مثبتات المزاج

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    3 د

Image

النظرة التاريخية

 

تاريخيًا، كانت تستخدم الينابيع المعدنية الغنية بالليثيوم بعد ملاحظة احتوائها على خصائص علاجية. و تم استخدامها لأول مرة لعلاج أعراض الهوس في أواخر القرن التاسع عشر. وقد نشر الطبيب النفسي الأسترالي جون كيد في عام 1949 إحدى الأوراق الأولى التي تحدثت عن استخدام الليثيوم لعلاج أعراض الهوس الحاد. ومنذ ذلك الوقت، أصبح الليثيوم من الأدوية المستخدمة على نطاق واسع لعلاج تقلبات المزاج. ولأكثر من 50 عامًا، استخدم المصابون بالهوس الليثيوم كعلاج لأعراض تقلبات المزاج على الرغم من عدم فهم العلماء لكيفية عمل الليثيوم بشكل واضح لتحقيق استقرار المزاج [1]. أما التأثير الطبي لمضادات النوبات، كالكاربامازيبين وحمض الفالبرويك كمثبتات للمزاج فقد اكتشف في عامي 1970 و1980. وهذه الأدوية لا تستخدم كعلاج أول لأعراض تقلبات المزاج، ولكنها تعمل على تخفيف الأعراض بشكل ملحوظ [2].

 ولا زالت الأبحاث مستمرة إلى وقتنا الحاضر للوصول إلى أفضل العلاجات التي تعمل على تخفيف الأعراض وتسبب أعراضًا جانبية أقل.

الاستخدامات الطبية

 

مثبتات المزاج هي فئة من الأدوية المستخدمة في علاج الاضطرابات النفسية، وتستخدم تحديدًا في علاج الاضطرابات النفسية التالية  [3]:

  1.  اضطراب ثنائي القطب

  2. اضطراب الهوس والهوس الخفيف

  3. الاكتئاب الحاد المتكرر

  4. الاضطراب الفصامي العاطفي

بعض الأدوية المسماة مثبتات المزاج هي في الواقع مواد كيميائية مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، ولكن المتخصصين غالبًا ما يصنفونها معًا، لأن هذه الأدوية جميعها يمكنها المساعدة في استقرار المزاج لدى المرضى [3].

وعند البدء في استخدام مثبتات المزاج، قد تحتاج إلى أسبوعين أو أكثر قبل أن تلاحظ تأثيرها في تخفيف أعراضك، وأربعة إلى ستة أسابيع قبل أن تصل إلى تأثيرها الكامل. ولذلك من المهم الإنتظار ومنح مثبتات المزاج الوقت الكافي لملاحظة أي تحسن في أعراض تقلب المزاج. وبمجرد السيطرة على الأعراض، قد يقوم طبيبك بتوجيهك بالاستمرار في تناول مثبتات المزاج لمدة ستة أشهر على الأقل وربما لفترة أطول. وتختلف المدة الزمنية لاستخدام مثبتات المزاج قبل التوقف عن استخدامها من شخص إلى آخر. ويمكن أن يساعدك الاستمرار في تناول مثبتات المزاج على المدى الطويل في الحفاظ على صحتك. كما يمكن أن يؤدي التوقف عن استخدام مثبتات المزاج إلى زيادة فرصة حدوث نوبات أخرى من تقلبات المزاج [4].

ومع الاستمرار في استخدام مثبتات المزاج لفترة من الوقت وملاحظة السيطرة التامة على أعراض تقلب المزاج، يمكن لطبيبك أن يقوم بتخفيف الجرعة مع الاستمرار بمراقبة تفاقم أعراض تقلب المزاج أو ظهورها مرة أخرى [4].

