ما هي اليقظة المفرطة؟

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هي اليقظة المفرطة؟

اليقظة المفرطة ليست مجرد حذر زائد أو انتباه شديد، بل هي حالة من الاستنفار المستمر واليقظة القصوى، تجعل الشخص يعيش كأنه في حالة طوارئ دائمة. صحيح أن هذه الحالة قد تكون نافعة في مواقف النجاة أو الخطر الحقيقي، لكنها عندما تصبح مستمرة ومرهقة تتحول إلى عبء يضعف جودة الحياة.

الشخص الذي يعاني من اليقظة المفرطة يكون دائم البحث عن أخطار كامنة، سواء كانت حقيقية أو متخيلة. هذا الاستنفار المستمر يتركه منهكًا جسديًا وعاطفيًا، ويؤثر سلبًا على علاقاته الاجتماعية، أدائه في العمل، وقدرته على ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي.

و قد تظهر على شكل:

المبالغة في تقدير الخطر:

بحيث ترى تهديدات محتملة أو تخاطر من مواقف لا تشكل خطرًا حقيقيًّا.

محاولة تجنب الأخطار المفترضة:

مثل تجنّب الأماكن العامة أو التجمعات خوفًا من وقوع تهديد.

زيادة الحساسية للمفاجآت:

كأن تقفز لأي صوت أو حركة مفاجئة، أو تشعر بقلق شديد عند حدوث تغيير مفاجئ في الروتين.

أعراض جسدية :

مثل تسارع ضربات القلب، اتساع حدقة العين، ارتفاع ضغط الدم، أو أعراض مرتبطة بإفراز الأدرينالين (مثل التعرق والارتجاف).

ما الذي قد يسبب اليقظة المفرطة؟

تحدث اليقظة المفرطة كنتيجة لخلل في استجابة الجهاز العصبي للتهديدات بعد تجربة صادمة أو خوف شديد مما يجعل الجسم في حالة تأهب مستمرة.
اللوزة الدماغية ومراكز الخوف في الدماغ تبقى "مفعّلة"، مع إفراز متكرر لهرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يجعل الشخص يراقب البيئة دومًا بحثًا عن أخطار محتملة.

و قد تكون عرضاً لاضطراب نفسي كامن مثل:

اضطراب ما بعد الصدمة :

 حيث اليقظة المفرطة من أكثر الأعراض شيوعًا، الشخص يكون دائمًا منتبهًا لأي مذكّرات للماضي.

اضطرابات القلق :

مثل القلق العام أو اضطراب الهلع: الخوف من المواقف، التوقع الدائم للخطر.

البارانويا:

 حيث الخوف أو الشك بأن الآخرين يضمرون شرًّا، يجعل الشخص دائم الحذر واليقظة.

اضطرابات ذهانية:

 حيث يمكن أن تصاحبها هلوسة أو أوهام أو شعور بالخطر المستمر دون مبرر.

و مما يزيد من فرصة اظهار أعراض فرط اليقظة:

  • صدمة نفسية سابقة أو تجارب عنف.

  • التعرض لمواقف خطر جسدي أو نفسي.

  • قص النوم أو اضطرابات النوم المزمنة.

  • اضطرابات مرتبطة بالتوتر والضغوط النفسية المزمنة.

  • بعض الأدوية أو استخدام المخدرات التي تحفّز الجهاز العصبي.

كيف يتم التشخيص؟

عندما يلاحظ الشخص أنه في حالة تأهّب المستمر تؤثر على حياته اليومية أو نومه، أو عندما يلفت الأهل أو الزملاء الانتباه إلى سلوكه المبالغ فيه في الحذر، قد يدفعه ذلك لأن يلجأ لمختص بغرض تحديد المشكلة.

يقوم الطبيب أو الأخصائي النفسي بـ:

  • أخذ تاريخ مفصل عن الأعراض: متى بدأت، ما المحفّزات، ومدى تكرارها.

  • تقييم مدى تأثيرها على العمل، الدراسة، والعلاقات.

  • استبعاد أسباب أخرى مثل اضطرابات الغدة الدرقية، قلة النوم الشديد، أو تأثير بعض الأدوية والمنشطات.

وبما أن اليقظة المفرطة غالبًا ما تكون عرضًا، فإن التشخيص يتركّز على الاضطراب النفسي الكامن مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق العام.

ما هو العلاج؟

علاج اليقظة المفرطة يعتمد على معالجة الاضطراب الكامن الذي يسببها، مثل اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق، وليس فقط تهدئة العرض نفسه.

العلاج النفسي

العلاج المعرفي السلوكي :

 يساعد المريض على التعرف إلى الأفكار والمحفّزات التي تجعله في حالة تأهّب دائم، ويعلّمه استراتيجيات للسيطرة عليها.

العلاج بالتعرض التدريجي:

 يتيح للشخص مواجهة المواقف التي يخاف منها بشكل تدريجي، مما يقلل من استجابة الخوف المفرط.

تمارين اليقظة الذهنية :

تساعد على التركيز في الحاضر وتقليل التفكير المستمر في الأخطار المحتملة.

العلاج الدوائي

مضادات الاكتئاب (SSRIs / SNRIs): تفيد في الحالات التي تترافق مع القلق أو الاكتئاب.

الأدوية المهدئة للقلق قد تُستخدم لفترة قصيرة لتخفيف التوتر الشديد، تحت إشراف طبي صارم.

 

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب