تم تسجيل اضطراب نهم الطعام لأول مرة في عام 1959 من قبل الطبيب النفسي ألبرت ستونكارد في مقالته بعنوان "أنماط الأكل والسمنة"، يصف ستونكارد نمط الأكل بنهم باستهلاك كميات كبيرة من الطعام على فترات غير منتظمة. ولاحظ أن بعض هذه النوبات كانت مرتبطة بتناول الطعام ليلاً. وبعد ذلك توسع مصطلح نهم الطعام وتم استخدامه لوصف نوبات الأكل غير المرتبطة بالنوم أو ساعات الليل.
ذكرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي اضطراب نهم الطعام في دليلها التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1987. في ذلك الوقت، تم إدراج الحالة في معايير وميزات الشره المرضي. الشره المرضي هو اضطراب في الأكل يأخذ دورة من الإفراط في تناول الطعام والتطهير. يعد التضمين في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية أمرًا مهمًا لأنه يزيد من الوعي بالمرض. قبل إدراجها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، كان من الصعب على الأشخاص تلقي العلاج المناسب في حال إصابتهم باضطراب نهم الطعام. في عام 2013، تم إدراج اضطراب نهم الطعام في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الخامسة كاضطراب منفصل لأول مرة بعد أن كان مرتبطًا باضطراب الشره المرضي العصبي لسنوات عديدة.
يتم التعرف على اضطراب نهم الطعام في وقتنا الحالي على أنه اضطراب في الأكل، ويتم إجراء المزيد من الأبحاث حول كل من العلاج وخيارات العلاج القائمة على الأدوية. يعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أكثر العلاجات فعالية لاضطرابات الأكل. لا تزال هذه الطريقة هي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج المرضى.
الأسباب
لا يمكن تحديد أسباب اضطراب نهم الطعام، المتمثل بالأكل القهري، ولكن من المحتمل أن تكون إصابتك ناتجة عن مجموعة متنوعة من عوامل الخطر، والتي تشمل ما يلي:
· الوراثة. قد يكون الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (أشقاء أو آباء) يعانون من اضطرابات الأكل أكثر عرضة للإصابة باضطراب نهم الطعام، مما يشير إلى وجود ارتباط وراثي محتمل مع زيادة إمكانية الإصابة باضطراب نهم الطعام.
· التغييرات في الدماغ. هناك مؤشرات على أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل القهري قد يكون لديهم تغيرات في بنية الدماغ تؤدي إلى زيادة الاستجابة للطعام وتقليل ضبط النفس.
· الصدمة العاطفية. تعتبر أحداث الحياة المجهدة، مثل سوء المعاملة أو الوفاة أو الانفصال عن أحد أفراد الأسرة من عوامل الخطر. قد يساهم التنمر في مرحلة الطفولة بسبب الوزن أيضًا إلى زيادة احتمالية الإصابة باضطراب نهم الطعام.
قد تكون إصابتك باضطراب نهم الطعام أيضًا ناتجة عن مجموعة من العوامل مثل الإجهاد أو اتباع نظام غذائي أو المشاعر السلبية المتعلقة بوزن الجسم أو شكل الجسم أو توافر الطعام بكثرة أو الملل.
الأعراض
في حال إصابتك باضطراب نهم الطعام، فإن العرض الرئيسي الذي قد يصيبك هو الشراهة عند تناول الطعام وتناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير وعدم القدرة على التوقف عند الشبع. تشمل الأعراض الأخرى: التي قد تظهر لديك ما يلي:
1. الأكل عندما لا تكون جائعًا
2. الأكل بسرعة كبيرة خلال الشراهة
3. الأكل بمفردك أو سرًا
4. الشعور بالاكتئاب أو الذنب أو الخجل أو الاشمئزاز بعد الأكل بنهم
5. تغيير سلوكك أو مزاجك
6. تخزين الأطعمة الغذائية في أماكن لا يعرفها غيرك
7. زيادة الوزن (لكن هذا لا يحدث لكل من يعاني من اضطراب الأكل بنهم)
إذا اعتقدت أنك قد تكون مصابًا باضطراب نهم الطعام، فاستشر الطبيب النفسي في أسرع وقت ممكن. سيسألك الطبيب عن عاداتك الغذائية وكيف تشعر تجاه الطعام، بالإضافة إلى التحقق من صحتك العامة ووزنك وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم ارتباط الأعراض بإصابتك بمرض معين. سيساعده ذلك على تحديد التشخيص المناسب لحالتك ومن ثم اختيار العلاج المناسب لك.
