اضطراب طيف التوحد

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

3 د

Image

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

اضطراب طيف التوحد (ASD) هو أحد اضطرابات النمو العصبي التي  تؤثر على طريقة إدراك المحيط والتفاعل معه.
يتميز هذا الاضطراب بنوعين اساسيين من الأعراض و هي:

  1. صعوبات في التواصل والتفاعل الاجتماعي

  2. سلوكيات  متكررة و اهتمامات محددة

ويعرف التوحد بأنه "اضطراب طيفي" حيث تقع الأعراض على طيف واسع و متنوع الحدة و التأثير،  بعض الأفراد قد يحتاجون إلى دعم مكثف، بينما يستطيع آخرون العيش باستقلالية نسبية.

يُعتبر التشخيص المبكر والتدخل المناسب من العوامل الأساسية التي تساعد في تحسين جودة الحياة للأفراد المصابين ودعم اندماجهم الاجتماعي.

ما هي علامات وأعراض اضطراب طيف التوحد؟

أعراض اضطراب طيف التوحد يمكن أن تنقسم لنوعين أساسيين:

  • صعوبات في التواصل الاجتماعي: 

    • قد يواجه الأفراد تحديات في فهم الإشارات الاجتماعية، مثل تعابير الوجه أو نبرة الصوت، وقد يجدون صعوبة في بدء أو استمرار المحادثات.

  • أنماط سلوك متكررة و محددة:

    • حركات متكررة:  يشمل ذلك تكرار حركات معينة، مثل التأرجح أو التصفيق،

    • الحاجة لروتين: الالتزام بروتين صارم ورفض التغيير.

    • اهتمامات محددة ومكثفة: قد يظهر الأفراد اهتمامًا عميقًا بمواضيع أو أنشطة معينة، مثل الأرقام أو جداول المواعيد، ويقضون وقتًا طويلاً في التركيز عليها.

    • حساسية حسية: قد يكون لدى البعض حساسية مفرطة أو منخفضة تجاه المحفزات الحسية، مثل الأصوات العالية أو الأضواء الساطعة أو بعض الأنسجة.

و تظهر هذه الأعراض بشكل مختلف حسب السن :

خلال الطفولة المبكرة :

تظهر أعراض التوحد عند معظم الأطفال خلال السنتين الأوليتين من حياة الطفل، الأعراض المبكرة تتضمن:

  1. تأخر هز الرأس و الإيماء

  2. تأخر النطق و الاستجابة اللفظية وغير اللفظية

  3. قد لا يلغو الطفل كما يفعل الأطفال قبل النطق

  4. قلة تعابير الوجه

  5. عدم الاشارة للأشياء التي تثير اهتمامه

خلال مرحلة الطفولة المبكرة قد يلاحظ عامة أن الطفل لا يحاول التواصل الغير لفظي مع أمه سواء بالإشارة ، والإيماء أو احداث اصوات غير لفظية و السبب قد يكون هو عدم قدرة الطفل المتوحد على التخيل أو تصور ما يفكر به الآخرين و لذلك لا يمكنه محاولة التواصل معهم عبر الحركات الجسدية.

خلال الطفولة المتأخرة والمراهقة:

  1. تأخر لغوي أو تقهقر في القدرات اللغوية قبل الثلاث سنوات

  2. صعوبة إنشاء علاقات اجتماعية

  3. التقيد بطقوس معينة في الأكل و غيره

  4. العصبية خلال محاولة التعبير عن المشاعر

و من الجدير بالذكر أن الافراد المصابين بالتوحد قد يتعلمون اخفاء أعراضهم و التصرف بالطريقة المتوقعة منهم مما يصعب التشخيص بالذات عند الإناث.

 

ما هي أسباب اضطراب طيف التوحد؟

لا يزال السبب الدقيق لاضطراب طيف التوحد غير معروف، ولكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل الجينية والبيئية التي تسهم في تطوره. و لكن يمكن تخليص عوامل الخطر في النقاط التالية:

  • عوامل جينية:

تزيد فرصة الاصابة بالتوحد عند وجود افراد مصابين بالتوحد في العائلة، أو عند الاصابة بمرض جيني مثل متلازمة داون و متلازمة كروموسوم X الهش.

  • جنس الجنين:

 يتم تشخيص التوحد عند الذكور أكثر من الإناث بأربع مرات، و لكن قد يكون لقدرة الإناث على إخفاء الأعراض أثر على نسبة التشخيص الأقل.

  • كبر عمر الأبوين:

 كون احد الأبوين أو كلاهما كبار في السن قد يزيد من احتمالية اصابة الطفل.

  • الولادة المبكرة:

 تزيد احتمالية الإصابة في الأطفال الخدج.

كيف يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد؟

يعتمد تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD) على تقييم شامل للسلوكيات والقدرات النمائية، حيث لا يوجد اختبار طبي محدد (مثل فحص الدم أو الأشعة) يمكنه تأكيد الإصابة بالتوحد. لذلك، يتم التشخيص من خلال مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى تقييم الأعراض وتأثيرها على حياة الفرد.

الخطوات الأساسية في التشخيص:

  1. الملاحظة السلوكية:
    يقوم الأطباء أو الأخصائيون بمراقبة سلوكيات الطفل أو الشخص البالغ، مع التركيز على كيفية تفاعله مع الآخرين و استجابته للمواقف الاجتماعية.

  2. المقابلات والتقارير السريرية:

    • يتم إجراء مقابلات تفصيلية مع الأهل أو مقدمي الرعاية لجمع معلومات عن تاريخ النمو والتطور المبكر.

