ما هو اضطراب التواصل الاجتماعي؟
اضطراب التواصل الاجتماعي (Social Communication Disorder - SCD) هو أحد اضطرابات النمو العصبي ويؤثر على قدرة الشخص على استخدام اللغة في المواقف الاجتماعية، مما يؤدي إلى صعوبات في التفاعل مع الآخرين.
يتميز هذا الاضطراب ب:
- عدم القدرة على فهم الإشارات الاجتماعية،
- صعوبة استيعاب القواعد الاجتماعية للمحادثات،
- عدم القدرة على تعديل اللغة وفقًا للسياق،
ما الفرق بين اضطراب التواصل الاجتماعي واضطراب طيف التوحد؟
قد يتشابه الاضطرابان مما يسبب بأن يعتقد ولي الأمر أن طفله مصاب بالتوحد و لذلك يجب ملاحظة الفروق الجوهرية بينهما :
-
في حالة اضطراب طيف التوحد يظهر على الطفل ضعف في القدرات اللغوية و الاجتماعية و عدم القدرة على اظهار السلوك الاجتماعي المتوقع من فئته العمرية.
-
في حالة اضطراب التواصل الاجتماعي يعاني الطفل من صعوبة في التحدث بشكل مناسب و البدء في المحادثات و فهم سياقها، و لكن مع الوقت قد يتمكن من تقليد الأخرين و اظهار السلوك الاجتماعي المناسب.
ولكن الفرق الأهم أن اضطراب طيف التوحد يتضمن أيضاً السلوكيات المتكررة و الاهتمامات المحددة، بينما اضطراب التواصل الاجتماعي يقتصر على خلل في التفاعل الاجتماعي فقط .
ما هو سبب هذا الاضطراب؟
كما الحال مع اضطراب طيف التوحد لا يوجد سبب محدد لهذا الاضطراب، ولكن بعض العوامل الوراثية و البيئية قد تتضمن:
العوامل الوراثية:
وجود أقارب مصابين باحدى اضطرابات النمو قد يزيد من فرصة الاصابة.
العوامل البيئية :
قد تؤثر بيئة الطفل في تطوير مهاراته اللغوية والاجتماعية، مثل الاهمال و فقر البيئة خلال فترة الطفولة المبكرة.
ما هي أعراض اضطراب التواصل الاجتماعي؟
يبدأ اضطراب التواصل الاجتماعي في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن الأعراض قد لا تكون واضحة حتى يواجه الطفل مواقف اجتماعية أكثر تعقيدًا، مثل المدرسة.
و تشمل هذه الأعراض:
1-صعوبة في استخدام اللغة لأغراض اجتماعية، مثل:
-
عدم القدرة على بدء المحادثات أو الحفاظ عليها بطريقة مناسبة.
-
صعوبة في التعبير عن المشاعر أو الأفكار بطريقة واضحة.
-
صعوبة في تعديل أسلوب التحدث وفقًا للسياق (مثل التحدث بشكل رسمي أو غير رسمي حسب الموقف).
2-مشاكل في فهم القواعد الاجتماعية للمحادثة، مثل:
-
عدم القدرة على معرفة متى يجب التحدث أو التوقف عن الكلام.
-
صعوبة في فهم الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه ولغة الجسد.
-
مواجهة صعوبة في الاستجابة للعبارات غير المباشرة أو النكات.
3-تأثير سلبي على الأداء الأكاديمي والاجتماعي، حيث يواجه الأفراد المصابون تحديات في:
-
تكوين علاقات صداقة.
-
التفاعل في البيئات التعليمية أو المهنية.
-
فهم التعليمات متعددة الخطوات، مما يؤثر على الأداء المدرسي.
كيف يتم تشخيص اضطراب التواصل الاجتماعي؟
يتم تشخيص اضطراب التواصل الاجتماعي بناءً على تقييم شامل لمهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي في المواقف الاجتماعية.
و يتضمن التشخيص:
المقابلة الأولية مع الأهل:
حيث يتم جمع معلومات حول تاريخ الطفل اللغوي والتطور الاجتماعي، مثل كيفية تفاعله مع الآخرين، ومدى قدرته على فهم التعليمات والتلميحات غير المباشرة.
ملاحظة السلوك والتفاعل الاجتماعي:
يقوم الأخصائي بمراقبة كيفية استخدام الطفل للغة في مواقف مختلفة، مثل المحادثات الجماعية، ورواية القصص، والاستجابة للأسئلة المفتوحة.
الاختبارات المعيارية:
تشمل تقييم قدرة الطفل على بدء المحادثات، تعديل اللغة وفقًا للسياق، وفهم الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه ولغة الجسد.
ما هي خيارات العلاج والدعم؟
يهدف العلاج إلى تحسين مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل اللغوي، ويتضمن:
العلاج اللغوي والتخاطب:
و يركز على
-
تعليم الطفل كيفية بدء المحادثات والمحافظة عليها.
-
تطوير مهارات فهم الإشارات غير اللفظية ولغة الجسد.
-
تعزيز القدرة على تعديل أسلوب الحديث وفقًا للسياق الاجتماعي.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
-
و يعمل على مساعدة الأطفال في التعامل مع القلق الاجتماعي و تعزيز الثقة بالنفس أثناء التفاعل مع الآخرين.
التدريب على المهارات الاجتماعية:
و يتضمن
-
توفير جلسات جماعية للتفاعل مع أقرانهم.
-
استخدام الألعاب والتمثيل المسرحي لتطوير القدرة على التواصل الفعّال.
الدعم التعليمي:
و يركز على
-
توفير برامج فردية في المدرسة لتحسين قدرة الطفل على التفاعل مع المعلمين والزملاء.
-
تعزيز التعاون بين الأخصائيين والمعلمين لدعم الطفل في البيئات التعليمية.