العلاج
تعتمد خطة علاج اضطراب نهم الطعام على أسباب اضطراب الأكل وشدته، بالإضافة إلى الأهداف الفردية التي ترغب بتحقيقها. قد يستهدف العلاج سلوكيات الأكل بنهم، أو الوزن الزائد، أو شكل الجسم، أو مشكلات الصحة العقلية، أو مزيجًا من هذه الأهداف.
تشمل خيارات العلاج العلاج السلوكي المعرفي وعلاج فقدان الوزن والأدوية. يمكن تنفيذ خطط العلاج على أساس فردي، أو ضمن مجموعة. واعتمادًا على الحالة الصحية للمصابين باضطراب نهم الطعام، قد يتطلب الأمر نوعًا واحدًا فقط من العلاج، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى تجربة مجموعات مختلفة من العلاجات حتى يجدوا العلاج المناسب. ويمكن للطبيب النفسي تقديم المشورة بشأن اختيار خطة العلاج الفردية التي تناسبك.
· العلاج السلوكي المعرفي
يركز العلاج السلوكي المعرفي على تحليل العلاقات بين الأفكار السلبية والمشاعر والسلوكيات المتعلقة بالأكل وشكل الجسم والوزن. وبمجرد تحديد أسباب المشاعر والأنماط السلبية، يمكن تطوير استراتيجيات لمساعدتك على تغييرها. وتشمل التدخلات المحددة تحديد الأهداف، والمراقبة الذاتية، وتناول وجبات منتظمة، وتغيير الأفكار حول جسمك ووزنك، وتشجيعك على ممارسة العادات الصحية للتحكم في وزنك. وقد ثبت من خلال عدة دراسات أن العلاج المعرفي السلوكي هو العلاج الأكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب نهم الطعام. وجدت إحدى الدراسات أنه بعد 20 جلسة من العلاج المعرفي السلوكي، لم يعد أغلبية المصابين باضطراب نهم الطعام يشعرون بأي من الأعراض وتوقفوا عن تناول الأطعمة بنهم ودون القدرة على السيطرة.
· الأدوية
لا ينبغي استخدام مضادات الاكتئاب كعلاج وحيد لاضطراب نهم الطعام. ولكن قد يقوم الطبيب النفسي بوصف أحد الأدوية المصنفة كمضادات للاكتئاب بالإضافة إلى العلاج السلوكي المعرفي لمساعدتك في إدارة الحالات الأخرى التي قد تكون مرافقة لإصابتك باضطراب نهم الطعام، مثل:
1. القلق أو الاكتئاب
2. الرهاب الاجتماعي
3. اضطراب الوسواس القهري
ولكن، نادرًا ما توصف مضادات الاكتئاب للأطفال أو الشباب دون سن 18 عامًا، وفي هذه الحالة يتم وصف العلاج المعرفي السلوكي، الذي أثبت فاعليته في تخفيف الأعراض وتحسين الحالة النفسية للمصابين باضطراب نهم الطعام.
عادةً ما يتضمن العلاج الناجح مجموعة من العلاجات المذكورة أعلاه، جنبًا إلى جنب مع نهج تعاوني بين طبيبك وأخصائي الصحة العقلية والعائلة والأصدقاء. لذلك، إذا كنت تعاني من أعراض اضطراب نهم الطعام، فلا تتردد باستشارة الطبيب في أسرع وقت للبدء باستخدام العلاج المناسب قبل تطور حالتك النفسية إلى الأسوأ، فغالبًا ما يمنع العلاج المبكر حدوث مشكلات في المستقبل.
