المنشطات

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

5 د

Image

تم استخدام الأمفيتامينات لأول مرة كعلاج طبي في ثلاثينيات القرن الماضي كعلاج لاحتقان الأنف، وتم تسويقها بدون وصفة طبية. كما استخدمت هذه الأدوية طبيا لعلاج السمنة والاكتئاب. كانت هناك أنواع مختلفة من الأمفيتامينات متوفرة منذ الثلاثينيات حتى السبعينيات. ومع ذلك، وجد الناس في النهاية أن آثارها خطيرة وإمكانية تعاطيها العالية (احتمال إساءة استخدام الدواء أو التسبب في الإدمان أو أن يكون ضارًا). في السبعينيات، قيدت قوانين جديدة الاستخدام الطبي لهذه الأدوية. اليوم، يتم استخدام ديكستروأمفيتامين، ليسديكسامفيتامين، ميثيلفينيديت فقط للاستخدام الطبي. تستخدم هذه الأدوية لعلاج اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه لدى الأطفال والبالغين [3].

في وقتنا الحاضر، يعتبر الميثيلفينيديت هو الدواء المنشط الذي يصفه الأطباء في أغلب الأحيان للأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. تم تصنيعه لأول مرة في عام 1944، وفي البداية، تم استخدامه لعلاج حالات مثل التعب المزمن والاكتئاب. ولكن لوحظ أن الميثيلفينيديت يعمل بشكل أفضل لتحسين أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. ولا تزال المنشطات هي الطريقة الأكثر شيوعًا لعلاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حتى يومنا هذا [4].

 

الاستخدامات الطبية

تعتبر المنشطات الأدوية الأكثر وصفًا لاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وغالبًا ما يتم وصف الأدوية المنشطة بما في ذلك الأمفيتامينات و الميثيلفينيديت لعلاج الأطفال أو المراهقين أو البالغين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. يعاني الأشخاص المصابون باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه باستمرار من صعوبة أكبر في الانتباه أو قد يكونون أكثر نشاطًا أو اندفاعًا من الأشخاص الآخرين في نفس العمر. عادة ما يتضح هذا النمط من السلوك عندما يكون الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة أو الصفوف الأولى من المدرسة الابتدائية، ويعتبر متوسط عمر ظهور أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو 7 سنوات. تتحسن أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه لدى العديد من الأشخاص خلال فترة المراهقة أو مع تقدمهم في السن، ولكن يمكن أن يستمر الاضطراب حتى مرحلة البلوغ [5].

تصرف المنشطات بوصفة طبية للاستخدام اليومي كمهدئ من قبل الأفراد المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، وتتوافر على شكل أقراص أو كبسولات بجرعات مختلفة. يساعد علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه باستخدام المنشطات، غالبًا مع جلسات العلاج النفسي، على تحسين الأعراض جنبًا إلى جنب مع تقدير المريض لذاته وقدرته على التفكير والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والعائلية [5]. وتعمل جميع المنشطات عن طريق زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ. والدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمتعة والحركة والانتباه. ويظهر التأثير العلاجي للمنشطات عن طريق الزيادات البطيئة والثابتة للدوبامين، والتي تشبه طريقة إنتاج الدوبامين بشكل طبيعي في الدماغ. يبدأ الأطباء بإعطاء جرعات منخفضة ثم زيادتها تدريجياً حتى الوصول إلى التأثير العلاجي المطلوب [5].

قد يساء أحيانًا استخدام المنشطات التي تصرف بوصفة طبية أو يتم تناولها بكميات أكبر أو بطريقة مختلفة عن تلك الموصوفة، أو التي يتم تناولها من قبل الأشخاص من غير وصفة طبية. نظرًا لأنها تثبط الشهية وتزيد من اليقظة وتزيد من التركيز والانتباه، فإنها كثيرًا ما يتم إساءة استخدامها لأغراض فقدان الوزن أو تحسين الأداء (على سبيل المثال، للمساعدة في الدراسة أو العمل خاصة لساعات طويلة) [3][5].

 

الأنواع

تنقسم المنشطات من حيث مفعولها إلى قسمين رئيسيين [6]:

قصيرة المفعول: تؤخذ هذه المنشطات عادة حسب الحاجة، ويمكن أن يستمر مفعولها لمدة تصل إلى أربع ساعات. وهذه الجرعات من المنشطات قصيرة المفعول قد تؤدي لدى بعض الأشخاص إلى انخفاض حاد في مستوى الطاقة وانخفاض حاد في المزاج أو الاكتئاب.

متوسطة أو طويلة المفعول: عادة ما تؤخذ هذه المنشطات مرة واحدة في الصباح كل يوم. يستمر مفعول بعضها من ست إلى ثماني ساعات، وقد يصل مفعول بعضها إلى 16 ساعة. قد تؤدي الأدوية طويلة المفعول إلى استقرار الأعراض أثناء النهار وقد تقلل الحاجة إلى أخذ جرعات إضافية في المدرسة أو أثناء العمل.

وتندرج معظم المنشطات ضمن فئتين من الأدوية وهما الأمفيتامينات والميثيلفينيدات وقد يكون بعض هذه الأدوية قصير المفعول بينما بعضها الآخر طويل المفعول. 

·         الأمفيتامينات

الأمفيتامينات هي منشطات تستخدم لعلاج أو تخفيف أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتعمل الأمفيتامينات عن طريق زيادة إفراز الدوبامين والنورادرينالين من مواقع تخزينهما إلى التشابك العصبي. وتعمل الأمفيتامينات أيضًا عن طريق آلية أخرى أقل أهمية وهي إبطاء امتصاص الناقلات العصبية [7]. وتشمل الأمفيتامينات ما يلي [8]:

1.  أمفيتامين

2.  ديكستروأمفيتامين

3.  ليسديكسامفيتامين

وفي حال استخدامك للأمفيتامينات، يمكن أن تلاحظ ظهور العديد من الأعراض الجانبية التي تشمل [9]:

1.  ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم

2.  ظاهرة رينود، والمتمثلة في انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف

3.  سرعة دقات القلب

4.  آلام في بطن

5.  فقدان الشهية والغثيان ونقص الوزن

6.  عدم وضوح الرؤية

7.  التعرق الغزير

وقد تمنعك بعض العوامل التي قد تكون موجودة لديك من استخدام المنشطات كعلاج في حال إصابتك باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه. وتشمل موانع استخدام الأمفيتامينات ما يلي [9]:

1.  الحساسية للأمفيتامينات ومشتقاتها

2.  إصابتك بأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين

3.  ارتفاع ضغط الدم

4.  الميل إلى الانفعال

5.  إصابتك سابقًا  بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو التشنجات اللاإرادية الحركية أو اللفظية أو متلازمة توريت

6.  تفكيرك بالانتحار سابقًا أو محاولتك القيام بذلك

7.  الجلوكوما (ارتفاع في ضغط العين)

8.  فرط نشاط الغدة الدرقية

9.  استخدامك مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs)

10.          تعاطيك المخدرات أو إصابتك بالإدمان سابقًا

وقبل تناول الأمفيتامينات، ننصحك بإخبار طبيبك عن جميع الأدوية الأخرى التي تستخدمها للتأكد من أن الأدوية لا تتعارض مع استخدام الأمفيتامينات وبالتالي تجنب حدوث أي مشاكل أو تأثير على فاعلية الأدوية أو ظهور أعراض جانبية غير مرغوب بها.

·         الميثيلفينيديت

يعمل الميثيلفينيديت على علاج أعراض اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عن طريق منع إعادة امتصاص النورأدرينالين والدوبامين في الدماغ، وهذا يساعد على زيادة مستويات هذه الهرمونات في الدماغ [8]. تشمل المنشطات الشائعة القائمة على الميثيلفينيديت: الميثيلفينيديت طويل المفعول والديكسميثيلفينيديت.

كما هو الحال مع جميع الأدوية، يجب عليك اتباع تعليمات الوصفة الطبية ونصائح طبيبك عند استخدام دواء الميثيلفينيديت. وبعد الاستخدام، إذا كنت تعاني من اضطراب في المعدة كعرض جانبي، فيمكنك تناول هذا الدواء مع الطعام. ولا ننصحك بتغيير موعد تناول الميثيلفينيديت إلى وقت متأخر من اليوم، حيث يمكن أن يؤدي تناولك للميثيلفينيديت في وقت متأخر إلى إصابتك ياضطرابات في النوم كالأرق. وفي حال استخدامك للميثيلفينيديت، قد تلاحظ ظهور الأعراض الجانبية التالية [10]:

1.  انخفاض الشهية مع احتمال فقدانك الوزن

2.  العصبية والتهيج

3.  صعوبة النوم

4.  آلام في المعدة

إذا شعرت بأن الأعراض الجانبية مزعجة أو غير محتملة  أو لم تختف مع الاستمرار بتناول الدواء، فننصحك بالتحدث إلى طبيبك للقيام بالتغييرات المناسبة. ولكن، معظم الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء لا يعانون من أي من الأعراض الجانبية المذكورة [10].

قبل تناول الميثيلفينيديت، ننصحك بإخبار طبيبك عن جميع الأدوية الأخرى التي تستخدمها. يمكن أن يؤدي الميثيلفينيديت إلى حدوث تفاعل خطير إذا ما قمت باستخدام المنشطات مع الأدوية المصنفة ضمن مضادات الاكتئاب التي تسمى مثبطات مونوامين أوكسيديز (MAOIs) [10].

 

الأعراض الجانبية

عند البدء باستخدام المنشطات، ستقوم بملاحظة تأثيرها على الأعراض التي تشعر بها سريعًا، لكنها قد تقلل الشهية وتؤثر على النوم. ويمكن  للمنشطات أيضًا تقصير طول الطفل بمقدار صغير إذا تم تناوله لسنوات عديدة، لذا تأكد من تتبع نمو طفلك في حال استخدامه للمنشطات باستمرار [11].

وفي حال استخدامك للمنشطات، قد تلاحظ ظهور الأعراض الجانبية التالية:

1.  فقدان الشهية

2.  فقدان الوزن

3.  صداع

4.  اضطراب المعدة

5.  ارتفاع ضغط الدم

6.  دوخة

7.  جفاف الفم

8.  الأرق

9.  العصبية

10.   زيادة القلق

يمكن لاستخدام المنشطات أن يزيد ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم ويقلل من النوم والشهية. وفي حال تناولك لجرعات عالية من المنشطات، يمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة في القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية. يعد الإدمان على المنشطات أيضًا أمرًا خطيرًا جدًا في حال استخدام المنشطات دون إشراف طبي. يحدث الإدمان على الأرجح في حال استخدامك المنشطات بجرعات وطرق غير تلك التي يصفها طبيبك، مما قد يسبب ارتفاعًا سريعًا في الدوبامين في الدماغ. علاوة على ذلك  إذا تم إساءة استخدام المنشطات بشكل مزمن، يمكن أن تظهر أعراض الانسحاب، بما في ذلك التعب والاكتئاب واضطراب النوم عندما يتوقف الشخص عن تناولها [5].

وقد ينمو الأطفال والمراهقون الذين يتناولون المنشطات بشكل أبطأ من أولئك الذين لا يتناولونها. ولذلك، إذا كان طفلك يتناول المنشطات لعلاج اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه، فيجب عليك  أن تقوم بمراقبة وزنه وطوله باستمرار [12].

في بعض الأحيان يمكن أن يسبب استخدامك للمنشطات ردود فعل تحسسية، ويمكن أن يكون الطفح الجلدي أحد العلامات لحدوث التحسس. وبشكل عام، من الأفضل اتصالك بالطبيب في حال ظهور أي أعراض جديدة أو غير عادية مصاحبة لتناول المنشطات [12]. وقد تختفي جميع هذه الأعراض الجانبية إذا قام طبيبك بتغيير الجرعة أو وصف نوع آخر من المنشطات لعلاج الأعراض.

قد لا تستطيع تناول المنشطات لعلاج الأعراض في حال إصابتك اضطراب فرط النشاط وتشتت الانتباه إذا كنت تعاني من مشاكل صحية معينة تشمل [12]:

·         مشاكل في القلب

·         الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين)

·         القلق الشديد أو التوتر أو الهياج أو العصبية

·         التشنجات اللاإرادية (حركات الجسم التي لا يمكنك التحكم بها والتي تتكرر دائمًا)

·        إصابتك بمتلازمة توريت، أو إذا كان أحد أفراد عائلتك مصاب بها

·         إصابتك باضطراب الذهان سابقًا

ولاختيار الدواء المنشط المناسب لك، ننصحك باستشارة الطبيب الذي سيقوم بسؤالك عن الأعراض وإجراء الفحوصات المناسبة لتشخيص حالتك من ثم وصف الدواء المناسب لك لعلاج الأعراض أو تخفيفها.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

منشطات

ميثيليفينيدات

أمفيتامينات

فرط الحركة وتشتت الانتباه