اضطراب الشره المرضي

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

تم وصف الشره المرضي العصبي لأول مرة في عام 1979 من قبل الطبيب النفسي البريطاني جيرالد راسل على أنه "مرحلة مزمنة من فقدان الشهية العصبي" حيث يأكل المرضى أكثر من اللازم ثم يستخدمون طرق تعويضية، مثل التقيؤ، أو المسهلات، أو تحمل فترات طويلة من الجوع. لاحقًا، تم فصل اضطراب الشره المرضي العصبي عن اضطراب فقدان الشهية العصبي، وذلك بعد ملاحظة أن بعض المصابين باضطراب الشره العصبي حافظوا على وزن ثابت، خلافًا للمصابين بفقدان الشهية العصبي، والذين تظهر عليهم علامات فقدان الوزن.

استمر توصيف الشره المرضي في التطور مع إدراجه ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الثالثة في عام 1980، ومن ثم أضافت النسخة المحدثة مصطلح "عصبي" لتتماشى مع الطبيعة النفسية للاضطراب، مثل فقدان الشهية العصبي. بعد إدخال الشره المرضي إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ارتفع عدد الحالات التي تم تشخيصها وذلك بسبب الحصول على فهم أفضل للاضطراب وأعراضه.

في عام 1994، تم نشر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الرابعة، وتغير تعريف هذا الاضطراب بشكل أكبر، مشيرًا إلى أن الشره المرضي يتكون من نوبات الأكل بنهم مع سلوكيات تعويضية تحدث مرتين على الأقل في الأسبوع لمدة 3 أشهر على الأقل. وتستمر الدراسات والأبحاث حتى يومنا هذا لفهم اضطرابات الأكل ومن ضمنها اضطراب الشره المرضي العصبي بشكل أفضل.

الأسباب

لا يمكن تحديد السبب الدقيق للإصابة بالشره المرضي العصبي. يمكن أن تؤثر العديد من العوامل على إصابتك باضطراب الشره المرضي. وتشمل عوامل الخطر التي قد تكون موجودة لديك ما يلي:

·         الوراثة. قد يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (أشقاء أو آباء) يعانون من اضطراب الأكل أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشره المرضي، مما يشير إلى وجود ارتباط وراثي محتمل.

·         المشكلات النفسية والعاطفية. ترتبط المشكلات النفسية والعاطفية، مثل الاكتئاب أو اضطرابات القلق ارتباطًا وثيقًا باضطرابات الأكل. وفي بعض الحالات، قد تكون الأحداث المؤلمة والضغوط البيئية من العوامل المساهمة في الإصابة باضطراب الشره المرضي العصبي.

·         اتباع نظام غذائي. يعتبر الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل المختلفة. كثير من الأشخاص المصابين بالشره المرضي يحدون بشدة من السعرات الحرارية التي يحصلون عليها بين نوبات الشراهة، مما قد يؤدي إلى الرغبة في تناول الطعام بنهم ثم التخلص منه مجددًا. يمكن أن تشمل المحفزات الأخرى للإفراط في تناول الطعام الإجهاد والملل.

·         العوامل الاجتماعية والثقافية. يؤثر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي على نظرة الأشخاص إلى الشكل والوزن المثالي، مما قد يخلق ضغطًا على الأشخاص للظهور بمظهر كامل ومثالي، وهذا قد يساهم في تطور الشره المرضي العصبي.

إن التعرف على الأسباب وفهم أن اضطراب الشره المرضي العصبي لا يرتبط بسبب واحد هو أمر ضروري لتطوير خطة العلاج المناسبة حيث يمكن معالجة جميع المحفزات التي أدت إلى ظهور هذا الاضطراب لديك. يمكن أن تختلف هذه الأسباب والمحفزات المرتبطة بالشره المرضي العصبي من شخص إلى آخر. على سبيل المثال، قد يكون لدى بعض المصابين أقارب مصابين بنفس الاضطراب فقط بينما قد يعاني مصابون آخرون من صدمة عاطفية عميقة الجذور أو اضطرابات في الصحة العقلية تؤدي إلى الشره المرضي العصبي.

