ما هي اضطرابات التعلم؟
اضطرابات التعلم learning disorders هي مجموعة من الصعوبات التي تؤثر على قدرة الشخص على اكتساب مهارات أكاديمية محددة، مثل القراءة والكتابة والرياضيات.
-
على الرغم من أن هذه الاضطرابات لا تعني انخفاض مستوى الذكاء، إلا أنها قد تؤثر بشكل كبير على الأداء الأكاديمي و المهني إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
ما هي أنواع اضطرابات التعلم؟
تختلف أعراض اضطرابات التعلم باختلاف نوع الصعوبة التي يواجهها الشخص، ولكنها قد تشمل:
-
-
-
صعوبات في القراءة (عسر القراءة - الديسلكسيا):
صعوبة في فهم العلاقة بين الحروف والأصوات، والقراءة البطيئة أو غير الدقيقة، وصعوبة في استيعاب النصوص المكتوبة. -
صعوبات في الكتابة (اضطراب الكتابة - الديسغرافيا):
مشكلات في تكوين الحروف، أو ضعف في تنظيم الأفكار عند الكتابة. -
صعوبات في الرياضيات (عسر الحساب - الديسكالكوليا):
صعوبة في فهم الأرقام، وإجراء العمليات الحسابية، أو التعامل مع المفاهيم الرياضية مثل الوقت والمسافات.
-
-
كيف تحدث هذه الاضطرابات؟
اضطرابات التعلم لها أسباب متعددة، وقد تكون نتيجة تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية والعصبية.
-
العوامل الوراثية: قد يكون هناك تاريخ عائلي لاضطرابات التعلم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بها.
-
العوامل العصبية: الاختلافات في بنية الدماغ ووظائفه قد تؤثر على قدرة الفرد على معالجة المعلومات الأكاديمية.
-
العوامل البيئية: التعرض لمواد سامة أثناء الحمل، أو الولادة المبكرة، أو قلة التحفيز التعليمي في المراحل المبكرة قد تساهم في ظهور اضطرابات التعلم.
كيف يتم التشخيص؟
عملية التشخيص تتطلب تعاونًا بين المعلمين، وأخصائيي علم النفس، وأخصائيي النطق واللغة.
يشمل التشخيص الخطوات التالية:
التقييم الأولي
-
يقوم المعلمون وأولياء الأمور بملاحظة الصعوبات التي يواجهها الطفل في القراءة، الكتابة، أو الرياضيات.
-
يتم تسجيل مدى استمرار هذه المشكلات وتأثيرها على الأداء الأكاديمي والحياة اليومية.
-
يتم التحقق مما إذا كانت الصعوبات ناتجة عن نقص في التعليم أو عوامل بيئية أخرى.
الفحص الطبي و استبعاد الأسباب العضوية
-
يقوم الطبيب بإجراء فحص طبي شامل للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية تؤثر على التعلم، مثل ضعف السمع أو الرؤية.
-
قد يتم طلب اختبارات عصبية في بعض الحالات لاستبعاد الاضطرابات العصبية التي قد تؤثر على الوظائف الإدراكية.
الاختبارات النفسية والتربوية
يتم تقييم الطفل باستخدام مجموعة من الاختبارات التي تساعد في تحديد نقاط القوة والضعف لديه، مثل:
-
اختبارات الذكاء: مثل مقياس وكسلر لذكاء الأطفال (WISC) لتقييم القدرات الإدراكية والوظائف المعرفية.
-
اختبارات التحصيل الأكاديمي: لتقييم مستوى القراءة، الكتابة، والرياضيات مقارنة بأقرانه في نفس العمر.
-
اختبارات المعالجة الإدراكية: لفحص مدى قدرة الطفل على استيعاب المعلومات، ومعالجة الأصوات، وتنسيق المهارات الحركية الدقيقة.
-
اختبارات الذاكرة والانتباه: لتقييم ما إذا كان هناك مشاكل في تذكر المعلومات أو في التركيز والانتباه.
المقابلات وجمع المعلومات
-
يجري الأخصائي مقابلات مع أولياء الأمور والمعلمين لجمع معلومات عن تاريخ التعلم لدى الطفل وأي صعوبات سابقة.
-
يتم مناقشة العوامل البيئية، مثل الضغوط العائلية، والتجارب التعليمية، والتفاعل الاجتماعي.
الملاحظة داخل الفصل
-
يقوم الأخصائي بمراقبة الطفل في الفصل الدراسي لمعرفة كيف يتفاعل مع المواد التعليمية، وكيفية استجابته للمهام المختلفة.
-
يتم تسجيل استراتيجيات التعلم التي يستخدمها الطفل، والصعوبات التي يواجهها أثناء أداء الواجبات.
وضع التشخيص النهائي وتطوير خطة علاجية
-
يتم تحليل جميع المعلومات والاختبارات لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني من اضطراب تعلمي معين مثل عسر القراءة، عسر الحساب، أو اضطراب الكتابة.
-
يتم وضع خطة تعليمية فردية (IEP) تتضمن استراتيجيات دعم أكاديمي، وتعديلات في طريقة التدريس، واستخدام التكنولوجيا المساندة إذا لزم الأمر.
-
يتم توجيه الأسرة والمعلمين حول كيفية تقديم الدعم المناسب للطفل في المنزل والمدرسة.
لماذا التشخيص المبكر مهم؟
كلما تم تشخيص اضطرابات التعلم مبكرًا، زادت فرص تقديم التدخلات المناسبة التي تساعد الطفل على التكيف وتحقيق النجاح الأكاديمي والاجتماعي. يمكن أن يمنع التشخيص والتدخل المبكر تدني الثقة بالنفس، والإحباط، والصعوبات طويلة المدى في التحصيل الدراسي.
كيف يتم العلاج؟
لا يوجد علاج نهائي لاضطرابات التعلم، ولكن يمكن تقديم استراتيجيات تساعد في تحسين الأداء الأكاديمي والتكيف مع التحديات. تشمل العلاجات:
-
التدخلات التعليمية:
توفير خطة تعليمية فردية (IEP) في المدارس، وتقديم برامج دعم أكاديمي تعتمد على نقاط قوة الطالب.
-
العلاج السلوكي والمعرفي:
يساعد في بناء استراتيجيات للتعامل مع الإحباط وزيادة الثقة بالنفس.
-
التدريب على المهارات الحياتية:
مثل تعلم طرق بديلة لتنظيم المهام الدراسية والاستفادة من التكنولوجيا المساعدة.
-
الدعم الأسري:
من المهم أن يحصل الوالدان على الإرشاد المناسب حول كيفية دعم الطفل في المنزل وتشجيعه.
و تذكر:
اضطرابات التعلم ليست دليلاً على ضعف الذكاء، ولكنها تتطلب استراتيجيات خاصة لمساعدة الفرد على تحقيق إمكاناته الكاملة. التشخيص المبكر والدعم المناسب يمكن أن يساعدا في تعزيز النجاح الأكاديمي والاجتماعي للأفراد الذين يعانون من هذه الاضطرابات.