ما هي اضطرابات اللغة و الكلام؟
اضطرابات اللغة والكلام هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على القدرة على التحدث، الفهم، أو استخدام اللغة بشكل صحيح و تظهر منذ الطفولة المبكرة مسببةً صعوبات في التواصل الاجتماعي، التعلم، والتفاعل مع البيئة المحيطة.
ما الفرق بين اضطرابات اللغة واضطرابات الكلام؟
-
اضطراب اللغة هو اضطراب على مستوى الإدراك اللغوي كصعوبة في استخدام اللغة وفهمها
-
اضطراب الكلام هو اضطراب على مستوى التخاطب و النطق و يتمثل في مشاكل في إنتاج الأصوات والكلمات بشكل واضح.
بعض الأفراد قد يعانون من اضطراب واحد فقط، بينما قد يعاني آخرون من مجموعة من الاضطرابات اللغوية والكلامية معًا، و قد تسبب هذه الاضطرابات صعوبات في جوانب مختلفة من حياة الطفل مثل:
-
صعوبات في التواصل اليومي والتفاعل مع الآخرين.
-
تأخر في التطور الأكاديمي بسبب تحديات في الفهم والتعبير.
-
تأثير سلبي على الثقة بالنفس والقدرة على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
ما هي أنواع اضطرابات اللغة والكلام؟
اضطرابات اللغة والكلام تشمل العديد من الصعوبات اللغوية المختلفة مثل:
1-اضطراب اللغة (Language Disorder)
و يتمثل في صعوبة مستمرة في تعلم واستخدام اللغة سواء خلال الحديث، الكتابة أو حتى لغة الاشارة نتيجة لخلل في الفهم اللغوي.
و أعراضه تشمل:
-
ضعف المفردات و سوء تركيب الجمل
-
صعوبة في سرد القصص أو وصف الأحداث بشكل مترابط ومنطقي.
-
تأخر في اكتساب اللغة.
-
صعوبة فهم التعليمات أو المحادثات الطويلة.
2-اضطراب النطق والصوت (Speech Sound Disorder)
و هو صعوبة في إنتاج الأصوات الكلامية بوضوح، مما يجعل كلام الطفل غير مفهوم أو متأخر عن النطق المتوقع لعمره.
و يظهر على شكل:
-
صعوبة في نطق بعض الأصوات بشكل صحيح (مثل "س" أو "ر").
-
نطق الكلمات بطريقة غير واضحة أو محرفة.
3-اضطراب الطلاقة (التلعثم) Fluency Disorder (Stuttering)
اضطراب الطلاقة هو اضطراب في إيقاع وتدفق الكلام، حيث يعاني الطفل من تكرار أو إطالة الأصوات والمقاطع، أو توقف أثناء التحدث.
مثل:
-
تكرار الأصوات أو المقاطع أو اطالتها
-
توقفات مفاجئة أثناء الكلام.
-
استخدام كلمات بديلة لتجنب الكلمات التي يجد صعوبة في نطقها.
-
توتر أثناء التحدث
4-اضطراب التواصل الاجتماعي (Social Communication Disorder)
و يتمثل في صعوبة فهم القواعد الاجتماعية للمحادثات و العجز عن تفسير نبرات الصوت و المعاني الضمنية.
و يظهر على شكل:
-
عدم القدرة على المبادرة بالحديث أو متابعته بشكل سلس.
-
صعوبة في استخدام اللغة التي تناسب الموقف سواء كان رسميا أو غير رسمي.
-
مشاكل في فهم الإشارات غير اللفظية، مثل تعابير الوجه ونبرة الصوت، و المعاني الضمنية مثل النكات.
5-اضطراب تراجع القدرات اللغوية (Language Regression)
هو فقدان الطفل لمهاراته اللغوية المكتسبة سابقًا، وغالبًا ما يكون مرتبطًا بحالات عصبية أو اضطراب طيف التوحد.
