ما هي اضطرابات الأكل؟
اضطرابات الأكل هي حالات صحية نفسية تتميز بأنماط غذائية غير صحية ومستمرة تؤثر على كمية ونوع الطعام المستهلك، مما يؤدي إلى مشكلات جسدية ونفسية واجتماعية
هذه الاضطرابات لها تأثير على الصحة البدنية، القدرة على التفكير، تنظيم العواطف، والعلاقات الاجتماعية ولا تنتج اضطرابات الأكل عن سبب واحد محدد، بل نتيجة تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية.
تستلزم هذه الاضطرابات التدخل المبكر كونها قد تسبب مشاكل صحية معقدة قد تصل للوفاة.
ما هي أنواع اضطرابات الأكل؟
يمكن تلخيص الأنواع الرئيسية لاضطراب الأكل في:
1-فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)
يتميز بفقدان الوزن الشديد الناتج عن الخوف المفرط من زيادة الوزن، مما يؤدي إلى قيود صارمة على تناول الطعام، ممارسة التمارين المفرطة، أو سلوكيات التطهير مثل التقيؤ الذاتي.
2-الشره العصبي (Bulimia Nervosa)
يتضمن فترات من الإفراط في تناول الطعام يتبعها سلوكيات تعويضية غير صحية مثل التقيؤ، استخدام الملينات، أو الصيام القاسي خوفًا من زيادة الوزن.
3-اضطراب نهم الطعام (Binge-Eating Disorder)
يشمل تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات قصيرة مع الشعور بفقدان السيطرة أثناء الأكل، ولكنه لا يتبعه سلوكيات تعويضية كما في الشره العصبي، مما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.
4-اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام (ARFID)
يرتبط بتجنب الطعام بسبب عدم الاهتمام بالأكل، النفور من قوام أو رائحة معينة، أو الخوف من الاختناق والتقيؤ، مما يؤدي إلى نقص التغذية وفقدان الوزن.
5- اضطراب بيكا (Pica)
يشمل تناول مواد غير غذائية مثل الطين، الورق، الطباشير، أو الطلاء، وهو أكثر شيوعًا بين الأطفال أو الأشخاص المصابين باضطرابات معرفية.
7-اضطراب الاجترار (Rumination Disorder)
يحدث عندما يقوم الشخص بإرجاع الطعام المبتلع إلى الفم لمضغه أو بلعه مرة أخرى أو بصقه، وهو اضطراب قد يكون مرتبطًا بمشكلات هضمية أو نفسية.
كيف تحدث هذه الاضطرابات؟
تحدث هذه الاضطرابات نتيجة تفاعل عوامل بيئية وراثية ونفسية، مثل:
العوامل الوراثية
-
التاريخ العائلي: إذا كان أحد أفراد العائلة، وخاصة أحد الوالدين، يعاني من اضطراب في الأكل، فإن احتمالية الإصابة به تزداد.
العوامل النفسية
-
الاصابة باضطرابات نفسية مصاحبة مثل اضطراب الشخصية الوسواسية أو اضطرابات القلق
العوامل البيئية و الاجتماعية
-
العلاقات الأسرية: تشمل الضغوط الأسرية، مثل التعليقات السلبية حول الطعام أو الشكل الجسدي، والتي قد تؤدي إلى اضطرابات الأكل.
-
التأثر بمعايير الجمال الغير واقعية: التأثير الثقافي الذي يربط النحافة بالمكانة الاجتماعية والجاذبية قد يزيد من خطر الإصابة.
-
اتباع أنظمة غذائية صارمة: عندما يستخدم الفرد الحمية الغذائية كطريقة للتعامل مع الضغوط العاطفية و استعادة الشعور بالسيطرة مما يؤدي لتطور العادة لاضطراب أكل.
-
التنمر بسبب الوزن: يؤدي التعرض للتنمر حول الشكل الجسدي أو الوزن إلى مشاعر سلبية تجاه الطعام والجسم قد تتطور لاضطراب أكل.
