ما هو اضطراب المشاركة الإجتماعية؟
هو إحدى الاضطرابات المتعلقة بالطفولة يحدث عند تعرض الطفل لشكل من أشكال التربية المتطرفة و إهمال الوالدين لاحتياجاته الأساسية مما يسبب:
ضعف في الرابطة بين الطفل ووالديه.
نقص في الحدود الاجتماعية الملائمة مع الغرباء.
إذا حاولت تَخيُّل طفلٍ ما في مكان مكتظ بالغرباء فغالباَ تتصور طفلاَ متشبثاَ بثياب أمه تبدو على وجهه مظاهر الارتياب و القلق و قد يختبئ خلفها إذا ما واجهه أحد الموجودين بكلمة او نظرة،
أما إذا خرجت أمه عن مدى الرِؤية عنده فسيجزع و قد يبكي و يستنجد بها.
على العكس من هذه الصورة المتوقعة للطفل الطبيعي، لا يظهر الطفل المصاب باضطراب المشاركة الإجتماعية ردة فعل سلبية إذا ما واجهه شخص غريب بكلمة او لمسة، بل ويظهر ارتياح غير مبرر لهذا الغريب فيعامله معاملة والدته و قد يذهب معه حيث شاء دون أن يبحث عن والدته أو والده و دون الرجوع لهما.
هذا الطفل قد يبادر ايضا بالعناق او التودد للغرباء بلا خجل او خوف كما لو كانواْ مألوفين لديه.
كيف يشخّص الطفل بهذا الاضطراب؟
الطفل في هذه الحالة تنطبق عليه المعايير التالية:
- جرأة غير طبيعية مع الغرباء.
- ارتياح لأي شخص راشد.
- لا يبحث الطفل عن والديه ولا يلاحظ عدم وجودهم.
- أن لا تكون الأعراض بسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه.
غالبا ما تظهر هذه الأعراض عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الستة أشهر والسنتين، وقد تمتد هذه الاعراض الى المراهقة، ولكن لا تُلاحظ بعد سنوات الرشد.
ما الذي يسبب هذا الاضطراب؟
الطفل في هذه الحالة هو ضحية إهمالٍ من قبل والديه و فشلٍ في تلبية احتياجاته الأساسية مما يسبب فشلاً في تكوين الرابطة الفطرية بين الطفل ووالديه و يدفع بالطفل لأن يعتبر أي بالغ بمثابة الأب و الأم في محاولة منه لتلبية الاحتياجات التي حُرم منها.
إذا فالطفل الأكثر عُرضةً للخطر هو:
-
الطفل المعرض لإهمال عاطفي أو اجتماعي حاد ومستمر من قبل الوالدين،
-
الأطفال في دور الرعاية (كمن تقوم دور الأيتام برعايتهم بعد فقدانهم لوالديهم)،
-
الطفل الذي تعرض مطولا للانتقال بين العائلات وتغيير البيئة المحيطة معه.
هذه الأسباب قد تمنع الطفل من تشكيل أساسيات صحيحة لروابط آمنة ومتزنة مع مقدمي الرعاية (الأب والأم بشكل أساسي) والبالغين في محيط الطفل.
كيف يمكن معالجة الطفل المصاب بهذا الاضطراب؟
خطة العلاج تتضمن تدخلًا من قبل مختص بمشاركة الطفل والوالدين أو مقدمي الرعاية للعمل على تعزيز بناء علاقات آمنة بين الطفل ومقدمي رعايته وبناء حدود اجتماعية ملائمة مع الغرباء.
بعض العلاجات المستخدمة هي:
-
العلاج الاسري:
يركز هذا العلاج على فهم الروابط بين أفراد الأسرة وتعزيز التواصل الإيجابي بينهم.
-
العلاج بالرسم:
و هو علاج نفسي يشجع الطفل عن التعبير عن مشاعره عبر الرسم بمساعدة المعالج النفسي، وهي طريقة جيدة للتعبير غير اللفظي للأطفال.
كيف أتعامل مع طفل يُظهر هذه الأعراض؟
1- توفير الاستقرار:
الطفل في هذه الحالة يفتقد الاهتمام و الرعاية المستقرة المستمرة من ولي أمره الأساسي فيبحث عنه عند البالغين الآخرين، لذلك من المهم توفير بيئة مستقرة و تنمية ثقة الطفل في الشخص المسؤول عن رعايته عبر الإصغاء للطفل، إعطائه الاهتمام وتقديم الرعاية الأساسية بشكل منتظم و متوقع.
مثال : تقديم الوجبات في موعد محدد كل يوم و وضع روتين حول تناول الوجبات كعائلة.
2- تحديد قوانين و توقعات واضحة من الطفل:
وجود قوانين واضحة و مفهومة شيء مهم لنمو الطفل، هنا يشجع الطفل على توضيح حدوده الشخصية و فهم واحترام حدود الآخرين، ويتعلم الواجبات المتوقعة منه ثم يُثاب عليها فيعزّز في نفسه الشعور بالمسؤولية واحترام نفسه و الآخرين.
مثال : يوضح للطفل الفرق بين البالغ الغريب و البالغين القريبين منه و يوضح له فرق التعامل مع كل منهم
3- الروتين المستمر :
بالنسبة للطفل في هذه السن الحرجة فإن القدرة على توقع مجريات اليوم كأن يعلم أن طعامه يقدم في ساعة معينة، و وجود طقوس عائلية منتظمة حول هذه الفعاليات اليومية يساعده على تنمية الشعور بالثقة والاستقرار.
مثال : وضع روتين معين لوقت النوم الساعة الثامنة مساءً يبدأ بتغيير الملابس ملابس النوم، تنظيف الأسنان ثم دخول الفراش و سماع قصة ما قبل النوم و من ثَمّ النوم.