كيف يتم تشخيص هذه الاضطرابات؟
يتضمن التشخيص مراحل متعددة تشمل المقابلات، التقييم السلوكي، الاختبارات اللغوية، والفحوصات الطبية .
يقوم المختص بتشخيص الطفل بناء على الخطوات التالية:
المقابلات الأولية مع الأهل:
يبدأ التشخيص بمقابلة تفصيلية مع الأهل لجمع المعلومات حول تطور اللغة لدى الطفل والتحديات التي يواجهها. و قد يسأل أسئلة مثل:
-
متى بدأ الطفل في النطق؟
-
هل يواجه صعوبة في فهم الأوامر أو الإجابة على الأسئلة؟
-
كيف يتفاعل الطفل مع أقرانه في المدرسة أو في المنزل؟
-
هل هناك تاريخ عائلي لاضطرابات اللغة أو صعوبات التعلم؟
المراقبة السلوكية والتقييم اللغوي:
هنا يقوم أخصائي التخاطب بمراقبة الطفل أثناء التحدث والاستماع.
و يركز على:
-
مدى وضوح الكلام وترابط الجمل.
-
قدرة الطفل على فهم التعليمات والاستجابة لها.
-
استخدام الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه والإيماءات.
استبعاد الحالات الطبية الأخرى:
قد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى تؤثر على اللغة، مثل:
-
اختبار السمع للتأكد من أن الطفل لا يعاني من ضعف في السمع.
-
تقييم عصبي إذا كان هناك اشتباه في وجود اضطرابات عصبية أو إصابات دماغية.
-
تقييم نفسي إذا كانت هناك مخاوف بشأن اضطرابات أخرى مثل التوحد أو القلق الاجتماعي.
كيف يتم العلاج؟
يختلف علاج اضطرابات اللغة حسب نوع الاضطراب، شدته، و حالة الطفل الخاصة.
و يركزعلى تحسين مهارات الفهم والتعبير، وتعزيز التواصل الفعّال من خلال استراتيجيات متعددة تشمل :
1-العلاج اللغوي والتخاطب
يُعتبر العلاج اللغوي الخط الأول في علاج اضطرابات اللغة، حيث يساعد الأفراد على تحسين قدراتهم على التواصل من خلال جلسات منظمة مع أخصائي التخاطب.
2-الدعم الأكاديمي
قد يحتاج الطفل إلى تعديلات في بيئته المدرسية لمساعدته على التعلم والتواصل بشكل أكثر فعالية.
و تشمل:
-
برامج التعليم الفردي (IEP):
-
خطط تعليمية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات الطفل اللغوية.
-
توفير وقت إضافي لإنجاز المهام والاختبارات.
-
دعم إضافي من معلمي التربية الخاصة وأخصائيي التخاطب داخل المدرسة.
-
تعديل بيئة التعلم:
-
استخدام الوسائل البصرية (مثل الصور والمخططات) لمساعدة الأطفال على فهم التعليمات.
-
تشجيع التفاعل الشفهي والمشاركة في الأنشطة الجماعية لتعزيز المهارات اللغوية.
3-العلاج السلوكي والتدخلات النفسية
قد يكون العلاج السلوكي ضروريًا للأطفال الذين يعانون من مشاكل في استخدام اللغة في التفاعل الاجتماعي أو ضعف الثقة بالنفس بسبب اضطرابات اللغة.
مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
-
يساعد الأطفال على التغلب على القلق والخوف من التحدث.
-
تعزيز التفكير الإيجابي حول قدراتهم اللغوية وتحفيزهم على الممارسة المستمرة.
4-تعزيز الثقة بالنفس والتواصل الاجتماعي:
-
التدرب على المواقف الاجتماعية المختلفة مثل التحدث أمام مجموعة أو طرح الأسئلة على الآخرين.
-
تعليم الأطفال كيفية طلب المساعدة أو التعبير عن احتياجاتهم بوضوح.
-
تدريبات على التحكم في التوتر أثناء الحديث.