-
التوتر والضغوط النفسية: قد يدفع الإجهاد الشديد والضغوط النفسية بعض الأشخاص إلى استخدام اضطرابات الأكل كآلية للتعامل مع المشاعر السلبية.
ما هي أعراض اضطرابات الأكل؟
تختلف الأعراض بناءً على نوع الاضطراب، ولكنها تشمل:
-
فقدان الوزن غير المبرر أو زيادته المفرطة.
-
الخوف الشديد من زيادة الوزن أو هوس بالحفاظ على وزن معين.
-
عادات غذائية غير طبيعية مثل تجنب مجموعات غذائية كاملة أو الإفراط في تناول الطعام.
-
مشكلات جسدية مثل التعب، الدوخة، وانقطاع الدورة الشهرية.
-
اضطرابات سلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي، التقلبات المزاجية، والقلق المفرط بشأن الطعام.
كيف تعرف إذا كانت عاداتك الغذائية السيئة تدل على اضطراب في الأكل؟
أفضل طريقة لتحديد ما إذا كنت تعاني من اضطراب في الأكل هي استشارة مختص لإجراء تقييم دقيق وتشخيص صحيح. ومع ذلك، يمكنك إجراء تقييم ذاتي من خلال مراقبة سلوكياتك الغذائية والإجابة عن بعض الأسئلة التي قد تساعدك على تقديم معلومات دقيقة لطبيبك النفسي.
-
هل تصنف الأطعمة إلى "جيدة" و"سيئة" بشكل صارم؟
-
هل تقلق بشكل مفرط بشأن وزنك؟
-
هل تعتمد ثقتك وتقديرك لنفسك على وزنك؟
-
هل تحسب السعرات الحرارية باستمرار؟
-
هل تتجنب مجموعات غذائية كاملة و تركز فقط على بعض الأطعمة؟
-
هل يرتبط الأكل بمشاعر العار و الذنب و هل يدفعك لتجنب الأكل مع الأخرين؟
لا تتردد في اللجوء لمختص ان لاحظت نمطاً سلبياً يسيطر على علاقتك بالطعام، التشخيص المبكر مهم لتجنب الأثار الصحية السلبية لهذه الاضطرابات.
كيف يتم تشخيص اضطرابات الأكل؟
يتم التشخيص عادةً من خلال:
-
التقييم السريري: يشمل مقابلات مع المريض لجمع معلومات حول عاداته الغذائية وسلوكياته المرتبطة بالطعام.
-
الاختبارات الطبية: مثل تحاليل الدم وتقييم وظائف القلب والكلى لاستبعاد المشكلات الصحية الناجمة عن سوء التغذية.
-
المعايير التشخيصية: يستخدم المختص المعايير التشخيصية لتحديد نوع الاضطراب بناءً على الأعراض والسلوكيات الغذائية.
كيف يتم العلاج؟
تتضمن الخطة العلاجية عدة جوانب تشمل العلاج النفسي، التغذية، والدعم الطبي
مثل:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
-
يُعد الأكثر فعالية في معالجة اضطرابات الأكل، حيث يساعد في تعديل الأفكار المشوهة حول الطعام والوزن وتطوير استراتيجيات أكثر صحة للتعامل مع الضغوط.
العلاج الدوائي
-
مضادات الاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) تستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق المصاحبين لاضطرابات الأكل.
-
بعض الأدوية الأخرى قد تساعد في تقليل نوبات النهم أو تحسين التحكم في الشهية.
العلاج الغذائي
-
يركز على تصحيح العادات الغذائية، واستعادة التوازن الغذائي، ومنع المضاعفات الصحية المرتبطة بسوء التغذية.
العلاج الجماعي والعلاج الأسري
-
يساعد في توفير الدعم العاطفي، وتعزيز بيئة داعمة للمريض من خلال الأسرة والمجتمع.