الأسباب
التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين أمر بالغ الأهمية لكل من الصحة العقلية والجسدية، ولذلك، تعد العزلة مشكلة نفسية تحتاج إلى علاج حتى تتمكن من عيش حياة طبيعية. قد تشمل بعض مخاطر الصحة العقلية والنفسية المرتبطة بالوحدة والعزلة ما يلي:
1. الاكتئاب
2. القلق
3. الفصام
4. الأفكار انتحارية أو محاولة الانتحار
كما حدد الباحثون الروابط بين الشعور بالوحدة والإصابة ببعض الأمراض والحالات الجسدية، مثل أمراض القلب وسرطان الثدي. وفي حال عدم وجود أي مشاكل أو اضطرابات جسدية أو نفسية، يمكن أن تؤدي العديد من الظروف الحياتية الأخرى إلى تفضيلك للعزلة وابتعادك عن الآخرين، وتشمل هذه الظروف ما يلي:
1. فقدان الأحباء. يمكن أن تصاب بالعزلة بعد فقدان الأصدقاء أو أفراد الأسرة
2. العيش في مكان بعيد. من الممكن، إذا كنت تعيش في منطقة نائية أو انفصلت جغرافيًا عن العائلة والأصدقاء بسبب الوظيفة أو الدراسة أن تشعر بأعراض العزلة.
3. الإعاقات الجسدية. التحديات الجسدية التي تحد من الحركة يمكن أن تقلل من القدرة على التفاعل مع الآخرين. يشعر بعض الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية بالخجل من إعاقتهم أو مظهرهم، مما قد يجعلهم يترددون في التفاعل اجتماعيًا. يمكن أن يؤدي ضعف السمع والبصر أيضًا إلى خلق شعور بالعزلة.
4. وسائل التواصل الاجتماعي. يساعد التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأشخاص على البقاء على اتصال مع الآخرين، لكنه قد يؤدي إلى العزلة إذا أصبح بديلاً للمحادثات الهادفة والتواصل الاجتماعي الشخصي.
5. البطالة. إن العار المرتبط بفقدان الوظيفة أو عدم القدرة على تأمين عمل جديد يمكن أن يؤدي إلى العزلة الذاتية.
وتكثر مشكلة العجلة لدى الأشخاص الكبار في السن. وتعد أحد الأسباب التي تجعل كبار السن أكثر عرضة لخطر الوحدة هو أنهم غالبًا ما يواجهون تغيرات مهمة في حياتهم، مثل:
1. التقاعد
2. الترمل
3. مغادرة الأبناء للمنزل
4. المشاكل الصحية المرتبطة بالعمر
يمكن لهذه التغييرات أن تؤدي إلى كسر الروابط الاجتماعية، مما يزيد من صعوبة التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين. أيضًا، قد يجد الأشخاص ذوو الإعاقة أو الذين يعانون من المشاكل أو الحالات الصحية التي تحد من النشاط البدني صعوبة أكبر في التواصل الاجتماعي خارج المنزل.
الأنواع
تصنف العزلة إلى أنواع تختلف باختلاف الأعراض، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:
· العزلة الاجتماعية
العزلة الاجتماعية هي غياب العلاقات الاجتماعية. ويمكن أن تكون العزلة الاجتماعية اختيارية أو قسرية، صحية أو غير صحية. قد تكون مصابًا بالعزلة الاجتماعية إذا لاحظت الأمور التالية:
1. تجنب التفاعل الاجتماعي بسبب الخجل أو الاكتئاب.
2. قضاء فترات طويلة من الوقت وحدك
3. لديك اتصال اجتماعي محدود أو سطحي
4. عدم وجود علاقات اجتماعية أو مهنية مهمة
5. الضيق الشديد والشعور بالوحدة
· العزلة العاطفية
تحدث العزلة العاطفية عندما تكون غير قادر أو غير راغب في مشاركة مشاعرك مع الآخرين. يمكن أن تحدث العزلة العاطفية بسبب العزلة الاجتماعية. ومع ذلك، قد تشعر بالعزلة العاطفية على الرغم من وجود شبكة اجتماعية.
الأعراض
إذا كنت تقضي المزيد من الوقت بمفردك وبدأت تفضل العزلة على التواجد مع الآخرين، فمن الضروري التعرف على العلامات التي تشير إلى أنك أصبحت معزولًا جدًا عن الآخرين. وتشمل العلامات والأعراض المرتبطة بالعزلة ما يلي:
1. الانقطاع عن الأنشطة الاجتماعية أو المناسبات التي كنت تشارك فيها
2. قضاء قدر كبير من الوقت كل يوم بمفردك مع القليل من التواصل مع الآخرين أو عدم الاتصال بهم على الإطلاق
3. عدم وجود أحد تلجأ إليه عندما تحتاج إلى المساعدة أو النصيحة أو مجرد شخص ودود للتحدث معه
4. نادرًا ما تتواصل مع الآخرين عبر الرسائل النصية أو الهاتف أو مكالمات الفيديو
5. عدم وجود روابط ذات معنى ووثيقة مع الآخرين
6. الشعور بالخمول أو الحزن أو الرفض
7. الشعور بالاكتئاب أو القلق
8. حدوث اضطراب في النوم
9. صعوبة في التركيز
10. سوء الرعاية الذاتية أو إهمال الذات والنظافة الشخصية
العلاج
يجب عليك، إن كنت تعاني من أعراض وآثار العزلة الاجتماعية أن تنتبه إلى أعراضك وتطلب المساعدة من الأطباء إذا استمرت الأعراض أو أصبحت شديدة. قد يساعدك الأطباء والمعالجون النفسيون من خلال استكشاف المشكلات الأساسية المتعلقة بالعزلة والتي تعاني منها. على سبيل المثال، قد تكون عزلة الشخص علامة على الإصابة بالاكتئاب أو اضطراب القلق.
بالإضافة إلى تحديد المشكلات الأساسية، يمكن للمعالج وضع خطة علاجية تساعد الأشخاص على استعادة الشعور بالسيطرة على حياتهم الاجتماعية. تشمل أنواع العلاج المستخدمة لعلاج العزلة الاجتماعية العلاج السلوكي المعرفي والعلاج بالتعرض:
· العلاج السلوكي المعرفي. العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي بالكلام قد يساعدك على أن تصبح أكثر وعيًا بالأفكار السلبية أو غير الدقيقة التي تؤثر على سلوكك. يمكن لجلسات العلاج السلوكي المعرفي أن تساعدك على تحديد المفاهيم الخاطئة وإعادة تشكيل التفكير السلبي وتحويله إلى تفكير إيجابي.
· العلاج بالتعرض. قد تساعدك برامج العلاج بالتعرض على كسر أنماط التجنب والخوف. أثناء جلسات العلاج بالتعرض، في بيئة آمنة، يقوم المعالج النفسي بتعريضك شخصيًا أو في مخيلتك للمواقف التي دائمًا ما تقوم بتجنبها. وبهذه الطريقة، تستطيع مواجهة مخاوفك والتحكم في عواطفك إدارة القلق بشكل فعال.
وننصحك باستشارة الطبيب النفسي إذا كنت تعاني من المشاكل والأعراض التالية:
1. التفكير المشوش
2. الأوهام أو الهلوسة
3. مشاعر الغضب أو الخوف المفرطة
4. عدم القدرة على التعامل مع المشاكل اليومية
5. تغييرات كبيرة في أنماط الأكل أو النوم
6. العديد من الأمراض الجسدية غير المبررة
7. الاكتئاب لفترات طويلة
8. الانسحاب الاجتماعي
قد يجد بعض الأشخاص الذين يعانون من العزلة صعوبة في طلب المساعدة. إذا شعرت بأنك أنت أو المقربين منك تعانون من مشاكل العزلة وأعراضها، فلا تتردد باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب والبدء بالعلاج في وقت مبكر.
نصائح
هناك العديد من الخطوات التي يمكنك القيام بها للمساعدة في التغلب على الوحدة والعزلة وتحسين حياتك. وتشمل هذه الخطوات ما يلي:
· التواصل مع العائلة والأصدقاء
عندما تشعر بالوحدة، قد يكون من الصعب التواصل مع الآخرين ولكن هذا هو ما عليك القيام به للتخلص من العزلة. ابدأ بالتواصل مع المقربين منك كأحد أفراد العائلة أو زميل العمل أو الجيران. يمكن أن يساعدك ذلك على الشعور بالتحسن.
· التواصل مع المجتمعات عبر الإنترنت أو شخصيًا
قد ترغب في الانضمام إلى نادٍ أو منظمة أو مجتمع عبر الإنترنت. هناك العديد من الفرص، مثل التطوع في جمعية خيرية محلية، أو الانضمام إلى نادي المشي أو الرياضة، أو الانضمام إلى مجتمع عبر الإنترنت لاهتماماتك الخاصة. سيساعدك هذا على إنشاء صداقات ذات معنى والحفاظ عليها.
· الخروج من المنزل وممارسة النشاط
اذهب للتسوق أو انضم إلى النادي أو سجل للدراسة. ممارسة الرياضة مهمة جداً لتحسين الصحة النفسية. أظهرت الأبحاث أن النشاط البدني المنتظم يمكن أن يمنع الاكتئاب ويخفف من أعراض القلق والتوتر.
· قضاء بعض الوقت مع الحيوانات الأليفة
يمكن للحيوانات الأليفة أيضًا تحسين صحتك الجسدية والعقلية. توفر الحيوانات الأليفة الرفقة والتسلية. يعد التحدث عن الحيوانات الأليفة بداية رائعة للمحادثة عندما تقابل أشخاصًا جدد.
يمكن أن تزيد العزلة من مخاطر حدوث مشكلات الصحة العقلية والنفسية مثل الاكتئاب والتوتر والقلق الاجتماعي وتدني احترام الذات. يمكن أيضًا أن تتفاعل مشكلات العزلة والصحة العقلية مع بعضها البعض. على سبيل المثال، قد تصاب بالاكتئاب بسبب الشعور بالوحدة الشديدة، ثم تشعر بمزيد من العزلة بسبب الإصابة بالاكتئاب. لذلك، إذا شعرت بظهور العزلة لديك واستمرارها لمدة طويلة دون وجود أي تحسن، فننصحك بزيارة الطبيب النفسي في أسرع وقت للحصول على العلاج المناسب.