ما هي اضطرابات الوسواس القهري؟
اضطراب الوسواس القهري والاضطرابات المرتبطة به هي مجموعة من الحالات النفسية التي تتسم بأفكار وسواسية متكررة و سلوكيات قهرية تهدف لتخفيف القلق أو الانزعاج. هذه الاضطرابات لها جوانب نفسية و سلوكية و بيولوجية و لذلك فإن فهم هذه الاضطرابات والوعي بتأثيرها على الحياة اليومية خطوة أساسية نحو تحسين التشخيص والعلاج، مما يسهم في دعم الأفراد المصابين و استعادة توازنهم النفسي والاجتماعي.
لاضطرابات الوسواس القهري بُعدين أساسيين:
- الوساوس: هي أفكار أو دوافع أو صور ذهنية متكررة تُشعر الفرد بالضيق
- السلوكيات القهرية: تتجسد في تصرفات أو أفعال عقلية يشعر الفرد بأنه مُجبر على القيام بها استجابةً للوساوس.
لماذا تحدث هذه الاضطرابات؟
على مستوى بيولوجي:
اضطراب الوسواس القهري(OCD) يرتبط بخلل في نشاط بعض مناطق الدماغ مثل:
-
النواة المذنبة التي تؤثر على التعلم والذاكرة
-
القشرة الأمامية المسؤولة عن اتخاذ القرارات
-
المهاد الذي يتحكم بالسلوكيات التلقائية .
يمكن أن تتحسن هذه الاختلالات مع العلاج بالأدوية أو العلاج السلوكي المعرفي.
على مستوى نفسي-سلوكي:
يحدث الوسواس القهري عندما يسعى الفرد إلى السيطرة على القلق عبر الهروب إلى سلوكيات قهرية توفر إحساسًا مؤقتًا بالنظام والكمال. تُستخدم هذه السلوكيات كآلية للتعامل مع الشعور بالعجز أو انعدام السيطرة. تصرف الهواجس والانشغالات الفرد عن المهام الحياتية المهمة، مما يعزله اجتماعيًا ويمنحه شعورًا زائفًا بالتفوق عبر أداء طقوس يراها ضرورية ومثالية.
و عامة فإن أكثر الفئات عرضة للإصابة هم :
ذوي الاستعداد الجيني: للبعض استعداد بيولوجي جيني للاصابة أكثر من غيرهم و هو شيء وراثي.
أصحاب تجارب الطفولة السلبية: التعرض للتعنيف الجسدي أو الجنسي خلال فترة الطفولة يزيد احتمالية الاصابة.
ما هي أهم أنواع هذا الاضطراب؟
كيف يتم التشخيص؟
لتشخيص اضطراب الوسواس القهري (OCD)، يطرح الطبيب أو المختص أسئلة لفهم طبيعة الأعراض وتأثيرها على حياتك اليومية..
سيبحث الطبيب عما إذا كنت:
-
تحاول تجاهل أو التخلص من الأفكار المزعجة.
-
تستخدم السلوكيات القهرية كوسيلة لتخفيف القلق، حتى وإن كانت غير فعالة أو مبالغًا فيها.
-
تقضي أكثر من ساعة يوميًا على هذه الأفكار أو السلوكيات.
-
تعاني من تأثير كبير على حياتك الاجتماعية أو العملية أو النفسية بسبب هذه الأعراض.
قد يسألك الطبيب أيضًا عن:
-
متى بدأت الأعراض؟ وهل كانت هناك عوامل محددة أثارتها؟
-
هل تعاني من أفكار متكررة تسبب لك القلق أو الخوف؟
-
هل تشعر بالحاجة إلى أداء طقوس معينة بشكل متكرر؟
-
كيف تؤثر هذه الأعراض على حياتك اليومية أو عملك أو علاقاتك؟
-
هل سبق أن فكرت في إيذاء نفسك بسبب القلق أو الشعور بالضغط؟
من الجدير بالذكر أن حوالي 30% من الرجال الذين يظهر لديهم الوسواس القهري في الطفولة قد يعانون من اضطراب التشنجات العصبية (Tic Disorder)، وأن حوالي نصف المصابين قد تراودهم أفكار انتحارية خلال فترة المرض. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، فإن التحدث مع مختص يمكن أن يكون خطوة أولى مهمة للحصول على الدعم المناسب.
كيف يتم العلاج ؟
علاج اضطرابات الوسواس القهري يختلف حسب نوع الاضطراب و شدة الأعراض وتأثيرها على حياتك وحياة من حولك. الخيارات العلاجية تشمل:
-
العلاج السلوكي:
يتمثل في "العلاج بالمواجهة"، حيث تواجه تدريجيًا المواقف التي تسبب القلق دون اللجوء إلى السلوك القهري. مثلًا، إذا كنت تخشى الجراثيم وتغسل يديك باستمرار، قد تبدأ بلمس أشياء خفيفة التلوث مثل كتاب أو مقبض باب دون غسل يديك فورًا، مع الحصول على دعم حتى تشعر بالهدوء. -
الأدوية:
في الحالات الشديدة، يمكن استخدام أدوية مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين (SSRIs) لتخفيف القلق والسيطرة على الأفكار القهرية. -
معالجة الأسباب الكامنة:
يركز العلاج أيضًا على فهم الأسباب النفسية والاجتماعية التي قد تكون وراء هذه السلوكيات، ومساعدتك على العودة إلى حياتك الطبيعية، مثل التفاعل مع الآخرين والعمل.