اضطراب قلق الانفصال

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    3 د

Image

يعد اضطراب القلق الانفصالي (بالإنجليزية: Separation Anxiety Disorder) أحد أكثر اضطرابات قلق الأطفال شيوعًا. ويتمثل اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال في المبالغة في القلق بما يزيد عن الحد الطبيعي والوصول إلى درجة القلق المفرط. كما يمكن أن يصيب اضطراب قلق الانفصال المراهقين والبالغين.

كان تشخيص اضطراب قلق الانفصال ينطبق فقط على الأطفال حيث لم يكن معلومًا أن اضطراب قلق الانفصال قد يصيب البالغين أيضًا، كما أن اضطراب قلق الانفصال لم يكن موجودًا كاضطراب منفصل يمكن تشخيصه بوجود أعراض محددة قد تظهر لدى المصاب. ولكن في عام 2013 تم إدراج اضطراب قلق الانفصال كاضطراب منفصل وتوسيعه ليشمل البالغين في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، الإصدار الخامس.

الأسباب

في بعض الأحيان، يمكن أن يحدث اضطراب قلق الانفصال بسبب الضغوط التي قد تؤدي بالطفل إلى الانفصال عن أحد والديه. كما قد تلعب الوراثة أيضًا دورًا في تطوير هذا الاضطراب. غالبًا ما يبدأ اضطراب قلق الانفصال في مرحلة الطفولة، ولكنه قد يستمر حتى سنوات المراهقة وأحيانًا إلى مرحلة البلوغ. وتشمل عوامل الخطر التي قد تكون سببًا لإصابة طفلك باضطراب قلق الانفصال ما يلي:

1.التعرض لضغوط الحياة أو الأحداث التي تؤدي إلى الانفصال، مثل مرض أو وفاة أحد الأقارب، أو فقدان حيوان أليف محبوب، أو طلاق الوالدين، أو الانتقال إلى المدرسة أخرى.

2.تاريخ عائلي من الإصابة بالقلق، بما في ذلك الأقارب الذين يعانون من مشاكل القلق أو اضطرابات القلق، مما يشير إلى أن هذه الاضطرابات يمكن أن تكون موروثة.

الأعراض

من الشائع أن اضطراب قلق الانفصال يصيب الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة وخلال السنوات الأولى. ولكن، قد يصيب اضطراب قلق الانفصال المراهقين والبالغين أيضًا. وتختلف أعراض اضطراب قلق الانفصال حسب المرحلة العمرية للمصاب.

أعراض اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

قد يتم تشخيص اضطراب قلق الانفصال لدى طفلك إذا كانت الأعراض شديدة بالنسبة لعمره وتسبب مشاكل كبيرة في حياته اليومية وتتعارض مع أدائه للنشاطات المختلفة أو الذهاب إلى المدرسة. وتشمل الأعراض التي قد تظهر لدى طفلك في حال إصابته باضطراب قلق الانفصال ما يلي:

1.      ضغط وخوف مفرط بشأن الخروج من المنزل أو الابتعاد عن الوالدين

2.      القلق المستمر والمفرط بشأن فقدان أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة بسبب مرض أو كارثة

3.      القلق المستمر من حدوث شيء سيء، مثل الضياع أو الاختطاف

4.      رفض الابتعاد عن المنزل خوفا من الانفصال

5.      عدم الرغبة في البقاء وحيدًا في المنزل وبدون وجود أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة

6.      رفض النوم خارج المنزل أو رفضه دون وجود أحد الوالدين أو أحد أفراد الاسرة

7.      كوابيس متكررة عن الانفصال

8.      شكاوى متكررة من الصداع وآلام المعدة أو أعراض أخرى عند توقع الانفصال عن أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة

قد يترافق اضطراب قلق الانفصال مع اضطراب الهلع وحدوث نوبات الهلع، وهي نوبات متكررة من الشعور المفاجئ بالقلق الشديد والخوف أو الرعب التي تصل إلى ذروتها في غضون دقائق.

