ما هو الاضطراب العصبي الوظيفي؟
الاضطراب العصبي الوظيفي (Conversion Disorder) هو حالة نفسية تظهر فيها أعراض جسدية تؤثر على الحركة أو الحواس، مثل ضعف أو شلل في أحد الأطراف، أو صعوبة في الرؤية أو السمع، دون وجود تفسير طبي أو عصبي واضح لهذه الأعراض.
غالبًا ما يرتبط ظهور الأعراض بتعرض الشخص لضغط نفسي، فقدان، أو صدمة.
-
ما يميز هذا الاضطراب هو أن الشخص قد يبدو غير مبالٍ بالأعراض التي يعاني منها، وهي ظاهرة تُعرف بـ"اللامبالاة " (La Belle Indifference).
ما هي أعراض هذا الاضطراب؟
-
أعراض جسدية تؤثر على الحركة أو الحواس (مثل الشلل أو فقدان الإحساس).
-
غياب تفسير طبي واضح للأعراض.
-
ارتباط الأعراض بحدث مرهق نفسيًا أو جسديًا.
-
تأثير كبير على حياة المريض اليومية والعلاقات الاجتماعية.
ما هي أسباب الاضطراب العصبي الوظيفي؟
هذا الاضطراب غالبًا ما يكون مرتبطًا بآليات نفسية يستخدمها المصابون للتعامل مع التوتر والضغوط. من بين الأسباب الرئيسية:
- الانفصال عن الواقع و تجاهل المؤثرات السلبية:
الأفراد الذين يعانون من اضطراب التحويل يميلون إلى "الانفصال النفسي"Dissociation عن المواقف الصادمة كوسيلة لحماية أنفسهم. قد يتجاهلون الأحداث المؤلمة في البداية أو يختارون عدم تذكرها. فتظهر نتيجتها على شكل أعراض جسدية. -
ربط المشاعر بالأعراض الجسدية:
بسبب الانفصال النفسي و عدم مواجهة الواقع قد يواجه المصابون صعوبة في التعرف على مشاعرهم أو التعبير عنها، فيصبح الجسد وسيلتهم للتعبير عن التوتر أو الألم النفسي. -
الضغوط النفسية والصدمات:
غالبًا ما تبدأ الأعراض بعد التعرض لصدمات نفسية أو مواقف مجهدة.
تعتبر الفئات الأكثر عرضة للإصابة هي :
1- النساء : يعتقد بأن النساء هم اكثر عرضة للاصابة من الرجال.
2- الذين تعرضوا لصدمات الطفولة: التعرض للتعنيف الجسدي أو الجنسي أو تجارب قاسية خلال فترة الطفولة يزيد من فرصة الاصابة.
3- ذوي التاريخ المرضي: أصحاب الأمراض العصبية كالصرع والشقيقة و الأمراض النفسية الأخرى.
كيف يتم التشخيص؟
يقوم المختص بتشخيص الاضطراب العصبي الوظيفي عبر إجراء تقييم شامل لفهم الأعراض الجسدية وعلاقتها بالجوانب النفسية و التاريخ المرضي سواء جسدياً أو نفسياً عبر أسئلة مثل:
-
ما هي الأعراض التي تعاني منها؟ متى بدأت وكيف تطورت؟
-
هل تعرضت لأي مواقف مرهقة أو صدمات قبل ظهور الأعراض؟
-
كيف تؤثر الأعراض على حياتك اليومية وعلاقاتك؟
-
هل لديك صعوبة في التعبير عن مشاعرك أو التعامل مع التوتر؟
و قد يتضمن التشخيص:
-
فحص جسدي شامل لاستبعاد أي أسباب طبية أو عصبية.
-
تقييم نفسي لفهم كيفية تأثير التوتر أو الصدمات على حالتك.
-
مراجعة التاريخ الطبي والنفسي لتحديد العوامل التي قد تسهم في الأعراض.
من المهم اجابة اسئلة المختص بصراحة كاملة والتعاون للحصول على تشخيص صحيح.
كيف يتم العلاج؟
علاج اضطراب التحويل يهدف إلى تقليل الأعراض وتحسين حياة المريض من خلال:
الدعم النفسي:
العلاج الداعم يوفر بيئة آمنة وداعمة تساعد المرضى على التعبير عن الضغوط أو الصدمات التي ربما أدت إلى ظهور الأعراض. الحديث عن هذه التجارب ضمن بيئة علاجية دافئة يمكن أن يساعد المرضى على الشعور بالتفهم والراحة.
تقنيات الاسترخاء وإدارة التوتر:
تعليم المرضى استراتيجيات مثل تمارين التنفس العميق، التأمل، وتقنيات إدارة التوتر يمكن أن يخفف من الأعراض ويعزز شعورهم بالتحكم الذاتي.
تقييم نمط الحياة:
إجراء تقييم شامل لنمط حياة المريض يمكن أن يساعد في فهم العوامل التي تزيد من تعرضه للتوتر. من خلال مشاركة قصة حياتهم، يمكن للمرضى الشعور بالتقدير والفهم، مما يتيح للأخصائي تحديد المحفزات والضغوط التي تؤثر عليهم.
من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للمريض استعادة السيطرة على حياته وتقليل تأثير الأعراض الجسدية المرتبطة بالاضطراب.