مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    7 د

Image

تم إدخال مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية إلى السوق لاستخدامها في علاج أعراض الاكتئاب لأول مرة في عام 1987، وأولها كان فلوكستين. وقد شاع استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية على الفور لأنها كانت أكثر أمانًا من غيرها من الأدوية المستخدمة لعلاج الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات ومثبطات أكسيداز أحادي الأمين.

لقد وجد الباحثون أن إحدى الفوائد الرئيسية لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مقارنة بمضادات الاكتئاب القديمة في أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أكثر أمانًا، بما في ذلك الجرعات الزائدة منها. وفي حين تعتبر مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية فعالة مثل مضادات الاكتئاب القديمة في الاكتئاب الخفيف أو المعتدل، فقد كان ينظر إليها على أنها ليست فعالة مثل مضادات الاكتئاب القديمة في علاج الاكتئاب الحاد. أدى هذا التصور إلى تطوير مضادات اكتئاب أخرى لاحقًا، مثل مثبطات استرداد السيروتونين والنورأدرينالين، حيث تحول التركيز من تعزيز استرداد ناقل عصبي واحد فقط، وهو السيروتونين، إلى تعزيز استرداد النواقل العصبية الأخرى (مثل النورأدرينالين والدوبامين).

الاستخدامات الطبية

تعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عن طريق زيادة مستويات السيروتونين في الدماغ. والسيروتونين هو ناقل عصبي (مادة كيميائية تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ)، يعتقد أن لها تأثيرًا على الحالة المزاجية والعاطفة والنوم. وتنتج الإصابة بحالات الاكتئاب وحالات الصحة العقلية ذات الصلة عن انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ، ويؤدي رفع مستويات السيروتونين إلى تحسين الحالة النفسية والأعراض، مما قد يجعلك أكثر استجابة لأنواع العلاج الأخرى، مثل العلاج المعرفي السلوكي.

وبالإضافة إلى الاكتئاب، يمكن أن يصف لك الطبيب أحد الأدوية المصنفة ضمن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لعلاج عدد من حالات الصحة العقلية الأخرى، بما في ذلك:

1.      اضطراب القلق العام

2.      اضطراب الوسواس القهري

3.      اضطراب الهلع

4.      الرهاب الشديد، مثل رهاب الخلاء والرهاب الاجتماعي

5.      الشره المرضي

6.      اضطراب ما بعد الصدمة

يمكن استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أحيانًا لعلاج حالات أخرى، مثل الألم العضلي الليفي ومتلازمة القولون العصبي.


الأنواع

تشمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية المستخدمة لعلاج الاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج الأخرى الأدوية التالية:

·         سيتالوبرام  (Citalopram)

سيتالوبرام هو نوع من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. وغالبًا ما يستخدم لعلاج الحالة المزاجية السيئة والاكتئاب وأيضًا في بعض الأحيان لنوبات الهلع. يساعد سيتالوبرام العديد من الأشخاص على التعافي من الاكتئاب، وله أعراض جانبية أقل من مضادات الاكتئاب القديمة.

·         إسيتالوبرام  (Escitalopram)

إسيتالوبرام هو نوع من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. غالبًا ما يستخدم لعلاج الاكتئاب ويستخدم أحيانًا لعلاج أعراض القلق أو اضطراب الوسواس القهري أو نوبات الهلع.

·         فلوكستين  (Fluoxetine)

يستخدم فلوكستين، وهو أحد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية لعلاج الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، المتمثل بالأفكار المزعجة التي لن تختفي والحاجة إلى القيام بأفعال معينة مرارًا وتكرارًا. كما يستخدم أيضًا لعلاج بعض اضطرابات الأكل، ونوبات الهلع، وهي هجمات مفاجئة وغير متوقعة من الخوف والقلق الشديد.

·         باروكسيتين  (Paroxetine)

ينتمي الباروكستين إلى فئة من الأدوية تسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، ويستخدم لعلاج الاكتئاب والأمراض العقلية الأخرى عن طريق زيادة كمية السيروتونين، وهي مادة طبيعية في الدماغ تساعد في الحفاظ على التوازن العقلي وعلى استقرار المزاج.

·         سيرترالين  (Sertraline)

سيرترالين هو نوع من مضادات الاكتئاب المعروفة باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. غالبًا ما يستخدم لعلاج الاكتئاب، وأحيانًا نوبات الهلع، واضطراب الوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة.

