اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هو اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام (ARFID)؟

اضطراب تجنب أو تقييد تناول الطعام (Avoidant/Restrictive Food Intake Disorder) هو حالة نفسية تتميز بتجنب أو تقييد تناول أنواع معينة من الطعام أو كميات محددة، مما يؤدي إلى عدم تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية، و يمكن أن يؤدي إلى عدة مضاعفات صحية مثل سوء التغذية ، مشاكل النمو أو الضعف العام.

كيف يختلف هذا الاضطراب عن اضطراب فقدان الشهية المرضي؟

  • في حالة اضطراب فقدان الشهية فإن الدافع لتقييد كميات الطعام و نوعه هو الخوف من زيادة الوزن أو الاهتمام المفرط بالشكل الخارجي،

  • أما في حالة اضطراب تقييد الطعام فلا يوجد اهتمام بالوزن بل نفور من أنواع معينة من الطعام.

كيف أعرف ان كان طفلي مصاب باضطراب تقييد تناول الطعام ، أم إنه مجرد انتقائي في الأكل أو لديه حساسية تجاه بعض الأطعمة؟

من الطبيعي أن يكون بعض الأطفال انتقائيين في طعامهم و لكن الفرق هنا هو:

  • الأكل الانتقائي هو جزء طبيعي من التطور لدى بعض الأطفال، لكنهم لا يعانون من فقدان الوزن الشديد أو سوء التغذية، وغالبًا ما يتغلبون على انتقائيتهم مع مرور الوقت.

  • النفور من بعض الأطعمة مثل البيض أو السمك قد يكون مزعجًا لكنه لا يؤدي إلى فقدان وزن خطير، لأن الشخص يستطيع تعويض هذه الأطعمة بمصادر غذائية أخرى.

  • في حالة اضطراب تقييد الطعام، يكون التقييد الغذائي شديدًا لدرجة أنه يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل كبير، سوء تغذية، أو الحاجة إلى المكملات الغذائية.

ما سبب هذا الاضطراب؟

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تسبب هذا النفور و تشمل عوامل وراثية ونفسية مثل:

  • وجود تاريخ عائلي:

    •   للعوامل الوراثية دور في زيادة القابلية للإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد فرصة الاصابة عند وجود اقرباء مصابين.

  • المشاعر السلبية المتعلقة بالطعام:

    •  مثل القلق أو التجارب السلبية المرتبطة بتناول الطعام، كالتعرض للاختناق أو التقيؤ في الماضي.

  • الحساسية المفرطة:

    •  حيث يكون لدى بعض الأفراد حساسية مفرطة تجاه قوام أو رائحة أو لون بعض الأطعمة.

ما هي أنواع هذا الاضطراب؟

يمكن تصنيف أنواع هذا الاضطراب بناء على المبرر الذي يدفع الشخص لتقييد أنواع الطعام:

  1. تجنب الطعام بسبب التقزز:حيث يتجنب الفرد أطعمة معينة بسبب قوامها أو رائحتها أو لونها.

  2. الخوف من العواقب السلبية لتناول الطعام: مثل الخوف من الاختناق أو التقيؤ، مما يؤدي إلى تجنب بعض الأطعمة.

  3. نقص الاهتمام بتناول الطعام: عدم وجود شهية أو اهتمام بالطعام، مما يؤدي إلى تناول كميات غير كافية.

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟

يمكن تصنيف أعراض اضطراب تقييد الطعام إلى أعراض نفسية، جسدية واجتماعية:

الأعراض النفسية :

و تشمل:

  • رفض مفاجئ لتناول أطعمة معينة، حتى لو كان الشخص قد تناولها سابقًا بدون مشكلة.

  • خوف من الاختناق أو التقيؤ، مما يؤدي إلى تقييد تناول الطعام بشكل كبير.

  • فقدان الشهية أو انخفاض شديد فيها، دون وجود سبب طبي واضح.

  • تجنب أطعمة معينة بسبب قوامها أو ملمسها، مثل الأطعمة اللينة أو المقرمشة.