 

الأنواع 

 

1.      الليثيوم

يستخدم الليثيوم في العلاج طويل الأمد لاضطراب الهوس بالإضافة إلى الاضطراب ثنائي القطب. ويستخدم الليثيوم أحيانًا في علاج الاكتئاب أحادي القطب (الاكتئاب الشديد) والاضطراب الفصامي العاطفي [5]. ويمكن أيضًا لاستخدام الليثيوم أن يقلل من التفكير بالانتحار [6].

يمكن أن تشمل الأعراض الجانبية لاستخدام الليثيوم ما يلي [7]:

  1. الغثيان

  2. التعب

  3. الإسهال

  4. زيادة الوزن   

ومن النصائح التي يمكنك اتباعها لتقليل حدوث الأعراض الجانبية المصاحبة لاستخدام الليثيوم ما يلي [8]:

  • تناول الليثيوم مع الطعام

  • تناول الطعام والشراب بشكل طبيعي وتجنب اتباع نظامًا غذائيًا قليل الملح

  • شرب الكثير من السوائل في الطقس الحار وأثناء التمرين لتجنب الجفاف

  • تجنب قيادة السيارة أو ممارسة أي نشاط يحتاج إلى التركيز، لأن الليثيوم يمكن أن يسبب بالنعاس

  • التحدث مع طبيبك في حال تناول جرعة كبيرة من الليثيوم أو في حال نسيان تناول الجرعة في الوقت المحدد

بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن الليثيوم يتفاعل مع العديد من الأدوية، مثل أدوية الاضطرابات النفسية الأخرى وأدوية ضغط الدم وبعض مسكنات الألم [9]. ويمكن أن يؤدي الاستخدام المزمن لليثيوم إلى فقدان وظائف الكلى، كونه يتم التخلص من الليثيوم من الجسم عن طريق الكلى. ولذلك، يجب فحص وظائف الكلى بشكل دوري أثناء استخدام الليثيوم كمثبت للمزاج [10]. 

2.      مضادات النوبات (الأدوية المضادة للصرع)

على مدى السنوات العشر الماضية، كان البحث جاريًا عن علاجات أفضل لاستقرار المزاج، ثم بدأ استخدام مضادات النوبات كحمض الفالبرويك والكاربامازيبين واللاموتريجين كعلاجات بديلة ومساعدة لليثيوم. ولكن، لا تزال آلية عمل مضادات النوبات في تثبيت الحالة المزاجية غير مفهومة جيدًا، ومن غير الواضح ما إذا كانت خواصها التي تعمل على استقرار الحالة المزاجية هي نفسها التي تعمل على علاج النوبات [10].

وتشمل مضادات النوبات التي تستخدم غالبًا كمثبتات المزاج ما يلي [7]:

  •  كاربامازيبين

الكاربامازيبين هو دواء مضاد للنوبات ومثبت للمزاج يستخدم بشكل أساسي في علاج الصرع والاضطراب ثنائي القطب، بالإضافة إلى ألم العصب الخامس. وتشمل الآثار الجانبية لكاربامازيبين [10]:

  1. عدم وضوح الرؤية

  2. الدوخة

  3. اضطراب الجهاز الهضمي

وقد تلاحظ ظهور الطفح الجلدي أيضًا عند استخدام الكارابمازيبين، وقد يقوم طبيبك بإيقاف العلاج إذا أزداد الطفح الجلدي سوءًا. ويجب إيقاف العلاج فورًا إذا لاحظت ظهور بثور جلدية مخاطية أو تآكل في البشرة مصحوبًا بحمى غير مبررة.

يمكن أن يساعد الكاربامازيبين في تهدئة نشاط الدماغ من خلال آلية معروفة وواضحة. يوجد في الدماغ بوابات تسمى "قنوات الصوديوم"، والتي يمكن أن تكون مفتوحة أو مغلقة. فتح قنوات الصوديوم يؤدي إلى المزيد من النشاط الكهربائي في الدماغ. ويعمل  الكاربامازيبين عن طريق إبقاء قنوات الصوديوم مغلق. ويؤدي انخفاض النشاط الكهربائي إلى تقليل إطلاق الناقلات العصبية التي تعمل على تنشيط الدماغ، مما يقلل من كمية الناقلات العصبية، كالجلوتامات والدوبامين والنورادرينالين المنتشرة حول الدماغ [11].

