اضطراب الشخصية الحدية

  • اسم الكاتب

    الفريق الطبي

  • مدة القراءة

    5 د

Image

تم إدخال مصطلح الشخصية الحدية لأول مرة في المصطلحات النفسية في عام 1938 من قبل المحلل النفسي الأمريكي أدولف ستيرن. استخدمها ستيرن لوصف المرضى الذين كانوا على حدود الإصابة بالذهان والعصاب، وهؤلاء الأفراد أظهروا أعراضًا معينة تحت الضغط ولكن سرعان ما عادوا لطبيعتهم لاحقًا.

حدث التقدم الكبير التالي في عام 1975 عندما تم نشر مقال احتوى على مجموعة من المعلومات ذات الصلة والمنشورة حول اضطراب الشخصية الحدية، والتي اقترحت الخصائص الرئيسية لهذا الاضطراب، وبعدها تم نشر أداة بحث محددة لتحسين التشخيص الدقيق للاضطراب. مكنت هذه الأداة الباحثين في جميع أنحاء العالم من التشخيص الدقيق لاضطراب الشخصية الحدية. بعد ذلك، ظهر اضطراب الشخصية الحدية لأول مرة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، الطبعة الثالثة كتشخيص نفسي في عام 1980.

أما بالنسبة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، فقد نشر في في عام 1979 أدلة غير مؤكدة على أن الجرعات المنخفضة من مضادات الذهان فعالة في الحد من بعض أعراض اضطراب الشخصية الحدية. أما في الثمانينيات من القرن الماضي، فقد تم نشر عدد كبير من دراسات التصوير العصبي التي تشير إلى أن اضطراب الشخصية الحدية يرتبط باضطرابات بيولوجية في مناطق الدماغ المرتبطة بأعراض الاضطراب. وكانت هذه التطورات في مجال اضطراب الشخصية الحدية بمثابة تحسن ملحوظ في فهم مدى انتشاره وتأثيراته، وطبيعته الأساسية، وتطوير طرق محددة وفعالة للعلاج الدوائي والنفسي.

الأسباب

لا يوجد سبب واحد للإصابة باضطراب الشخصية الحدية، ومن المحتمل أن تكون إصابتك بهذا الاضطراب ناتجة عن مجموعة من العوامل، التي قد تشمل ما يلي:

·         الوراثة

 قد تجعلك الجينات التي ترثها من والديك أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية، فقد وجد العلماء أدلة على أن اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن تنتقل في الجينات وتزيد احتمالية الإصابة لدى الأفراد في العائلات التي يظهر فيها اضطراب الشخصية الحدية.

·         مشاكل في الناقلات العصبية في الدماغ

يعتقد أن العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية لديهم مشاكل في الناقلات العصبية في أدمغتهم، وخاصة السيروتونين. والناقلات العصبية هي مواد كيميائية يستخدمها دماغك لنقل الإشارات بين خلايا الدماغ. وقد تم ربط المستويات المتغيرة من السيروتونين بالاكتئاب والعدوانية وصعوبة التحكم في المشاعر.

·         مشاكل في نمو الدماغ

استخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة أدمغة الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية. وكشفت الدراسة أنه في العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، وجد ثلاثة أجزاء من الدماغ إما أصغر من الحجم الطبيعي أو لديها مستويات غير عادية من النشاط. وهذه الأجزاء في الدماغ تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم العواطف، مثل الخوف والقلق، كما تشارك في التخطيط واتخاذ القرار. ومن الممكن أن تساهم مشاكل هذه الأجزاء من الدماغ في ظهور أعراض اضطراب الشخصية الحدية.

·         العوامل البيئية

يبدو أن عددًا من العوامل البيئية من الممكن أن تؤثر على ظهور اضطراب الشخصية الحدية ليك. وتشمل هذه العوامل ما يلي:

1.      أن تكون ضحية للاعتداء الجسدي

2.      التعرض للخوف أو الضيق على المدى الطويل عندما كنت طفلاً

3.      الإهمال من قبل أحد الوالدين أو كليهما

4.      نشأت مع فرد آخر من العائلة يعاني من حالة صحية عقلية خطيرة، مثل الاضطراب ثنائي القطب

الأعراض

قد تعاني في حال إصابتك باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية شديدة كما قد تشعر بتغير في الطريقة التي ترى فيها نفسك. ويمكن أن تتغير مشاعرك تجاه الآخرين بسرعة، وتتحول من التقارب الشديد إلى الكراهية الشديدة، أو تتغير اهتماماتك بسرعة، ومن الممكن أيضًا أن تتصرف باندفاع أو بتهور. وتشمل العلامات أو الأعراض الأخرى التي من الممكن أن شعر بها في حال إصابتك باضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

1.      العلاقات غير المستقرة مع العائلة والأصدقاء والأحباء.

