تم إدراج اضطراب الرهاب في التصنيفات الدولية منذ عام 1980 في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الطبعة الثالثة. ومع ذلك، فقد أثار العديد من المؤلفين الأوروبيين والأطباء النفسيين وعلماء النفس مسألة القلق الاجتماعي منذ القرن الثامن عشر، مع وجود وجهات نظر وتسميات مختلفة. يرجع التقرير الأول لملاحظة الرهاب في عام 1846، والذي وصف على أنه قلق اجتماعي خطير يؤثر على الشباب. وفي عام 1910، تم وصف عدة أشكال من القلق الاجتماعي تحت المصطلح العام للخجل (الخجل، القلق من الأداء، اضطرابات الشخصية).

وحتى الآن، لم يتم حل بعض المشكلات التشخيصية لبعض أنواع اضطرابات الرهاب بالكامل، لا سيما فيما يتعلق بالأنواع الفرعية المختلفة من الرهاب الاجتماعي. ولذلك فقد تم استخدام النوع العام فقط في التصنيفات. وتتم مناقشة توصيف الرهاب الاجتماعي واختلافاته وأوجه التشابه مع الشخصية التجنبية والخجل والقلق من الأداء وقلق الاختبار واضطرابات الرهاب الأخرى.

الأسباب

لا يمكن تحديد سبب واحد للإصابة باضطراب الرهاب، فهناك العديد من العوامل التي قد تساهم في تطوير الرهاب، ولكن لا يوجد غالبًا سبب واضح لحدوثها. ومن العوامل التي قد يكون لها تأثير في ظهور اضطراب الرهاب لديك ما يلي:

التعرض لمواقف معينة: قد يكون للحوادث أو الصدمات التي مررت بها أو لبعض المواقف تأثير دائم على ما تشعر به حيالها. على سبيل المثال، إذا واجهت الكثير من الاضطرابات على متن طائرة في سن صغيرة، فقد تصاب برهاب من الطيران.

الاستجابات في مرحلة الطفولة: قد يتطور الرهاب الخاص بك نتيجة لبيئتك في مرحلة الطفولة. على سبيل المثال، قد يكون أحد والديك قلقًا جدًا، وقد يؤثر هذا على كيفية تعاملك مع القلق في وقت لاحق من الحياة. ومن الممكن أيضًا أن تصاب بنفس الرهاب الذي يعاني منه أحد والديك.

المعاناة من ضغوط طويلة الأمد: يمكن أن يسبب التوتر تطور مشاعر القلق والاكتئاب، ويمكن أن يقلل من قدرتك على التكيف في مواقف معينة. وقد يجعلك هذا تشعر بمزيد من الخوف أو القلق بشأن مواجهة تلك المواقف مرة أخرى. ومع مرور الزمن، يمكن أن يتطور هذا الشعور بالخوف والقلق إلى الإصابة باضطراب الرهاب.

عوامل وراثية: تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص من الأسر التي يمتلك أفرادها تاريخًا من الإصابة باضطراب الرهاب أكثر عرضة للإصابة بالرهاب من غيرهم.

الأنواع

الرهاب هو خوف مبالغ فيه وغير منطقي. وغالبًا ما يستخدم مصطلح الرهاب للإشارة إلى الخوف من سبب معين. وهناك ثلاثة أنواع من الرهاب معترف بها من قبل الجمعية الأمريكية للطب النفسي، وتشمل هذه الأنواع ما يلي:

الرهاب المحدد: وهو خوف شديد وغير عقلاني بسبب التعرض لمحفز معين.

الرهاب الاجتماعي: وهو خوف شديد من أن تتعرض للتمييز أو الحكم عليك من قبل الآخرين في أي موقف اجتماعي.

رهاب الخلاء: هو الخوف من المواقف التي يصعب الهروب منها إذا كنت تعاني من حالة من الذعر الشديد، مثل التواجد في مصعد أو التواجد خارج المنزل. وقد تواجه في حال إصابتك برهاب الخلاء خطرًا متزايدًا للإصابة باضطراب الهلع.

الأعراض

هناك العديد من الأعراض التي قد تشير إلى إصابتك باضطراب الرهاب. يمكن أن تعاني في حال إصابتك باضطراب الرهاب من نوبات الهلع، وقد تكون نوبات الهلع مخيفة ومزعجة للغاية، وغالبًا ما تحدث أعراض اضطراب الرهاب فجأة ودون سابق إنذار. ويمكن أن تسبب نوبات الهلع المرافقة لاضطراب الرهاب أعراضًا جسدية ، مثل:

1.  التعرق

2.  الارتجاف

3.  الهبات الساخنة أو القشعريرة

4.  صعوبة في التنفس

5.  إحساس بالاختناق

6.  عدم انتظام دقات القلب

7.  ألم أو ضيق في الصدر

8.  الغثيان

9.  الصداع والدوخة

10.  الإغماء

11.  جفاف الفم

12.طنين في الأذنين

وفي الحالات الشديدة لاضطراب الرهاب، قد تعاني أيضًا من أعراض نفسية، مثل:

1.  الخوف من فقدان السيطرة

2.  الخوف من الإغماء

3.  الخوف من الموت

العلاج

قد لا يحتاج الكثير من المصابين باضطراب الرهاب إلى العلاج ويكفي تجنب مسبب الخوف للسيطرة على المشكلة. ومع ذلك، قد لا يكون من الممكن دائمًا تجنب بعض أنواع الرهاب، مثل الخوف من الطيران. في هذه الحالة، قد يكون من الضروري بالنسبة لك الحصول على مساعدة واستشارة الطبيب للتعرف على خيارات العلاج المتاحة.

يمكن علاج معظم حالات الرهاب، ولكن لا يوجد علاج واحد مضمون لجميع أنواع الرهاب ومناسب لجميع الأشخاص. في بعض الحالات، قد يقوم الأطباء بالتوصية بمجموعة من العلاجات المختلفة. وتعتبر أنواع العلاج الرئيسية ما يلي:

جلسات العلاج النفسي

غالبًا ما تكون العلاجات بالكلام فعالة جدًا في علاج اضطراب الرهاب. وعلى وجه الخصوص، وجد أن العلاج السلوكي المعرفي فعال للغاية في علاج الرهاب. والعلاج السلوكي المعرفي هو نوع من الاستشارة التي يمكن أن تساعدك في إدارة مشاكلك عن طريق تغيير طريقة تفكيرك وتصرفك. يمكن الاستفادة من جلسات العلاج السلوكي المعرفي لتطوير طرق عملية للتعامل مع مسبب الرهاب.

أحد طرق العلاج المعرفي السلوكي الذي يستخدم غالبًا لعلاج الرهاب البسيط يركز على التعرض التدريجي لمخاوفك، بحيث تشعر بقلق أقل حيال ذلك في كل مرة تواجه فيها هذه المخاوف. وتعرف هذه الطريقة باسم العلاج بالتعرض. ويعمل العلاج بالتعرض عن طريق زيادة مستوى التعرض لخوفك تدريجيًا، مما يسمح لك بالتحكم في رهابك. ومع تقدم العلاج، ستشعر بقلق أقل عند واجهة مسبب الرهاب لديك.

الأدوية

لا ينصح الأطباء باستخدام الأدوية عادةً لعلاج الرهاب، لأن العلاجات بالكلام غالبًا ما تكون فعالة وليس لها أي أعراض جانبية. ومع ذلك، قد يتم وصف الأدوية أحيانًا لعلاج أعراض الرهاب، مثل القلق. وهناك أنواع مختلفة من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لك لعلاج أو تخفيف أعراض الرهاب لديك، والتي تشمل:

• • • • • • • • • • • • • • • • مضادات الاكتئاب

غالبًا ما يتم وصف مضادات الاكتئاب للمساعدة في تقليل القلق. غالبًا ما توصف مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) لعلاج القلق أو الرهاب الاجتماعي أو اضطراب الهلع. ويمكن أن تشمل:

·  اسيتالوبرام

·  سيرترالين

·   باروكستين

وقد يقوم الطبيب أيضًا بوصف فينلافاكسين، وهو مثبط امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRI) لعلاج القلق الذي قد يكون مصاحبًا لإصابتك باضطراب الرهاب.

تشمل الأعراض الجانبية الشائعة لهذه العلاجات ما يلي:

1.  الغثيان

2.  الصداع

3.  مشاكل النوم اضطراب المعدة

كلوميبرامين هو نوع من مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCA) المرخصة لعلاج بعض أنواع الرهاب. تشمل الأعراض الجانبية التي قد تشعر بها عند استخدام كلوميبرامين ما يلي:

1.  جفاف الفم

2.  النعاس

3.  عدم وضوح الرؤية

4.  خفقان القلب

5.  الإمساك

6.  صعوبة التبول

• • • • • • • • • • • • • • • • مزيلات القلق

البنزوديازيبينات هي مجموعة من الأدوية التي تصنف على أنها مزيلات القلق. وهي تشمل أدوية مثل الديازيبام وتستخدم أحيانًا لفترة قصيرة ومحددة وبأقل جرعة ممكنة لعلاج القلق الشديد، وذلك لأن البنزوديازيبينات قد تسبب الإدمان.

• • • • • • • • • • • • • • • • حاصرات بيتا

غالبًا ما تستخدم حاصرات بيتا لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل مشاكل القلب وارتفاع ضغط الدم. كما يتم وصفها أحيانًا للمساعدة في تقليل أعراض القلق، مثل خفقان القلب. تعمل حاصرات بيتا على إبطاء معدل ضربات القلب وتقليل ضغط الدم. والبروبرانولول هو أحد الأدوية المصنفة ضمن حاصرات بيتا التي تستخدم عادة لعلاج القلق. وتشمل الأعراض الجانبية المحتملة في حال استخدامك للبروبرانولول لعلاج اضطراب الرهاب ما يلي:

1.  مشاكل في المعدة

2.  برودة في الأطراف

3.  تعب

4.  مشاكل في النوم

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من أعراض اضطراب الرهاب، فننصحك باستشارة الطبيب. ومن خلال التحدث مع طبيبك ومشاركته التفاصيل حول الأعراض التي تشعر بها وتاريخك المرضي، سيكون بإمكانه تقديم تقييم دقيق لحالتك. وبناءً على التقييم، قد يقوم الطبيب بتشخيص اضطراب الرهاب لديك ومن ثم يساعدك في فهم الخيارات المتاحة للعلاج. قد تشمل هذه الخيارات العلاجات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي. تحدث إلى الطبيب حول مخاوفك وتوقعاتك من العلاج، وحول الأعراض الجانبية التي قد تكون مصاحبة لاستخدامك للأدوية، إذا قام الطبيب بوصفها لك كعلاج لأعراض اضطراب الرهاب.