ما هو اضطراب قلق المرض؟
اضطراب قلق المرض (Illness Anxiety Disorder) هو حالة نفسية يُصاب فيها الشخص بانشغال مفرط وخوف دائم من الإصابة بمرض خطير، حتى في غياب أي أعراض جسدية واضحة .
المرضى الذين يعانون من هذا الاضطراب يفسرون الأعراض الجسدية البسيطة - مثل الصداع أو الاحتقان - على أنها علامات على أمراض خطيرة مثل أورام الدماغ أو سرطان الرئة، و عندما يحاول الطبيب المختص اقناعهم بخلاف ذلك يشعرون بالتهميش و العدائية تجاه الطبيب الذي في نظرهم لا يأخذ مخاوفهم على محمل الجد.
- كيف يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب الأعراض الجسدية؟
في حالة اضطراب الأعراض الجسدية فأن المريض يعاني من أعراض غير مفسرة مثل آلام أو صداع و التركيز هو على الأعراض و ليس الاعتقاد بتشخيص معين
في حالة اضطراب قلق المرض فان المريض في خوف مستمر من الاصابة بمرض خطير و التركيز هو على التشخيص بغض النظر عن الأعراض
ما هي أعراض هذا الاضطراب؟
من المهم أن نفهم أن في حالة هذا الاضطراب قد يصبح المرض جزء من هوية المريض و ليس مجرد حالة عابرة، و لذلك فقد يدافع بشراسة عن كونه مريضاً و يرفض أي دليل على عكس ذلك برغم القلق الدائم الذي يسببه له توقع الأسوء.
أعراض هذا الاضطراب تشمل:
-
القلق المستمر بشأن الصحة والخوف من الإصابة بأمراض خطيرة.
-
السعي المستمر للحصول على تقييمات طبية متعددة بسبب الاعتقاد بأن الأطباء قد أغفلوا تشخيص مشكلة صحية.
-
تجنب الأنشطة اليومية خوفًا من تفاقم الحالة الصحية.
-
صعوبة في تصديق من يحاول طمأنة المريض، مما يؤدي إلى التوتر الاجتماعي والعائلي.
ما هي أسباب اضطراب قلق المرض؟
الأسباب وراء اضطراب قلق المرض تعود في الغالب إلى تجارب الطفولة والعوامل النفسية والاجتماعية التي شكّلت طريقة تفكير المصابين. مثل:
-
الإهمال خلال الطفولة:
غالباً ما قد يكون المصاب قد عانى من الإهمال الأسري اثناء الطفولة، و بسبب هذا الإهمال فقد يكون عانى من ألام جسدية مثل الجوع و الألم الجسدي بسبب المرض،
و هذا يجعل المريض يعتقد بوجود رابط ما بين عدم تلبية احتياجاتهم النفسية و الجسدية و الاجتماعية و بين المرض الجسدي و الألم. -
الارتباط بين المرض والحصول على الاهتمام:
أيضاً كنتيجة للإهمال في مرحلة الطفولة كان المرض هو الوسيلة الوحيدة للحصول على رعاية الأهل و اهتمامهم. مما رسخ لديهم الاعتقاد أن المرض هو الطريقة الوحيدة لتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية. -
الحماية الزائدة من قبل الأهل:
على الجانب الآخر قد يكون الأهل مفرطي الاهتمام و قد بالغوا في الاستجابة لأي مشكلة جسدية بسيطة مثل الكدمات أو الحمى، مما زرع لدى الطفل فكرة أن الجسد معرض دائمًا للخطر وأن أي إحساس جسدي قد يكون بداية لمشكلة خطيرة.
هذه العوامل تؤدي إلى تكوين نمط من التفكير يركز على الجسم وعلى كل إحساس جسدي بسيط، مما يخلق حالة من القلق المستمر بشأن الصحة ويزيد من الانشغال بالأعراض الجسدية في مراحل لاحقة من الحياة.
كيف يتم التشخيص؟
أثناء عملية التشخيص، يركز الطبيب أو الأخصائي النفسي على فهم المخاوف الصحية للمريض وكيف تؤثر على حياته اليومية.
بعض الأسئلة التي قد يطرحها المختص قد تشمل:
-
-
ما هي الأعراض التي تسبب القلق؟
-
متى بدأت هذه المخاوف وكيف تطورت مع الوقت؟
-
هل تم زيارة أطباء أو إجراء فحوصات طبية؟ وما كانت النتائج؟
-
كيف تؤثر هذه المخاوف على الحياة اليومية والعلاقات؟
-
هل يوجد تاريخ عائلي للأمراض الخطيرة أو القلق بشأن الصحة؟
-
قد يقوم المختص أيضاً :
-
بمراجعة التاريخ الطبي الكامل لاستبعاد وجود أي مشكلات صحية حقيقية.
-
بإجراء فحوصات جسدية لتأكيد أن الأعراض ليست ناجمة عن مرض عضوي.
-
باستخدام استبيانات نفسية لتقييم مستوى القلق.
الهدف من التشخيص هو فهم الحالة بشكل شامل، واستبعاد الأسباب الطبية المحتملة، وتحديد تأثير القلق على حياة المريض. مشاركة تفاصيل دقيقة مع المختص تساعد في الحصول على تشخيص دقيق وعلاج فعال.
كيف يتم العلاج؟
علاج اضطراب قلق المرض يعتمد على استراتيجيات تستهدف القلق المرتبط بالصحة وتحسين جودة حياة المريض.
العلاج النفسي:
-
العلاج السلوكي المعرفي:
يتم تثقيف المريض حول طبيعة الأعراض الجسدية الطبيعية وكيف أن معظمها لا يشير إلى مشاكل خطيرة. على سبيل المثال، يتم تعليم المرضى أن الصداع العابر هو إحساس طبيعي وغير مقلق، وليس دليلًا على ورم دماغي. -
التدريب على الاسترخاء السيطرة على التوتر:
تعليم المرضى تمارين الاسترخاء، مثل التنفس العميق وإرخاء العضلات، يعزز شعورهم بالسيطرة الذاتية ويساعد في تحسين حالتهم النفسية والجسدية. -
التركيز على الجوانب الاجتماعية:
لأن بعض المرضى قد يستخدمون قلقهم الصحي كوسيلة لجذب الاهتمام أو بناء علاقات، فمن الضروري مساعدتهم على تطوير طرق صحية للتواصل مع الآخرين. -
معالجة المشاعر الكامنة:
في بعض الحالات، قد يكون لدى المرضى مشاعر غضب أو استياء مكبوتة. العمل على تحديد هذه المشاعر وتعديل المعتقدات المرتبطة بها يلعب دورًا هامًا في العلاج.
العلاج الدوائي:
قد يصف الطبيب أدوية لتخفيف الأعراض المرتبطة بالقلق أو الاكتئاب مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تستخدم لتحسين المزاج وتقليل القلق، مما يساعد في تقليل الانشغال بالأعراض الجسدية.