·         فلوفوكسامين (Fluvoxamine)

يستخدم فلوفوكسامين، أحد مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، لعلاج اضطراب الوسواس القهري واضطراب القلق الاجتماعي (الخوف الشديد من التفاعل مع الآخرين أو الأداء أمام الآخرين).

·         فيلازودون (Vilazodone)

يستخدم فيلازودون لعلاج الاكتئاب عند البالغين. وهو مضاد للاكتئاب وينتمي إلى مجموعة من الأدوية التي تعرف باسم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية. ويعمل فيلازودون عن طريق زيادة نشاط مادة كيميائية تسمى السيروتونين في الدماغ.

التفاعلات الدوائية

يمكن أن يكون لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أيضًا تفاعلات خطيرة مع بعض الأدوية، سواء بوصفة طبية أو بدون وصفة طبية، بما في ذلك الأعشاب والمكملات. قبل البدء في استخدام أحد الأدوية المصنفة ضمن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، تأكد من إخبار طبيبك بجميع أنواع الأدوية والمكملات المختلفة التي تتناولها. وبشكل عام، لا ينبغي استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مع الأدوية التالية:

·         مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين

·         مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات

·         مضادات التخثر

·         مضادات الهيستامين

·         ثيوفيلين

·         كيتوكونازول

·         الديجوكسين

·         الليثيوم

·         السيكلوسبورين


الأعراض الجانبية

جميع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تعمل بطريقة مماثلة، لذلك فهي تسبب عمومًا آثارًا جانبية مماثلة، على الرغم من أن بعض الأشخاص قد لا يعانون من أي من الأعراض الجانبية. قد تختفي العديد من الأعراض الجانبية بعد الأسابيع القليلة الأولى من الاستخدام المستمر للعلاج، في حين أن بعض الآثار الجانبية قد تكون غير محتملة، مما قد يدفع الطبيب إلى وصف دواء مختلف لعلاج أعراض الاكتئاب لديك. إذا كنت لا تستطيع تحمل أحد الأدوية المصنفة ضمن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، فقد تكون قادرًا على تحمل نوع آخر، حيث تختلف مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية في قوتها وتأثيرها في منع استرداد السيروتونين ومدى سرعة التخلص من الدواء في الجسم.

·         الأعراض الجانبية الشائعة

يمكن أن تشمل الأعراض الجانبية الشائعة لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية ما يلي:

1.      الشعور بالاضطراب أو القلق

2.      عسر الهضم

3.      الإسهال أو الإمساك

4.      فقدان الشهية وفقدان الوزن

5.      دوخة

6.      عدم وضوح الرؤية

7.      جفاف الفم

8.      التعرق المفرط

9.      مشاكل النوم مثل الأرق أو النعاس

10.  الصداع

قد يقلل تناول الدواء مع الطعام من خطر الإصابة بالغثيان. أيضًا، إذا كان الدواء لا يسبب الأرق ولا يمنعك من النوم، فيمكنك تجنب أو تقليل تأثير الغثيان لديك عن طريق تناوله في وقت النوم. ننصحك بسؤال طبيبك عن الأعراض الجانبية المحتملة الأكثر شيوعًا لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قبل البدء باستخدام الدواء،

 

·         الأعراض الجانبية الأقل شيوعًا

ومن الممكن أن تسبب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية أعراض جانبية أقل شيوعًا، مثل:

1.      ظهور كدمات أو نزيف بسهولة، بما في ذلك تقيؤ الدم

2.      الارتباك

3.      مشاكل في الحركة

4.      رؤية أو سماع أشياء غير حقيقية (هلوسة)

5.      عدم القدرة على التبول

 

·         متلازمة السيروتونين

تشمل متلازمة السيروتونين التي قد تظهر في حال استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مجموعة من الأعراض الجانبية غير الشائعة، ولكنها قد تكون خطيرة. وتحدث متلازمة السيروتونين عندما تصبح مستويات مادة كيميائية في دماغك تسمى السيروتونين مرتفعة للغاية. عادةً ما تظهر متلازمة السيروتونين عند تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مع دواء أو مادة أخرى ترفع أيضًا مستويات السيروتونين، مثل مضادات الاكتئاب الأخرى. يمكن أن تشمل أعراض الإصابة بمتلازمة السيروتونين ما يلي:

·         الارتباك

·         ارتعاش العضلات

·         التعرق

·         الارتجاف

·         الإسهال

إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، يجب عليك الاتصال بأسرع وقت بطبيبك النفسي لاتخاذ الإجراء المناسب، الذي قد يشمل إيقاف استخدام الدواء.

·         نقص الصوديوم في الدم

قد يعاني كبار السن الذين يتناولون مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من انخفاض حاد في مستويات الصوديوم في الدم. قد يؤدي ذلك إلى تراكم السوائل داخل خلايا الجسم، مما قد يشكل خطرًا على صحة مستخدمي هذه الأدوية. يحدث هذا العرض الجانبي لأن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية يمكن أن تمنع تأثيرات الهرمون الذي يساعد على تنظيم مستويات الصوديوم والسوائل في الجسم. يمكن أن يسبب نقص صوديوم الدم الخفيف أعراضًا مشابهة للاكتئاب أو للأعراض الجانبية لمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، مثل:

·         الصداع

·         الألم العضلي

·         قلة الشهية

·         الارتباك

يمكن أن يسبب نقص صوديوم الدم الشديد الأعراض التالية:

·         الشعور بالفتور والتعب

·         الارتباك

·         الذهان

ويمكن أن تتسبب أخطر حالات نقص صوديوم الدم في توقف التنفس أو الدخول في غيبوبة. إذا كنت تشك في أنك أو أي شخص مقرب منك مصاب بنقص صوديوم الدم، فاتصل بطبيبك مباشرة للقيام بالتصرف المناسب. ويمكن علاج نقص صوديوم الدم عن طريق تغذية الجسم بمحلول صوديوم عن طريق الحقن الوريدي.

قد يكون من الخطر أيضًا إيقاف استخدام مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية بشكل مفاجئ ودون استشارة الطبيب، كما لا ننصحك بتفويت عدة جرعات متتالية. يمكن أن يؤدي القيام بذلك إلى حالة تسمى متلازمة التوقف التي تسبب أعراضًا تشبه أعراض الانسحاب. إذا كنت تعاني من متلازمة التوقف، فقد تبدأ في الشعور بأنك مصاب بالأنفلونزا أو تلاحظ ظهور الأعراض التالية:

·         غثيان

·         دوخة

·         قلق

·         تعب أو خمول

أخبر الطبيب عن أي أعراض جانبية ظهرت لديك بعد استخدام الدواء ولا يمكنك احتمالها. قد يقوم الطبيب بتخفيف جرعة الدواء أو تغييره إلى دواء آخر. لا تقم بإيقاف استخدام الدواء دون استشارة الطبيب.

يعتمد تحديد أفضل مضاد للاكتئاب بالنسبة لك على عدد من الأمور، مثل الأعراض التي تشعر بها وأية حالات صحية أخرى قد تكون لديك. إذا كنت تعتقد أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية قد تكون خيارًا جيدًا بالنسبة لك، فحدد موعدًا للتحدث مع الطبيب حول الأعراض التي تعاني منها. سيقوم الطبيب بمراجعة تاريخك الصحي وسيساعدك في تحديد ما إذا كانت مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مناسبة لحالتك الصحية. تتضمن بعض الأسئلة التي قد ترغب في طرحها على طبيبك ما يلي:

·         هل أنا معرض لظهور الأعراض الجانبية من مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية؟

·         هل أتناول أي أدوية قد تتفاعل مع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية؟

·         هل هناك نوع مختلف من الأدوية قد يناسبني بشكل أفضل؟

·         هل سيكون العلاج بالكلام خيارًا جيدًا بالنسبة لي بدلاً من الأدوية؟

·         كم من الوقت سيستغرق الدواء لبدء العمل؟

·         هل يمكنني التوقف عن تناول مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية إذا تحسنت أعراض الاكتئاب لدي؟

قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على العلاج المناسب. العديد من الأشخاص المصابين بالاكتئاب يشعرون أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية مفيدة في علاج أعراضهم أو تخفيفها، مما يسمح لهم بعيش حياة طبيعية.

الكلمات المفتاحية

مثبطات استرداد السيروتونين

الإكتئاب

القلق

مضادات الاكتئاب

فلوكسيتين

متلازمة السيروتونين