ما هو إهمال الذات؟

إهمال الذات هو فقدان الشخص القدرة أو الرغبة في العناية بنفسه من حيث

•  النظافة،

•  التغذية،

•  الصحة،

•  أو بيئة المعيشة.

قد يظهر ذلك في صورة مظهر غير نظيف، منزل في حالة فوضى شديدة، أو تجاهل واضح للحالة الصحية.

ولا يتعلق الأمر دائمًا بالكسل أو الإهمال، بل في كثير من الحالات يكون إهمال الذات ناتجًا عن اضطراب نفسي يؤثر على قدرة الإنسان على اتخاذ قرارات بسيطة أو إدراك ما يحدث من حوله.

 

هل هو سلوك اختياري؟

في بعض الأحيان، يظن من حول الشخص أنه "اختار" العيش بهذه الطريقة. لكن في حالات كثيرة، يكون الشخص غير مدرك تمامًا لمدى تدهور حالته أو عاجزًا عن تغييرها بسبب مرض نفسي أو تدهور في التفكير والتنظيم.

 

ما الاضطرابات النفسية المرتبطة بإهمال الذات؟

إهمال الذات لا يظهر بمفرده، بل غالبًا ما يكون أحد الأعراض المصاحبة لحالات نفسية أو عصبية مثل:

1. الاكتئاب:
   فقدان الدافع والرغبة في العناية الشخصية.

2. الخرف (مثل الزهايمر):
   ضعف الذاكرة واتخاذ القرار.

3. الفصام واضطرابات التفكير:
   اضطراب في إدراك الواقع.

4. اضطرابات الشخصية:
   مثل العزلة أو الانسحاب الاجتماعي.

 

ما أبرز علامات إهمال الذات؟

تشمل العلامات التي قد تشير إلى وجود إهمال ذاتي:

• مظهر غير معتنى به (ملابس متسخة، رائحة سيئة)

• منزل فوضاوي

• نسيان الأدوية

• سوء التغذية أو فقدان ملحوظ للوزن

• رفض المساعدة رغم وجود حاجة واضحة

• لا مبالاة بالمشاكل الصحية أو بالوضع السيء للمنزل و النظافة

 

من الأكثر عُرضة للإصابة بإهمال الذات؟

• كبار السن، خاصة من يعيشون وحدهم

• ذوو التجارب صعبة مثل فقدان عزيز أو الطلاق

• أصحاب الأمراض المزمنة أو تراجع في القدرات الذهنية

• المرضى النفسيين غير المشخّصين أو غير المتابعين للعلاج

 

كيف يتم تشخيص إهمال الذات؟

تشخيص "إهمال الذات" لا يعتمد فقط على المظهر الخارجي أو البيئة المحيطة، بل يحتاج إلى نظرة متكاملة تشمل التقييم النفسي، الجسدي، والاجتماعي

يُشتبه في إهمال الذات عندما يلاحظ أحد أو يبلّغ عن:

• تدهور واضح في النظافة الشخصية أو المنزلية

• عدم الالتزام بتناول الأدوية أو المواعيد الطبية

• فقدان ملحوظ في الوزن أو سوء التغذية

• عدم استجابة لمحاولات المساعدة أو العلاج

• غياب القلق أو الوعي بشأن الأوضاع الصحية أو البيئية السيئة

 

من يشارك في التشخيص؟

تشخيص إهمال الذات غالبًا ما يكون جهدًا مشتركًا بين عدة أطراف:

• الأطباء النفسيون: لتقييم الصحة النفسية والأعراض المصاحبة.

• الأخصائيون الاجتماعيون: لتقييم البيئة والدعم الاجتماعي.

• مختصو الرعاية المنزلية: ممن يلاحظون علامات الإهمال خلال زياراتهم.

• أفراد العائلة أو الجيران: من خلال الملاحظات المباشرة أو البلاغات.
  
  

هناك عدة أدوات تقييم معتمدة تساعد على تشخيص إهمال الذات وتحديد شدته، منها:

المقابلة الإكلينيكية النفسية

يُجري الطبيب مقابلة مع الشخص (أو مع من يرعاه) تتضمن أسئلة عن:

• العناية الشخصية

• الروتين اليومي

• التغذية والنوم

• التعامل مع الأدوية والمواعيد الطبية

• مدى الوعي بالمشكلات الموجودة

مقاييس تقييم السلوك

يتم استخدام أدوات خاصة لتقييم الحالة مثل:

• مقياس إهمال الذات في الشيخوخة (CHASNI): يُقيّم النظافة، الصحة، البيئة، والسلوكيات الخطرة.

• مقياس KELS لتحديد مدى قدرة الشخص على العيش بشكل مستقل.

• مقياس MMSE: لتقييم الوظائف المعرفية مثل التركيز والذاكرة.

فحص الحالة الذهنية

يهدف إلى تقييم وجود:

• اكتئاب

• تدهور معرفي أو خرف

• ذهان أو اضطرابات التفكير

كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج على السبب الرئيسي، لكنه غالبًا يشمل:

 

العلاج النفسي:

• العلاج المعرفي السلوكي (CBT)

واحد من أكثر الأساليب فعالية، خاصة في حالات الاكتئاب أو العزلة.

يساعد الشخص على التعرف على أفكاره السلبية تجاه نفسه أو حياته و تعديلها تدريجيًا

• العلاج بالتحفيز (Motivational Interviewing)

مناسب لمن يرفض المساعدة أو لا يرى مشكلة في وضعه. يهدف الى فتح حوار غير هجومي و تعزيز الحافز الداخلي للتغيير بدون التعدي على استقلالية الشخص

 

العلاج الدوائي:

يُستخدم حسب الحالة، و تشمل

• مضادات الاكتئاب 

• أدوية مضادة للهلوسة

• تنظيم أدوية الأمراض المزمنة، التي قد يكون المريض توقف عن تناولها

 

دعم الحياة اليومية

بعض الأشخاص يحتاجون إلى دعم عملي لإعادة تنظيم حياتهم، مثل:

• زيارات من ممرض أو أخصائي اجتماعي

• خدمات تنظيف أو رعاية منزلية

• تذكير بالأدوية والمواعيد

• مساعدة في التسوق أو الطهي

الهدف هنا ليس فقط تحسين النظافة، بل إعادة الاستقلالية قدر الإمكان.