2.      القيام سلوكيات متهورة وخطيرة في كثير من الأحيان، مثل إنفاق الأموال المبالغ فيه، والقيادة المتهورة، والشراهة في تناول الطعام.

3.      إيذاء النفس

4.      الأفكار المتكررة عن الانتحار

5.      شعور بالفراغ

6.      الغضب الشديد غير المبرر

لا يعاني كل الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية من جميع هذه الأعراض، وتعتمد شدة الأعراض وتكرارها ومدة حدوثها على الشخص وطبيعة مرضه. ولكن، يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من القيام بإيذاء النفس والسلوك الانتحاري بشكل كبير.

العلاج

يتم علاج اضطراب الشخصية الحدية بشكل أساسي باستخدام العلاج النفسي، ولكن يمكن إضافة الأدوية إلى خطة العلاج لتخفيف الأعراض. يمكن أن يساعدك العلاج في تعلم مهارات لإدارة حالتك والتعامل معها. ومن الضروري أيضًا أن تتلقى العلاج من أي اضطرابات عقلية أخرى تحدث غالبًا جنبًا إلى جنب مع اضطراب الشخصية الحدية، مثل الاكتئاب. ومن العلاجات التي يمكن أن يصفها الطبيب إليك ما يلي:

·         العلاج النفسي

العلاج النفسي - ويسمى أيضًا العلاج بالكلام - هو نهج علاجي أساسي لاضطراب الشخصية الحدية. قد يقوم المعالج الخاص بك بتكييف نوع العلاج لتلبية احتياجاتك على أفضل وجه. ويهدف العلاج النفسي على مساعدتك في:

1.      تحسين قدرتك الحالية على العمل والدراسة

2.      تعلم كيفية إدارة المشاعر

3.      التقليل من اندفاعك

4.      العمل على تحسين العلاقات من خلال إدراكك لمشاعرك ومشاعر الآخرين

 

·         الأدوية

على الرغم من عدم وجود أدوية مخصصة لعلاج اضطراب الشخصية الحدية، إلا أن بعض الأدوية قد تساعد في علاج الأعراض أو المشكلات المصاحبة مثل الاكتئاب أو الاندفاع أو العدوانية أو القلق. قد تشمل الأدوية التي يمكن استخدامها لعلاج أعراضك مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو مثبتات المزاج.

مضادات الاكتئاب

أظهرت الدراسات أن مضادات الاكتئاب هي الأدوية الأكثر شيوعًا التي يتم وصفها للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، حيث يتناولها ما يقرب من 80٪ من مرضى اضطراب الشخصية الحدية. ويستخدم لعلاج اضطراب الشخصية الحدية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي تعمل بشكل أساسي عن طريق زيادة مستويات السيروتونين. وتشمل أنواع مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية التي يمكن أن يصفها الطبيب لـعلاج اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

·         فلوكستين

·         فلوفوكسامين

·         باروكستين

مثبتات المزاج ومضادات النوبات

تستخدم مثبتات المزاج ومضادات النوبات للمساعدة في علاج أعراض اضطراب الشخصية الحدية مثل الغضب وتقلب المزاج والاندفاع. تستخدم مثبتات الحالة المزاجية تقليديا لعلاج الاضطرابات العاطفية مثل الاضطراب ثنائي القطب. وتشمل مثبتات المزاج ومضادات النوبات التي يمكن أن يصفها الطبيب للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

·         كاربامازيبين

·         لاموتريجين

·         كربونات الليثيوم

مضادات الذهان

يمكن استخدام مضادات الذهان للمساعدة في إدارة مشاكل الغضب الشائعة لدى الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، كما يمكن أن تستخدم لتخفيف الاندفاع وتحسين عدم الاستقرار العاطفي والذهان والخلل في العلاقات الشخصية لدى المصابين باضطراب الشخصية الحدية. وتشمل مضادات الذهان المستخدمة في علاج اضطراب الشخصية الحدية ما يلي:

·         فلوفينازين

·         هالوبيريدول

·         لوكسابين

·         ثيو زانثين

وتوجد بعض البيانات المحدودة التي تشير إلى فعالية هذه الأدوية في علاج اضطراب الشخصية الحدية، ولكن يمكن استخدامها لعلاج أعراض مثل الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس لدى بعض الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية.