أسئلة وأجوبة
السؤال الأول/ ما هو علاج النهام العصبي؟
إلى جانب اتباع خطة العلاج الخاصة بك والتي يصفها لك الطبيب، يمكن أن يساعدك إجراء التغييرات الصحيحة في نمط حياتك على إدارة أعراض اضطراب نهم الطعام:
1- تناول الوجبات الرئيسية ولا تهمل أي منها
2- مارس التأمل والاسترخاء
3- حافظ على شرب كميات كافية من الماء
4- اتبع نمط غذائي صحي استشر أخصائي تغذية لجدولة وجبات الطعام
السؤال الثاني/ هل الشهية المفتوحة مرض؟
يمكن أن تكون زيادة الشهية أحد أعراض الأمراض المختلفة. على سبيل المثال، قد تكون الشهية المفتوحة ناتجة عن حالة عقلية أو نفسية مثل الشره المرضي العصبي أو اضطراب نهم الطعام، أو قد تكون ناتجة عن مشكلة في الغدد الصماء. يمكن للشهية المفتوحة أن تحدث على فترات متقطعة، كما يمكن أن تستمر لفترات طويلة من الزمن، وهذا يعتمد على السبب الذي أدى إلى زيادة الشهية لديك.
السؤال الثالث/ ما هو النهم؟
النهم هو الرغبة المفرطة أو الشديدة في تناول الطعام أو الشراب. يمكن أن يشمل النهم أيضًا المتعة أو اللذة عند تناول الطعام، وقد يكون مصحوبًا بعدم القدرة على التحكم في كميات الأكل الذي تتناوله، مما يؤدي إلى تناول كميات كبيرة من الطعام في فترات زمنية قصيرة.
قد يكون النهم ناتجًا عن مشكلة صحية، وقد يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل ملحوظ والتسبب في مشاكل صحية مثل السمنة، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية. يمكن أن يكون للنهم تأثيرات نفسية أيضًا، حيث يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالذنب أو الإحباط بعد تناول كميات كبيرة من الطعام. لذلك إذا ظهرت لديك أعراض تدل على إصابتك باضطراب نهم الطعام فلا تتردد في استشارة الطبيب النفسي في أسرع وقت.
السؤال الرابع/ كيف اسيطر على رغبتي في الاكل؟
إليك بعض الخطوات التي من الممكن أن تساعدك في التحكم في عادات تناول الطعام والحد من النهم:
1- تنظيم الوجبات: تناول وجبات منتظمة طوال اليوم يمكن أن يساعد على تجنب الشعور بالجوع الشديد، مما يقلل من احتمال النهم
2- تناول وجبات صحية ومتوازنة: اختر وجبات تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية مثل البروتينات والألياف والدهون الصحية
3- شرب الماء: تناول الكمية الكافية من الماء قد يساعد في تقليل الشعور بالجوع الزائد والنهم
4- تناول وجبات خفيفة: يمكنك تناول وجبات خفيفة صحية بين الوجبات الرئيسية للمساعدة في تقليل الشعور بالجوع الشديد والنهم
5- ممارسة النشاط البدني: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام يمكن أن تساعد في تحسين التوازن الغذائي والتحكم في الشهية.
6- استخدام تقنيات الاسترخاء: قد تساعد تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل في التحكم في التوتر والإجهاد الذي قد يؤدي إلى النهم
إذا كنت تجد صعوبة في التحكم في رغبتك في الأكل، فننصحك باستشارة الطبيب في أسرع وقت للحصول على الاستشارة والعلاج المناسب حسب الحاجة.
السؤال الخامس/ ما هو سبب الرغبة الشديدة في الأكل؟
قد تكون رغبتك الشديدة في الأكل ناتجة عن مجموعة من الأسباب، التي تشمل ما يلي:
1- عدم تناول ما يكفي من الأطعمة الغنية بالبروتين
2- عدم النوم لساعات كافية
3- تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
4- اتباع نظام غذائي قليل الدهون
5- عدم شرب كميات كافية من الماء
6- اتباع نظام غذائي يفتقر إلى الألياف
7- الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية