ما هي الكوابيس ؟
الكوابيس هي أحلام مزعجة يمر بها معظم الناس بين الحين والآخر، وغالبًا ما تكون انعكاسًا لمخاوف أو ضغوط يومية، ولا تترك أثرًا طويل المدى بعد الاستيقاظ.
لكن أحيانًا تتكرر الكوابيس بشكل مفرط وتصبح شديدة الواقعية ومصحوبة بمشاعر قوية من الخوف أو القلق، لدرجة أنها توقظ الشخص من نومه وتؤثر في راحته وحياته اليومية.
عندما تصل الكوابيس إلى هذا الحد، فإنها لا تبقى مجرد تجربة عابرة، بل تتحول إلى عرض نفسي قد يشير إلى اضطرابات أعمق مثل القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة أو الاكتئاب، وتُعرف حينها باسم اضطراب الكوابيس الليلية.
كيف تبدو الكوابيس المرضية؟
الكوابيس المرضية تحدث غالبًا في النصف الثاني من الليل، خلال مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، وتتميّز بأن الشخص يتذكر تفاصيلها بوضوح عند الاستيقاظ. وهذا ما يميزها عن نوبات الرعب الليلي التي تحدث في النوم العميق ويصعب تذكر تفاصيلها.
و يمكن تصنيف الكوابيس حسب معدل تكرارها في الأسبوع و المدة التي يعاني الشخص من تكرار الكوابيس الليلية خلالها:
قد تتكرر بشكل:
-
-
خفيف: أقل من مرة في الأسبوع.
-
متوسط: تحدث عدة مرات في الأسبوع لكن ليس يوميًا.
-
شديد: تحدث بشكل شبه يومي وتؤثر بوضوح على النوم والحياة اليومية.
-
حسب المدة:
-
-
حادّة: تستمر أقل من شهر.
-
طويلة المدى: من شهر إلى ستة أشهر.
-
مزمنة: تستمر أكثر من ستة أشهر وغالبًا ترتبط باضطراب نفسي كامن مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق المزمن.
-
ما الذي قد يسبب الكوابيس؟
الكوابيس تحدث نتيجة فرط نشاط في الدماغ أثناء النوم، خاصة خلال مرحلة حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة المرتبطة بالأحلام. في هذه الحالة تبقى مراكز الخوف والانفعال (مثل اللوزة الدماغية) في حالة تأهب، مما يؤدي إلى إنتاج أحلام مشحونة بالخوف والتهديد يصعب على الدماغ "إطفاؤها" أو تهدئتها.
الكوابيس المتكررة قد تكون عرضًا لمشكلات نفسية أعمق، مثل:
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD):
حيث تعيد الكوابيس تمثيل الحدث الصادم أو مشاهد مشابهة له.
اضطرابات القلق:
يظهر القلق الليلي على شكل كوابيس متكررة تعكس مخاوف يومية.
الاكتئاب:
قد تترافق الكوابيس مع مشاعر الذنب أو الفقدان التي يعيشها المريض.
اضطرابات أخرى للنوم:
مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم، التي قد تزيد من احتمالية الكوابيس
كيف يتم التشخيص؟
يتم تشخيص اضطراب الكوابيس عندما تكون الأحلام المزعجة متكررة وتؤدي إلى اضطراب النوم أو التعب أو القلق في النهار.
يعتمد التشخيص على:
-
حديث المريض عن طبيعة الكوابيس وتكرارها.
-
ملاحظة الأهل أو شريك النوم أحيانًا.
-
استبعاد أسباب أخرى مثل مشاكل جسدية أو تأثير أدوية أو اضطرابات نوم أخرى.
وبما أن الكوابيس قد تكون عرضًا، فإن الطبيب يبحث أيضًا عن أي أعراض لاضطرابات نفسية مثل القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة.
ما هو العلاج؟
علاج الكوابيس يركّز على التعامل مع السبب الكامن سواء كان اضطرابًا نفسيًا أو مشكلة في النوم، وليس فقط إيقاف الكوابيس نفسها.
العلاج النفسي
العلاج المعرفي السلوكي (CBT):
يساعد على تقليل القلق وتحسين النوم.
علاج إعادة صياغة الصور (Imagery Rehearsal Therapy):
يُطلب من المريض أن يعيد كتابة الكابوس بنهاية أقل رعبًا ويتدرّب على تخيله، ويُستخدم كثيرًا مع مرضى اضطراب ما بعد الصدمة>
علاج الصدمات :
يفيد عند وجود أحداث صادمة سابقة تسبب الكوابيس المتكررة.
العلاج الدوائي
برازوكسين (Prazosin):
يستخدم أحيانًا لتقليل الكوابيس خاصة عند مرضى اضطراب ما بعد الصدمة
قد تُستخدم أدوية أخرى (مثل مضادات الاكتئاب أو مثبتات المزاج)
إذا كانت الكوابيس مرتبطة باضطرابات نفسية أخرى.
متى يجب طلب المساعدة؟
يُنصح بالتوجه إلى الطبيب أو الأخصائي النفسي إذا:
-
أصبحت الكوابيس متكررة لدرجة تؤثر على النوم اليومي.
-
أدت إلى خوف من النوم أو مقاومته.
-
تسببت في تعب شديد أو صعوبة في التركيز أو الدراسة والعمل.
-
ارتبطت بأعراض أخرى مثل القلق الشديد أو الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة.