اضطراب الشخصية الانعزالية

اسم الكاتب

الفريق الطبي

مدة القراءة

2 د

Image

ما هو اضطراب الشخصية الانعزالية؟

اضطراب الشخصية الانعزالية schizoid personality disorder هو اضطراب نفسي يتميز بنمط دائم من الانعزال الاجتماعي، البرود العاطفي، وعدم الرغبة في بناء علاقات مع الآخرين. الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يفضلون الوحدة، نادرًا ما يعبرون عن مشاعرهم، وغالبًا ما يجدون المتعة في الأنشطة الفردية بدلاً من التفاعلات الاجتماعية. على الرغم من أنهم قادرون على العمل والقيام بالمهام اليومية، إلا أنهم يفتقرون إلى الاهتمام بالعلاقات الاجتماعية أو العاطفية.

يختلف هذا الاضطراب عن القلق الاجتماعي، حيث لا يتجنب المصابون به التفاعل الاجتماعي بسبب الخوف أو القلق، بل لأنهم ببساطة لا يجدون فيه أي قيمة أو متعة.

يختلف هذا الاضطراب أيضاً عن اضطراب طيف التوحد كونه يتم تشخيصه حصرياً في مرحلة البلوغ و لا يشمل عجز عن التواصل الاجتماعي كما الحال في اضطراب طيف التوحد بل هو خيار من قبل الشخص بأن ينأى بنفسه عن الأخرين.

هل يرتبط هذا الاضطراب بالفصام ؟

كثيراً ما يحصل الخلط بين اضطراب الشخصية الانعزالية "الفصامية" ، اضطراب الشخصية الفصامية النمطية و الفصام ، و لذلك من المفيد أن تعرف الفروق بينهما:


الفصام (Schizophrenia): اضطراب ذهاني يتميز بالهلاوس والأوهام وفقدان الاتصال بالواقع، مما يؤثر على التفكير والسلوك بشكل حاد.

اضطراب الشخصية الانعزالية (Schizoid Personality Disorder): يتميز بالعزلة الاجتماعية، البرود العاطفي، وعدم الاهتمام بالعلاقات، لكنه لا يشمل هلاوس أو أوهام.

اضطراب الشخصية الفُصامية النمطية (Schizotypal Personality Disorder): يشمل تفكيرًا وسلوكًا غريبًا، معتقدات غير عادية، وقلقًا اجتماعيًا شديدًا، لكنه لا يصل إلى درجة الفصام الكامل

كيف يحدث هذا الاضطراب؟

العديد من العوامل قد تسهم معاً في تطور الشخصية الانعزالية مثل

العوامل الجينية:

تشير الدراسات إلى أن اضطراب الشخصية الفُصامية أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين لديهم أفراد في العائلة يعانون من اضطرابات نفسية مشابهة.

العوامل البيولوجية:

بعض الأبحاث تشير إلى أن هناك اختلافات في نشاط الدماغ لدى المصابين بهذا الاضطراب، خاصة في المناطق المرتبطة بالتفاعل الاجتماعي والتعبير العاطفي.

العوامل البيئية والتربوية:

  • التعرض للإهمال العاطفي في الطفولة قد يؤدي إلى تطوير أنماط سلوكية انعزالية.

  • العيش في بيئة غير داعمة عاطفيًا أو حيث تكون العلاقات سطحية أو محدودة قد يعزز هذا الميل إلى الانعزال.

  • التنشئة في عائلة تفتقر إلى التفاعل الاجتماعي أو تضعف فيها الروابط العاطفية قد تسهم في تطوير هذا النمط من الشخصية.

ما هي أعراض هذا الاضطراب؟

يتسم اضطراب الشخصية الانعزالية بعدة أعراض رئيسية، من بينها:

  • الانعزال الاجتماعي التام وعدم الرغبة في تكوين صداقات أو الحفاظ على علاقات وثيقة، حتى مع أفراد العائلة.

  • البرود العاطفي وعدم التعبير عن المشاعر، مما يجعلهم يبدون غير مكترثين بالعلاقات الاجتماعية.

  • قلة الاهتمام بالنشاطات الاجتماعية أو الترفيهية، ويفضلون الأنشطة الفردية مثل القراءة أو ألعاب الفيديو أو البحث العلمي.

