تم وصف اضطراب الشخصية الانطوائية في عدة مصادر تعود إلى أوائل القرن العشرين، على الرغم من اختلاف التسميات المستخدمة لوصف الاضطراب وتعددها. وقد قدم الطبيب النفسي السويسري أوجين بلولر وصفًا للمرضى الذين ظهرت عليهم علامات اضطراب الشخصية الانطوائية عام 1911، مما ساعد في تحديد تشخيص أدق للمصابين. لاحقًا، اكتسب مفهوم اضطراب الشخصية الانطوائية مزيدًا من الاهتمام عندما تم تضمينه في الإصدار الثالث من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-III) الذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي في عام 1980. أما الإصدار الرابع من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية الذي صدر في عام 1994، فقد وضح السمات الأساسية للأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الانطوائية.
ساهمت الأبحاث التي أجريت في القرن الحادي والعشرين في تحسين فهم العوامل الكامنة والأمراض المصاحبة وأساليب العلاج لاضطراب الشخصية الانطوائية. أظهرت العلاجات السلوكية المعرفية، بما في ذلك التدريب على المهارات الاجتماعية ومواجهة المواقف والتحديات نتائج واعدة في مساعدة الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الانطوائية على إدارة أعراضهم بشكل أفضل وتحسين نوعية حياتهم والقدرة على ممارسة النشاطات اليومية. ومع استمرار تطور مجال علم النفس والطب النفسي، من المرجح أن يصبح فهمنا لاضطرابات الشخصية مثل اضطراب الشخصية الانطوائية أكثر دقة، مما قد يساعد في تحسين دقة التشخيص وأساليب العلاج.
الأسباب
لا يوجد سبب محدد وواضح للإصابة باضطراب الشخصية الانطوائية. ولكن، يمكن لوجود عدد من الأسباب وعوامل الخطر لديك أن تجعلك أكثر عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الانطوائية، بما في ذلك:
· الإصابة بحالة صحية عقلية أخرى مصاحبة لاضطراب الشخصية الانطوائية، مثل الاكتئاب أو القلق
· وجود تاريخ عائلي من الإصابة بالاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الشخصية
· التعرض لإساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو الصدمة أو الإهمال
· التعرض للصدمة، بما في ذلك التعرض لحادث تنمر أو رفض شديد من قبل الآخرين في مرحلة الطفولة
الأعراض
إذا كنت تعاني من اضطراب الشخصية الانطوائية، فإن الخوف من الرفض الذي من الممكن أن تواجهه قد يكون قوي جدًا، لذلك فإنك غالبًا ما تختار العزلة بدلاً من المخاطرة بالرفض. وتشمل الأعراض والسمات الأخرى التي قد تدل على إصابتك باضطراب الشخصية الانطوائية ما يلي:
-
تشعر بالحساسية المفرطة عند التعرض للنقد أو الرفض
-
لديك القليل من الأصدقاء المقربين، وتتردد في التعامل مع الآخرين إذا لم يكونوا مقربين منك
-
تعاني من القلق الشديد والخوف في المناسبات الاجتماعية، مما يؤدي بك إلى تجنب الأنشطة أو الوظائف التي تتطلب التواجد مع الآخرين والتحدث إليهم
-
تميل إلى الشعور بالخجل أو الارتباك في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من فعل شيء خاطئ أو التعرض للإحراج.
-
تميل إلى المبالغة في الحساسية في حال حدوث المشاكل
-
نادرًا ما تقوم بتجربة أي شيء جديد أو المجازفة.
-
لديك تصور سيء عن ذاتك، وترى أنك غير مناسب وأقل شأناً من الآخرين.
عادة ما يكون الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب خجولين جدًا. ومع ذلك، لا يصاب كل شخص خجول بهذا الاضطراب. إذا كنت مصابًا باضطراب الشخصية الانطوائية، فمن المرجح أن يكون خجلك قد تطور مع تقدمك في العمر، لدرجة أنك قد بدأت في الانعزال عن الآخرين وتجنب مواقف معينة مع مرور الوقت مما أدى إلى تطور حالتك إلى اضطراب الشخصية الانطوائية.
وفي حالة وجود هذه الأعراض لديك، سيقوم الطبيب النفسي بتشخيص حالتك عن طريق سؤالك عن تشخيصك الطبي والقيام بفحص بدني. على الرغم من عدم وجود أي اختبارات لتشخيص اضطرابات الشخصية على وجه التحديد، فقد يقوم طبيبك بإجراء اختبارات تشخيصية متنوعة لاستبعاد الأمراض الجسدية كسبب للأعراض. وفي حال لم يجد الطبيب سببًا جسديًا للأعراض، فقد يقوم بتشخيص إصابتك باضطراب الشخصية الانطوائية ووصف العلاج المناسب لحالتك.
العلاج
يشمل علاج اضطراب الشخصية الانطوائية بشكل أساسي العلاج النفسي بالكلام، وخاصة العلاج السلوكي المعرفي. قد يقوم الطبيب أيضًا بوصف الأدوية لعلاج حالتك النفسية، خاصة إذا كنت تعاني من اضطرابات نفسية أخرى. وفي حال إصابتك باضطراب الشخصية الانطوائية، قد يقوم الطبيب بوصف طرق العلاج التالية:
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
العلاج السلوكي المعرفي
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
أحد المبادئ الأساسية للعلاج السلوكي المعرفي هو أن المشكلات النفسية ناتجة عن طرق تفكير غير سليمة. يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تحديد الأفكار السلبية ويعلمك كيفية الاستجابة للمواقف الصعبة بشكل أكثر فعالية. قد يكون العلاج السلوكي المعرفي مفيدًا في علاج اضطراب الشخصية الانعزالية. ومع ذلك، فإن الأبحاث التي تشير إلى فاعليته في علاج هذا الاضطراب محدودة.
والعلاج السلوكي المعرفي هو نوع من الاستشارة الفردية التي تركز على تغيير طريقة تفكيرك وسلوكك. وتركز طريقة العلاج على التغلب على المخاوف، ومساعدتك على التعامل بشكل أفضل مع المواقف الاجتماعية. وللحصول على أفضل النتائج، يجب إجراء العلاج الدوائي جنبًا إلى جنب مع العلاج السلوكي المعرفي، خاصة عند وجود اضطرابات نفسية أخرى مرافقة لإصابتك باضطراب الشخصية الانطوائية. وقد تكون استجابتك للعلاج وتحسن أعراضك المرتبطة بالاضطراب أكثر فاعلية عندما يكون أفراد الأسرة داعمين ومتفهمين.
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
الأدوية
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
لا يوجد أي أدوية محددة تمت الموافقة عليها واعتمادها لعلاج أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية حتى الآن. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن بعض مضادات الاكتئاب قد تكون مفيدة في تخفيف تأثير أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية. ويمكن استخدام مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيتالوبرام لعلاج أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية إذا كان العلاج السلوكي المعرفي غير كاف أو لم يثبت فاعليته في تخفيف تأثير الأعراض مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد يقوم الطبيب بوصف الأدوية لعلاج اضطرابات أخرى قد تكون مصاحبة لاضطراب الشخصية الانطوائية، مثل الاكتئاب أو القلق.
في بعض الحالات ، قد يتم وصف مزيلات القلق للأفراد الذين يعانون من استجابات شديدة للقلق، أو الذعر، جنبًا إلى جنب مع اضطراب الشخصية الانطوائية. وقد وجدت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانطوائية بالإضافة إلى اضطرابات نفسية أخرى كانوا أكثر عرضة للانتكاس بعد التوقف عن تناول الأدوية أكثر من أولئك الذين لا يعانون من اضطراب في الشخصية.
قد يكون من الصعب علاج أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية والتخلص منها نهائيًا، ولكن يمكن إدارتها وتعلم كيفية التحكم بها من خلال حضور جلسات العلاج النفسي بالكلام، لذلك ننصحك باستشارة الطبيب النفسي في حال ظهور أي من أعراض اضطراب الشخصية الانطوائية لديك أو لدى أحد الأشخاص المقربين منك. يمكن للحصول على العلاج المناسب أن يغير طريقة تفكيرك وتفاعلك مع الآخرين إلى الأفضل. وتذكر دائمًا أنك المسؤول عن سلوكك ويمكنك تغييره في أي وقت.
أسئلة وأجوبة
السؤال الأول/ ما هي صفات الشخص الانطوائي؟
يميل الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الانطوائية إلى أن يكونوا خجولين ومرتبكين في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من فعل شيء خاطئ أو التعرض للإحراج. ونادرًا ما يجرب المصابون أي شيء جديد أو يجازفون، كما يشعرون دائمًا بأنهم أقل شأنًا من الآخرين.
