اضطراب التحدي المعارض

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هو اضطراب التحدي المعارض؟


اضطراب التحدي المعارض (ODD) هو اضطراب سلوكي يظهر في مرحلة الطفولة، ويتسم بنمط مستمر من السلوكيات العدائية والمعارضة تجاه الأشخاص ذوي السلطة، مثل الوالدين والمعلمين. 

يتميز هذا الاضطراب بالجدال المستمر، ورفض الامتثال للقواعد، والسلوك العدائي .مما يؤثر على الأداء الأكاديمي والعلاقات الاجتماعية.

 

ما العلاقة بين اضطراب التحدي المعارض و اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

يتميز اضطراب التحدي المعارض بسلوك جدلي، وانفعال سريع، و تصرفات انتقامية. 

أما المصابون بفرط الحركة وتشتت الانتباه ـ ADHD، فيواجهون صعوبة في الانتباه، وفرط النشاط، والاندفاعية. 

  • الاندفاعية في حالة فرط الحركة و تشتت الانتباه تتسم بالقيام بسلوكيات متهورة بدون التفكير في العواقب، 

  • أما في حالة اضطراب التحدي المعارض فالاندفاعية تتسم بالقيام بسلوكيات خطيرة دون التفكير في العواقب، و كذلك بالعناد و العدائية كدافع لهذه السلوكيات.

وقد تشترك الاضطرابات في بعض الأعراض و قد يصاب شخص بكليهما في ذات الوقت.

كيف يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب السلوك واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع؟

اضطراب التحدي المعارض هو اضطراب سلوكي يتميز بنمط مستمر من السلوك الجدلي والمعارض، لكنه أقل حدة مقارنةً باضطراب السلوك أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

في بعض الحالات، قد يتطور هذا الاضطراب  إلى اضطرابات أكثر تعقيدًا مثل اضطراب السلوك في مرحلة المراهقة، ومن ثم إلى اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة البلوغ.

لماذا يحدث هذا الاضطراب؟

لفهم أسباب هذا الاضطراب، يمكن تصنيف العوامل المساهمة فيه إلى ثلاث فئات رئيسية:

1-العوامل النفسية والاجتماعية

قلة الاهتمام والدعم العاطفي: قد يعاني الأطفال المصابون من نقص الدعم العاطفي خلال تطورهم، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط وفقدان الاهتمام الاجتماعي.

أنماط التربية غير مناسبة:

  • يؤدي الإفراط في التساهل أو التشدد الزائد في التربية إلى صعوبة في تعلم ضبط النفس.

  • قد يؤدي التعرض للعنف الأسري أو الصراعات المستمرة في المنزل إلى تعزيز السلوكيات المعارضة.

غياب العواقب المناسبة: عدم وجود حدود واضحة أو عواقب للسلوكيات السلبية قد يشجع الطفل على التمادي في التصرفات الجدلية والمتمردة.

2-العوامل البيئية والتربوية:

التعرض للضغوط البيئية:

الأطفال الذين يعيشون في بيئات مضطربة أو غير مستقرة قد يكونون أكثر عرضة لتطوير سلوكيات معارضة.

مشاهدة نماذج اجتماعية سلبية:  

مشاهدة سلوكيات عدوانية أو معارضة في المنزل أو المدرسة يمكن أن يجعل الطفل يكتسب هذه الأنماط السلوكية.

التصادم مع المعلمين:

 التحديات الأكاديمية أو الصراعات مع المعلمين قد تؤدي إلى تفاقم السلوكيات المعارضة، خاصة إذا شعر الطفل بعدم التقدير أو الفهم.

3-العوامل البيولوجية:

الاستعداد الوراثي: 

الأطفال أصحاب التاريخ عائلي من اضطرابات السلوك أو اضطرابات المزاج قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب .

الاختلالات العصبية:

يرتبط هذا الاضطراب  بخلل في مناطق معينة من الدماغ التي تتحكم في التنظيم العاطفي واتخاذ القرارات. كما تلعب النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين دورًا في تنظيم السلوك والسيطرة على الاندفاعية.

وجود اضطرابات أخرى:

غالبًا ما يحدث مع اضطرابات أخرى مثل اضطراب فرط الحركة و نقص الانتباه (ADHD)

 

ما هي أعراض اضطراب التحدي المعارض؟

يتميز هذا الاضطراب بنمط مستمر من السلوكيات السلبية والمعارضة تجاه الأشخاص ذوي السلطة  و يمكن تصنيف الأعراض إلى ثلاث فئات رئيسية:

السلوكيات الجدلية والمعارضة:

  • الجدال المستمر مع الكبار و المسؤولين، خاصة حول القوانين.

