السلوك الإجتنابي

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هو السلوك الاجتنابي؟

السلوك الاجتنابي هو الميل إلى الابتعاد عن المواقف أو الأشخاص أو الأفكار التي تُثير مشاعر غير مريحة، مثل القلق، الخوف، الحزن، أو الذنب.
غالبًا ما يكون التجنب استجابة فورية للهروب من التوتر أو الألم النفسي، لكنه يتحوّل مع الوقت إلى عادة قد تعيق أداء الفرد اليومي، وتؤثر على صحته النفسية والاجتماعية.

قد يبدو هذا السلوك غير ضار في البداية، مثل تأجيل واجب مدرسي أو تجنّب محادثة صعبة، لكنه قد يتطوّر إلى نمط دائم يؤدي إلى العزلة، انخفاض الإنتاجية، أو حتى اضطرابات نفسية مزمنة.

على الرغم من أن التجنّب قد يبدو كخيار واعٍ، إلا أنه في كثير من الحالات يُعتبر استجابة نفسية لا إرادية ناتجة عن التوتر أو القلق.
فالشخص لا "يختار" التجنب دائمًا، بل قد يشعر بأن الهروب هو وسيلته الوحيدة لتجنّب ما يراه بشكل واعي أو غير واعي خطراً محدقاً.

 

ما أنواع السلوك الاجتنابي ؟

السلوك الاجتنابي يتخذ أشكالًا متعددة، منها:

التجنّب السلوكي:

كعدم الذهاب إلى أماكن معينة أو الانسحاب من مواقف اجتماعية.

التجنّب المعرفي : 

 و هو كبت أو تجاهل الأفكار والمشاعر غير المريحة.

التجنّب الاجتماعي:

 العزلة أو الابتعاد عن العلاقات خوفًا من الانتقاد أو الفشل.

التجنّب الإدراكي:

استخدام المشتتات مثل الهاتف أو النوم أو الإفراط في الأكل للهروب من التفكير.

 

ما هي أسباب السلوك الاجتنابي؟

تتعدد الأسباب التي قد تدفع الشخص إلى تبني سلوك التجنب، مثل:

القلق العام أو الاجتماعي

يشعر بعض الأفراد بتوتر مفرط في المواقف الاجتماعية أو اليومية، فيلجؤون إلى التجنب كوسيلة لتفادي الإحراج أو الرفض أو الحكم السلبي من الآخرين.

تجارب صادمة في الماضي

مثل التعرض للتنمر، الإهمال، العنف، أو الخيانة. هذه التجارب تُرسّخ في الذاكرة كأحداث مؤلمة، فيصبح التجنب وسيلة لحماية النفس من تكرار الأذى.

انخفاض تقدير الذات

من يشعر بعدم الكفاءة أو عدم الاستحقاق قد يتجنب المحاولات أو التفاعل خوفًا من الفشل أو التأكيد على مشاعر النقص.

الكمالية (Perfectionism)

بعض الأشخاص لا يتحركون أو يُنجزون المهام إلا إذا تأكدوا من قدرتهم على إتمامها بشكل مثالي. وعندما لا يكون ذلك ممكنًا، يلجؤون للتجنب بدلاً من مواجهة نتيجة قد يرونها "غير كافية".

الارتباط الشرطي السلبي

في بعض الأحيان، يربط العقل مواقف معينة بأحداث سلبية سابقة، فيبدأ الشخص بتجنب تلك المواقف بشكل تلقائي، حتى وإن لم تعد مؤذية حاليًا.

ما أبرز أعراض سلوك التجنب؟

 

  • التهرب الدائم من المهام أو القرارات الصعبة

  • الانسحاب من المناسبات الاجتماعية أو المهنية

  • الانشغال المفرط بالمشتتات مثل الهاتف أو الإنترنت

  • تجنب مواجهة المشاكل أو المحادثات المهمة

  • تأجيل المهام باستمرار رغم أهميتها

  • الشعور بالذنب أو الخجل عند التفكير في المهام المتجنبة



كيف يتم تشخيصه؟

التشخيص يتطلب تقييمًا نفسيًا من قبل مختص يشمل:

مقابلة إكلينيكية:

للتعرّف على نمط السلوك، ومتى بدأ، ومدى تأثيره على الحياة اليومية، قد تشمل استبيانات تشخيصية .

تقييم الوعي بالسلوك:

يحاول المختص تحديد مدى إدراك الشخص لنمط سلوك التجنب و ما يثيره و كيف يؤثر على حياته وعلاقاته.

التحقق من وجود اضطرابات مرافقة:

قد يكون التجنب عرضاً لاضرابات اخرى مثل: 

  • اضطراب القلق العام أو الاجتماعي

  • اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)

  • الاكتئاب

  • اضطرابات الشخصية (خاصة التجنبية)

كيف يتم العلاج؟

يعتمد العلاج على شدّة السلوك وأسبابه، ويشمل غالبًا:

العلاج النفسي:

  • العلاج المعرفي السلوكي (CBT): يساعد في تحديد وتغيير أنماط التفكير التي تؤدي للتجنب.

  • العلاج بالتعرض التدريجي: يُعرض الشخص تدريجيًا للمواقف التي يتجنبها لتقليل استجابته السلبية.

  • العلاج بالقبول والالتزام (ACT): يهدف إلى تقبّل المشاعر المؤلمة بدلًا من تجنبها، مع التزام بسلوكيات إيجابية.

العلاج الدوائي:

  • يُستخدم في حال وجود اضطرابات مصاحبة، مثل:

    • مضادات القلق

    • مضادات الاكتئاب

دعم المهارات اليومية:

  • تدريب الشخص على مهارات حل المشكلات

  • تحسين التواصل الاجتماعي

  • تعلم إدارة الوقت والتوتر

 

متى يجب زيارة الطبيب أو الأخصائي؟

  • إذا كان التجنب يؤثر على جودة حياتك أو عملك أو علاقاتك

  • إذا شعرت أنك تفقد السيطرة على حياتك بسبب التهرب

  • إذا لاحظت تزايد مشاعر القلق أو الاكتئاب

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

اضطرابات نفسية

القلق

التوتر

العزلة الإجتماعية

الوحدة