وفي حال إصابتك باضطراب الشخصية الحدية، ننصحك بالتحدث إلى طبيبك حول الأدوية التي يمكن استخدامها لتخفيف تأثير الأعراض على حياتك اليومية وأعراضها الجانبية. سيقوم الطبيب بسؤالك عن الأعراض التي تشعر بها وعن وقت ملاحظتك لبدء ظهورها لتحديد التشخيص المناسب لك ثم اختيار العلاج المناسب لحالتك الصحية.

أسئلة وأجوبة

السؤال الأول/ كيف تتعامل مع مريض اضطراب الشخصية الحدية؟

يتطلب التعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الحدية منك أن تكون متفهمًا لحالتهم الصحية وأن تكون صبورًا أثناء التحدث إليهم. قد يكون الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مشتتين أثناء محادثتك لهم، ولذلك حاول مساعدتهم على فصل الحقائق عن المشاعر. على سبيل المثال، ساعدهم على معرفة أن غضبهم من شخص يعتقدون أنه أساء إليهم لا يثبت أن هذا الشخص كان ينوي إيذاءهم.

السؤال الثاني/ ماهي صفات الشخصية الحدية؟

إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الحدية، فقد تشعر أن الآخرين يتخلون عنك عندما تكون في أمس الحاجة إليهم، أو أنهم يقتربون منك كثيرًا لدرجة لا يمكنك احتمالها. يمكن أن يؤدي هذا إلى شعورك بالقلق الشديد والغضب، ولذلك تقوم ببذل جهود كبيرة حتى لا تبقى بمفردك، مثل: إرسال الرسائل النصية أو الاتصال الهاتفي بشخص ما باستمرار.

السؤال الثالث/ هل يمكن علاج اضطرابات الشخصية الحدية؟

بمرور الوقت، يتغلب العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية على أعراضهم ويتعافون. وقد يوصى بعلاج إضافي للأشخاص الذين تعود أعراضهم. ويشمل علاج اضطراب الشخصية الحدية في الغالب علاجًا نفسيًا فرديًا أو جماعيًا.

السؤال الرابع/ هل اضطراب الشخصية الحدية وراثي؟

من المرجح أن تزداد احتمالية إصابتك باضطراب الشخصية الحدية إذا كان أحد أفراد عائلتك يعاني أيضًا من نفس الاضطراب. هذا يشير إلى أن العوامل الوراثية يمكن أن تساهم في تطور اضطراب الشخصية الحدية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن البيئة التي نشأت فيها وعلاقاتك مع الآخرين يمكن أن تؤثر على طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفاتك وبالتالي قد يكون لها تأثير في تطوير اضطراب الشخصية الحدية لديك.


السؤال الخامس/ كم مدة علاج اضطراب الشخصية الحدية ؟

قد يستمر علاج اضطراب الشخصية الحدية لمدة عام أو أكثر، اعتمادًا على احتياجاتك وظروف حياتك الخاصة.


السؤال السادس/ كيف أعرف أني مصاب باضطراب الشخصية الحدية؟

قد تعاني في حال إصابتك باضطراب الشخصية الحدية من تقلبات مزاجية شديدة ويمكن أن تتغير مشاعرك تجاه الآخرين بسرعة. وإذا لاحظت ظهور أي من هذه العلامات لديك فننصحك باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب.


السؤال السابع/ هل الشخصية الحدية مؤذية؟

لا يعتبر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية مؤذين أو عنيفين، كما أنهم لا يشكلون خطرًا على الآخرين.


السؤال الثامن/ هل الشخصية الحدية ذكية؟

العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية أذكياء للغاية ويدركون أن ردود أفعالهم قد تبدو مبالغًا فيها. وتشير الأبحاث إلى أن اضطراب الشخصية الحدية مرتبط بامتلاك معدل ذكاء فوق المتوسط (معدل الذكاء> 130) ومواهب فنية استثنائية.


السؤال التاسع/ ما الفرق بين الشخصية الحدية و ثنائي القطب؟

يميل الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب إلى الشعور بالهوس والاكتئاب، بينما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية من آلام عاطفية شديدة ومشاعر الفراغ واليأس والغضب والوحدة. وفي حال الإصابة باضطراب الشخصية الحدية، غالبًا ما تستمر التغيرات المزاجية لفترة قصيرة تصل إلى بضع ساعات.

الكلمات المفتاحية

شخصية حدية

اضطراب الشخصية

اضطراب المزاج

اضطراب الشخصية الحدية