اضطراب التعلق التفاعلي

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

 ما هو اضطراب التعلق التفاعلي؟

 

هو أحد اضطرابات الطفولة الناتجة عن علاقة غير مستقرة بين الطفل و ولي أمره حيث يفشل الطفل في تطوير القابلية لبناء رابطة عاطفية و تفاعلية مع أقرانه و الراشدين على حد سواء.

الطفل في هذه الحالة يبتعد عن المشاركة الاجتماعية بل و يبدو بحال افضل حينما يترك وحيداً، وإذا تعرض لصعوبة ما يرفض مساعدة الآخرين له و محاولة مواساته.

خلال الطفولة المبكرة : يبدي الطفل عدم تفاعل مع التواصل البصري و الجسدي ولا يستجيب للعناق.

خلال الطفولة المتأخرة: يتجنب الطفل العلاقات الاجتماعية و يعبر عن مشاعره عن طريق السلوكيات العدائية تجاه أقرانه و البالغين.

 

لماذا يحدث هذا الاضطراب؟

للعلاقة بين الأم و الطفل خلال عمر ستة أشهر و ثلاثة سنوات بالذات تأثير كبير على نمو قدرات الطفل العاطفية و الاجتماعية و معتقداته الأولى حول قيمته كإنسان و انتمائه للأسرة و المجتمع.
عندما تكون هذه العلاقة مشوهة إما بسبب نمط تربية متطرف، إهمال أو تعنيف فإنه ينعكس سلباً على الطفل على شكل شعور بعدم الانتماء للأسرة و المجتمع و فقدان الاهتمام بإنشاء أي روابط مع أقرانه أو البالغين.
إنه يعتقد أنه وحيد في مواجهة العالم وينظر للجميع على أنهم أعداء محتملون، هذا الطفل يتعلم في عمر مبكر أن عليه حماية نفسه و أنه ليس أهلاً للحب والصداقة و لذلك ينأى بنفسه عن الآخرين و يقتصر تعامله معهم على تصرفات عدائية و موقف دفاعي.

 

متى يشخص الطفل باضطراب التعلق التفاعلي؟ 

يتم التشخيص بعد سن التسع أشهر من قبل أخصائي نفسي أو تربوي  بناء على المعايير التالية:

  1. يظهر الطفل نمط من البرود العاطفي و قلة الاستجابة للتواصل الاجتماعي

  2. يرفض الطفل محاولات التواصل العاطفي من قبل الآخرين

  3. لا يبحث الطفل عن أمه أو غيرها عند التعرض لصعوبة ما و يفضل الوحدة

  4. أن تظهر الأعراض قبل سن الخمس سنوات.

جزء من التشخيص أيضا يعتمد على فحص بيئة الطفل و تاريخه بتمعن، فالأطفال في هذه الحالة لا يعانون من أي خلل جسدي و عقلي يمنع تكوين الروابط العاطفية و الاجتماعية بل فقر البيئة و عجز الأبوين عن توفير رعاية مناسبة هو مصدر هذا الاضطراب بشكل أساسي.

 

كيف يتم العلاج؟

لحسن الحظ فإنه من الممكن تعليم الطفل المصاب باضطراب التعلق التفاعلي أن يثق ببيئته و نفسه و ينمي الروابط بينه و بين أقرانه، ولكن التحدي الأكبر هو انتشال الطفل من البيئة السلبية التي سببت الاضطراب من الأساس.
لذلك يقع على عاتق المعالج هنا تقييم ولي رعاية الطفل و اللجوء للجهات المختصة إن تبين عجز ولي الأمر عن رعاية الطفل بشكل مناسب.

  • عند انتشال الطفل من البيئة السلبية يعمل المعالج مع ولي الرعاية الجديد على تنمية رابطة مستقرة مع الطفل و يقوم بذلك عبر جلسات العلاج الأسري و العلاج باللعب.

  • الهدف من العلاج هو توفير بيئة مستقرة و رعاية مناسبة مستمرة  للطفل، و من ثم تعليمه أن يثق ببيئته الجديدة و تشجيع مشاعر الانتماء و الثقة بالنفس.

 

كيف أتعامل مع طفل يُظهر هذه الأعراض؟

1- توفير الاستقرار:

الطفل في هذه الحالة يفتقد الاهتمام و الرعاية المستقرة المستمرة من ولي أمره الأساسي فيبحث عنه عند البالغين الآخرين، لذلك من المهم توفير بيئة مستقرة و تنمية ثقة الطفل في الشخص المسؤول عن رعايته عبر الإصغاء للطفل، إعطائه الاهتمام وتقديم الرعاية الأساسية بشكل منتظم و متوقع.

مثال : تقديم الوجبات في موعد محدد كل يوم و وضع روتين حول تناول الوجبات كعائلة.


2- تحديد قوانين و توقعات واضحة من الطفل:

وجود قوانين واضحة و مفهومة شيء مهم  لنمو الطفل، عندما يعطى الطفل مسؤوليات و توقعات واضحة مناسبة لسنه و من ثم يحصل على التشجيع والمديح عندما ينجح في فعلها فإن الطفل يتعلم أنه قادر على النجاح و مواجهة العالم من حوله بثقة وإيجابية.

مثال: يطلب من الطفل جمع ألعابه بعد اللعب، ثم يحصل على مكافأة معنوية أو مادية بعدها.


3- الروتين المستمر :

بالنسبة للطفل في هذه السن الحرجة فإن القدرة على توقع مجريات اليوم كأن يعلم أن طعامه يقدم في ساعة معينة، و وجود طقوس عائلية منتظمة حول هذه الفعاليات اليومية يساعده على تنمية الشعور بالثقة والاستقرار.

مثال : وضع روتين معين لوقت النوم الساعة الثامنة مساءً يبدأ بتغيير الملابس ملابس النوم، تنظيف الأسنان ثم دخول الفراش و سماع قصة ما قبل النوم و من ثَمّ النوم.

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

اضطرابات نفسية

التوتر

العزلة الإجتماعية

صدمة

العزلة