ما هو الاضطراب الانفجاري المتقطع؟

الاضطراب الانفجاري المتقطع  (Intermittent Explosive Disorder - IED) هو اضطراب نفسي يتميز ب:

• نوبات مفاجئة من الغضب الشديد،

• العدوانية غير المتناسبة مع الموقف. 

 قد تؤدي هذه النوبات إلى سلوكيات عنيفة مثل الصراخ، تحطيم الأشياء، الاعتداء الجسدي، أو التهديدات اللفظية. وعلى الرغم من أن النوبة قد تستمر لدقائق معدودة، إلا أنها تترك تأثيرًا نفسيًا واجتماعيًا كبيرًا على المصاب ومن حوله.

يُعتبر اضطراب الانفجارات المتكررة جزءًا من اضطرابات التحكم في الاندفاعات، ويختلف عن الغضب الطبيعي في أنه يحدث بشكل متكرر، غير متوقع، ودون مبرر كافٍ.

متى يتم تشخيص هذا الاضطراب؟

يتم تشخيص هذا الاضطراب عادةً في سن 18 عامًا فما فوق، ومع ذلك، قد تبدأ الأعراض في الظهور خلال الطفولة أو المراهقة. في الأطفال، قد يتم الخلط بين اضطراب الانفجارات المتكررة ونوبات الغضب العادية، لكنه يُعتبر مشكلة حقيقية عندما تكون النوبات أكثر حدة وتكرارًا مقارنة بسلوكيات الأطفال الطبيعية.

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟

يُظهر المصابون بهذا الاضطراب نوبات غضب مفاجئة وغير مبررة تترافق مع أعراض جسدية ونفسية، من بينها:

أعراض سلوكية

• نوبات غضب شديدة وغير متوقعة

• الاعتداء الجسدي أو اللفظي على الآخرين

• تحطيم الممتلكات أو إلحاق الضرر بالأشياء

• تصرفات عدوانية مثل رمي الأشياء أو توجيه التهديدات

أعراض نفسية وعاطفية

• شعور متزايد بالتوتر أو التهيج قبل الانفجار

• عدم القدرة على السيطرة على الغضب

• الإحساس بالندم أو الخجل بعد النوبة

أعراض جسدية

• زيادة معدل ضربات القلب

• التعرق الشديد

• ارتعاش أو اهتزاز اليدين

• صداع أو ضيق في الصدر

ما هي مسببات هذا الاضطراب؟

لا يوجد سبب واحد مباشر لهذا الاضطراب، لكنه ينتج عن تفاعل عدة عوامل نفسية وبيولوجية وبيئية. تشمل الأسباب المحتملة:

العوامل الجينية

 الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي لاضطرابات التحكم في الاندفاعات يكونون أكثر عرضة للإصابة باضطراب الانفجارات المتكررة.

العوامل العصبية والبيولوجية

• خلل في مستويات النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التحكم في الغضب.

• اضطرابات في وظائف الدماغ، خاصة في الفص الجبهي المسؤول عن التحكم في المشاعر والسلوكيات.

العوامل البيئية والتربوية

• التعرض للعنف في الطفولة يزيد من خطر تطوير أنماط سلوكية غير متزنة.

• غياب الدعم العاطفي أو التربية الصارمة قد يؤدي إلى صعوبة في تعلم طرق صحية للتعامل مع الغضب.

• التعرض للضغط النفسي المستمر، مثل المشاكل العائلية أو الاقتصادية، قد يزيد من احتمال ظهور النوبات الغاضبة.

كيف يتم تشخيص اضطراب الانفجارات المتكررة؟

يقوم الاخصائي بفحص تاريخ المريض و نمط سلوكه عبر:

• مقابلة سريرية  لتقييم تكرار وشدة نوبات الغضب و مراجعة تاريخ الشخص المرضي و أنماط السلوك . 

• استبيانات تقييمية لقياس مستويات العدوانية والاندفاعية مثل (IED-SQ) المستخدم لتقييم أعراض الاضطراب الانفجاري المتقطع.

• استبعاد الاضطرابات الأخرى التي قد تتشابه في الأعراض مثل اضطراب الشخصية الحدية أو اضطرابات القلق والاكتئاب.

كيف يتم العلاج؟

يُعتمد في العلاج على الجمع بين العلاج النفسي والأدوية للسيطرة على الأعراض وتحسين القدرة على إدارة الغضب.

العلاج النفسي

• العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المريض على فهم أسباب الغضب وتعلم استراتيجيات للتحكم به.

• العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يركز على تعلم تقنيات التأقلم وتقليل الاندفاعية.

• العلاج العائلي: يساعد في تحسين العلاقات الأسرية وتقليل التوتر داخل الأسرة.

• العلاج الجماعي: يوفر بيئة داعمة للمصابين لتبادل الخبرات وتعلم استراتيجيات ضبط النفس.

العلاج الدوائي

لا يوجد دواء محدد لعلاج اضطراب الانفجارات المتكررة، ولكن بعض الأدوية قد تساعد في السيطرة على الأعراض، مثل:

• مضادات الاكتئاب (SSRIs): مثل فلوكستين، لتقليل الاندفاعية وتحسين استقرار المزاج.

• مثبتات المزاج: مثل كربونات الليثيوم، للمساعدة في ضبط المشاعر والانفعالات.

• مضادات الذهان: في بعض الحالات الشديدة، يمكن وصف أدوية مثل ريسبيريدون للحد من العدوانية.

تقنيات التحكم في الغضب وتحسين نمط الحياة

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتخفيف التوتر والضغط النفسي.

• تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التأمل وتمارين التنفس العميق.

• التواصل الفعال مع الآخرين لتجنب سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى الغضب.

• البحث عن أنشطة تساعد في تصريف الطاقة السلبية مثل الفنون أو الكتابة.

كيف يمكنني التقليل من نوبات الغضب لدي؟

تعرف على المحفزات: 

راجع نمط سلوكك الغاضب و حاول تحديد المواقف أو الأشخاص الذين يثيرون غضبك، ما هي الأفكار و السلوكيات التي عادة ما تحفز نوبات الغضب لديك؟ التعرف على المحفزات قد تساعدك على السيطرة على نوبة الغضب التي قد تحدث نتيجة لها.

كن واعياً و تعرف على مشاعرك بشكل أعمق:  

اسأل نفسك، ما هو مصدر هذا الغضب؟ الغضب عادة شعور ينبع عن الاعتقاد بأنك ضحية تصرف غير عادل في حقك، سواء كان هذا الاعتقاد صحيح بالنسبة للحالة، أو مبالغ فيه، أو ردة فعل في غير محلها بسبب تعرضك لمواقف أخرى جديرة بالغضب، من المهم التعرف على مصدر هذا الغضب و أن تسأل نفسك لماذا أنت غاضب بالفعل؟ 

عبر عن المشاعر بطريقة صحية  : 

غالباً ما يكون الغضب هو متنفس للتعبير عن جميع المشاعر السلبية من حزن و خيبة و خوف، أحياناً ما تحتاجه هو مواجهة مشاعرك السلبية و تصنيفها بشكل صحيح و من ثم التعبير عنها بشكل فعال و صحي،
مثال، بدلاً من الانفجار غضباً عندما يرغب شريكك في الخروج مع الأصدقاء في وقت تعاني أنت فيه من الوحدة و تحتاج للدعم العاطفي، يمكنك مواجهة مصدر مشاعر الغضب و هي الخوف من الهجر أو الوحدة و من ثم التعبير عن هذه المشاعر بوضوح للشريك و طلب الدعم النفسي و العاطفي بدلاً من الانفجار بالغضب.