ما هو تأخر النمو العام؟
تأخر النمو العام هو حالة تؤثر على تطور قدرات الطفل في مجالات مختلفة مثل المهارات الحركية، اللغوية، الاجتماعية، والمعرفية، حيث يكون نموهم أبطأ مقارنة بالأطفال الآخرين في نفس العمر.
يتم تشخيص هذه الحالة عادةً عند الأطفال دون سن الخامسة ،
قد يكون مؤقتاً يمكن تجاوزه مع التدخل العلاجي المناسب، أو قد يكون مؤشرًا لحالة طويلة الأمد تتطلب دعمًا مستمرًا.
كيف يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب طيف التوحد؟
اضطراب تأخر النمو العام هو أحد الاضطرابات التي قد تتشابه مع اضطراب طيف التوحد و قد يخلط الأهل بينهما، لذلك فانه من الجدير بالذكر :
-
في حالة تأخر النمو العام فإن الطفل قد يعاني من تأخر عام في جميع المهارات، لكنه يُظهر استجابة للتفاعل الاجتماعي والتدريب.
-
في حالة اضطراب طيف التوحد فإن الطفل قد يعاني من صعوبة في التفاعل مع الآخرين، ولا يستجيب عند مناداته باسمه، أو يظهر سلوكيات متكررة.
كيف يحدث هذا الاضطراب؟
هناك العديد من العوامل التي قد تؤدي إلى تأخر النمو العام، ومنها:
الأسباب الجينية:
- بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة داون ومتلازمة كروموسوم X الهش قد تسبب تأخرًا في جميع مجالات النمو.
مشكلات أثناء الحمل أو الولادة:
-
نقص الأكسجين أثناء الولادة (الاختناق الولادي)، مما يؤثر على تطور الدماغ.
-
الولادة المبكرة، حيث قد لا يكون الدماغ والجهاز العصبي مكتملين بالكامل عند الولادة.
-
التعرض للعدوى أثناء الحمل مثل الحصبة الألمانية أو الزهري، والتي قد تؤثر على تطور الجنين.
العوامل البيئية
-
سوء التغذية، خاصة خلال السنوات الأولى من العمر، مما يؤثر على تطور الدماغ والجسم.
-
التعرض للسموم مثل الرصاص، والذي قد يسبب تأخرًا معرفيًا.
-
نقص التحفيز والتفاعل الاجتماعي، حيث يحتاج الأطفال إلى بيئة غنية بالتفاعل لتنمية مهاراتهم.
في بعض الحالات، قد لا يتمكن الأطباء من تحديد سبب واضح لتأخر النمو العام، لكن التدخل المبكر يمكن أن يساعد في تحسين الحالة بغض النظر عن السبب.
ما هي أعراض تأخر النمو العام؟
تعتمد الأعراض على المجالات المتأثرة، ولكنها تشمل عادةً:
-
التأخر الحركي:
صعوبة في الجلوس، الزحف، المشي، أو استخدام اليدين بفعالية. -
التأخر اللغوي:
تأخر في النطق، ضعف في المفردات، أو صعوبة في فهم الكلام والتواصل مع الآخرين. -
التأخر المعرفي:
بطء في تعلم المفاهيم الأساسية مثل الألوان، الأشكال، الأرقام، أو حل المشكلات. -
التأخر الاجتماعي والعاطفي:
ضعف في التفاعل مع الآخرين، صعوبة في التعبير عن المشاعر، أو عدم الاستجابة للإشارات الاجتماعية مثل الابتسام أو الإشارة للأشياء.
كيف يتم تشخيص تأخر النمو العام؟
يعتمد التشخيص على تقييم شامل لنمو الطفل باستخدام عدة أدوات وإجراءات تشمل:
-
مقابلات مع الأهل:
لجمع معلومات حول ظروف الحمل، الولادة، والتطور المبكر للطفل. -
مراقبة سلوك الطفل:
لتقييم مدى استجابته للمحفزات والتفاعل مع بيئته. -
الاختبارات المعيارية:
لقياس المهارات الحركية، اللغوية، المعرفية، والاجتماعية مقارنة بالأطفال في نفس الفئة العمرية. -
استبعاد الحالات الأخرى:
مثل اضطراب طيف التوحد أو الإعاقة الذهنية، من خلال اختبارات السمع، فحوصات الدم، أو تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي (MRI).
ما هي خيارات العلاج والدعم؟
لا يوجد علاج واحد يناسب جميع الأطفال المصابين بتأخر النمو العام، لكن التدخل المبكر يساعد في تحسين التطور النمائي وتقليل التأثيرات طويلة الأمد.
-
العلاج الطبيعي:
لمساعدة الطفل على تطوير المهارات الحركية وتحسين التوازن والقوة العضلية. -
العلاج الوظيفي:
لتدريب الطفل على المهارات اليومية مثل الأكل، ارتداء الملابس، واستخدام الأدوات. -
علاج النطق والتخاطب:
لتحسين قدرة الطفل على التواصل والتفاعل اللغوي. -
الدعم التعليمي:
من خلال برامج تعليمية مخصصة تناسب احتياجات الطفل النمائية. - الدعم الأسري:
توجيه الأهل حول كيفية مساعدة طفلهم على تحقيق أقصى إمكاناته من خلال بيئة محفزة وداعمة.