أعراض اضطراب قلق الانفصال لدى المراهقين

قد يقوم المراهقون بإنكار أعراض اضطراب قلق الانفصال التي يعانون منها أو قد يقومون بإخفاء مشاعر الخوف التي يشعرون بها. ويؤدي الانفصال المتوقع أو الفعلي إلى رد فعل لدى المراهقين المصابين باضطراب قلق الانفصال، والذي يتمثل في خفقان القلب والتوتر والإغماء. وتتضمن بعض أعراض اضطراب قلق الانفصال المحتملة التي قد تظهر لدى المراهقين ما يلي:

1.      كره أو رفض الذهاب إلى المدرسة أو عدم الرغبة في البقاء طوال اليوم في المدرسة

2.      عدم الرغبة في الانضمام إلى الأنشطة اللامنهجية والتشاركية

3.      الإصرار على معرفة مكان الوالدين في جميع الأوقات

4.      الشعور بعدم الارتياح عندما لا يكون الوالدان في المنزل

5.      عدم الرغبة في الانخراط في أنشطة مستقلة، مثل الذهاب إلى المتجر، والسفر، والنوم في منزل أحد الأصدقاء، وما إلى ذلك

أعراض اضطراب قلق الانفصال لدى البالغين

يشعر البالغون المصابون باضطراب قلق الانفصال بأعراض عاطفية وإدراكية أكثر من الأعراض الجسدية التي قد تكون شائعة لدى الأطفال. وقد يشعر البالغون المصابون باضطراب قلق الانفصال بالقلق على والديهم، ولكن بالنسبة لمعظم الأشخاص البالغين، قد يكون التعلق الناتج عن الإصابة باضطراب قلق الانفصال هو تعلق بأطفالهم أو شركائهم. وقد تعاني في حال إصابتك باضطراب قلق الانفصال مما يلي:

1.      التحقق بشكل متكرر من مكان وسلامة الشريك أو الأطفال لدرجة أنه يتعارض مع القسام بالعمل والتفاعل مع الآخرين

2.      ظهور الأعراض الجسدية للانفصال، مثل خفقان القلب والدوخة والإغماء

3.      كوابيس متكررة متعلقة خوف الشخص من الانفصال، مثل القتل والحريق وما إلى ذلك

من غير المحتمل أن تختفي أعراض اضطراب قلق الانفصال دون علاج، ويمكن أن يؤدي اضطراب قلق الانفصال، إذا لم يتم علاجه إلى حدوث اضطراب الهلع واضطرابات القلق الأخرى في مرحلة البلوغ. إذا كانت لديك مخاوف بشأن إصابتك أو إصابة طفلك بقلق الانفصال، فتحدث إلى الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.

العلاج

يعتمد العلاج المناسب الذي يقوم الطبيب بوصفه بعد تحديد التشخيص الدقيق على أعراض طفلك وعمره وصحته العامة. كما يعتمد اختيار العلاج أيضًا على مدى خطورة الحالة. غالبًا ما يتضمن علاج اضطراب القلق الاجتماعي مزيجًا من طرق العلاج التالية:

العلاج السلوكي المعرفي. يساعد هذا العلاج طفلك على تعلم كيفية التعامل مع قلقه بشكل أفضل. الهدف من العلاج السلوكي المعرفي أيضًا هو مساعدة طفلك على السيطرة على المواقف التي قد تؤدي إلى حدوث القلق لديه.

الأدوية. قد تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب أو مزيلات القلق بعض الأطفال على الشعور بالهدوء. وبسبب الأعراض الجانبية للأدوية المزيلة للقلق مثل البنزوديازيبينات، والتي يعد أكثرها خطورة الإصابة بالإدمان، يتم تجنبها بشكل عام ولا يفضل وصفها كعلاج لاضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال. ومع ذلك، في الحالات الشديدة التي يثبت فيها أن العلاج المعرفي السلوكي وأساليب العلاج النفسي الأخرى غير كافية لعلاج أعراض اضطراب قلق الانفصال، قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية المزيلة للقلق لتخفيف الأعراض لدى الأطفال. وتعد العديد من الأدوية الأخرى مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) أدوية فعالة في علاج اضطراب قلق الانفصال.

وبشكل عام، فقد تمت الموافقة على عدد قليل فقط من الأدوية لعلاج اضطرابات القلق لدى الأطفال والمراهقين، التي قد يتم وصفها لعلاج حالات مثل اضطراب قلق الانفصال.

على سبيل المثال، دواء دولوكسيتين هو أحد مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SSNRIs) التي تمت الموافقة عليها لعلاج اضطراب القلق لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات وما فوق.

أما بالنسبة للوقاية، فلا توجد طرق مضمونة للوقاية من حدوث اضطراب قلق الانفصال لدى طفلك، ولكن قد يساعدك زيارة الطبيب للاستشارة في أقرب وقت ممكن إذا كنت تشعر بأن قلق طفلك مبالغ فيه ولا يتناسب مع مرحلة النمو الطبيعية. يمكن أن يساعد التشخيص والعلاج المبكران في تقليل الأعراض والوقاية من تفاقم الاضطراب. ومن المهم أيضًا الالتزام بخطة العلاج للمساعدة في منع حدوث الانتكاسات أو تفاقم الأعراض.

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

القلق

مزيلات القلق

انفصال

قلق الانفصال

مقالات مقترحة