اضطراب التصرف

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

3 د

Image

ما هو اضطراب التصرف  ؟

اضطراب التصرف (Conduct Disorder) هو اضطراب نفسي يُشخَّص في مرحلة الطفولة أو المراهقة، ويتميز بأنماط متكررة من السلوك العدواني أو المخالف للقواعد الاجتماعية والقوانين.

 يعاني الأطفال والمراهقون المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في التحكم في انفعالاتهم والتعامل مع الآخرين، مما قد يؤدي إلى مشكلات في المدرسة، والعلاقات الاجتماعية، وحتى القضايا القانونية في بعض الحالات.

هذا الاضطراب يرتبط ارتباطاً وثيقاً باضطرابات الشخصية عند البالغين، الفشل في معالجته يؤدي لأن يتطور بعد البلوغ لأحد اضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟

يتمثل اضطراب التصرف في مجموعة متنوعة من التصرفات التي تتجاوز الحدود المقبولة اجتماعيًا، ومن أبرزها:

  • العدوانية تجاه الآخرين:
    يشمل التنمر، القتال الجسدي، واستخدام العنف ضد الأشخاص أو الحيوانات.

  • انتهاك القواعد:
    مثل الهروب من المدرسة، التأخر خارج المنزل دون إذن، أو مخالفة القوانين بشكل متكرر.

  • الخداع والتلاعب:
    يتضمن الكذب المتكرر، الاحتيال، أو السرقة.

  • التخريب والتدمير:
    كإتلاف الممتلكات العامة والخاصة عمدًا.

يمكن أن تختلف شدة الأعراض بين الحالات، حيث يعاني بعض الأطفال من مشكلات سلوكية بسيطة، بينما يظهر آخرون سلوكيات أكثر خطورة.

ما هي أسباب هذا الاضطراب؟

لا يوجد سبب واحد واضح لاضطراب التصرف، ولكن هناك عدة عوامل قد تسهم في تطوره:

  • عوامل وراثية:
    قد يكون هناك تاريخ عائلي لمشكلات سلوكية أو اضطرابات نفسية أخرى.

  • بيئة غير مستقرة:
    العيش في بيئة مليئة بالعنف، الإهمال، أو الاضطرابات الأسرية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

  • ضعف التوجيه الأسري:
    عدم وجود رقابة كافية أو اتباع أساليب تربوية قاسية أو متساهلة جدًا قد يؤدي إلى سلوكيات غير منضبطة.

  • عوامل بيولوجية:
     الأطفال الذين يعانون من خلل في وظائف الدماغ قد يكونون أكثر عرضة لهذا الاضطراب.

و يتم تشخيص هذا الاضطراب في الأطفال الذكور بنسبة أكبر من الإناث .

 

كيف يتم التشخيص؟

يتم تشخيص اضطراب التصرف من قبل أخصائي الصحة النفسية بعد تقييم دقيق لحالة الطفل أو المراهق. تتضمن عملية التشخيص:

  • مقابلات شخصية:

    • يتم التحدث مع الطفل والأهل والمعلمين لمعرفة تفاصيل السلوكيات والمشكلات التي يواجهها.

  • الاختبارات النفسية:

    •  تُستخدم لتقييم مستوى العدوانية، التعاطف، والتحكم في الانفعالات.

  • مراجعة السجل السلوكي:

    • يتم فحص تاريخ الطفل في المدرسة والمنزل لرصد نمط السلوكيات المتكررة.

يُشترط أن تستمر هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل ليتم التشخيص باضطراب السلوك.

 

ما هو العلاج؟

يُعد التدخل المبكر ضروريًا لتحسين فرص نجاح العلاج وتقليل العواقب السلبية طويلة المدى. تتضمن العلاجات الفعالة:

العلاج السلوكي المعرفي (CBT):

  • يُساعد الأطفال على التعرف على أفكارهم السلبية وتغييرها.

  • يُعزز مهارات التحكم في الغضب وحل المشكلات.

  • يُعلّمهم كيفية تطوير سلوكيات إيجابية في المواقف المختلفة.

التدريب الأسري:

  • يهدف إلى تعليم الآباء مهارات التربية الإيجابية.

  • يُساعد على تحسين العلاقة بين الطفل والوالدين.

  • يُعزز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة.

التدخلات المدرسية:

  • توفير برامج تعليمية خاصة لدعم الطلاب الذين يعانون من هذا الاضطراب.

  • تطبيق برامج تعديل السلوك داخل المدرسة.

العلاج الدوائي:

  • يمكن استخدام الأدوية لمعالجة الأعراض المرتبطة باضطرابات أخرى مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).


و تذكر:
اضطراب التصرف هو حالة معقدة ولكن يمكن التعامل معها من خلال التشخيص المبكر والتدخلات المناسبة. دعم الأسرة، المدرسة، والمجتمع يلعب دورًا حاسمًا في تحسين سلوك الطفل ومساعدته على تطوير مهارات اجتماعية إيجابية.

شارك المقالة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية