ما هو الانسحاب الاجتماعي؟
الانسحاب الاجتماعي هو حالة يميل فيها الشخص إلى الابتعاد عن التفاعل مع الآخرين، سواء بشكل تدريجي أو مفاجئ، مما يؤدي إلى تقليل أو انقطاع التواصل مع العائلة و المجتمع المحيط.
يكون الانسحاب الاجتماعي استجابة لتجارب مؤلمة، اضطرابات نفسية، أو مشاعر متراكمة من الرفض أو القلق.
و عندما لا يتم علاج سبب الانسحاب، يمكن أن يؤدي الى ضغوط عاطفية شديدة وصعوبات في أداء المهام اليومية و عيش حياة طبيعية
ما هي أنواع الانسحاب الاجتماعي؟
يمكن أن يظهر الانسحاب الاجتماعي بأشكال متعددة، وتختلف شدته ومدته باختلاف الأسباب والظروف:
الانسحاب المؤقت
يحدث عادةً بسبب ضغوط الحياة أو الإرهاق، ويكون استجابة طبيعية ومؤقتة. قد يحتاج الشخص في هذه الحالة إلى بعض الراحة والدعم لاستعادة توازنه والعودة إلى حياته الاجتماعية المعتادة.
مثال: الشعور بالحاجة لقضاء وقت مع نفسك بعد قضائك اسبوعاً حافلاً في العمل لانهاء مشروع .
الانسحاب المزمن
يتصف بالانعزال الطويل عن العلاقات الاجتماعية، وغالبًا ما يرتبط باضطرابات نفسية أو تجارب صادمة سابقة. في هذه الحالة، قد يتجنب الشخص التواصل كليًا، ويواجه صعوبة في أداء وظائفه اليومية، مما يزيد احتمالية حاجته إلى رعاية طويلة المدى.
مثال: تجنب الصداقات، الغياب المتكرر من العمل و الدراسة ، و قلة الخروج من المنزل و الاختلاط.
ما هي أسباب الانسحاب الاجتماعي؟
قد يحدث الانسحاب الاجتماعي بسبب:
عوامل نفسية وعاطفية
قد تنشأ بسبب الحزن، الصدمات، انخفاض تقدير الذات، أو الخوف من الرفض.
بعض الأفراد ينسحبون بعد مواقف مؤلمة أو بسبب تجارب سابقة مثل التنمّر أو الإهمال العاطفي، مما يجعلهم أكثر عرضة للعزلة.
عوامل جسدية وصحية
تشمل الأمراض المزمنة، الإعاقات، أو الألم الجسدي المستمر،
حيث قد يشعر المصابون بصعوبة في الحركة أو الإرهاق مما يحدّ من مشاركتهم الاجتماعية.
الاضطرابات النفسية
مثل الاكتئاب، القلق، واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)،
حيث تؤدي الأعراض إلى الانسحاب تدريجيًا من المحيط الاجتماعي.
ما هي مؤشرات الخطر؟
التعرف على العلامات المبكرة للانسحاب الاجتماعي يساعد على التدخل السريع سواء كنت تعاني من أعراض الانسحاب أو تشعر بالقلق على أحد المقربين منك.
من أبرز المؤشرات على الحاجة للتدخل:
تراجع في التفاعل الاجتماعي
مثل تجنّب المناسبات أو إلغاء المواعيد أو الانسحاب من الأنشطة المعتادة.
تغيرات سلوكية واضحة
كالتقلبات المزاجية، اضطرابات النوم أو الشهية، أو زيادة التهيج والقلق.
انخفاض مستوى التواصل
يظهر في قلة الاستجابة للرسائل أو المكالمات، أو الانسحاب من الحوارات الجماعية.
إمضاء وقت مفرط في العزلة
البقاء في المنزل لفترات طويلة ورفض المشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
فقدان الاهتمام بالهوايات
التوقف عن ممارسة الأنشطة المفضلة قد يشير إلى تدهور في الصحة النفسية.
لماذا من المهم عدم تجاهل الانسحاب الاجتماعي؟
العزلة طويلة الأمد قد تؤدي إلى تدهور في الحالة النفسية، مثل زيادة مستويات التوتر، الشعور بالوحدة، وارتفاع خطر الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
كما تقل قدرة الشخص على مواجهة ضغوط الحياة، وتتراجع ثقته بنفسه ومهاراته الاجتماعية، مما يؤدي إلى حلقة مفرغة من الانسحاب والتدهور النفسي.
كيف يتم تشخيص الانسحاب الاجتماعي؟
يعتمد التشخيص على تقييم شامل للحالة النفسية والاجتماعية للشخص.
يشمل ذلك :
- إجراء مقابلة سريرية مفصّلة
لمراجعة التاريخ النفسي والسلوكي، وتحديد مدى تأثير الانسحاب على الأداء اليومي والعلاقات الاجتماعية.
- استخدام أدوات تقييم
لقياس مستويات العزلة والدعم الاجتماعي، مثل استبيانات التفاعل الاجتماعي أو مقاييس الاكتئاب والقلق.
ما هي خيارات العلاج؟
يعتمد العلاج على السبب الأساسي للانسحاب، ويشمل:
العلاج النفسي:
مثل
العلاج المعرفي السلوكي (CBT) لمواجهة الأفكار السلبية وتعزيز المهارات الاجتماعية
العلاج الجماعي لتشجيع التفاعل وبناء الثقة في بيئة داعمة
العلاج الدوائي:
مثل
مضادات الاكتئاب في حالات الاكتئاب المصاحب
أدوية مضادة للقلق عند الحاجة وتحت إشراف طبي
الدعم المجتمعي والسلوكي:
الانخراط في أنشطة مجتمعية وهوايات جماعية
الانضمام إلى مجموعات دعم لتقليل الشعور بالعزلة وتعزيز التواصل الاجتماعي