ما هو اضطراب الشخصية الارتيابية؟
اضطراب الشخصية الارتيابية (Paranoid personality disorder) هو حالة نفسية تتميز بنمط مستمر من الشك وعدم الثقة بالآخرين بدون وجود أدلة حقيقية تدعم هذه الاعتقادات.
الشخص ذو الشخصية الارتيابية يعتبر الجميع عدواً له و يفسر تصرفاتهم على أنها نابعة عن خبث و سوء نية، هم ايضاً حساسون جدا تجاه النقد و يعتبرون العالم مكاناً خطيراً يجب التعامل معه بتوتر و حذر مستمرين.
غالبًا ما يؤدي هذا الاضطراب إلى مشكلات في العلاقات الشخصية والاجتماعية، حيث يجد المصابون به صعوبة في تكوين صداقات أو الحفاظ على علاقات طويلة الأمد بسبب ميلهم المستمر إلى سوء الظن وعدم القدرة على مسامحة الآخرين.
ما هي أعراض هذا الاضطراب؟
يتسم اضطراب الشخصية الارتيابية بعدة أعراض تشمل:
-
الشك المستمر في نوايا الآخرين دون مبررات واضحة.
-
تفسير الأحداث العادية على أنها تهديدات مخفية أو إشارات عدائية.
-
الحساسية المفرطة تجاه النقد أو الإهانة المتصورة، حتى في المواقف البسيطة.
-
رفض مسامحة الآخرين، والاحتفاظ بالأحقاد لفترات طويلة.
-
التردد في الثقة بالآخرين، حتى مع الأصدقاء المقربين أو أفراد العائلة.
-
تفسير المجاملات أو النوايا الحسنة على أنها محاولات لخداعهم أو استغلالهم.
-
التصرف بعدائية أو برود في العلاقات الشخصية بسبب الشك المستمر في نوايا الآخرين.
ما هي أسباب هذا الاضطراب؟
كما الحال في معظم اضطرابات الشخصية فإنه ينتج عن مجموعة من العوامل التربوية والبيئية التي تؤثر على تطور الشخصية، ومن أبرزها:
-
التعرض للإهمال أو سوء المعاملة في الطفولة قد يزيد من احتمالية تطور سمات الشك وانعدام الثقة في الآخرين.
-
النشأة في بيئة مليئة بالعدوانية أو العنف تجعل الشخص أكثر ميلاً لتفسير تصرفات الآخرين على أنها تهديدات.
-
التجارب الحياتية السلبية مثل الخيانة أو التعرض للخذلان قد تؤدي إلى تطور هذا الاضطراب.
كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الارتيابية؟
يتم التشخيص من قبل طبيب نفسي أو أخصائي صحة عقلية عبر تقييم الأعراض والسلوكيات، ويشمل:
-
مراجعة التاريخ الشخصي والعائلي للمريض لمعرفة إن كان هناك عوامل وراثية أو بيئية قد تسببت في الاضطراب.
-
إجراء مقابلات نفسية متعمقة لفهم طريقة تفكير المريض وكيفية تفاعله مع الآخرين.
-
استبعاد أي اضطرابات نفسية أو عصبية أخرى، مثل الفصام أو اضطرابات القلق، التي قد تشترك في بعض الأعراض.
كيف يُعالج هذا الاضطراب؟
لا يسعى معظم الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب إلى العلاج بسبب اعتقادهم بأن مشكلتهم تكمن في الآخرين وليس فيهم. ومع ذلك، يمكن أن يكون العلاج مفيدًا في تحسين جودة الحياة وتقليل الشعور بالشك والقلق المستمر اذا أظهر الشخص المصاب رغبة في التغيير.
العلاج النفسي
-
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد المريض على إعادة تقييم الأفكار المشوهة وتطوير طرق أكثر واقعية في تفسير تصرفات الآخرين.
-
العلاج الجدلي السلوكي (DBT): يعمل على تحسين مهارات التواصل وتقليل السلوكيات الدفاعية المفرطة.
-
العلاج القائم على بناء الثقة: يركز على تعليم المريض كيفية تطوير الثقة التدريجية بالآخرين دون الشعور بالتهديد.
العلاج الدوائي
لا توجد أدوية مخصصة لعلاج هذا الاضطراب، ولكن قد يصف الطبيب بعض الأدوية للتحكم في الأعراض المصاحبة مثل:
-
مضادات القلق لتقليل التوتر والريبة الزائدة.
-
مضادات الاكتئاب في حالة وجود مشاعر اكتئابية مرافقة.
-
مضادات الذهان بجرعات منخفضة إذا كانت الأوهام أو التفكير المشوه شديدًا.
تحسين نمط الحياة
-
ممارسة تمارين الاسترخاء مثل التأمل لتخفيف القلق.
-
بناء علاقات مع أشخاص موثوقين وتعزيز التواصل الاجتماعي الصحي.
-
تجنب العزلة والانخراط في أنشطة جماعية لتعزيز الثقة بالآخرين.
كيف يمكنني التعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الارتيابية ؟
قد يكون من الصعب التعامل مع شخص قريب يظهر علامات اضطراب الشخصية الارتيابية، اليك بعض النصائح التي قد تساعدك
تجنب الجدال المباشر
الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الزورية يميلون إلى الشك المستمر وسوء تفسير نوايا الآخرين، لذا من الأفضل تجنب المواجهات المباشرة أو الجدال معهم، ومحاولة تهدئة الموقف بهدوء ومنطقية.
كن واضحًا وصريحًا
يواجه المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في الثقة بالآخرين، لذلك من المهم التواصل معهم بوضوح وصراحة، وتجنب الغموض أو الإشارات غير المباشرة التي قد تثير شكوكهم.
لا تأخذ الأمور بشكل شخصي
قد يتصرف الشخص المصاب بريبة أو اتهامية دون سبب حقيقي، ولكن من الأفضل عدم أخذ هذه التصرفات على محمل شخصي، والتذكير بأن هذا جزء من الاضطراب وليس ناتجًا عن سوء نية تجاهك.
حدد حدودًا واضحة
للحفاظ على علاقة متوازنة، من الضروري وضع حدود واضحة في التعامل معهم، مثل عدم السماح لهم بفرض شكوكهم عليك أو التحكم في سلوكك بسبب مخاوفهم غير المنطقية.
شجعهم على طلب المساعدة النفسية
نظرًا لأن المصابين باضطراب الشخصية الزورية نادرًا ما يسعون للعلاج بأنفسهم، يمكنك تشجيعهم بطريقة غير مباشرة على استشارة مختص نفسي، مثل الإشارة إلى فوائد تحسين مهارات التواصل أو التعامل مع التوتر