعد الأدوية الأخرى أيضًا، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق في التحكم في أعراض الفصام وتخفيفها. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع لملاحظة تحسن في الأعراض، لذلك لا تتوقف عن استخدام العلاج.

نظرًا لأن أدوية الفصام يمكن أن تسبب أعراضًا جانبية خطيرة، فقد يتردد الأشخاص المصابون بالفصام في تناولها. اسأل طبيبك عن الفوائد الأعراض الجانبية لأي دواء موصوف لك قبل البدء بالاستخدام.

مضادات الذهان من الجيل الثاني

يفضل الأطباء بشكل عام وصف هذه الأدوية الأحدث من الجيل الثاني لأنها قد تسبب أعراض جانبية أقل مقارنة بمضادات الذهان من الجيل الأول. تشمل مضادات الذهان من الجيل الثاني ما يلي:

  1. أريبيبرازول

  2. أسينابين

  3. بريكسبيبرازول

  4. كاريبرازين

  5. كلوزابين

  6. إيلوبيريدون

  7. لوراسيدون

  8. اولانزابين

مضادات الذهان من الجيل الأول

تمتلك مضادات الذهان من الجيل الأول أعراضًا جانبية عصبية متكررة وخطرة، بما في ذلك احتمالية الإصابة باضطراب الحركة (خلل الحركة المتأخر) الذي قد يكون أو لا يكون قابلاً للشفاء. تشمل مضادات الذهان من الجيل الأول ما يلي:

1.  كلوربرومازين

2.  فلوفينازين

3.  هالوبيريدول

4.  بيرفينازين

غالبًا ما تكون مضادات الذهان من الجيل الأول أرخص من مضادات الذهان من الجيل الثاني، والتي يمكن أن تكون أحد الاعتبارات المهمة عندما يكون العلاج طويل الأمد ضروريًا.

العلاجات النفسية بالكلام

بعد استخدام الدواء والسيطرة على الأعراض المصاحبة للفصام، تصبح التدخلات النفسية والعلاج النفسي مهمة للمحافظة على النتائج. قد تشمل هذه العلاجات النفسية بالكلام كا يلي:

1.  العلاج الفردي. قد يساعد العلاج النفسي على تغيير أنماط التفكير. كما أن تعلم كيفية التعامل مع التوتر وتحديد العلامات التحذيرية المبكرة للانتكاس يمكن أن يساعدك على إدارة الأعراض والتحكم بها.

2.  التدريب على المهارات الاجتماعية. ويركز هذا العلاج على تحسين التواصل والتفاعلات الاجتماعية وتحسين القدرة على المشاركة في الأنشطة اليومية.

3.  العلاج الأسري. وهذا النوع من العلاج يوفر الدعم والتعليم للعائلات التي تتعامل مع مرض انفصام الشخصية.

العلاج في المستشفيات

خلال فترات الأزمات أو أوقات الأعراض الشديدة، قد يكون العلاج في المستشفى ضروريًا لضمان السلامة والتغذية السليمة والنوم الكافي، وذلك للسيطرة على أعراض الفصام.

العلاج بالصدمة الكهربائية

بالنسبة للبالغين المصابين بالفصام والذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي، يمكن التفكير في العلاج بالصدمات الكهربائية. قد يكون العلاج بالصدمات الكهربائية  مفيدًا أيضًا للأشخاص الذين يعانون بالاكتئاب بالإضافة إلى الفصم.

يحتاج معظم الأفراد المصابين بالفصام إلى شكل من أشكال الدعم الحياتي اليومي. ومع الاستمرار في استخدام العلاج المناسب، يمكن لمعظم المصابين بالفصام إدارة مرضهم والتحكم في الأعراض. إذا شعرت بأعراض الفصام أو لاحظت هذه الأعراض على الأشخاص المقربين منك فلا تتردد باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب والبدء بالعلاج في وقت مبكر.

أسئلة وأجوبة


السؤال الأول/ لماذا يضحك مريض الفصام؟

قد يضحك الأشخاص المصابون بالفصام في الأوقات التي تبدو غير مناسبة للضحك. يمكن أن يحدث هذا لأنهم يدركون العالم بشكل مختلف عن الآخرين، أو يجدون صعوبة في تنظيم عواطفهم، أو يعانون من الهلوسة أو التي قد تسبب الضحك.


السؤال الثاني/ هل مريض الفصام متقلب المزاج؟

قد لا يعاني المرضى المصابون بالفصام من أعراض تقلب المزاج. . تظهر أعراض تقلب المزاج لدى الأشخاص المصابين بالاضطراب الفصامي العاطفي (إما الاكتئاب أو الهوس) وهو اضطراب منفصل ويختلف عن الفصام.


السؤال الثالث/ هل مريض الفصام يخاف من الناس؟

 قد يرى الشخص المصاب بالفصام الآخرين الذين يحاولون مساعدته على أنهم يحاولون إيذاءه، ولذلك يخطئ في فهم جهودهم على أنها محاولات لإحداث الضرر.


السؤال الرابع/ ماهي مراحل مرض الفصام؟

الفصام هو مرض عقلي تظهر أعراضه عادة على مراحل.

1.  المرحلة الأولى، عندما تبدأ الأعراض في الظهور بشكل تدريجي. غالبًا لا يتم التعرف على هذه المرحلة المبكرة إلا بعد تقدم المرض.

2.  المرحلة الثانية. وهي المرحلة النشطة، وتعرف هذه المرحلة أيضًا باسم الفصام الحاد، وهي الأكثر وضوحًا. وفي هذه المرحلة تظهر الأعراض الواضحة للذهان، بما في ذلك الهلوسة والشك والأوهام.

3.     المرحلة الثالثة. هي المرحلة التي يعاني فيه المصابون بالفصام من أعراض أقل وضوحًا، ولكن بعض الأعراض لا تزال موجودة.

السؤال الخامس/ هل مريض الفصام يفقد عقله؟

الفصام هو اضطراب عقلي مزمن وشديد يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتصرفاته، ولذلك، قد يبدو الأشخاص المصابون بالفصام وكأنهم فقدوا الاتصال بالواقع.


السؤال السادس/ متى ينتهي مرض الفصام؟

نظرًا لأن الأسباب الكامنة وراء الفصام ليست مفهومة تمامًا، يظل الفصام مرضًا لا يمكن الشفاء منه مدى الحياة، ولذلك يتطلب إدارة مستمرة لعيش حياة متوازنة ومستقرة. ولحسن الحظ، فقد تعلم الكثير من المصابون بالفصام كيفية إدارة أعراض الفصام والتغلب عليها بنجاح.

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات ذهانية

فصام

هلوسة

ذهان

مضادات الذهان

انفصام الشخصية

مقالات مقترحة