  • رفض الامتثال للأوامر والتعليمات.

  • تعمد إزعاج الآخرين.

الاندفاعية والغضب:

  • سرعة الانفعال تجاه المواقف اليومية.

  • نوبات غضب متكررة وغير متناسبة مع الموقف.

  • حساسية مفرطة تجاه الانتقادات أو التوجيهات من الآخرين.

السلوكيات الانتقامية العدائية:

  • عدم الاعتراف بالخطأ و تحميل الآخرين مسؤولية فشلهم.

  • محاولة الانتقام من الأشخاص الذين يشعرون بأنهم أساءوا إليهم، حتى لو كان ذلك بشكل غير مقصود.

  • إظهار سلوك عدواني متعمد وغير متعمد تجاه الأخرين.

كيف يتم تشخيص اضطراب التحدي المعارض؟

يقوم الاخصائي بإجراء تشخيص يعتمد على تقييم سلوك الطفل في مختلف البيئات، مثل المنزل والمدرسة، ومدى تأثير هذه التصرفات على حياته اليومية.

ويتضمن التشخيص:

  1. مقابلات مع الأهل والمربين : لجمع معلومات حول سلوك الطفل في المنزل والمدرسة.

  2. مراقبة الطفل: قد يطلب الأخصائي مراقبة تصرفات الطفل خلال جلسة التقييم.

  3. دراسة الأعراض من ناحية الحدة و المدة: يجب أن تستمر الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل، وأن تؤثر على الأداء الاجتماعي أو الأكاديمي أو العائلي للطفل

  4. استبعاد اضطرابات أخرى: مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو القلق، والتي قد تكون لها أعراض متشابهة.

كيف يتم علاج اضطراب التحدي المعارض؟

يعتمد علاج اضطراب التحدي المعارض   على مجموعة من التدخلات السلوكية والنفسية التي تهدف إلى تحسين سلوك الطفل وتعزيز مهاراته الاجتماعية و تقديم الدعم للأهل والمعلمين

و تتضمن:

العلاج النفسي والسلوكي

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد الأطفال والمراهقين على التعرف على أفكارهم السلبية وتغييرها، مما يساعدهم على التحكم في سلوكهم بشكل أفضل.

  • العلاج الأسري: يشمل مشاركة الأسرة بأكملها لتحسين التواصل الأسري، وتقليل النزاعات، وتعليم الوالدين استراتيجيات فعالة لإدارة سلوكيات الطفل.

  • العلاج باللعب:  قد يستخدم المعالج اللعب كوسيلة لمساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره والتعلم من خلال التفاعل مع المعالج.

تقديم جلسات للوالدين:

يمكن أن تؤثر أساليب التربية غير المناسبة على استمرار السلوكيات المعارضة. يساعد المعالج الوالدين على:

  • تعزيز السلوكيات الإيجابية من خلال مكافأة التصرفات الجيدة.

  • وضع حدود وقواعد واضحة وتنفيذها بطريقة متسقة.

  • تقليل السلوكيات السلبية من خلال تقنيات إدارة السلوك.

التدخلات المدرسية:

يواجه الأطفال المصابون بهذا الاضطراب تحديات أكاديمية وسلوكية في المدرسة، مما يستدعي وضع خطة مناسبة بالتعاون بين الأهل والمعلمين والمتخصصين في الصحة النفسية و تشمل:

  • استخدام المكافآت لتحفيز السلوكيات الإيجابية.

  • توفير بيئة تعليمية منظمة  تساعد الطفل على الشعور بالاستقرار.

  • برامج تعليمية خاصة لدعم الاحتياجات الأكاديمية.

العلاج الدوائي:

في بعض الحالات، قد يكون استخدام الأدوية مفيدًا، خاصة إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات مصاحبة مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) أو اضطرابات القلق. 

و لكن يجب تجنب العلاجات التي تعتمد على التخويف أو العقاب القاسي، مثل المعسكرات التأديبية أو البرامج التي تهدف إلى "ترهيب" الأطفال، حيث أثبتت الدراسات أنها غير فعالة وقد تؤدي إلى تفاقم الأعراض بدلاً من تحسينها.

 

شارك المقالة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية