اضطراب كرب ما بعد الصدمة

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

5 د

Image

ما هو اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟

هو اضطراب في نمط التفكير، السلوك،المشاعر، و العلاقات الإجتماعية يحدث كنتيجة للتعرض لحدث صادم و تستمر أعراضه لأكثر من شهر.

كيف يحدث هذا الاضطراب؟

هنالك مناطق في الدماغ مسؤولة عن التحكم بالنشاط، أنماط النوم، ممارسة الأنشطة اليومية، الشعور بالخطر و غيرها من الوظائف الحيوية مثل:


منطقة جذع الدماغ.

منطقة تحت المهاد.

الجهاز الحوفي.

عند التعرض المطول للتوتر أو التعرض لحدث صادم فإنّ ثمة تغيرات جذرية تحصل في هذه المناطق الحيوية مما ينعكس في سلوك الشخص و طريقة تحليله للواقع بعد التعرض لهذا الموقف.

 

لكن متى يٌعرّف حدث سيء على أنه "صدمة" كفيلة بأن تسبب اضطراب ما بعد الصدمة؟

  • أن يكون الحدث مهدداً للحياة،يتضمن تهديد أو حصول اعتداء جسدي او جنسي.

  • أن يكون المريض الضحية المباشرة لهذا الحدث،أو شاهداً عليه.

  • أو أن يكون حادثاً عنيفا أو غير متوقع حدث لأحد المقربين من المريض.

  • و اخيرا ان يعاني الشخص كنتيجة لهذا الحدث من ذكريات و أفكار متكررة غير متحكم بها تدوم لأكثر من شهر و تسبب اضطرابا في حياة الشخص الاجتماعية و العملية.

 

من أكثر عرضة للاصابة باضطراب ما بعد الصدمة؟

  • النساء : إحصائيا تصاب النساء أكثر من الرجال و يعانين من أعراض اضطراب توتر ما بعد الصدمة لمدة أطول من أقرانهن الرجال.

  • ذوو التاريخ المرضي: الأشخاص الذين يعانون من امراض نفسية اخرى أو تاريخ من التعنيف خلال الطفولة.

  • المهمشون: الأشخاص في المناطق الفقيرة اقتصاديا و المجتمعات المهمشة.

  • صغار السن : كلما صغر سن المصاب كلما كانت حدة الاصابة أكبر.

 

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟


للتعرف على أعراض هذا الاضطراب فينبغي تقسيمها لخمس أنماط من الأعراض:


1- أعراض انفصال عن الواقع Dissociative symptoms: 

و تتضمن : 

  • نسيان مرتبط بالأحداث الصادمة،

  •  صعوبة التركيز مع الأحداث الحالية،

  •  إدراك منخفض بالبيئة المحيطة،

  • شعور  بالانفصال عن الذات Depersonalization  حيث يشعر بالانفصال عن شخصه أفكاره و مشاعره،

  •  شعور بالانفصال عن الواقع Derealization   حيث يشعر بالانفصال عن محيطه و مجريات حياته.

2- أعراض إعادة عيش الأحداث-Re-experience  : 

و تتضمن : 

  • كوابيس مرتبطة بالحدث،

  •  نوبات من تذكر الماضي،

  •  نوبات من الذكريات الغير متحكم بها.

 

3- أعراض تجنبية Avoidance:

 و تشمل تجنب أي محفز مرتبط بالحدث الصادم سواء أماكن، أشياء، أشخاص أو الحديث عن مواضيع معينة.

 

4- أعراض قلق Anxious  : 

تظهر على شكل

  • حركة مستمرة،

  •  عدم القدرة على الجلوس لفترة طويلة،

  •  أعصاب مشدودة.


5-أعراض كرب Distress : 

يكون الشخص عامةً في حالة من الكرب عند التعرض لأي حافز مرتبط بالحدث.

 

كيف يتم تشخيص اضطراب كرب ما بعد الصدمة؟

 

يقوم الاخصّائي أو الطيبب النفسي بتشخيص المريض بناءً على:

  1. أن يكون المريض قد تعرض لحدث صادم مباشرة أو شهد عليه عيانا , لا يتضمن المشاهدة عبر التلفاز او أجهزة أخرى.

  2. أن يظهر عليه إحدى الأعراض التالية :

    ذكريات لا إرادية.
    كوابيس مرتبطة بالحادث.
    حالة من فقدان الإدراك بالواقع و استذكار الأحداث السابقة.
    حالة من التوتر  عند وجود تذكير بالحادث.
    وجود أعراض جسدية عند تذكر الصدمة .

  3. أن يتجنب أي تذكير بالحدث سواء أثناء الحديث و التفكير أو تجنب  الأماكن والأشياء المرتبطة به.

  4. أن تظهر عليه تغيرات سلبية  في نمط التفكير , المزاج و الذاكرة:
      قد يعجز عن تذكر جوانب معينة من الحدث،
       قد يحمل  أفكار سلبية عن نفسه و العالم و يفقد الثقة فيمن حوله،
       قد يلوم نفسه أو  الآخرين نتيجة لأفكار و تحليل غير منطقي للحدث،
       قد يعجز عن الشعور بمشاعر ايجابية و يعاني من مشاعر سلبية مستمرة،
       قد ينأى  بنفسه عن علاقاته الاجتماعية و يشعر بالعزلة وعدم الانتماء،
       و   قد يعجز  عن الشعور بالاهتمام بالأشياء التي كان مهتم بها سابقا.

  5. أن يظهر عليه تغير واضح في ردات الفعل، حيث يكون متوتراً سريع الغضب أو حريصاً كثير القلق. 

  6.  أن يكون للأعراض أثرٌ سلبيّ على حياة الشخص الاجتماعية و العملية

كيف يتم علاج هذا الاضطراب؟

  الخطة العلاجية قد تتضمن مزيجاً من العلاج النفسي و الأدوية النفسية أو أحدهما.

 هنالك عدة علاجات نفسية تعتبر الخيار الأول لعلاج كرب ما بعد الصدمة مثل :

  1. التعرض المطول للمؤثر Prolonged exposure therapy
    و هو ما يطلق عليه في العادة "مواجهة مخاوفك"،
    هذا العلاج كما يوضح الاسم  يضع المريض في مواجهة مع المؤثر السلبي الذي يتجنبه عادة، في بيئة آمنة و مع إرشادات المختص للتغلب على الأفكار السلبية.
    و له مرحلتان أساسيتان:
     
    التعرض التخيلي:
     حيث يُطلب من  المريض أن يقص الحدث الصادم و يتطرق الى تفاصيل مشاعره عند التعرض له، هذا السرد يُسجّل  ليستعين به المريض لاحقاً في تحليل مشاعره.
    المواجهة الواقعية:
    حيث يقوم المعالج بإعطاء واجب منزلي للمريض يقوم فيه بمواجهة خوفه تدريجياً في حياته الواقعية.


  2.  المعالجة الذهنية cognitive processing therapy:
    هذا العلاج يتم على ثلاث مراحل:
    تبدأ بتوعية المريض بمشاعره و أفكاره، و التعرف على مُحفّزات الأعراض.
    ثم يُطلب من المريض التعبير عن أفكاره و مشاعره بالكتابة و السرد التفصيلي.
    و أخيراً يقوم المعالج بمساعدة المريض على تطوير أساليب صحية للتأقلم و يركز على أهمية الثقة بالنفس و الغير و تركيز مفاهيم الأمان والثقة بالنفس.


  3. منهجية ابطال التحسس و إعادة المعالجة EMDR

    هذا العلاج يقوم بتوظيف مؤثر حسي مثل الصوت الإضاْة أو اللمس لتحفيز فصي الدماغ معاً خلال سرد المريض للحادثة، و هو علاج مبني على دراسات تربط بين التحفيز المزدوج لفصيّ الدماغ والقدرة على تحليل و تجاوز الصدمة بشكل أسرع.

    لكن هذا الأسلوب من العلاج لا يناسب جميع المرضى و ينبغي تقديمه من قبل أخصائي مرخص لان التعامل الخاطئ مع المريض قد يزيد حدة المشكلة أو يسبب نوبات من الهلع.


  4. التدخل الدوائي:
    الأدوية التي قد تستخدم في علاج كرب ما بعد الصدمة قد تشمل :
    1-مثبطات استرداد السيروتونين مثل فلوكسيتين وسيتالوبرام،
    2-مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين مثل فينلافاكسين
    3-مضادات الذهان غير التقليدية (مثل ريسبيريدون، كويتيابين)
    4-العوامل الأدرينالية (برازوسين، بروبرانولول)

 

تذكّر: من المهم المتابعة المستمرة مع أخصائي و استكمال الخطة العلاجية بأكملها و عدم توقع نتائج فورية.

كيف أقدّم المساعدة لشخص يعاني من كرب ما بعد الصدمة؟

من الصعب مشاهدة شخص مقرب منا يمر بكرب ما بعد الصدمة والشعور بالعجز عن  انتشاله من حالته السيئة و إعادته لطبيعته قبل الحدث الصادم، و لكن للمقربين من ضحايا الحوادث الصادمة دور هام جدا في تقديم الدعم المعنوي و مساعدتهم على التحسن.

 إليك بعض النصائح التي قد تضعك على الطريق الصحيح :

 

أولا : كن بجانبهم

 كن متوفرا لدعمهم نفسيا بدون ان تلح بالاسئلة و تدفع بهم للكلام عن مشاعرهم، يمكن للمساعدة ان تأخذ أشكال اخرى والقيام بنشاطات والحديث عن مواضيع غير مرتبطة بالحدث الصادم.

 

ثانيا:  تعرف على ما يؤذيهم

 
إسألهم عن  ما يثير التوتر أو يذكرهم بالذكريات السيئة و كيفية مساعدتهم على تجنبها أو تحويل انتباههم لشيء آخر. 

ثالثا: ذكرهم بأنهم ليسوا وحيدين  

حاول أن تؤكد على أهميتهم عندك و أنك موجود بجانبهم،

الاستقرار والروتين هما مبعث للطمأنينة, لذلك احرص على بناء روتين واضح للانشطة المشتركة لتقليل الشعور بالتوتر والخوف من غير المتوقع،.

 

رابعا:  تعلم كيف تطمئنهم

 عند حصول نوبات تذكر للحدث يمكنك تذكيرهم بأن هذا الحدث حصل في الماضي، أنهم في أمان الآن و أن هذا لن يحدث مجددا.

 

خامسا:  كن مستمعا جيدا

 تجنب الحلول السريعة و النصائح التقليدية و استبدلها باسئلة تبين اهتمامك بما سمعت و تعطي الشخص فرصة لترتيب أفكاره.
تذكر أنه ليس من المطلوب منك إيجاد الحلول، بل مجرد الإصغاء.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية

القلق

التوتر

صعوبة النوم

اضطراب ما بعد الصدمة

تشخيص الاضطراب النفسي

أعراض الاضطراب النفسي

اضطراب نفسي