الأعراض الجسدية:

مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام إلى مشكلات صحية خطيرة بسبب نقص التغذية، وتشمل:

  • فقدان الوزن السريع أو عدم اكتساب الوزن المناسب عند الأطفال.

  • مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان، الانتفاخ، أو الإمساك.

  • صعوبة في التركيز بسبب نقص الطاقة والمغذيات الأساسية.

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها عند الفتيات والنساء.

الأعراض الاجتماعية و السلوكية:

بالإضافة إلى الأعراض المذكورة، يعاني البالغون المصابون من مشكلات إضافية بسبب الاحراج و الشعور بالذنب، مثل:

  • تجنب المناسبات الاجتماعية التي تتضمن تناول الطعام، مما قد يؤثر على العلاقات الشخصية.

  • تجنب الذهاب إلى محلات البقالة بسبب القلق من اختيار الطعام المناسب.

  • التمسك بعدد قليل جدًا من الأطعمة المفضلة وعدم تجربة أطعمة جديدة.

كيف يتم التشخيص؟

يعتمد تشخيص اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام على:

  •  مقابلات مع المريض لجمع معلومات حول تاريخ الأكل والأعراض المرتبطة.

  • استبعاد الاضطرابات الأخرى أو فهم ارتباطها بالأعراض التي يظهرها المريض.

ما هي الاضطرابات التي قد ترتبط بتقييد الطعام؟

غالبًا ما يترافق اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام مع اضطرابات نفسية وعصبية أخرى، مما يزيد من تعقيد الأعراض ويؤثر على العلاج. مثل:

  1. اضطراب طيف التوحد (ASD): قد يؤدي إلى أنماط أكل محدودة وفرط حساسية للقوام والروائح، مما يجعل تناول بعض الأطعمة غير مقبول تمامًا.

  2. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): قد يتسبب في نسيان تناول الطعام بسبب التشتت، أو رفض أطعمة معينة بسبب مشكلات حسية، كما أن بعض أدوية ADHD قد تقلل الشهية.

  3. اضطراب الوسواس القهري (OCD): قد يظهر على شكل تجنب أطعمة محددة بسبب وساوس حول التلوث أو القوام، أو وجود طقوس قهرية مرتبطة بطريقة تناول الطعام.

  4. اضطرابات القلق: يمكن أن تؤدي المستويات العالية من القلق إلى انخفاض الشهية والخوف من الأكل، خاصة عند وجود مخاوف من التقيؤ أو الاختناق.

كيف يمكن علاج هذا الاضطراب؟

يتطلب علاج اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام تعاوناً بين مختصين في اضطرابات الأكل، أخصائيي التغذية، المعالجين النفسيين، والأطباء. 

العلاج النفسي :

 و يهدف الى تحسين علاقة المريض بالطعام من خلال: 

  • العلاج السلوكي المعرفي : يركز على زيادة كميات الطعام المفضل أولًا للحفاظ على الوزن، ثم الانتقال تدريجيًا إلى تنويع النظام الغذائي. يتم ذلك عبر تعريض المريض تدريجيًا للأطعمة الجديدة ومعالجة استجابته العاطفية لتقليل التوتر والقلق المرتبط بالأكل.

  • العلاج الأسري: يساعد الأسر، وخاصة الآباء، في خلق بيئة داعمة خلال الوجبات العائلية، وتعليمهم كيفية مساعدة أطفالهم على تناول الطعام باستقلالية أكبر.

العلاج الدوائي:

لا يوجد أدوية معينة لمعالجة الاضطراب تحديدا و لكن قد تستخدم الأدوية في تقليل القلق حول بعض الأطعمة أو تعويض النقص الغذائي مثل:

  • ميرتازابين (Mirtazapine) و لورازيبام (Lorazepam): يعملان على تقليل القلق المرتبط بالطعام وتحفيز الشهية.

  • المكملات الغذائية: و تستخدم لضمان تحقيق التوازن الغذائي، خاصةً عند وجود نقص في العناصر الغذائية الأساسية

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية

القلق

اضطراب الأكل