ما هي الاضطرابات النفسية-الجسدية؟
مهما اختلف مصدر الألم سواء كان السبب فقدان شخص عزيز، ضغوطات حياتية، أو مشكلات صحية جسدية مثل الصداع المزمن أو الإرهاق، فإن المعاناة تؤثر على حياتنا جميعًا بطرق مختلفة. و في بعض الأحيان، تتجاوز استجابة الأشخاص لهذه المعاناة حدود الألم النفسي الى الألم الجسدي ايضاً.
تُعرف الاضطرابات النفسية-الجسدية بأنها مجموعة من الحالات التي تظهر فيها أعراض جسدية تسبب ضيقًا كبيرًا أو تؤثر على أداء الشخص اليومي، ولكن قد لا يكون لهذه الأعراض تفسير طبي واضح.
ما هي أكثر الأعراض شيوعاً في هذه الاضطرابات؟
-
ألم مزمن وغير مبرر طبيًا: مثل آلام في العضلات، المفاصل، أو الصداع المستمر.
-
اضطرابات الجهاز الهضمي: مثل الغثيان، الانتفاخ، الإسهال، أو الإمساك دون سبب عضوي واضح.
-
إرهاق مزمن: شعور دائم بالتعب والإجهاد حتى بعد الراحة.
-
اضطرابات النوم: مثل الأرق أو النوم المفرط بسبب القلق المرتبط بالأعراض الجسدية
-
أعراض قلبية زائفة: مثل خفقان القلب أو ألم في الصدر، والتي تُفسر أحيانًا على أنها نوبات قلبية
-
قلق مستمر حول الصحة: الانشغال المفرط بوجود مرض خطير رغم عدم وجود دليل طبي على ذلك.
تؤدي هذه الأعراض إلى ضيق كبير وإعاقة في الأداء اليومي، مما يتطلب التدخل الطبي والنفسي لعلاجها.
ما هي أنواع الاضطرابات النفسية الجسدية؟
كيف تحدث هذه الاضطرابات؟
الاضطرابات النفسية-الجسدية تنشأ من العلاقة المعقدة بين العقل والجسد، حيث يمكن أن تكون الأعراض الجسدية وسيلة للتعبير عن مشاعر داخلية أو نتيجة للتوتر النفسي المزمن.
-
التوتر و الاجهاد النفسي:
الإجهاد النفسي قد يؤثر على الجهاز العصبي المركزي واللاإرادي، مما يؤدي إلى ظهور أعراض جسدية مثل التعرق، الرجفة، أو اضطرابات في الجهاز الهضمي. -
الضعف العضوي:
العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في ظهور الأعراض الجسدية عند التعرض للضغوط. على سبيل المثال، الاستعداد الوراثي للصداع النصفي قد يزيد من احتمالية حدوث نوبات صداع أثناء فترات التوتر.
من هم الأشخاص الأكثر إصابة؟
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية-الجسدية، وتشمل:
-
التجارب الأسرية المبكرة:
النشأة في بيئة أسرية فوضوية، متطلبة، أو غير داعمة قد تُعلِّم الأفراد التعبير عن مشاعرهم من خلال الأعراض الجسدية بدلاً من التواصل المباشر. -
التوتر المزمن:
التعرض المستمر لضغوط نفسية أو بيئات عمل مرهقة يزيد من احتمالية ظهور الأعراض الجسدية. -
التاريخ المرضي العائلي:
وجود تاريخ عائلي للأمراض النفسية أو الجسدية قد يزيد من القابلية للإصابة بهذه الاضطرابات
يُعتقد أن المريض في هذه الحالة يؤمن بأنه عاجز عن لعب دور فعّال في تحسين نوعية حياته و أن مصاعبه هي بسبب عوامل خارجية لا سيطرة له عليها، مما يِؤدي الى الشعور بالاحباط والعجز.
كيف يتم تشخيص الاضطرابات النفسية-الجسدية؟
إذا كنت تعاني من أعراض جسدية مستمرة ومزعجة دون تفسير طبي واضح، فإن الطبيب أو الأخصائي النفسي قد يتبع عدة خطوات لتشخيص حالتك بدقة. الهدف هو فهم الأعراض التي تعاني منها، والتأكد من عدم وجود حالة طبية أساسية تسببها.
إليك ما يمكن أن تتوقعه خلال عملية التشخيص:
-
فحص التاريخ الطبي :
سيسألك الطبيب عن الأعراض التي تعاني منها، متى بدأت، ومدى تأثيرها على حياتك اليومية. سيُطلب منك شرح أي عوامل تسبب تفاقم الأعراض أو تخففها، بالإضافة إلى استفسارات عن وجود حالات طبية سابقة أو أدوية تتناولها. -
الاستفسار عن الحياة العاطفية والنفسية:
قد يسألك الأخصائي عن مستوى التوتر أو القلق في حياتك، وعن أي أحداث حياتية صعبة أو ضغوط عائلية أو مهنية قد تمر بها. كما قد يتم استفسارك عن مشاعرك تجاه صحتك ومدى انشغالك بالأعراض التي تعاني منها. -
التقييم النفسي:
قد تُطلب منك الإجابة على استبيانات أو اختبارات قصيرة لتقييم حالتك النفسية ومستوى القلق أو الاكتئاب لديك. بالإضافة إلى ذلك، سيحاول الأخصائي فهم كيفية تأثير الأعراض الجسدية على تفكيرك ومشاعرك. -
الفحص الجسدي:
سيقوم الطبيب بفحص شامل لاستبعاد أي حالات طبية واضحة تسبب الأعراض. وفي بعض الحالات، قد يتم طلب فحوصات مخبرية أو تصويرية، مثل تحاليل الدم أو الأشعة، لتأكيد التشخيص. -
الحديث عن أنماط النوم والتغذية:
قد يتم سؤالك عن اضطرابات النوم التي تعاني منها وكيف تؤثر الأعراض على شهيتك أو عاداتك الغذائية. -
الدعم الاجتماعي:
سيستفسر الأخصائي عما إذا كان لديك أشخاص تثق بهم أو يدعمونك في مواجهة الأعراض، وكيف تتعامل مع هذه التحديات في حياتك اليومية
كيف يتم العلاج؟
يتطلب علاج الاضطرابات النفس-جسدية منهجًا شاملًا يشمل:
-
العلاج النفسي: لاستكشاف المعاني العميقة المرتبطة بالأعراض وتطوير استراتيجيات مواجهة صحية.
-
الأدوية: لعلاج الأعراض النفسية المصاحبة أو الجسدية عند الضرورة.
-
الدعم الأسري والاجتماعي: التعاون مع أسرة المريض و محيطه الاجتماعي، و تعليم المريض اللجوء للأشخاص القريبين منه لغرض الدعم النفسي.