الأعراض

قد يكون من الصعب اكتشاف الإصابة بالشره المرضي العصبي. ولكن، غالبًا ما ينغمس الأشخاص المصابون بهذه الحالة في الشراهة والتطهير بشكل متتالي. وتشمل الأعراض السلوكية والعاطفية التي من الممكن أن تظهر لديك في حال إصابتك بالشره المرضي ما يلي:

1.  كثرة دخول الحمام خاصة بعد الوجبات

2.  ممارسة الرياضة المفرطة

3.  الانشغال بالتفكير بشكل الجسم.

4.  خوف شديد من زيادة الوزن

5.  الاكتئاب والقلق أو

6.  الشعور بالخروج عن السيطرة

7.  الشعور بالذنب أو الخجل من تناول الطعام

8.  الانسحاب الاجتماعي والابتعاد عن الأصدقاء والعائلة

يمكن أن تشمل الأعراض الجسدية للشره العصبي مشاكل الأسنان، حيث يمكن أن يتسبب القيء في تآكل مينا الأسنان من حمض المعدة. وقد تصبح أسنانك أيضًا أكثر حساسية. يمكن أن تشمل الأعراض الجسدية الأخرى للشره المرضي العصبي ما يلي:

1.  تورم الخدين أو الفك

2.  مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك والارتجاع الحمضي.

3.  الإغماء

4.  ضعف العضلات.

5.  احمرار العينين

6.  الجفاف

إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب الشره المرضي العصبي، فاستشر الطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن. سيسألك الطبيب عن عاداتك الغذائية وكيف تشعر تجاه الطعام، بالإضافة إلى التحقق من صحتك العامة ووزنك وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم ارتباط الأعراض بإصابتك بمرض معين. سيساعده ذلك على تحديد التشخيص المناسب لحالتك ومن ثم اختيار العلاج المناسب.

العلاج

تحدث اضطرابات الأكل مثل الشره المرضي العصبي نتيجة لوجود مزيج من المشاكل الجسدية والعاطفية. يهدف العلاج عادة إلى معالجة كل هذه المشاكل من خلال:

·         تقليل أو منع الإفراط في تناول الطعام والتخلص منه

·         علاج المضاعفات الجسدية الناجمة عن الشره المرضي

·         المساعدة على فهم وتغيير أنماط التفكير المتعلقة بالشره المرضي

·         تحديد وعلاج أي اضطرابات نفسية مرتبطة مثل الاكتئاب أو القلق

·         تشجيع الدعم من قبل الأسرة

وتشمل طرق العلاج التي قد يصفها الطبيب لك لمساعدتك في تخفيف أعراض اضطراب الشره المرضي العصبي والتخلص منها ما يلي:

·         العلاج السلوكي المعرفي

إذا قام الطبيب بوصف جلسات العلاج المعرفي السلوكي لتخفيف أعراض اضطراب الشره المرضي لديك، فقد تحتاج لما يصل إلى 20 جلسة على مدار 20 أسبوعًا للتخلص من أعراض اضطراب الشره المرضي وملاحظة تحسن حالتك الصحية. ويتضمن العلاج السلوكي المعرفي التحدث إلى معالج يساعدك في استكشاف المشاعر والأفكار التي يمكن أن تسهم في إصابتك باضطراب الأكل، وكيف تشعر حيال وزنك وشكل جسمك. سوف يساعدك أيضًا على اتباع عادات الأكل المنتظمة ويوضح لك كيفية الالتزام بها. قد يقوم أيضًا بتعليمك طرقًا لإدارة المشاعر والمواقف الصعبة لمنعك من الانتكاس بمجرد انتهاء العلاج.

·         الدواء

لا ينبغي استخدام مضادات الاكتئاب كعلاج منفرد للشره المرضي. ولكن قد يصف لك الطبيب أحد مضادات الاكتئاب، مثل فلوكستين جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوك المعرفي، لمساعدتك في إدارة الحالات الأخرى التي قد تكون مصاحبة لإصابتك باضطراب الشره المرضي، مثل:

1.  القلق أو الاكتئاب

2.  الرهاب الاجتماعي

3.  اضطراب الوسواس القهري

·         الاستشارات الغذائية

تساعدك الاستشارات الغذائية على تطوير خطة غذائية ووجبات منظمة وتعلم التعرف على إشارات الجسم كالجوع والشبع والتحكم في الإفراط في تناول الطعام والتطهير ومقاومتهما.

