اضطراب القلق العام

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

خلال القرن التاسع عشر، تضمنت المصطلحات المستخدمة لتشخيص اضطرابات القلق العام مصطلحي "رهاب البانتوفوبيا" و"عصاب القلق". أيضًا، كان القلق العام يعتبر أحد أعراض الوهن العصبي. وتم اعتبار اضطراب القلق العام مرضًا يمكن تشخيصه لأول مرة في الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية في عام 1980، عندما تم تقسيم عصاب القلق إلى اضطراب القلق العام واضطراب الهلع [1]. وتم تعريف اضطراب القلق المعمم لأول مرة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، على أنه اضطراب القلق الخارج عن السيطرة والذي يكون مفرطًا أو غير واقعي ويستمر شهرًا واحدًا أو أكثر [1].

ومنذ تقديم هذا التشخيص، استمر الجدل حول ما إذا كانت أعراض اضطراب القلق العام هي خاصة بهذا الاضطراب أو جزء من اضطراب آخر. وينبع هذا الشك من عدد من العوامل، بما في ذلك المقدار غير المحدد للقلق، والذي قد يتغير بمرور الوقت، والأعراض المتداخلة مع اضطرابات أخرى مثل اضطرابات المزاج واضطرابات القلق الأخرى، وخاصة الاكتئاب الشديد [2].

وفي الطبعة السادسة للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، تم تعديل المعايير بشكل أكبر من خلال تحديد وجود ثلاثة على الأقل من ستة أعراض لتشخيص اضطراب القلق العام وهي: الأرق أو الشعور بالضيق أو القلق، والإرهاق بسهولة، وصعوبة التركيز، والهياج، والتوتر العضلي، واضطراب النوم. وهذا معيار يهدف إلى التأكيد على مفهوم اضطراب القلق العام باعتباره اضطرابًا منفصلاً يستمر على الأقل لبعض الوقت في نوبات مختلفة عن تلك الخاصة بالاضطرابات الأخرى [2].

الأسباب

يمكن أن يتطور اضطراب القلق العام لديك عندما لا تستطيع التعامل بشكل جيد مع الضغوطات التي تشعر بها في داخلك. ولكن السبب الدقيق لاضطراب القلق العام غير مفهوم تمامًا، ولكن من المحتمل أن يكون وجود مجموعة من العوامل المتعددة لديك هو الذي أدى إلى إصابتك باضطراب القلق العام. وقد وجد الباحثون أن مسببات الإصابة باضطراب القلق العام تشمل [3]:

1.  الجينات الوراثية

2.  مرورك بالعديد من التجارب المجهدة أو المؤلمة، مثل التعرض للعنف أو إساءة المعاملة أو التنمر

3.  الإصابة بحالة صحية طويلة الأمد، مثل التهاب المفاصل أو فرط نشاط الغدة الدرقية

ولكن، وجد الأطباء أن الكثير من الناس قد أصيبوا باضطراب القلق العام دون سبب واضح.

الأعراض

إذا كنت مصابًا باضطراب القلق العام، فمن المحتمل أنك تعلم أن شعورك بالقلق مبالغ فيه ولا يتناسب مع ما تواجهه من مواقف، ومع ذلك، لا يمكنك إيقاف شعورك بالقلق. من الممكن للأشخاص المصابين باضطراب القلق العام أن يعانوا من الأعراض بشكل مختلف. وتعد الأعراض الأكثر شيوعًا والتي قد تصاحب إصابتك باضطراب القلق العام ما يلي [4]:

1.  صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم

2.  الارتجاف

3.  الوخز

4.  توتر العضلات

5.  الصداع

6.  التعرق والهبات الساخنة

7.  الدوار

8.  صعوبة في التنفس

9.  الغثيان

10.  كثرة التبول

11.  ضعف التركيز

12.  عدم القدرة على الاسترخاء

يبدأ اضطراب القلق العام تدريجيًا، وقد تتشابه أعراضه مع أعراض حالات الصحة العقلية الأخرى. ولذلك، في حال ظهور هذه الأعراض، ننصحك باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب لحالتك الصحية.

العلاج

يمكن أن يكون لإصابتك باضطراب القلق العام تأثير كبير على حياتك اليومية وممارستك لنشاطاتك وتفاعلك مع الآخرين، ولكن تتوفر العديد من العلاجات المختلفة التي يمكن أن تخفف الأعراض وتساعدك على عيش حياتك بصورة طبيعية [3].

تتمثل الخيارات الرئيسية لإدارة القلق في استخدام الأدوية المزيلة للقلق وجلسات العلاج النفسي بالكلام وأهمها العلاج السلوكي المعرفي. قد يشعر بعض المرضى بالقلق بشأن الآثار الجانبية للأدوية ويفضلون تجربة العلاج المعرفي السلوكي أولاً، في حين قد يشعر المرضى الآخرون بالقلق بشأن الالتزام بالوقت المطلوب للعلاج، وبالتالي يختارون الأدوية كطريقة العلاج الأولى.

