الاضطراب ثنائي القطب

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

حتى منتصف القرن التاسع عشر، كان الاكتئاب والهوس يعتبران حالتين منفصلتين لهما أعراض مختلفة. حوالي عام 1850، اقترح طبيب نفسي فرنسي اضطرابًا جديدًا ومنفصلًا يشمل كلا الحالتين، ويعاني خلاله المصاب ما من دورة مستمرة من الاكتئاب والهوس وفترات متفاوتة من الوقت بينهما.

في الخمسينيات من القرن الماضي، أنشأ الخبراء أول دليل تشخيصي وإحصائي للاضطرابات العقلية في محاولة لتوحيد وتصنيف الأمراض العقلية. وقام الدليل بتقسيم حالات الجنون الاكتئابي إلى حالات الهوس والاكتئاب وحالات أخرى. وتم تصنيف دورة الاضطراب ثنائي القطب تحت فئة الحالات الأخرى. ثم كانت الطبعة الثالثة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، التي نشرت في عام 1980، هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد الاضطراب ثنائي القطب كاضطراب منفصل.

في النصف الأول من القرن العشرين، حاول الأطباء علاج المرضى بأنواع مختلفة من الأدوية، بما في ذلك الباربيتورات. تم استخدام الليثيوم في الأبحاث لعلاج الاضطراب ثنائي القطب في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتمت الموافقة عليه لعلاج الاضطراب ثنائي القطب في السبعينيات. حصلت الأدوية المضادة للنوبات والأدوية المضادة للذهان منذ ذلك الحين على الموافقة لاستخدامها كعلاج للاضطراب ثنائي القطب.

الأسباب

لا يوجد سبب دقيق ومعروف للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب. ويعتقد الباحثون أن هناك عددًا من العوامل التي تؤثر معًا على زيادة احتمالية إصابتك بالاضطراب ثنائي القطب. وهذه العوامل هي مزيج معقد من العوامل المادية والبيئية والاجتماعية، التي تشمل ما يلي:

·         الوراثة

يعتقد الباحثون أن الاضطراب ثنائي القطب مرتبط بالوراثة، حيث يبدو أن تعرض أحد أفراد العائلة للإصابة بالاضطراب ثنائي القطب يزيد من خطر إصابة باقي الأفراد بهذا الاضطراب. ولكن لا يوجد جين واحد مسؤول عن الاضطراب ثنائي القطب. بدلاً من ذلك، يعتقد أن عددًا من العوامل الجينية والبيئية تعمل كمحفزات لظهور هذا الاضطراب.

·         الظروف المجهدة

غالبًا ما تؤدي الظروف أو المواقف المجهدة إلى ظهور أعراض الاضطراب ثنائي القطب. وتتضمن أمثلة المحفزات المجهدة ما يلي:

1.  انهيار العلاقات مع الآخرين

2.  الاعتداء الجسدي

3.  وفاة أحد أفراد الأسرة أو المقربين

·         اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ

هناك بعض الأدلة على أن الاضطراب ثنائي القطب قد يترافق مع اختلالات كيميائية في الدماغ. وتسمى المواد الكيميائية المسؤولة عن التحكم في وظائف الدماغ بالناقلات العصبية، وتشمل النورأدرينالين والسيروتونين والدوبامين. وإذا كان هناك خلل في مستويات ناقل عصبي واحد أو أكثر، فقد يصاب الشخص ببعض أعراض الاضطراب ثنائي القطب. على سبيل المثال، قد تحدث نوبات الهوس عندما تكون مستويات النورادرينالين مرتفعة للغاية، في حين قد تحدث نوبات الاكتئاب نتيجة لانخفاض مستويات النورادرينالين.

الأنواع

غالبًا ما يتم تقسيم الاضطراب ثنائي القطب إلى أنواع فرعية. قد يقوم الطبيب بتشخيص حالتك بنوع معين من الاضطراب ثنائي القطب. ويعتمد هذا التشخيص على كيفية تعرضك لحالات مزاجية وأعراض الاضطراب ثنائي القطب المختلفة، ومدى تأثيرها عليك. ولا يتفق جميع الأطباء على كيفية تصنيف أو تشخيص الاضطراب ثنائي القطب. وهذا ما يستدعي الحاجة إلى مزيد من البحث في هذا المجال.

·         الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول

قد يتم تشخيص إصابتك بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول إذا كنت قد عانيت من:

1.  نوبة هوس واحدة على الأقل استمرت أكثر من أسبوع.

2.  بعض نوبات الاكتئاب، على الرغم من أنها لا تظهر لدى جميع المصابين بالنوع الأول.

 

·         الاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني

قد يتم تشخيص إصابتك بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني إذا كنت قد عانيت من كلا الأمرين التاليين:

1.  نوبة اكتئاب واحدة على الأقل.

2.  أعراض الهوس الخفيف التي استمرت أربعة أيام على الأقل.