السؤال الثاني/ ما هي اسباب الشخصية الانطوائية؟
من الأسباب التي قد تؤدي لإصابتك باضطراب الشخصية الانطوائية ما يلي:
1. الإصابة بحالة صحية عقلية أخرى، مثل الاكتئاب أو القلق
2. تاريخ عائلي للإصابة بالاكتئاب أو القلق أو اضطرابات الشخصية
3. إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة أو التعرض للصدمة أو الإهمال
4. الصدمة بما في ذلك التعرض لسخرية أو رفض شديد في مرحلة الطفولة
السؤال الثالث/ هل حب العزلة مرض؟
حب العزلة هو نتيجة للإصابة بالقلق والاكتئاب حيث يستخدمها بعض المصابون باضطرابات الشخصية كطريقة للتأقلم والتعامل مع القلق المفرط وتجنب التفاعل مع الآخرين.
السؤال الرابع/ ما هي فوائد الانعزال؟
يمكن للانعزال ضمن الحدود الطبيعية ولفترات قصيرة أن يكون مفيدًا في:
· تحسين التركيز والذاكرة
· إعطاء الأولوية للاهتمامات
· تعزيز الإبداع
· تحسين وتقوية العلاقات
· زيادة الإنتاجية
ولكن، تشير الدراسات إلى أن الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية يرتبطان بمخاطر أعلى من التعرض للمشاكل الصحية، مثل أمراض القلب والاكتئاب.
السؤال الخامس/ لماذا بعض الناس يحبون الوحدة؟
يمكن أن تكون الوحدة مفيدة لأنها تمنح الشخص الوقت للاستثمار في نفسه وفي اهتماماته. أيضًا، قد يختار الأشخاص قضاء الوقت بمفردهم لأنهم انطوائيون أو يفضلون الهدوء.
السؤال السادس/ هل الشخصية الانطوائية مرض؟
اضطراب الشخصية الانطوائية هو أحد أنواع اضطراب الشخصية. غالبًا ما يكون لدى الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الانطوائية تاريخ طويل من الشعور بعدم الكفاءة، وهم حساسون جدًا لما يعتقده الآخرون بشأنهم. ويبدو الشخص المصاب باضطراب الشخصية الانطوائية خجولًا عندما يكون محاطًا بالآخرين.
السؤال السابع/ كيف أعالج نفسي من الانطواء؟
للتخلص من السلوك الانطوائي، ننصحك باتباع الخطوات التالية:
1. افهم سبب سلوكك الانطوائي
2. تدرب على التعبير عن مشاعرك. من أصعب الأشياء التي يمكنك القيام بها عندما يكون لديك أسلوب انطوائي هو إخبار شخص آخر بما تشعر به
3. أخرج من منطقة الراحة الخاصة بك وقم بنشاطات مختلفة تتشارك فيها مع أشخاص آخرين
4. تعرف على الأشخاص الآخرين
قم بزيارة الطبيب النفسي للحصول على استشارة حول العلاج المناسب في حال استمرار السلوك الانطوائي لديك.
السؤال الثامن/ ما هو سبب الانطوائية؟
غالبًا ما يكون السلوك الانطوائي ناتجًا عن الخوف من العواقب غير المرغوب فيها عند التعامل مع الآخرين، مثل الرفض، وخيبة الأمل، والشعور بالذنب، والغضب، والحزن.
السؤال التاسع/ هل حب العزلة مرض نفسي؟
لا تعتبر العزلة والعزلة المزمنة من حالات اضطراب الصحة العقلية المحددة، إلا أنها لا تزال تؤثر على الصحة العقلية. تصف تعد العزلة من المشاعر السلبية التي يمكن أن تحدث عندما يكون لديك رهبة من التواصل الاجتماعي. ولكن، من الطبيعي أن ترغب بالاستمتاع بقضاء الوقت بمفردك في بعض الأحيان.
السؤال العاشر/ ما هو سبب الابتعاد عن الناس؟
يتجنب بعض الأشخاص المواقف الاجتماعية ويفضلون الابتعاد عن الناس بسبب الخوف من الرفض ومن الحكم عليهم بطريقة سلبية من قبل الآخرين. كما يعاني بعض الأشخاص من اضطرابات المزاج أو الخجل أو الخوف من تكرار التجارب السلبية السابقة، مما يدفعهم لتجنب الآخرين وتفضيل العزلة .