ما هي الإعاقة الذهنية؟
الإعاقة الذهنية (Intellectual Disability) هي اضطراب في النمو العصبي يتم تشخيصه قبل سن الثامنة عشر و يتمثل في:
-
انخفاض مستوى الذكاء
-
صعوبات في التكيف والتعلم
-
تعذر فهم المهارات الاجتماعية
يؤثر هذا الاضطراب على المهارات المعرفية والاجتماعية والسلوكية، مما يجعل الطفل يواجه تحديات في التعلم، التواصل، والقيام بالأنشطة اليومية مثل العناية الشخصية والتفاعل الاجتماعي.
يتم تشخيص الإعاقة الذهنية عادةً خلال الطفولة المبكرة، حيث يلاحظ الأهل والمعلمون تأخرًا واضحًا في التطور اللغوي، الحركي، والاجتماعي مقارنةً بالأطفال الآخرين في نفس العمر.
ما هي أسباب الإعاقة الذهنية؟
يمكن أن تحدث الإعاقة الذهنية نتيجة عوامل جينية، بيئية، أو مشكلات أثناء الحمل والولادة و أبرزها:
العوامل الجينية مثل:
-
اضطرابات جينية و وراثية مثل متلازمة داون ،متلازمة الكروموسوم X الهش و أي اضطرابات وراثية أخرى تؤثر على تطور الدماغ
مشكلات أثناء الحمل والولادة مثل:
-
نقص الأكسجين أثناء الولادة، الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المولود و كذلك تعرض الأم للعدوى أو التعرض للسموم أثناء الحمل
العوامل البيئية و تشمل:
-
-
سوء التغذية خلال الطفولة المبكرة
-
تعرض الطفل لمواد سامة مثل الرصاص
-
إهمال الرعاية الصحية والتعرض لسوء المعامل
-
ما هي أعراض الإعاقة الذهنية؟
تتنوع الأعراض بناءً على درجة الإعاقة، ولكنها تشمل :
التأخر في النمو الحركي واللغوي:
- مثل صعوبة في المشي و تأخر الكلام و تكوين الجمل مقارنة بالأطفال الآخرين، قد يعتمد الطفل ايماءات أو مفردات بسيطة بدل من تكوين جمل مركبة.
ضعف المهارات المعرفية:
- بطء في تعلم الأرقام، الألوان، و القدرات الأكاديمية بشكل عام مما يؤدي للتأخر الدراسي.
مشكلات في التكيف الاجتماعي:
صعوبة في التفاعل مع الأقران، وفهم القواعد الاجتماعية مثل تبادل الأدوار في الحديث.
كيف يتم تشخيص الإعاقة الذهنية؟
يعتمد التشخيص على تقييم لمستوى الذكاء والمهارات التكيفية، ويشمل:
التقييم المعرفي (IQ Test)
يتم قياس الذكاء باستخدام اختبارات معيارية مثل اختبار وكسلر لذكاء الأطفال، حيث يتم تصنيف الإعاقة الذهنية كالتالي:
-
خفيفة بين 50-70: الطفل ذو الإعاقة الذهنية الخفيفة قادر على اكتساب مهارات أساسية والتكيف مع الحياة اليومية مع بعض الدعم.
-
متوسطة بين 35-50: هذا الطفل بحاجة إلى دعم أكبر في التعلم والتدريب على الرعاية الذاتية.
-
شديدة أقل من 35 : يتطلب رعاية مستمرة ودعمًا شاملاً في جميع جوانب الحياة.
تقييم مهارات التكييف:
يتم تقييم قدرة الطفل على القيام بالأنشطة اليومية و الاعتماد على النفس، مثل:
-
التواصل والتفاعل الاجتماعي
-
القدرة على التعلم وحل المشكلات
-
المهارات الحياتية مثل النظافة الشخصية واستخدام المال
ما هي خيارات العلاج والدعم؟
لا يوجد علاج شافٍ للإعاقة الذهنية، لكن التدخل المبكر يمكن أن يساعد الطفل على تحسين جودة حياته و تطوير مهارات الاعتماد على النفس ضمن قدراته. وتشمل التدخلات العلاجية:
العلاج السلوكي والتعليمي:
مثل
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تحسين المهارات التكيفية وإدارة السلوكيات الصعبة.
-
توفير برامج تعليمية متخصصة تناسب احتياجات الطفل.
العلاج الوظيفي:
يساعد الطفل على تطوير المهارات اليومية مثل تناول الطعام وارتداء الملابس ليتمكن الطفل من تحقيق الاعتماد على النفس.
العلاج الطبيعي:
و يركز على تحسين المهارات الحركية للأطفال الذين يعانون من ضعف جسدي.
علاج النطق والتخاطب:
و يهدف لتحسين القدرة على التواصل اللفظي وغير اللفظي مثل تعليم الطفل استخدام وسائل مساعدة كالصور والإشارات اليدوية عند الحاجة.
الدعم الأسري والاجتماعي:
و يركز على توعية الأهل بكيفية التعامل مع الطفل وتشجيعه على الاستقلالية. و كذلك توفير مجموعات دعم للأهل لمشاركة الخبرات والاستفادة من الموارد المتاحة.
هل يمكن للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية تحقيق الاستقلالية؟
يمكن للطفل ذي الإعاقة الذهنية تحقيق درجات متفاوتة من الاستقلالية و الاعتماد على النفس و يعتمد ذلك على درجة الإعاقة الذهنية.
-
في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة: يمكن للطفل تعلم مهارات تمكنه من العمل والعيش باستقلالية جزئية.
-
في الحالات الشديدة: قد يحتاج الطفل إلى رعاية مستمرة لكنه قد يكون قادرًا على تعلم مهارات تساعده على المشاركة في الأنشطة اليومية.
في جميع الحالات ينبغي الأخذ بعين الاعتبار قدرات الطفل نفسه و مواطن قوته و ضعفه، ثم العمل على وضع شبكة من الدعم تساعده لتحقيق أعلى قدر ممكن من الاستقلالية والاندماج في المجتمع .