عادةً ما يتضمن العلاج الناجح مجموعة من العلاجات المذكورة أعلاه، جنبًا إلى جنب مع نهج تعاوني بين طبيبك وأخصائي الصحة العقلية والعائلة والأصدقاء. لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب الشره العصبي المرضي، فلا تتردد باستشارة الطبيب في أسرع وقت للبدء باستخدام العلاج المناسب قبل تطور حالتك النفسية إلى الأسوأ. غالبًا ما يمنع العلاج المبكر حدوث مشكلات في المستقبل. يمكن أن يؤثر الشره المرضي وسوء التغذية الناتج عن ذلك على كل أعضاء الجسم تقريبًا. إذا كنت تشك في الإصابة بالشره المرضي ، فتحدث مع الطبيب للحصول على مزيد من المعلومات.

أسئلة وأجوبة

السؤال الأول/ ما معنى الشراهة في الأكل؟

الشراهة هي حالة من الرغبة المفرطة في تناول الطعام بطريقة لا يمكن السيطرة عليها.  وفي هذه الحالة، قد يقوم الشخص بأكل كميات كبيرة من الطعام بشكل مستمر دون الشعور بالشبع، مما يؤدي إلى زيادة في السعرات الحرارية المستهلكة، وبالتالي زيادة الوزن بشكل غير طبيعي.


السؤال الثاني/ هل الشراهة من أعراض الاكتئاب؟

نعم، يمكن للإصابة بالاكتئاب أن تجعل الشخص يتناول الطعام عندما لا يكون جائعًا، وهو ما يعرف بالشره. كما يترافق اضطراب الشره المرضي العصبي بشكل متزامن مع اضطراب الاكتئاب الشديد، حيث يتم تشخيص 70.7٪ من الأفراد المصابين بالشره المرضي بالاكتئاب في نفس الوقت.


السؤال الثالث/ هل مرض البوليميا يؤدي الى فقدان الوزن؟

إن التصرفات التي تقوم بها إذا كنت مصابًا باضطراب الشره المرضي العصبي والتي تتضمن تناول الطعام والتخلص منه بالتقيؤ والطرق الأخرى ليست وسيلة فعالة لفقدان الوزن. في الواقع، يزداد وزن الكثير من المصابين بالشره المرضي بمرور الوقت، حيث يبدأ الجسم عادة في امتصاص السعرات الحرارية من اللحظة التي تضع فيها الطعام في فمك.


السؤال الرابع/ هل البوليميا مرض نفسي؟

يعد اضطراب الشره المرضي العصبي أحد اضطرابات الأكل وهو حالة صحية نفسية يكون فيها الأشخاص المصابون قلقون جدًا بشأن وزنهم ويركزون على الحصول على شكل الجسم الصحيح والمثالي كما أنهم يقضون الكثير من الوقت في التفكير في الطعام والوزن.

السؤال الخامس/ ما هي أعراض الشره العصبي؟


تشمل العلامات والأعراض التي قد تدل على إصابتك باضطراب الشره المرضي العصبي ما يلي:

1.      الانشغال بشكل جسمك ووزنك

2.      العيش في خوف من زيادة الوزن

3.      نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة بشكل غير طبيعي من الطعام في جلسة واحدة

4.      الشعور بفقدان السيطرة أثناء الأكل بنهم، كأنك لا تستطيع التوقف عن الأكل أو لا تستطيع التحكم في ما تأكله

5.      إجبار نفسك على التقيؤ أو ممارسة الكثير من التمارين لمنع زيادة الوزن بعد النهم

6.      استخدام الملينات أو مدرات البول أو الحقن الشرجية بعد الأكل عندما لا تكون هناك حاجة إليها

7.      الصيام أو تقييد السعرات الحرارية أو تجنب بعض الأطعمة بين نوبات النهم

8.      الإفراط في استخدام المكملات الغذائية أو المنتجات العشبية لفقدان الوزن

ولتحديد ما إذا كنت مصابًا باضطراب الشره المرضي العصبي، فننصحك باستشارة الطبيب النفسي في أسرع وقت للحصول على تشخيص دقيق لحالتك الصحية.

الكلمات المفتاحية

نهم

التقيؤ الذاتي

الشره العصبي

اضطراب الشره المرضي

شره

اضطراب الأكل