ما هو فقدان الشهية العصبي؟

فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) هو اضطراب نفسي خطير حيث يسيطر على المريض خوف المفرط من زيادة الوزن، مما يدفعه إلى تقليل تناول الطعام بشكل مفرط أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه.

 يعاني المصابون بهذا الاضطراب من تشوه في صورة الجسم، حيث يرون أنفسهم يعانون من السمنة رغم أنهم يعانون من نقص شديد في الوزن.

• يُعتبر هذا الاضطراب من أكثر الاضطرابات النفسية فتكًا، حيث يصل معدل الوفيات إلى 10%. نتيجة لسوء التغذية الحاد.

لماذا يحدث هذا الاضطراب؟

تُعَدُّ أسباب فقدان الشهية العصبي معقدة ومتعددة العوامل، وتشمل تفاعلات بين العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.

• العوامل النفسيةو التربوية:

تتمثل هذه العوامل في بعض السمات الشخصية مثل السعي للكمال و قلة الثقة بالنفس التي قد تدفع بالشخص للتركيز المفرط على وزنه ، 
بعض الاضطرابات النفسية ايضاً قد تكون عاملاً مسبباً لهذا الاضطراب مثل اضطراب القلق، الوسواس القهري و الاكتئاب.

التعرض للتنمر بخصوص الوزن أو المظهر أو النشوء في عائلة تركز على الشكل الخارجي و الوزن قد يكون أحد العوامل المسببة للاضطراب

• العوامل الاجتماعية والثقافية:

تُعَدُّ المجتمعات التي تُمجِّد النحافة وتربطها بالنجاح والجاذبية أكثر عرضة لانتشار فقدان الشهية العصبي فهي تدفع بالفرد لمحاولة الوصول لمعايير الجمال التي يفرضها المجتمع و تكوين صورة سلبية عن جسمه، و قد يتفاقم الأمر اذا كان الشخص يعمل في مجال يهتم بالمظهر كالأزياء و الرقص وما شابه.

• العوامل البيولوجية:

 قد تلعب الاختلالات في مستويات السيروتونين والدوبامين دورًا في تطور اضطرابات الأكل.

و تعتبر العوامل التالية سبباً في زيادة خطر الاصابة:

• العوامل النفسية: مثل ضعف الثقة بالنفس.

• العوامل الاجتماعية: مثل الضغط المجتمعي للحصول على "الجسم المثالي"، خاصة في بيئات تروج للنحافة.

• التعرض للانتقاد:  مثل التعرض للتنمر أو التعليقات السلبية حول المظهر.

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟

1. فقدان شديد في الوزن بسبب الامتناع عن الطعام أو تقليل كمياته بشكل كبير.

2. الخوف المفرط من زيادة الوزن رغم انخفاض الوزن بشكل خطير.

3. نظرة مشوهة للجسم والاعتقاد بأنه "سمين" رغم النحافة الشديدة.

4. اتباع سلوكيات قهرية مثل قياس الوزن المتكرر أو الإفراط في ممارسة الرياضة.

5. مشاكل صحية مثل فقدان الدورة الشهرية، هشاشة العظام، وفقر الدم.

كيف يتم التشخيص ؟

يتم التشخيص من قبل الطبيب أو الأخصائي النفسي بناء على:

• انخفاض ملحوظ في الوزن أقل من الحد الطبيعي.

• الخوف المبالغ فيه من زيادة الوزن أو السمنة.

• سلوكيات غير طبيعية تجاه الطعام مثل التجويع الذاتي أو الإفراط في التمارين.

• عدم الاكتراث لخطورة فقدان الوزن وتأثيره على الصحة.

خلال التشخيص، قد يطرح الأخصائي أسئلة حول المواضيع التالية:

• كيف تشعر تجاه وزنك وجسمك؟

• هل تتجنب تناول الطعام عمدًا؟

• هل تشعر بالخوف من تناول بعض الأطعمة؟

• كيف يؤثر فقدان الوزن على حياتك اليومية؟

ما هو علاج فقدان الشهية العصبي؟

نظرًا لخطورة هذا الاضطراب وتأثيره على الصحة، يحتاج العلاج إلى نهج شامل يشمل الدعم الطبي والنفسي:

• العلاج الطبي:

 مراقبة الوزن والمضاعفات الصحية المحتملة مثل سوء التغذية وهشاشة العظام.

• العلاج النفسي:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تغيير الأفكار السلبية حول الطعام والجسم.

  • العلاج الأسري: إشراك الأسرة في العلاج لدعم المصاب ومساعدته على تبني عادات صحية.

• الدعم الغذائي:

  • وضع خطة تغذية متوازنة لاستعادة الوزن الصحي تحت إشراف مختص تغذية.

• المتابعة المستمرة:

  • لتجنب الانتكاس وضمان الحفاظ على التقدم في العلاج.

ماذا أفعل إذا كنت اشك بإصابتي بفقدان الشهية العصبي؟

اليك بعض النصائح لمساعدتك على استعادة السيطرة على حياتك و تقبل جسدك:

• اسأل نفسك لماذا؟:

غالبًا ما تكون مشكلات الطعام والوزن أعراضًا لمشكلات أعمق مثل الاكتئاب، القلق، الشعور بالوحدة، انعدام الأمان، الهوس بالكمال، أو الشعور بفقدان السيطرة. التعرف على هذه الجوانب يمكن أن يكون خطوة أولى نحو التعافي.

• اطلب المساعدة من مختص:

العلاج النفسي ضروري لعلاج فقدان الشهية. يهدف إلى تحديد الأفكار والمشاعر السلبية التي تحفز اضطراب الأكل واستبدالها بمعتقدات صحيحة ومفيدة. يساعدك العلاج أيضًا على التعامل مع المشاعر الصعبة ومشكلات العلاقات والتوتر بطريقة مثمرة.

• الجأ للمقربين لك: 

التواصل مع الأصدقاء والعائلة الذين يفهمون حالتك ويمكنهم تقديم الدعم العاطفي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على رحلة التعافي.

• تجنب مقارنة نفسك بالآخرين:

حاول تجنب مقارنة نفسك بالآخرين، خاصة فيما يتعلق بالمظهر والوزن. ركز على رحلتك الشخصية نحو الصحة والعافية.

• حسن علاقتك بالطعام:

حاول الإصغاء لاحتياجاتك الجسدية فيما يخص الطعام والتركيز على الغذاء الصحي و تشكيل علاقة إيجابية مع الطعام.