الأدوية

إذا كنت تفكر في استخدام الأدوية كعلاج لإصابتك باضطراب القلق العام، فننصحك باستشارة الطبيب الذي سيناقش معك الخيارات المختلفة بالتفصيل قبل أن تبدأ باستخدام العلاج، بما في ذلك:

1.  أنواع الأدوية المختلفة

2.  مدة العلاج

3.  الآثار الجانبية والتفاعلات المحتملة مع الأدوية الأخرى

ومن الأدوية التي من الممكن أن يصفها الطبيب لك لتخفيف أعراض اضطراب القلق العام ما يلي:

مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

في معظم الحالات، يكون الدواء الأول الذي يصفه الطبيب لعلاج أعراض اضطراب القلق العام نوعًا من مضادات الاكتئاب يسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI). يعمل هذا النوع من الأدوية عن طريق زيادة مستوى مادة كيميائية تسمى السيروتونين في دماغك. تتضمن أمثلة مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية التي قد يتم وصفها لك ما يلي:

·         سيرترالين

·         اسيتالوبرام

·         باروكستين

يمكن تناول مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية على المدى الطويل، ولكن، كما هو الحال مع جميع مضادات الاكتئاب، قد تستغرق عدة أسابيع حتى تلاحظ مفعولها في تخفيف أعراضك. قد بدأ معك الطبيب بجرعة منخفضة، والتي يمكن زيادتها تدريجيًا عندما يتكيف جسمك مع الدواء. وتشمل الأعراض الجانبية الشائعة لمثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ما يلي:

1.  الشعور بالغضب

2.  عسر الهضم

3.  الإسهال أو الإمساك

4.  فقدان الشهية وفقدان الوزن

5.  دوخة

6.  عدم وضوح الرؤية

7.  جفاف الف

8.  التعرق المفرط

9.  الصداع

10.  مشاكل النوم مثل الأرق أو النعاس

قد تتلاشى هذه الأعراض الجانبية بمرور الوقت ومع الاستمرار في استخدام الدواء.

 

مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs)

إذا لم تساعد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في تخفيف القلق، فقد يقوم طبيبك بوصف نوع مختلف من مضادات الاكتئاب يعرف باسم مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRI). يزيد هذا النوع من الأدوية من كمية السيروتونين والنورادرينالين في دماغك. وتتضمن أمثلة SNRIs التي قد يتم وصفها لك ما يلي:

·         فينلافاكسين

·         دولوكستين

تشمل الأعراض الجانبية الشائعة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ما يلي:

1.  الصداع

2.  النعاس

3.  دوخة

4.  جفاف الفم

5.  الإمساك

6.  الأرق

7.  التعرق

كما هو الحال مع مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ، فإن بعض الأعراض الجانبية تكون أكثر شيوعًا في أول أسبوع أو أسبوعين من العلاج، ولكنها عادة ما تتلاشى عندما يتكيف جسمك مع الدواء.

إذا لم يساعد الدواء الخاص بك بعد حوالي شهرين من العلاج أو إذا تسبب في أعراض جانبية غير محتملة، فقد يصف لك طبيبك دواءً بديلاً. عندما تقرر أنت وطبيبك أنه من المناسب لك التوقف عن تناول الدواء، فعادة ما يتم تقليل جرعتك ببطء على مدار بضعة أسابيع لتقليل مخاطر ظهور أعراض الانسحاب. وننصحك بأن لا تتوقف أبدًا عن تناول الأدوية إلا إذا نصحك طبيبك بذلك.

 

بريجابالين

إذا لم تكن مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين مناسبة، فقد يقوم الطبيب بوصف دواء بريجابالين. يعرف هذا الدواء كونه مضاد للنوبات، ويستخدم لعلاج حالات مثل الصرع، ولكن وجد الباحثون أيضًا أنه مفيد في علاج القلق. يمكن أن تشمل الأعراض الجانبية للبريجابالين ما يلي:

1.  النعاس

2.  الدوخة

3.  زيادة الشهية وزيادة الوزن

4.  عدم وضوح الرؤية

5.  الصداع

6.  جفاف الفم

7.  الدوار

 

البنزوديازيبينات

البنزوديازيبينات هي نوع من مزيلات القلق التي يمكن استخدامها أحيانًا كعلاج لاضطراب القلق العام، لأنها تساعد في تخفيف الأعراض في غضون 30 إلى 90 دقيقة من تناول الدواء. وعادة ما يستخدم الديازيبام، وهو أحد الأدوية المصنفة ضمن البنزوديازيبينات لعلاج أعراض اضطراب القلق العام. على الرغم من أن البنزوديازيبينات فعالة جدًا في علاج أعراض القلق، إلا أنه لا يمكن استخدامها لفترات طويلة، كونها تسبب الإدمان إذا تم استخدامها لمدة تزيد عن أربعة أسابيع. يمكن أن تشمل الأعراض الجانبية للبنزوديازيبينات ما يلي:

1.  النعاس

2.  صعوبة في التركيز

3.  الصداع

4.  الدوار

5.  الرعاش

نظرًا لأن النعاس هو أحد الأعراض الجانبية الشائعة للبنزوديازيبينات، فقد تتأثر قدرتك على القيادة أو تشغيل الآلات أو القيام بأنشطة تحتاج إلى تركيز عند تناول هذا الدواء. ولذلك ننصحك بتجنب هذه الأنشطة أثناء استخدام الدواء.

ومع العلاج، يمكن للعديد من الأشخاص التحكم في مستويات القلق لديهم. ولكن قد يلزم الاستمرار في بعض العلاجات لفترة طويلة للسيطرة على اضطراب القلق العام وتقليل فرصة حدوث الانتكاسات.

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

القلق

اضطراب القلق العام

بريجابالين

بنزوديازيبينات

ديازيبام

مقالات مقترحة