    • تُطرح أسئلة حول أنماط التواصل، والسلوكيات المتكررة، والقدرة على التفاعل الاجتماعي، ومدى تأثر الحياة اليومية بهذه الأعراض.

  3. الاختبارات المعيارية والتقييمات النفسية:

    • استخدام أدوات تشخيصية موحدة مثل جدول مراقبة التوحد (ADOS-2) أو قائمة التقييم التشخيصي للتوحد (ADI-R)، والتي تقيم القدرات اللغوية، والتواصل غير اللفظي، والسلوكيات المتكررة.

    • التحقق من وجود أي اضطرابات أخرى قد تتداخل  أو تتشابه في الأعراض، مثل:

      •   اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD).

      • اضطراب التواصل الاجتماعي

      • اضطراب الفصام المبكر

      • اضطراب تأخر النمو

      • الإعاقة الذهنية
  4. التقييم الطبي العصبي:

    • قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات طبية لاستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة، مثل اضطرابات السمع أو المشكلات العصبية.

    • في بعض الحالات، يمكن استخدام تقنيات التصوير الدماغي أو الاختبارات الجينية إذا كان هناك اشتباه في أسباب وراثية أو مشكلات عصبية.

ما هي خيارات العلاج والدعم؟

لا يوجد علاج نهائي لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك مجموعة من الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعد الأفراد على تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
الهدف من التدخل العلاجي هو تطوير أساليب التكييف و قدرة الشخص على ممارسة حياة طبيعية مستقلة و منتجة و ليس الشفاء من التوحد.

و تتضمن التدخلات العلاجية:

  • العلاج السلوكي: مثل تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الذي يهدف إلى تعزيز المهارات الإيجابية وتقليل السلوكيات غير المرغوبة.

  • العلاج الوظيفي: لتحسين المهارات الحركية الدقيقة ومساعدة الأفراد على التعامل مع التحديات الحسية.

  • العلاج بالنطق واللغة: لدعم تطوير مهارات التواصل وتعزيز القدرة على التعبير والفهم.

  • الدعم التعليمي: توفير بيئات تعليمية متخصصة تلبي احتياجات التعلم الفردية.

أسئلة و أجوبة...

فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة عن اضطراب طيف التوحد و أجوبتها: 

ما هو سبب هذا الاضطراب؟؟

لا يوجد سبب واحد معروف لاضطراب طيف التوحد، لكنه ينشأ نتيجة تفاعل بين العوامل الجينية والبيئية. قد يكون للعوامل الوراثية دور في الإصابة، بالإضافة إلى بعض العوامل البيئية التي قد تؤثر على تطور الدماغ في مراحل مبكرة.

هل هناك علاقة بين اللقاحات والتوحد؟

لا، لا يوجد أي دليل علمي يثبت أن اللقاحات تسبب التوحد. هذا الاعتقاد مبني على دراسة خاطئة تم سحبها لاحقًا، وأكدت العديد من الأبحاث أن اللقاحات آمنة ولا تسبب التوحد.

ما الفرق بين متلازمة أسبرجر و اضطراب طيف التوحد؟

متلازمة أسبرجر هو أسم يصف مجموعة من الأعراض التي تقع ضمن طيف التوحد، و لكونها تتشارك نفس الأعراض مع اضطراب طيف التوحد فقد تم دمجها ضمن اضطراب طيف التوحد.

هل يمكن اكتشاف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة؟

نعم، يمكن ملاحظة علامات التوحد في عمر مبكر، عادة قبل سن الثالثة. من العلامات المبكرة:

  • قلة التفاعل البصري والتواصل الاجتماعي.

  • عدم الاستجابة للنداء باسمه.

  • تأخر في اكتساب اللغة.

  • سلوكيات متكررة واهتمامات محدودة.

هل يمكن أن يشفى أحدهم من التوحد؟

لا يوجد علاج نهائي لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك برامج علاجية تساعد في تحسين المهارات الحياتية والاجتماعية، و قدرة المصاب بعيش حياة مستقلة ومنتجة.

هل التوحد يؤثر على الذكاء؟

ليس بالضرورة. بعض الأشخاص المصابين بالتوحد لديهم معدلات ذكاء طبيعية أو حتى عالية، بينما يعاني البعض الآخر من تحديات في التعلم. يعتمد ذلك على مدى تأثر الوظائف الإدراكية لدى الشخص.

هل الأشخاص المصابون بالتوحد قادرون على العيش بشكل مستقل؟

يعتمد ذلك على شدة الأعراض والدعم الذي يتلقاه الفرد. بعض الأشخاص لديهم القدرة على العيش بشكل مستقل تمامًا، بينما يحتاج آخرون إلى دعم مستمر في حياتهم اليومية.

هل يمكن أن يُصاب الشخص بالتوحد في سن متأخرة؟

لا، التوحد هو اضطراب تطوري يظهر في مرحلة الطفولة، لكن بعض الأفراد قد لا يتم تشخيصهم إلا في سن متأخرة، خاصة إذا كانت الأعراض لديهم خفيفة.

كيف يمكن للأهل دعم طفل مصاب بالتوحد؟

  • توفير بيئة داعمة تشجع الطفل على التعلم والتواصل.

  • اتباع برامج علاجية مناسبة لاحتياجات الطفل.

  • تعزيز المهارات الاجتماعية من خلال الأنشطة التفاعلية.

  • البحث عن مجموعات دعم للأهل لمشاركة الخبرات والاستفادة من النصائح.

 

شارك المقالة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية