رهاب الخلاء

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

تم وصف رهاب الخلاء لأول مرة في عام 1871 من قبل الطبيب النفسي الألماني كارل ويستفال. وقد صاغ مصطلح رهاب الخلاء بعد ملاحظة ثلاثة مرضى يعانون من الرهبة والقلق الشديدين عند السفر إلى أماكن عامة معينة في برلين، ألمانيا. على الرغم من أن جميع مرضى ويستفال كانوا من الذكور، إلا أنه لم يستغرق وقتًا طويلاً حتى قام بتطبيق مصطلح رهاب الخلاء على النساء أيضًا بعد أن لاحظ وجود حالات مشابهة بين النساء.

في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الخامسة الصادرة عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي، تم تصنيف رهاب الخلاء كنوع من أنواع اضطرابات القلق، وهو الإصدار الأخير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية ، الذي صدر في عام 2013، وكان المرة الأولى التي يظهر فيها رهاب الخلاء كحالة نفسية قائمة بذاتها وليست أحد أعراض أو مضاعفات اضطراب القلق والهلع الأخرى. أما في النسخة السابقة، الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الرابعة فقد تم تصنيف رهاب الخلاء كأحد أعراض ومضاعفات اضطراب الهلع. وبشكل أكثر دقة، أشار الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الطبعة الرابعة إلى أنه يمكن تشخيص اضطراب الهلع على أنه اضطراب هلع مع رهاب الخلاء أو اضطراب هلع بدون رهاب الخلاء.

الأسباب

يمكن أن يتطور رهاب الخلاء كأحد المضاعفات الناتجة عن إصابتك باضطراب الهلع، وقد تظهر أعراض رهاب الخلاء إذا أصبت بنوبة هلع في موقف أو مكان معين. وبالإضافة إلى الإصابة باضطراب الهلع، يعتقد معظم الخبراء أن مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية قد تكون سببًا في ظهور أعراض رهاب الهلع. يمكن أن يبدأ رهاب الخلاء في مرحلة الطفولة، ولكنه يبدأ عادةً في أواخر سن المراهقة أو سنوات البلوغ المبكرة، وعادةً قبل سن 35 عامًا. ولكن يمكن أيضًا أن يصاب به كبار السن. تشمل أسباب وعوامل خطر الإصابة برهاب الخلاء ما يلي:

1.  الإصابة باضطراب الهلع أو ردود فعل الخوف المفرط الأخرى، والتي تسمى الرهاب

2.  الاستجابة لنوبات الهلع مع الكثير من الخوف وتجنب المواقف والأماكن

3.  التعرض لأحداث وصدمات مرهقة، مثل سوء المعاملة أو وفاة أحد الوالدين أو التعرض للضرب

4.  الشعور الدائم بالقلق والعصبية

5.  الوراثة المتمثلة في وجود أقارب مصابين برهاب الخلاء

الأعراض

يمكن أن تختلف أعراض رهاب الخلاء بشكل كبير من شخص إلى آخر. على سبيل المثال، قد لا يتمكن الشخص الذي يعاني من رهاب الخلاء الشديد من مغادرة المنزل، في حين أن الشخص الذي يعاني من رهاب الخلاء الخفيف قد يكون قادرًا على التنقل والسفر لمسافات قصيرة دون  حدوث أي مشاكل.

·         الأعراض الجسدية

نادرًا ما يعاني الأشخاص المصابون برهاب الخلاء من أعراض جسدية، وذلك لأنهم عادة ما يتجنبون المواقف التي تجعلهم قلقين. يمكن أن تكون الأعراض الجسدية لرهاب الخلاء مشابهة لأعراض نوبة الهلع وقد تشمل:

1.  زيادة معدل ضربات القلب

2.  التنفس السريع

3.  الشعور بالحرارة والتعرق

4.  ألم في صدر

5.  صعوبة في البلع

6.  إسهال

7.  ارتجاف

8.  دوخة

9.  طنين في الأذنين

10.           إغماء

 

·         الأعراض السلوكية

تشمل أعراض رهاب الخلاء المتعلقة بالسلوك ما يلي:

1.  تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى نوبات الهلع، مثل الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام وطوابير الانتظار

2.  البقاء في المنزل وعدم القدرة على مغادرة المنزل لفترات طويلة من الزمن

3.  الحاجة إلى أن تكون مع شخص تثق به عند الذهاب إلى أي مكان

4.  تجنب أن تكون بعيدًا عن المنزل

إذا كنت مصابًا برهاب الخلاء،  فمن الممكن أن تكون قادرًا على إجبار نفسك على مواجهة المواقف التي تشعرك بعدم الراحة والقلق، ولكن هذا لن يمنعك من الشعور بقدر كبير من الخوف والقلق أثناء القيام بذلك.

العلاج

قد يقوم الطبيب بوصف أحد العلاجات المتاحة لرهاب الخلاء أو الجمع بينها كجلسات العلاج النفسي بالكلام والأدوية. علاجات الخوف من الأماكن المكشوفة مذكورة أدناه:

1. العلاج النفسي

العلاج النفسي، أو العلاج بالكلام، هو مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من الأساليب التي تهدف بشكل رئيسي إلى مساعدتك على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات المزعجة، حيث يقوم المعالج النفسي بتحديد الأهداف ويساعدك على تعلم المهارات اللازمة للتحكم في الأعراض التي تعاني منها.

يساعد العلاج النفسي بالكلام في علاج رهاب الخلاء لأنه يعلمك مهارات قد تساعدك على تحمل القلق بشكل أفضل وتحديد مخاوفك بشكل مباشر والعودة تدريجيًا إلى الأنشطة أو الأماكن التي تقوم بتجنبها بسبب إصابتك برهاب الخلاء. ويعد النوع الأكثر فعالية من العلاج النفسي لعلاج رهاب الخلاء هو العلاج السلوكي المعرفي.

·         العلاج السلوكي المعرفي

يركز العلاج السلوكي المعرفي على مساعدتك على تحديد الأفكار غير العقلانية من أجل استبدالها ببدائل أكثر عقلانية. تغيير الأفكار يمكن أن يساعدك في تغيير العواطف والسلوكيات. يوفر معالج العلاج السلوكي المعرفي التثقيف النفسي حتى تتمكن من فهم أفكارك المشوهة أو غير العقلانية. وحتى تتعلم تقنيات الاسترخاء والتنفس التي قد تساعدك في التغلب على القلق والتوتر.

·         العلاج بالتعرض

يعد العلاج النفسي من أفضل علاجات رهاب الخلاء لأنه قد يشمل أيضًا العلاج بالتعرض حيث يساعدك المعالج على تعريض نفسك تدريجيًا للمواقف التي تخشى منها. يؤدي التعرض التدريجي إلى تقليل شدة الخوف وأعراض رهاب الخلاء بمرور الوقت، مما يجعل الحالة أكثر قابلية للإدارة.

العلاج النفسي موجه نحو الهدف ويركز على الاحتياجات المحددة لكل مريض. قد تحتاج،في حال كنت تعاني من أعراض أكثر شدة من رهاب الخلاء إلى برنامج للمرضى المقيمين يتضمن العلاج ويوفر المزيد من الدعم. وقد تستفيد أيضًا من برنامج مكثف للمرضى الخارجيين (قضاء نصف يوم أو يوم كامل في عيادة أو مستشفى لعدة أسابيع) متخصص في علاج اضطرابات القلق.

يشجع العلاج مثل العلاج النفسي على امتلاك طريقة تفكير أكثر إيجابية، على سبيل المثال. يساعد العلاج النفسي إلى الوصول إلى قناعة بأن نوبات الرهاب والهلع قد تكون نوبات مزعجة، لكنها ليست قاتلة. يؤدي التغيير الإيجابي في نمط التفكير أيضًا إلى القيام بسلوك أكثر إيجابية، أي قد تصبح أكثر استعدادًا لمواجهة المواقف التي كنت تخافه سابقًا.

يعتمد الوقت المستغرق لظهور نتائج العلاج النفسي على كل مريض وشدة حالته. قد يحتاج المرضى من 6 إلى 20 جلسة من جلسات من العلاج السلوكي المعرفي، تستمر كل منها لمدة 30 إلى 60 دقيقة. قد يقوم المعالج النفسي أيضًا  بإعطائك تمارين منزلية لممارسة المهارات التي تعلمتها خلال الجلسة حتى حضورك إلى الجلسة التالية.

2. مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)

مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) هي أدوية تنتمي إلى فئة مضادات الاكتئاب. وهي مضادات الاكتئاب الأكثر وصفًا للمرضى، ولكن قد يصفها الأطباء أيضًا لعلاج الأمراض العقلية الأخرى مثل اضطرابات القلق. لا تستخدم مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية كعلاج منفرد لأعراض رهاب الخلاء، وعادة ما يصفها الأطباء مع علاجات أخرى.

تعد مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية من بين أفضل علاجات رهاب الخلاء لأنها يمكن أن تصحح خلل التوازن الكيميائي في الدماغ وتقلل من شدة الأعراض مثل نوبات الهلع. تعمل هذه الأدوية بشكل جيد مع العلاج السلوكي المعرفي. وتختلف مدة العلاج باستخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من مريض لآخر، ولكنها قد تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا أو أكثر.

قد تعاني في حال استخدامك لأحد الأدوية المصنفة ضمن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من أعراض جانبية خفيفة قد تختفي لاحقًا مع الاستمرار في استخدام الدواء. وتشمل هذه الأعراض الجانبية ما يلي:

1.      الغثيان

2.      الإسهال أو الإمساك

3.      عدم وضوح الرؤية

4.      التعرق الزائد

3. مزيلات القلق

مزيلات القلق هو نوع من الأدوية الموصوفة لعلاج القلق. وتعد أكثر الأدوية المزيلة للقلق استخدامًا: البنزوديازيبينات مثل كلونازبام: ولورازيبام، وألبرازولام.

وتعتبر البنزوديازيبينات من مزيلات القلق الفعالة في علاج رهاب الخلاء. إن فعاليتها في العلاج تنتج عن التحكم في نشاط الجهاز العصبي المركزي. يتم تناول البنزوديازيبينات عند الحاجة إليها وهي تعمل بسرعة خلال 30 إلى 60 دقيقة. تختفي الأعراض الجانبية للبنزوديازيبينات بعد عدة ساعات. من المهم أن نتذكر أن البنزوديازيبينات تسبب الإدمان، ولهذا السبب قد يصفها الطبيب كعلاج قصير الأمد لرهاب الخلاء.

لا توجد طريقة يمكن اتباعها للوقاية من رهاب الخلاء. ولكن، إذا بدأت تشعر بمخاوف بسيطة بشأن الذهاب إلى أماكن معينة، فحاول التدرب على الذهاب إلى تلك الأماكن مرارًا وتكرارًا. يمكن أن يساعدك هذا على الشعور براحة أكبر في تلك الأماكن. إذا كان من الصعب عليك القيام بذلك بمفردك، فاطلب من أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أن يرافقك.

إذا كنت تعاني من القلق أثناء الذهاب إلى مكان ما أو تعاني من نوبات الهلع في مواقف وأماكن معينة، فننصحك باستشارة الطبيب للحصول على العلاج في أسرع وقت ممكن. احصل على المساعدة مبكرًا لمنع تفاقم الأعراض. قد يكون من الصعب علاج القلق، مثل العديد من حالات الصحة العقلية الأخرى، إذا تطورت الأعراض وتأخر العلاج.

أسئلة وأجوبة

السؤال الأول/ ما معنى أجروفوبيا؟

رهاب الخلاء هو نوع من اضطرابات القلق الذي يتميز بالخوف الشديد أو تجنب المواقف أو الأماكن التي تسبب الشعور بالعجز أو الإحراج. يتطور لدى الأشخاص سلوكيات رهاب الخلاء عندما يواجهون موقفًا مخيفًا أو عندما يتوقعون حدوثه. عادة ما يكون لدى المصابين برهاب الخلاء خوف من الخروج أو يتطور لديهم خوف من التواجد في أماكن مزدحمة.


السؤال الثاني/ كيف أعالج نفسي من رهاب الخلاء؟

للتحكم في أعراض رهاب الخلاء، إليك الخطوات التالية:

1.      ابقَ في مكانك. حاول مقاومة الرغبة في الركض إلى مكان آمن أثناء نوبة الهلع؛ إذا كنت تقود السيارة، توقف جانبًا وأوقف سيارتك في مكان آمن للقيام بذلك.

2.      التركيز. من المهم بالنسبة لك التركيز على شيء معين لتشتيت التفكير بالقلق والهلع، مثل مراقبة ساعتك، أو الأشياء الموجودة في السوبر ماركت.

3.      تنفس ببطء وعمق. قد تتفاقم مشاعر الذعر والقلق إذا تنفست بسرعة كبيرة. حاول التركيز على التنفس البطيء والعميق مع العد ببطء إلى الرقم 3 عند كل شهيق وزفير.

4.      تحدى خوفك. حاول معرفة ما تخاف منه وتحديه؛ يمكنك تحقيق ذلك من خلال تذكير نفسك باستمرار بأن ما تخشاه ليس حقيقيًا وسوف يمر.

5.      لا تقاوم أي نوبة. إن محاولة مقاومة أعراض نوبة الهلع قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقم الأمور؛ بدلًا من ذلك، طمئن نفسك من خلال قبول أنه على الرغم من أن الأمر قد يبدو محرجًا وقد يكون من الصعب التعامل مع أعراضك، إلا أن النوبة لا تهدد حياتك.

6.      قم بتغييرات في نمط الحياة، مثل ممارسة التمارين الرياضية، واتباع نظام غذائي صحي، وتجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين

إذا استمرت أعراض رهاب الخلاء لديك، فننصحك باستشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب.

الكلمات المفتاحية

القلق

الرهاب

اضطرابات القلق

رهاب الخلاء

الهلع

بنزوديازيبينات

علاج سلوكي معرفي