  •  حمض الفالبرويك (الفالبروات)

تم إثبات فعالية الفالبروات في علاج الهوس من خلال التجارب، ولكن لا توجد مثل هذه التجارب لفحص فعاليتها في علاج الاكتئاب ثنائي القطب. ويستخدم الفالبروات في علاج حالات تقلب المزاج التي لا تستجيب للعلاج باستخدام الليثيوم.

الأعراض الجانبية الأكثر شيوعًا التي قد يسببها استخدام الفالبروات تشمل [10]:

  1. تهيج المعدة

  2. الغثيان

  3. الرعشة

  4. زيادة الشهية

 ويمكن تجنب الأعراض الجانبية الأكثر خطورة التي قد يسببها استخدام الفالبروات عن طريق الزيادة التدريجية في الجرعة المستخدمة. وأثناء استخدام الفالبروات لعلاج تقلبات المزاج، يجب مراقبة وظائف الكبد. كما أنه لا يتم وصف الفالبروات للأشخاص الذين يعانون من مرض كبدي نشط أو تاريخ عائلي من الخلل الوظيفي الكبدي.

على الرغم من أن الآلية الدقيقة لعمل الفالبروات غير معروفة، يعتقد أن الفالبروات تنتج زيادة في التثبيط القشري للمساهمة في التحكم في التناسق العصبي، كما أن لها تأثيرًا وقائيًا للأعصاب يمنع الضرر والضمور العصبي في حالات الاضطراب ثنائي القطب [12].

  • لاموتريجين

في الآونة الأخيرة، أجريت تجارب على استخدام لاموتريجين في علاج الهوس والاضطراب ثنائي القطب. وعلى الرغم من أن الأبحاث تدعم فعاليته في علاج الاضطراب ثنائي القطب (بجرعات 50 مجم و 200 مجم)، إلا أنه يظل غير مرخص للاستخدام. ولذلك، يستخدم لاموتريجين للحالات المقاومة للعلاجات الأخرى  أو للأشخاص الذين لا يتحملون العلاجات التقليدية والذين تظهر لديهم أعراض جانبية خطيرة عند استخدامها [10].

الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا المرتبطة باستخدام لاموتريجين هي

  1. الصداع

  2. الغثيان

  3. الدوخة

ويعد الطفح الجلدي الذي يحدث لدى 5 ٪ من المرضى من الأعراض الخطيرة التي يجب مراقبة تطورها، وعادة ما يظهر في وقت مبكر من العلاج. عادة ما يكون الطفح الجلدي خفيفًا. ومع ذلك، قد يتطور الطفح الجلدي أحيانًا إلى أمراض خطيرة، مثل: الحمامي متعددة الأشكال والوذمة الوعائية ومتلازمة ستيفنز جونسون، وقد تم الإبلاغ عن حدوث وفيات. وفي حال ظهور الطفح الجلدي أو أعراض مشابهة للانفلونزا عند استخدام لاموتريجين، يجب مراقبة وظائف الكلى والكبد والتخثر. وقد يقوم الطبيب في هذه الحالة بإيقاف العلاج على الفور إذا تأكد أن الطفح الجلدي ناتج عن استخدام لاموتريجين [10].

تتشابه آلية عمل لاموتريجين في تثبيت المزاج مع آلية عمل كاربامازيبين، حيث تعمل على تثبيط قنوات الصوديوم، وبالتالي تسيطر إطلاق الناقلات العصبية التي تعمل على تنشيط الدماغ  وتثبط إطلاق الجلوتامات [13].

 

الكلمات المفتاحية

الإكتئاب

الهوس

اضطراب ثنائي القطب