  • ضعف القدرة على الشعور بالمتعة في معظم الأنشطة الاجتماعية، حتى تلك التي يستمتع بها الآخرون عادةً.

  • عدم التأثر بآراء الآخرين أو النقد، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا.

  • انعدام الرغبة في العلاقات العاطفية أو الجنسية، حيث لا يشعرون بالحاجة إلى الارتباط بالآخرين على المستوى الشخصي أو الحميمي.

كيف يؤثر اضطراب الشخصية الانعزالية على الحياة اليومية؟

الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب قد يتمكنون من العمل في وظائف تتطلب الحد الأدنى من التفاعل الاجتماعي، مثل العمل في البحث العلمي، البرمجة، أو الكتابة، لكنهم يواجهون صعوبة في بيئات العمل التي تعتمد على التواصل والتفاعل الاجتماعي. كما أنهم غالبًا ما يعيشون حياة منعزلة، حيث يفضلون قضاء وقتهم بمفردهم بدلاً من التواجد مع الآخرين.

كيف يتم تشخيص اضطراب الشخصية الانعزالية؟

يتم التشخيص من قبل أخصائي نفسي بناء على التاريخ المرضي و الفهم المتعمق لنمط سلوك المريض، و لا يتم تشخيص هذا الاضطراب لمن هم دون سن الرشد 

  • إجراء مقابلات سريرية متعمقة لفهم أنماط التفكير والسلوك للمريض.

  • استخدام استبيانات نفسية لقياس مستوى العزلة الاجتماعية والبرود العاطفي.

  • استبعاد الاضطرابات النفسية الأخرى مثل الفصام أو اضطرابات القلق الاجتماعي.

و قد يسأل الاخصائي أسئلة حول: 

  • هل تفضل قضاء وقتك بمفردك بدلاً من التفاعل مع الآخرين؟

  • هل تشعر بأنك غير مهتم ببناء علاقات اجتماعية أو عاطفية؟

  • هل تجد صعوبة في التعبير عن مشاعرك أو فهم مشاعر الآخرين؟

  • هل تشعر بأن الأنشطة الاجتماعية غير ضرورية أو بلا معنى بالنسبة لك؟

  • هل تجد صعوبة في الاستمتاع بالأنشطة التي يعتبرها الآخرون ممتعة؟

كيف يُعالج اضطراب الشخصية الانعزالية؟

 

العلاج النفسي

على الرغم من أن معظم المصابين بهذا الاضطراب لا يسعون للعلاج بسبب عدم إدراكهم لوجود مشكلة، إلا أن العلاج النفسي يمكن أن يساعد في تحسين جودة حياتهم، وتشمل العلاجات:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد في تحسين المهارات الاجتماعية وتشجيع التفاعل التدريجي مع الآخرين.

  • العلاج القائم على بناء العلاقات: يهدف إلى تطوير مهارات التفاعل الاجتماعي بشكل تدريجي ومريح للمريض.

  • التدريب على المهارات الاجتماعية: لمساعدة المريض على تحسين التواصل وفهم مشاعر الآخرين.

العلاج الدوائي

لا يوجد دواء مخصص لعلاج اضطراب الشخصية الانعزالية، ولكن يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج الأعراض المصاحبة، مثل:

  • مضادات الاكتئاب إذا كان المريض يعاني من مشاعر الاكتئاب أو انعدام الحافز.

  • مضادات القلق إذا كان القلق أو التوتر يؤثر على المريض.

تعديل نمط الحياة

  • الانخراط في أنشطة فردية تتضمن تفاعلًا بسيطًا مع الآخرين، مثل الانضمام إلى نادٍ للقراءة أو ممارسة هواية جماعية.

  • تعلم تقنيات الاسترخاء لتقليل الشعور بالتوتر عند التعامل مع الآخرين.

  • التدريب على فهم المشاعر والتعبير عنها لتحسين القدرة على التواصل.

على الرغم من أن المريض قد لا يشعر بالحاجة للتواصل الاجتماعي فإن العلاج النفسي قد يساعد على تطوير استراتيجيات للتواصل الاجتماعي قد تسهل على المصاب ممارسة الأنشطة اليومية التي قد تستلزم الاحتكاك بالأخرين

 

شارك المقالة

مقالات مقترحة

الكلمات المفتاحية

اضطرابات نفسية