·         اضطراب المزاج الدوري

قد يتم تشخيص إصابتك باضطراب المزاج الدوري إذا كنت قد عانيت من كلا الأمرين التاليين:

1.  نوبات الهوس الخفيف والمزاج الاكتئابي على مدار عامين أو أكثر.

2.  أعراضك ليست شديدة بما يكفي لتشخيصك بالاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو ثنائي القطب من النوع الثاني.

يمكن أن يتطور اضطراب المزاج الدوري في بعض الأحيان إلى ثنائي القطب من النوع الأول أو ثنائي القطب من النوع الثاني.

الأعراض

يتميز الاضطراب ثنائي القطب بتقلبات مزاجية شديدة. ويمكن أن تتراوح هذه التقلبات بين ارتفاع الشديد في الحالة المزاجية (الهوس) والانخفاض الشديد في الحالة المزاجية (الاكتئاب). وغالبًا ما تستمر نوبات الهوس والاكتئاب لعدة أيام أو أكثر.

·         الاكتئاب

خلال فترة الاكتئاب، تشمل الأعراض التي قد تشعر بها ما يلي:

1.  الشعور بالحزن أو اليأس أو الانفعال معظم الوقت

2.  صعوبة في التركيز وتذكر الأشياء

3.  فقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية

4.  الشعور بالفراغ أو انعدام القيمة

5.  الشعور بالذنب واليأس

6.  الشعور بالتشاؤم حيال كل شيء

7.  عدم الثقة بالنفس

8.  الأوهام والهلوسة والتفكير غير المنطقي

9.  قلة الشهية

10.  صعوبة النوم

11.  الأفكار الانتحارية

 

·         الهوس

خلال فترة الهوس، تشمل الأعراض التي قد تشعر بها ما يلي:

1.  الشعور بالسعادة الشديدة أو الابتهاج

2.  التحدث بسرعة كبيرة

3.  الشعور بالحيوية

4.  الشعور بأهمية الذات

5.  الشعور بالامتلاء بالأفكار الجديدة الرائعة ووجود خطط مهمة

6.  التشتت بسهولة

7.  الأوهام والهلوسة والتفكير غير المنطقي

8.  القيام بأشياء غالبًا ما يكون لها عواقب وخيمة، مثل إنفاق مبالغ كبيرة من المال على أشياء باهظة الثمن

9.  اتخاذ قرارات خطيرة أو قول أشياء غير طبيعية

إذا كنت مصابًا بالاضطراب ثنائي القطب، فقد تصاب بنوبات من الاكتئاب بشكل أكبر من نوبات الهوس، أو العكس. وبين نوبات الاكتئاب والهوس، قد تمر أحيانًا بفترات يكون فيها المزاج طبيعيًا ومستقرًا.

وإذا استمرت تقلبات مزاجك لفترة طويلة ولكنها ليست شديدة بما يكفي لتصنيفها على أنها اضطراب ثنائي القطب، فقد يتم تشخيصك بنوع خفيف من الاضطراب ثنائي القطب يسمى اضطراب المزاج الدوري.

العلاج

الاضطراب ثنائي القطب هو حالة من الاضطراب النفسي التي تستمر مدى الحياة. ويتم استخدام العلاج للتحكم في الأعراض وتخفيف تأثيرها على حياتك اليومية. واعتمادًا على احتياجاتك وشدة أعراضك، قد يشمل العلاج ما يلي:

·         العلاج السلوكي المعرفي

العلاج السلوكي المعرفي هو علاج نفسي بالكلام يركز على تحديد المعتقدات والسلوكيات السلبية واستبدالها بمعتقدات وسلوكيات صحية وإيجابية. يمكن أن يساعد العلاج السلوكي المعرفي في تحديد ما يحفز نوبات الاضطراب ثنائي القطب لديك، ويعلمك أيضًا استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر والتعامل مع المواقف المزعجة.

·         الأدوية

في كثير من الأحيان، ستحتاج إلى البدء في تناول الأدوية لموازنة حالتك المزاجية على الفور. ويتطلب الاضطراب ثنائي القطب علاجًا مدى الحياة بالأدوية، حتى خلال الفترات التي تشعر فيها بالتحسن. وتشمل الأدوية التي من الممكن أن يصفها لك الطبيب لعلاج أعراض الاضطراب ثنائي القطب ما يلي:

1.  مثبتات المزاج. ستحتاج عادةً إلى دواء يعمل على تحقيق استقرار الحالة المزاجية للسيطرة على نوبات الهوس أو الهوس الخفيف. تتضمن أمثلة مثبتات الحالة المزاجية ما يلي:

·          الليثيوم

·         حمض الفالبرويك

·         ديفالبروكس الصوديوم

·         كاربامازيبين

·         لاموتريجين

2.  مضادات الذهان. إذا استمرت أعراض الاكتئاب أو الهوس على الرغم من استخدام أدوية أخرى، فإن إضافة دواء مضاد للذهان قد يساعد في السيطرة على الأعراض. قد يصف لك طبيبك بعضًا من هذه الأدوية بمفردها أو جنبًا إلى جنب مع مثبت الحالة المزاجية. وتشمل مضادات الذهان ما يلي:

·         اولانزابين

·         ريسبيريدون

·         كويتيابين

·         أريبيبرازول

·         زيبراسيدون

·         لوراسيدون

3.  مضادات الاكتئاب. قد يضيف طبيبك مضادًا للاكتئاب إلى خطة علاجك للمساعدة في إدارة الاكتئاب. نظرًا لأن مضادات الاكتئاب يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث نوبات الهوس، فعادة ما يتم وصفها مع مثبتات المزاج أو مضادات الذهان.

 

4.  مزيلات القلق. قد تساعد البنزوديازيبينات في التخلص من القلق وتحسين النوم، ولكن عادة ما تستخدم لمدة قصيرة فقط.

من المحتمل أن يستغرق العثور على الدواء أو الأدوية المناسبة بعض الوقت، كما تحتاج بعض الأدوية إلى أسابيع أو شهور حتى يظهر تأثيرها الكامل في تخفيف الأعراض. إذا استخدمت أحد الأدوية ولم يحدث أي تأثير على أعراضك، فهناك العديد من الأدوية الأخرى التي يمكنك تجربتها بعد أن يقوم الطبيب بوصفها لك.

أسئلة وأجوبة


السؤال الأول/ كيف اتعامل مع شخص يعاني من ثنائي القطب؟

تحدث إلى الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب بنفس الطريقة التي تتحدث بها مع أي شخص آخر ولكن كن على دراية وعلم حالتهم والمحفزات التي قد تؤدي إلى تفاقم الأعراض لديهم حتى تقوم بتجنبها. عاملهم دائمًا باحترام، حتى عندما يكونون غاضبين. قد يساعد سلوكك اللطيف والداعم على تهدئتهم.


السؤال الثاني/ ما مدى خطورة مرض ثنائي القطب؟

الاضطراب ثنائي القطب هو مرض عقلي خطير يسبب تغيرات غير عادية في الحالة المزاجية، تتراوح بين الهوس إلى النوبات السيئة والاكتئاب. يعاني الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب من تغيرات في طاقته وتفكيره وسلوكه ونومه.


السؤال الثالث/ هل مريض ثنائي القطب عنيف؟

الأفراد المصابون بالاضطراب ثنائي القطب لا يعتبرون عنيفين ولا يشكلون خطرًا على من حولهم. هناك عدد قليل من الحالات التي يزيد فيها خطر العنف، ولكن هذا عادة ما يكون بسبب تأثير عوامل خارجية غير مرتبطة بإصابتهم بالاضطراب ثنائي القطب..


السؤال الرابع/ كم تستمر نوبة مريض ثنائي القطب؟

تم تحديد متوسط طول نوبة الهوس أو الاكتئاب بـ 13 أسبوعًا. ومع ذلك، يمكن أن تكون نوبات الهوس أو الاكتئاب لدى المصابين باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول قصيرة تصل إلى أسبوع واحد. الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب الذين يتلقون علاجًا متخصصًا لأعراضهم قد تصيبهم نوبات هوس أقصر مع الاستمرار في العلاج.


السؤال الخامس/ ما الفرق بين ثنائي القطب و أحادي القطب؟

يتم الخلط بين الاضطراب ثنائي القطب والاضطراب أحادي القطب في بعض الأحيان لأن كلاهما يمكن أن يشمل نوبات اكتئاب، ولكن الفرق الرئيسي بين هذه الاضطرابات هو أن المصاب بالاضطراب أحادي القطب ليشعر فقط بالاكتئاب ولا يشعر بفترات من المزاج المرتفع بشكل غير طبيعي، وهو ما يعرف بالهوس، بينما يتضمن الاضطراب ثنائي القطب أعراض الهوس والاكتئاب بشكل دوري.


السؤال السادس/ هل يمكن علاج اضطراب ثنائي القطب بدون ادوية؟

لسوء الحظ، لا يوجد علاج للاضطراب ثنائي القطب، ولكن يمكن إدارة أعراضه بفاعلية من خلال العلاج. في حين أن الأدوية غالبًا ما تكون جزءًا أساسيًا من خطة العلاج هذه ولا يمكن الاستغناء عنها، فإن تناول الأدوية الموصوفة ليس هو الطريقة الوحيدة للمساعدة في تخفيف أعراض الاضطراب ثنائي القطب ويمكن الحصول على جلسات علاج نفسي بالكلام بالإضافة إلى استخدام الأدوية.

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

الهوس

اضطراب ثنائي القطب

مثبتات المزاج 

مضادات الاكتئاب

مقالات مقترحة